ياسمينا صلاح أكدت الاختصاصية الاجتماعية حنان هاشم أن أعداد الأطفال حتى عمر 19 عاماً وفق التعداد السكاني لعام 2019 لسكان مملكة البحرين بلغ 379 ألف طفل، من أصل العدد الكلي للتعداد السكاني والذي بلغ 1484000 فرد وهو ما يعادل 26% من التعداد السكاني لمملكة البحرين، وهذه النسبة تتطابق عالمياً حيث نجد أن نسبة الأطفال بعمر 14 عاماً تمثل 26.3 % من سكان العالم. وهذه المرحلة الزمنية من عمر الإنسان، تبدأ بولادته وتظهر فيها خصائص معينة تمتد لفترة من الزمن، ليدخل الكائن البشري بعدها لمرحلة أخرى، والطفولة اصطلاحاً هي المرحلة الزمنية من عمر الطفل التي تمتد منذ ولادته حتى بلوغه، وتعتبر الطفولة أولى مراحل حياة الإنسان بعد ولادته وهي مرحلة النشأة البدنية وتكوين الشخصية، غير أنها مختلفة الحدود النهائية لمرحلتها، فلا اتفاق يؤطر نهايتها بشكل واضح.وبينت أنه يمكن الاستدلال على الفترة الزمنية أو المرحلة العمرية التي تحدد مرحلة الطفولة من خلال تعريف الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل التي عرفت الطفل بأنه» كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة ما لم يبلغ سن الرشد وذلك بموجب القانون المطبق عليه»، ويحدد هذا التعريف انتهاء مرحلة الطفولة واقعاً ببلوغ الرشد وقد يمتد ذلك حتى الثامنة عشرة من عمر الإنسان كما رجحته الاتفاقية، ويرى البعض أن مرحلة الطفولة التي تمتد إلى ما بعد العام العشرين من العمر، إذ إنه هو السن الذي يكتمل فيه النمو البدني عند معظم الأفراد ليبلغوا بذلك نضجهم، وقد يتفاوت سن الطفولة من جيل إلى جيل أو من شعب لآخر، فهي مقترنة بالنضج البدني والاعتماد على الذات في أداء المهمات باستقلالية الفرد من بيئته الخاصة.وتابعت كما تعرف الطفولة من وجهة نظر علماء الاجتماع على أنها تلك الفترة المبكرة من الحياة الإنسانية التي يعتمد فيها الفرد على والديه اعتماداً كلياً فيما يحفظ حياته، ففيها يتعلم ويتمرن للفترة التي تليها وهي ليست مهمة في حد ذاتها بل هي قنطرة يعبر عليها الطفل حتى النضج الفسيولوجي والعقلي والنفسي والاجتماعي والخلقي والروحي والتي تتشكل خلالها حياة الإنسان ككائن اجتماعي، ومن هنا نجد أن الطفل يتأثر بأسرته وطرق تربيته التي يتعرض لها من قبل والديه كنموذجين حيين له ليتعلم ويكتسب خبراته، حيث نجد في دراسة نشرت بمجلة كلية الآداب بجامعة القاهرة في عام 1992م بعنوان العلاقة بين التنشئة وارتقاء الدور الملائم للجنس في مرحلة الطفولة المبكرة من 2-6 أعوام تبين من نتائجها الفروق بين مجموعة من 2-4 أعوام ومجموعة 4-6 أعوام بعض التباين للدور الملائم للجنس وهي الهوية الجنسية للآخر والاتساق الجنسي للآخر واستقرار الجنسية للذات بسبب أسلوب الأمهات المتبع بتربية أبنائها وارتباطه بمستوى تعليم وثقافة الأمهات.وأضافت: هنا نجد أن الأطفال خلال هذه المرحلة يتأثرون بسلوكيات أبويهما خاصة أنهم خلال هذه المرحلة يتميزون بتقليدهم لما يرونه ويشاهدونه من البيئة المحيطة، كون هذه المرحلة تعد مرحلة التأسيس في صناعة الإنسان، فخلال مرحلة الطفولة يتعلم تناول الأطعمة الصلبة والمشي والكلام ونمو الثقة في الذات والآخرين واستكشاف البيئة وتعلم التطابق مع آخر من نفس جنسه وتعلم الارتباط اجتماعياً وعاطفياً بالآخرين وتعلم التميز بين الخطأ والصواب وتكوين الضمير. ونوهت إلى أن التنشئة الاجتماعية هي صبغ الإنسان بإنسانيته من كافة مصادرها المتنوعة في المجتمع ومتمثلة في الأسرة، والأسرة الممتدة ومؤسسات التعليم التي يمر بها الطفل خلال مراحل نموه والمؤسسات العبادية والمؤسسات الإعلامية والأصدقاء والمؤسسات الرياضية كالأندية والألعاب الإلكترونية وهكذا هي مهمة هذه المؤسسات التكامل المنظم في نقل الثقافة والتربية المقننة وهو ما تبلور لدينا بقوانين حقوق الطفل ونشأة انتشار المؤسسات المعنية بقضايا الطفولة محلياً وعالمياً بهدف الحفاظ على إنسانية الطفل وتمكينه للتكيف مع حياته أينما كان. وذكرت أنه يوجد العديد من الخدمات المتخصصة لرعاية الأسرة والطفل والتي برزت بشكل واضح وتسعى لتحقيق تزويد الوالدين بالمعلومات المرتبطة بطبيعية المرحلة العمرية التي يمر بها الطفل وخصائصها ومشكلاتها وكيفية التعامل معها، وتزويد الأسرة بمعلومات مرتبطة بالمهارات الوالدية الإيجابية وطرق تطويرها عبر المراكز الإرشادية المعنية بذلك، وتزويد الأسرة بالجهات المعنية ذات الصلة لبعض الخدمات الاجتماعية مثل مراكز التأهيل الفئات الخاصة، وتعزيز شبكات العلاقات الاجتماعية الداعمة، بما فيها الأسرة وغيرها من الجهات ذات الصلة مهمة لتوفير الدعم النفسي والاجتماعي والتربوي والتعليمي والديني والترفيهي والمالي والرياضي للطفل، وحشد الأسرة والأصدقاء وغيرهم من الأفراد والمهتمين بموارد المجتمع المتاحة لمساندة الإنسان وفي هذه المرحلة، غالباً ما يعاني الوالدان وأفراد أسرة الطفل من ضغوط نفسية مترتبة على عمليات التنشئة الوالدية، لذلك تم توفير الدعم لهم من خلال إنشاء مراكز الإرشاد النفسي والاجتماعي والتربوي.