محرر الشؤون المحلية
علي النعيمي: الملك وجّه بتسمية شارع في الرفاع باسم الشهيد ماجد بن ناصر الماجد النعيمي
- علي النعيمي: عمّاي الشهيدان ماجد بن ناصر وراشد بن فهد استشهدا في معركة الثغب
- المعتدون استغلوا المصالح الاقتصادية للحصول على دعم شركة النفط
- القبائل بإقليم الزبارة كانت ترتبط بعلاقة وثيقة مع حكام الدولة الخليفية
- الاستعانة بالمرتزقة هدفها التنكيل برعايا الدولة الخليفية
- رعايا البحرين سطّروا ملحمة بطولية في الدفاع عن أرضهم رغمقلة السلاح
- ما حصل في معركة الثغب وما تبعها من تهجير مُجرَّم بحسب القانون الدولي
- استغلال المرتزقة للهجوم على الآمنين بموسم الغوص دليل ضعف المعتدين
أكد كُتّاب ومحللون أن الأحداث التاريخية التي وقعت في قلعة الثغب واستهدفت رعايا البحرين في إقليم الزبارة هدفها تغيير هوية الإقليم وتركيبته السكانية وإقصاء كل من هو مقرّب من حكام الدولة الخليفية للسيطرة على الإقليم ونهب ثرواته بالتعاون مع أصحاب المصالح الاقتصادية الذين كان هدفهم التنقيب عن النفط.
ورأوا أن استغلال المعتدين موسم الغوص للهجوم على الآمنين باستخدام المرتزقة ينم عن ضعف في مواجهة أصحاب الحق وجهاً لوجه في ساحة المعركة، وتطرقوا إلى البطولة التي أظهرها رعايا الدولة الخليفية في جزر البحرين في إقليم الزبارة في مواجهة المعتدين رغم قلة عددهم وعتادهم.
وأشادوا بما تقدمه «الوطن» من حقائق تاريخية في السلسلة الوثائقية «البحرين والزبارة دولة واحدة وشعب واحد»، مطالبين بالاستمرار في توثيق هذه الحقائق لحفظ التاريخ والحق الأصيل لأصحاب الأرض المهجّرين عنوة.
من جانبه، أكد رئيس تجمع الوحدة الوطنية المهندس عبدالله الحويحي، أن الحقائق التاريخية التي وردت في كل كتب التاريخ والوثائق الإنجليزية تبيّن الحق الراسخ لآل خليفة في حكم الزبارة وشبه جزيرة قطر، موضحاً أن مصالح شركات النفط في تلك الفترة جعلتهم يتخذون المعتدين ويدعمونهم في الاستيلاء على الزبارة بعد انتقال مقر الحكم الخليفي إلى البحرين.
وأوضح الحويحي، أن كتب التاريخ وما تناقلته الأجيال عن بعضها تؤكد أن القبائل العربية في إقليم الزبارة كانت ترتبط ارتباطاً وثيقاً بحكام الدولة الخليفية أمثال قبائل الكعبان والكبسة والنعيم والبوكوارة.
وأشار إلى أن المعتدين قرروا الاستيلاء على شبه جزيرة قطر وأجبروا القبائل على الولاء لهم، وعندما واجهوا رفضاً شديداً قاموا بتهجيرهم ومحاربتهم، واستعانوا بشركات النفط التي بدأت تظهر في المنطقة بحثاً عن البترول وتريد مناطق مستقرة تستطيع العمل والاستكشاف فيها، وقد وجدوا أن مصالحهم تتقاطع مع أطماع المعتدين فساعدوهم على شن هجمات على هذه المناطق.
وأكد الحويحي أن الوثائق الموجودة في بريطانيا تؤكد هذا السياق التاريخي الذي يحاول البعض محوه بإزالة القلاع القديمة التي أنشأها حكام الدولة الخليفية، وكذلك القرى التي سكنتها قبائل النعيم والكعبان والبوكوارة، وقال: «كان موقف هذه القبائل مشرفاً إذ وقفوا في وجه العدوان ووافقوا على الهجرة لجزر البحرين رفضاً لأطماع قوى الاعتداء وتمسكاً بولائهم لحكم آل خليفة».
ويفسر الحويحي هذا التماسك بالولاء لحكم آل خليفة بقوله: «إن قبائل النعيم والكعبان والبوكوارة وغيرها كانت مرتبطة مع حكام آل خليفة بعقد ضمني غير مكتوب، وهذا ما أكدته شهادة جمعة بن محمد الكعبي نقلاً عن أفراد عائلته بأنها حقائق قائمة بالتاريخ والوثائق، وأن لهم حقوقاً تاريخية في تلك الأرض لا يمكن التغاضي عنها ونسيانها، وأنها يوماً ما ستعود إليهم».
وقال عضو لجنة الشؤون التشريعية والقانونية بمجلس النواب الدكتور علي النعيمي: «إن من أعمامي الذين واجهوا المعتدين ببسالة واستشهدوا في معركة الثغب الشيهد ماجد بن ناصر بن ماجد النعيمي والشهيد راشد بن فهد بن حسن الماجد النعيمي وقد أمر جلالة الملك المفدى بتسيمة شارع في الرفاع باسم الشهيد ماجد بن ناصر الماجد النعيمي».
وأضاف النعيمي معروف أن قبيلة النعيم وقبائل أخرى منذ عشرات العقود تسكن في منطقة الزبارة والمناطق المجاورة لها والخاضعة لحكام البحرين ويدينون بالولاء لهم، وكان الكثير من أفرادها ينتقلون إلى البحرين في الصيف، ويسكنون في عدة مناطق، منها: منطقة المراجيب (مدينة عيسى حالياً)، والرفاع، وحفيرة، وحالة النعيم، وغيرها من المناطق، كما أود أن أؤكد أن ما تم نشره ما هو إلا حقائق تاريخية مهمة ويجب أن يطلع عليها الجميع وخصوصاً الأجيال القادمة، فتاريخ البحرين عريق لا يمكن لأحد تجاهله».
لافتاً إلى أن ما تم نشرة في الحلقات الوثائقية التي تبثها «الوطن» من وقائع وحقائق تاريخية تؤكده الوثائق والتي لعل من أهمها الوثائق البريطانية، وكذلك شهادة أقارب الشهداء.
وقال الكاتب الصحافي سعد راشد: «إن ما حصل من أحداث مؤسفة في إقليم الزبارة جاء طمعاً في الثروات الطبيعية في الإقليم خاصة مع بدء أعمال التنقيب عن النفط في المنطقة ووجود مؤشرات على إمكانية اكتشاف الذهب الأسود في المنطقة».
وأضاف: «ممارسة حكام الدوحة التهجير القسري في القرى الساحلية لمسخ معالم المنطقة والتخلص من أي امتداد، يؤكد حكم الدولة الخليفية على إقليم الزبارة والذي كان أحد صوره معركة الثغب التي سقط خلالها الشهداء الذين أبوا أن ينال المحتل من أرضهم».
وتطرق سعد راشد إلى واقعة الثغب ومحاولات الاستيلاء على القرى المجاورة التي كشفت عن سوء طوية مبيت هدفه تغيير ملامح المنطقة وتحويلها إلى منطقة تتبع للمعتدين.
وتوقف سعد راشد عند استخدام المعتدين لمرتزقة، موضحاً: «تعكس الاستعانة بالمرتزقة عدة أمور، منها عدم وجود من يساند هذه القوى من أهل إقليم الزبارة، والثاني أن الاستعانة بالمرتزقة هدفه التنكيل برعايا الدولة الخليفية، وهذا ما لا يرتضيه أي شخص سيكون في صفوف العدوان».
من جانبها، قالت الكاتبة منى المطوع: «إن الحقوق لا تسقط بالتقادم، وشهداء البحرين الذي سقطوا في معركة الثغب خير شاهد على حجم المقاومة التي بذلها رعايا الدولة الخليفية لمقاومة الاحتلال الذي سعى بدعم خارجي لبسط نفوذه على إقليم الزبارة عبر التضييق على رعايا الدولة الخليفية وتهجيرهم».
وأضافت: «سطّر أبطال البحرين الذين لم يكونوا يمتلكون العتاد أو السلاح الكافي ملحمة بطولية في الدفاع عن أرضهم والتصدي للمعتدين المدججين بالأسلحة».
ولفتت إلى أن حق البحرين الثابت بالتاريخ والوثائق الرسمية لا يمكن محوه بطمس معالم الهوية وتغيير المعالم الموثقة تاريخياً.
وأوضحت إن ما جرى في إقليم الزبارة البحريني من تغيير ديموغرافي بالقوة بالتعاون مع أصحاب المصالح الاقتصادية جرم كبير لا يغفره التاريخ ولا ينساه وإن تقادم الزمن وحاول البعض تحريفه.
وأكدت أن استغلال موسم الغوص الذي يستمر لمدة أشهر في الهجوم على القرى والقلاع، بالاستعانة بالمرتزقة، يثبت ضعف هؤلاء في مواجهة أصحاب الحق وجهاً لوجه في ساحة المعركة، وقالت: «إن من يستغل الوقت الذي يسافر فيه الرجال والشباب ممن يستطيعون حمل السلاح والقتال ويباغت الآمنين من كبار السن والمرضى والنساء للسيطرة على الأرض لاشك أنه لا يتحلى بالرجولة والأخلاق العربية الأصيلة التي تنبذ مثل هذه التصرفات».
ودعت المطوع أبناء القبائل التي سكنت إقليم الزبارة وهُجّروا منه إلى توثيق الأحداث التي وقعت للأجيال القادمة ليعرف الأبناء كيف دافع الأبطال عن أرضهم وكيف استشهدوا للذود عن حقوقهم ومواجهة المعتدي.
بدوره، قال الصحفي عادل محسن، إن ما حصل في معركة الثغب وما تبعها من أحداث، يؤكد وجود جريمة تهجير قسري، وجريمة التهجير القسري في القانون الدولي العام تعرف بأنها ممارسة تنفذها حكومات أو قوى شبه عسكرية أو مجموعات متعصبة تجاه مجموعات عرقية أو دينية أو مذهبية بهدف إخلاء أراضٍ معينة وإحلال مجاميع سكانية أخرى بدلاً عنها، وهذا بالضبط ما حصل في إقليم الزبارة بالاستعانة بالمرتزقة لإخلاء الأرض من أهلها.
وبيّن محسن، أن التآمر الذي حصل بين حكام الدوحة وأصحاب المصالح الاقتصادية كان يقوم على تبادل المصالح بأن تساعد هذه القوى الاقتصادية المعتدين على الاستيلاء على الأرض وتهجير أهلها منها عنوة على أن يسمح لشركة النفط في التنقيب عن النفط في إقليم الزبارة.
ويقول: «مع كل المحاولات لطمس الحقائق وتزييف التاريخ ستبقى الحقائق ثابتة لا تتغير وستبقى الآثار شاهدة على مرحلة تاريخية مهمة تثبت الحق الأصيل في إقليم الزبارة وتروي تاريخ الأبطال الذين سقطوا شهداء في الدفاع عن وطنهم ضد المعتدين وكما يقال «إذا اختلط الماء بالتراب فإنه يصبح طيناً، أما إذا اختلطت الدماء بالتراب فإنه يصبح وطناً»، لذلك فإن الدماء الطاهرة الزكية التي سفكت في معركة الثغب ستبقى بصمة بحرينية على تراب الوطن، فالزبارة تحيا في قلب كل بحريني، ولن تنجح عمليات الطمس والتدليس في تغيير هذه الحقيقة».