رفع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية خالص الشكر والتقدير والعرفان إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه على تفضل جلالته باستقبال رئيس وأعضاء المجلس بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.



وأعرب معالي رئيس المجلس وأصحاب الفضيلة الأعضاء عن اعتزازهم الكبير بهذا اللقاء المبارك، وبما أبداه جلالته أيده الله من تقدير لدور المجلس في خدمة الدين الإسلامي الحنيف ونشر تعاليمه السمحة، والتوعية بثوابته القائمة على الاعتدال والوسطية، ونبذ الغلو والتعصب، والدعوة إلى التمسك بالأخلاق الفاضلة، وتعزيز قيم الأخوة والتكافل والتراحم والتعاون بين الجميع، سائلين الله تعالى التوفيق والسداد لأداء هذه المهمة الجليلة والرسالة النبيلة.



وجدد المجلس في الجلسة الاعتيادية التي عقدها المجلس اليوم الثلاثاء عن بعد عبر الاتصال المرئي برئاسة معالي الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة رئيس المجلس، تهانيه وتبريكاته بمناسبة حلول الشهر الفضيل، ضارعا إلى الله تبارك وتعالى أن يتقبل من الجميع الصيام والقيام وصالح الأعمال، وأن يعيد هذه المناسبة المباركة على بلادنا وشعبها وجميع المسلمين بالخير واليمن والبركات، داعيا إلى اغتنام هذه الليالي والأيام العظيمة في التقرب إلى الله تعالى بالعبادة والدعاء والبر والإحسان، وتعزيز عرى التراحم والتواصل والتكافل، ونشر الألفة والمحبة والوئام، وإشاعة الخير والمعروف والسلام.



وأشاد المجلس بدعم جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه للشباب البحريني باعتبارهم ثروة الوطن، ونصف الحاضر، وكل المستقبل، مثمنا جهود الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله في ترجمة توجيهات جلالته في هذا الجانب، مثمنا تسمية العام الجاري 2022م بعام الشباب البحريني، داعيا إلى تضافر الجهود الرسمية والأهلية لدعم الشباب والاستثمار فيهم، وتوعيتهم، وتسليحهم بالعلوم والمعارف والأخلاق، وربطهم بدينهم وهويتهم وقيمهم وتاريخهم، بما يؤهلهم لتخطي جميع التحديات والصعوبات بعون الله تعالى.



وثمن المجلس الجهود المثمرة التي قادها صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في التصدي لفيروس كورونا (كوفيد-19) والتي كان لها الأثر المباشر في وضع مملكة البحرين في المكان الأنسب لتجاوز تأثيرات الجائحة، وعودة الحياة إلى طبيعتها بالسرعة المطلوبة، مما أعاد للشهر الفضيل فعالياته الحيوية؛ العبادية منها والاجتماعية، وأعاد الصلوات والعبادات إلى سابق عهدها ولله الحمد.



وأعرب المجلس عن تقديره لجهود أبناء البحرين العاملين في الصفوف الأمامية وكافة الجهات المساندة، الذين قدموا المثل الأروع في التفاني والبذل والعطاء، وجسدوا التكامل المنشود في المنظومة الصحية الوطنية، سائلا الله تعالى أن يجزيهم على ذلك خير الجزاء.



كما أشاد بما تفضل به صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء من أمر كريم بإطلاق خطة تطوير للجوامع والمساجد في كافة محافظات مملكة البحرين، والبدء بها فورا، مثمنا في الوقت نفسه توجيهات سموه بافتتاح وترميم وتأهيل 20 مسجدا تابعا لإدارتي الأوقاف السنية والجعفرية في مختلف محافظات المملكة، وتوفير الميزانية اللازمة لخطة إعادة إعمار بيوت الله، واعتماد المعايير الحديثة والتصاميم الإسلامية في إعادة بناء وتطوير المساجد، وتخصيص المواقع واتخاذ الإجراءات الكفيلة بسرعة البدء في تصميم وبناء 12 مسجدا في مدينة سلمان.



وأكد أن هذه التوجيهات الكريمة تعكس بوضوح حرص الحكومة الموقرة برئاسة سموه حفظه الله على رعاية بيوت الله تعالى، وأنها أثلجت صدور الجميع بهذه الخطة التطويرية الطيبة في رحاب شهر الله الكريم.



كما رحب المجلس بافتتاح عدد من الجوامع والمساجد بالتزامن مع الشهر الفضيل، مهنئا الأهالي بافتتاحها لتكون قبلة للمصلين والذاكرين، مشيدا في هذا الصدد بما توليه مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى أيده الله من حرص على خدمة بيوت الله تعالى وإعمارها ورعايتها ودعمها، مثمنا في الوقت نفسه إسهامات المحسنين وأصحاب الأيادي البيضاء في هذا الميدان، مبتهلا إلى الله تعالى أن يجعله في ميزان حسناتهم.



بعد ذلك، بحث المجلس الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال، واستهلها باستعراض استراتيجية معهد القراءات وإعداد معلمي القرآن الكريم وخطته التشغيلية وبرامجه الدراسية ومقترح ببعض المسابقات التابعة له، ووجه في هذا السياق إلى بدء البرامج الدراسية في العام الدراسي القادم، مقدرا الجهود الكبيرة التي بذلها مجلس إدارة المعهد طوال الفترة الماضية في إعداد الخطط والبرامج واللوائح التنظيمية، سائلا الله التوفيق والسداد.



ثم اطلع المجلس على مذكرة من الأمانة العامة حول آخر مستجدات مشروع صيانة جامع الشيخ حمد بالمحرق، حيث أخذ علما بترسية المناقصة العامة للمشروع على صاحب العطاء الأفضل، وأن العمل جار لاستكمال الإجراءات اللازمة مع الجهات المعنية لمباشرة العمل في المشروع في أسرع وقت ممكن.



كما استعرض المجلس ثلاثة طلبات لبناء جوامع جديدة؛ الأول في مدينة سلمان، والثاني في الزلاق، والثالث في مشروع شرق الحد الإسكاني، وأحال الطلبات على لجنة متابعة إنشاء الجوامع وملحقاتها لدراستها ورفع توصياتها بشأنها إلى المجلس، مختتما جلسته باستعراض الرسائل الواردة، وبحث ما يستجد من أعمال، واتخذ بشأنها ما يلزم.