كمال الذيب
عندما نتحدث عن البنية الثقافية للخوف، فإننا نقصد الخلفيات الفكرية والثقافية المؤسسة للخوف في ثقافتنا العربية بوجه خاص. إذ ترتبط بهذه البنية بخوف المثقف من مواجهة استحقاقات الواقع، ومتطلبات الموقف الفكري والسياسي في ذات الوقت. فهو يخاف من مواجهة القوى الاجتماعية والسياسية المؤثرة، فيجاريها أو يسكت عن أفعالها عندما تكون ذميمة،...
عقب أحد الأصدقاء على مقال الأسبوع الماضي «كورونا ما قبلها وما بعده»، قائلاً: «لقد طالعت المقال الذي تحدث عن تحول من رحم الأزمة الراهنة، بصدد التخلق، ومع أنني قد رصدت مؤشرات تؤذن بأن أزمة فيروس كورونا سيكون لها ما بعدها. وهو أمر أجدد تأكيده هنا، لكنني، مع ذلك، وعلى خلاف بعض المستعجلين للتحول نحو عالم جديد، لا أظن أن ذلك سيكون...
من المؤكد بأن العالم ما بعد فيروس (كورونا) لن يكون مثلما كان قبلها. هذا ما يقوله الجميع. العالم سوف يتغير بكل تأكيد، وسوف تكون هنالك مراجعات عميقة سياسية واقتصادية وثقافية وحتى أخلاقية. فهنالك اليوم مؤشرات على أن هذا العالم مقدم على مرحلة تاريخية وحضارية في أفق هذا العقد الجديد. ولكن للأسف فالتركيز حالياً في معظم بلداننا العربية...
قال الصديق: ألم تلاحظ أن الجميع سكت خلال هذه الجائحة الرهيبة، وبوجه خاص رجال الدين، وفي المقابل ارتفع صوت العلم والعلماء؟ قلت: نعم ارتفع صوت العلماء لأن المطلوب منهم العمل على إنقاذ البشرية من هذا الوباء، ولكن من الطبيعي وقت الأزمات والكوارث والمصائب الكبرى التي تحل بالبشر أن يتوقف الإنسان لحظة، وهو مندفع في عيشه اليومي،...
أن تكون مثقفاً، أن تكون كاتباً جوالاً في المقاهي وعلى الأرصفة، أن تكون أنت نفسك مهما تغيرت الجغرافيا وتبدلت الأحوال من دون ماكياج أو تزييف في زحمة الجغرافيا والألوان واللغات بين وجود وعدم، أن تكون كذلك فأنت مازلت تمتلك الروح التي يكون بها الإنسان إنساناً. عندما تسير في الشوارع وترى كل تلك الوجوه والألوان والأشكال واللهجات...
أظهرت موجة «فيروس كورونا» التي اجتاحت العالم المعولم الجبار، كم هو هش هذا العالم، وكم هو هش هذا الإنسان. فبمقدار هذه الثقة المبالغ فيها إلى حد الغرور في الإنسان وقدرات الإنسان وقدرات العلم اللامحدودة، يبقى الإنسان عاجزاً أمام مجرد فيروس لعين استطاع أن يفتك بالآلاف من البشر معيداً البشرية إلى عصور الأوبئة التي فتكت بالملايين...
تلفت الانتباه بعض الصور الفوتوغرافية المنشورة على الفضاء الإلكتروني، بكونها لم تعد تلفت النظر من كثرة الصور المؤلمة المحزنة التي نغرق فيها يومياً، عبر موجات الصور والأفلام والأخبار التي تغمرنا بالتعاسة إلى درجة أننا أصبحنا لا نحس بها، إذ تبلدت المشاعر وفارقها الحس الإنساني، فانطبق عليها قول العرب «لا يضر الشاة سلخها بعد...
الكل يعلن أنه ديمقراطي وحداثي ومدني ووطني وديمقراطي وتقدمي يؤمن بالدولة المدنية، دولة الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية والتسامح، إلى آخر تلك السلسلة من الشعارات والعبارات والكلمات التي أفرغت من المحتوى، وأفض استخدامها هدراً للغة وضياعاً للمعنى. فأصبحت خطاباتنا "أو أغلبها" متشابهة حتى أننا لا نكاد نعثر على من يقول: "إن...
كان كهلاً في الخمسين، مديد القامة، وعلامات البؤس بادية عليه في سائر أحواله وأفعاله. طالت لحيته وحفرت الأيام في وجهه أخاديد لا تخفى. عُرف بين الناس بعدم استقراره على رأي أو على حال، يقول الشيء وضده ويأتي الفعل وعكسه. يقيم الصلاة أياماً ويهجرها أياماً، يصوم ويفطر.. ولا يستقر على حال. سألتُ: إلى متى أنت معلق بين الأرض والسماء، فلا...
تعقيباً على مقالة «طيران فوق نظام التفاهة»، المنشورة في هذا الفضاء قبل أيام قليلة كتب لي أحد الأصدقاء القدامى رداً مطولاً، اختصر أهم ما جاء فيه لأهميته في استكمال الموضوع: «أتفهم عميقاً ما تستشعره من قلق فكري وإنساني تجاه ما يحدث في عالم اليوم الذي يمكن وصفة بعالم التفاهة، بصفاء النفس ونقاء الحس ورهافة الضمير وحدة الحساسية، من...
كان لافتاً جداً ذلك الحوار الذي أجراه الصحفي «والمحاور» الأمريكي-الكندي، شاين سميث مع نائب وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في مقابلة تلفزيونية تم بثها مؤخراً، وذلك من حيث الأداء ومن حيث المضمون معاً. فعلى صعيد الأداء كان الأمير خالد بن سلمان واضحاً حاسماً قوياً مقنعاً، وهو يرد على محاور...
كتب الكاتب والروائي والمسرحي والناقد الأدبي والصحفي الفرنسي، بلزاك «القرن 19م»، متحدثاً عن المشتغلين بالصحافة في زمانه قائلاً: «في كثير من الأحيان نتعامل مع أشخاص لا يستحقون الاحترام، ولكن النفاق الاجتماعي يضطرنا إلى أن نمد إليهم اليد مصافحين، خوفاً من أحابيلهم، أو من أن نحتاج إليهم في يوم من الأيام. مما يؤدي إلى أن يكون لنا...