فتح معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية في نسخته الثامنة والأربعين أبوابه نهاية الأسبوع الماضي في مسرح البحرين الوطني مقدّماً حتى نهاية شهر يونيو القادم أعمالاً فنية تعكس عراقة الحراك الفني التشكيلي في البحرين، ولعلّ من أهم هذه الأعمال تلك التي فازت بجوائز المعرض، والتي تتصدّرها جائزة الدانة التي حصل عليها الفنان جعفر العريبي، فيما فاز بالجائزة الثانية الفنانة مريم النعيمي وجاءت الفنانة نوف الرفاعي في المركز الثالث.
وبهذه المناسبة توجه الفنانون الفائزون بجزيل الشكر والامتنان لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على رعايته الكريمة للمعرض، كما أعربوا عن جزيل شكرهم لسمو الشيخ محمد بن سلمان بن حمد آل خليفة لتفضلة بافتتاح المعرض. كما وشكروا هيئة البحرين للثقافة والآثار وعلى رأسها معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة الهيئة على الدعم الدائم للحركة الفنية في مملكة البحرين.
وقال الفنان جعفر العريبي إن فوزه بجائزة الدانة للمرة الثانية زاد من مسؤوليته الاجتماعية كفنان للاستمرار في العطاء وتقديم المزيد خلال مسيرته الفنية التي تقوم على البحث والتجريب في إطار لغة فنية تشكيلية معاصرة. وأشار إلى أن استمرار معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية يعكس حرص هيئة الثقافة على الحركة الفنية التشكيلية في البحرين بما يقدّم الصورة المشرفة للفنان البحريني محلياً وإقليمياً وعالمياً.
وحول عمله الفائز "طبوغرافيا بلا عنوان" الذي يتكون من 24 لوحة تم ابتكارها بوسائط متعددة تتنوع ما بين الصور الفوتوغرافية والخرائط الجوية وتقنيات الطباعة اليدوية، فأوضح أنه يعكس الامتداد الحضري والتفاعل ما بين التواجد البشري والتنوع الحيوي والبيئة، والذي ينتج عن تجمّع المياه الجوفية العذبة.
من جانبها قالت الفنانة مريم النعيمي التي فازت بالجائزة الثانية، إنها تشعر بسعادة غامرة كونها استطاعت من خلال عملها خلق مساحة للتأمل تدمج ما بين البيئة والذاكرة الإنسانية والسرد. ويتكون عملها من ثلاثة وثلاثين لوحة لخرائط جزر أرخبيل البحرين، حيث أشارت إلى أنه عملها يلقي الضوء على التغيرات الجغرافية التي أدت إلى تحولات مكانية في شكل الجزيرة على الخارطة، وهذه التحولات تنعكس على النظام البيئي والثقافة والذاكرة وأنماط الحياة.
أما الفنانة نوف الرفاعي، والفائزة بالجائزة الثالثة عن عملها "عمر افتراضي"، فقالت إن فوزها يدفعها إلى المزيد من الابتكار والطموح في المجال الفني. واشتغلت الفنانة الرفاعي في عملها الفني هذا على خامة غير معتادة، فكانت مساحتها للتشكيل عبارة عن أجزاء من سيارات انتهى عمرها قبل أوانها، حيث أشارت إلى اختارت هذه الخامة من أجل التركيز على ما يتعرض له الأشخاص من تغيير في خططهم ومشاريعهم وأهدافهم وهو ما يعرض عمرها الافتراضي إلى الانتهاء. وأضافت أن من واجب كل فنان في البحرين أن يسعى إلى المشاركة في المعرض كونه يعد من أهم المعارض الفنية السنوية في المملكة.
هذا ويستمر معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية 48 حتى نهاية شهر يونيو 2022م ويفتح أبوابه يومياً (ما عدا أيام الثلاثاء) خلال شهر رمضان من 8 صباحاً وحتى 2 بعد الظهر ومن بعد شهر رمضان من الساعة 10 صباحاً وحتى 8 مساءً، حيث يقدّم للجمهور أكثر من 100 عمل فنّي لـ 60 فناناً تشكيلياً من البحرينيين والمقيمين، تعكس مختلف المدارس والاتجاهات الفنية وتتنوع ما بين الرسم بشتى أنواع الخامات والمواد، وأعمال التركيب والفيديو، والتصوير الفوتوغرافي، والنحت وغيرها .
وضمن سعي هيئة الثقافة لإشراك المجتمع في صناعة الحدث الثقافي، يمكن لروّاد المعرض المشاركة في "جائزة الجمهور"، وهي الجائزة الرابعة للمعرض، حيث سيفوز بها الفنان الحاصل على أكبر عدد من أصوات الزوّار والذي تعلن عنه الهيئة في ختام المعرض. ويمكن التصويت للعمل الفني المفضّل من خلال المنصّة الخاصة الموجودة في بهو المعرض في مسرح البحرين الوطني .