في مشهد جميل يتكرر بشكل شبه يومي، يتولى طلبة صف "فرسان التحدي" المخصص لفئة اضطراب التوحد بمدرسة صلاح الدين الأيوبي الابتدائية للبنين مسؤولية زراعة النباتات وسقيها في المساحات المدرسية الخضراء.
ويأتي ذلك ضمن مبادرة المدرسة التربوية النوعية "هيا نزرع"، والتي أسهمت بشكل لافت في تطوير شخصية وسلوك هؤلاء الأبناء، وجعلهم أكثر اندماجاً وإيجابيةً في المجتمعين المدرسي والخارجي.
وضمن معلمات صف التوحد، قالت رشا القشيري إنهن قد فعلنّ هذه المبادرة بهدف تنمية التطور الشخصي وتعزيز جانب تحمّل المسؤولية لدى الطلبة، وتنمية القيم السلوكية والمهارات الحركية الدقيقة والإدراك الحسي لديهم، ولله الحمد كانت النتائج مبهرة وفي وقتٍ قياسي.
وأضافت زميلتها فرحه الدوسري أن المبادرة قد غرست في نفوس الطلبة حب الإنجاز، فضلاً عن التأثير الإيجابي للتواصل مع الطبيعة على صحتهم النفسية ودافعيتهم للتعلّم والحضور للمدرسة، وقد تم جعل التجربة أكثر متعة وجاذبية باختيار أدوات زراعية ذات ألوان مبهجة وأحجام مناسبة يسهل عليهم التعامل معها.
وشاركت روان الراقدي بقولها: "يقوم الطلاب بزراعة أصائص ورود في حديقة المدرسة، ويتم تعليمهم كيفية الاعتناء بها وسقيها بالماء، حيث تؤكد الدراسات أن الزراعة ورعاية النباتات تعد ضمن الأنشطة الحركية والذهنية التي تسهم بشكل كبير في تنمية مهارات طلاب هذه الفئة وتحسين حالتهم النفسية وتقليل التوتر لديهم".
تجدر الإشارة إلى أن هذه المبادرة تأتي تعزيزاً لسياسة دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس الحكومية، والتي تنفذها وزارة التربية والتعليم.