أيمن شكل

عقد صندوق العمل «تمكين» تعاوناً جديداً مع معهد سانس التدريبي «SANS» من أجل توفير برنامج تدريبي متخصص في مجال الأمن السيبراني، وذلك لتدريب مئات البحرينيين بحيث يبدأ البرنامج بتخريج 200 بحريني خلال العامين القادمين.

وتأتي المبادرة كجزء من توجهات تمكين الإستراتيجية التي تعكس احتياجات السوق الحالية والداعية إلى تزويد الكوادر البحرينية بفرص تدريبية تخصصية ذات جودة عالية في المجال التكنولوجي وما يتبعها من الحاجة إلى التخصص في مجال الأمن السيبراني الدقيق، وذلك لتحقيق النمو والتأهيل اللازم الذي تتطلبه الفرص الوظيفية المستقبلية في مجال التكنولوجيا المتطورة.

وتعقيباً على هذا التعاون، صرح الرئيس التنفيذي لصندوق العمل «تمكين» حسين رجب قائلاً: «نواصل التزامنا نحو تحقيق هدف إستراتيجية عملنا للأعوام 2021-2025 المتمثل في خلق الأثر الأكبر في الاقتصاد. حيث تلعب تمكين دوراً أساسياً في تنفيذ خطة التعافي الاقتصادي التي تقودها الحكومة من خلال التركيز على دعم جميع القطاعات بشكل عام وبالأخص القطاعات الواعدة وتصميم البرامج والمبادرات التي تعزز النمو والتطور في هذه القطاعات. كما نحرص على العمل المستمر مع شركائنا بهدف جعل الكوادر البحرينية الخيار الأول للتوظيف في القطاع الخاص. وعلى هذا النحو، فإننا نسعد بالتعاون مع جهات تدريبية ذات جودة عالية مبنية على رغبة واحتياجات السوق لتزويد الكوادر البحرينية بالمهارات اللازمة التي تضمن نجاحهم وتميزهم في ظل متغيرات السوق السريعة بما يساهم في تعزيز قدرتهم التنافسية محلياً ودولياً. ونرحب بهذا التعاون الإستراتيجي مع معهد سانس الأمريكي «SANS» الذي يعتبر أكبر معهد تدريب للأمن السيبراني على مستوى العالم.

ويسعى معهد سانس لتزويد المتخصصين في الأمن السيبراني بالمهارات العملية والمعرفة اللازمة التي تعمل على توفير بيئة آمنة عالمياً. كما تلبي دورات معهد سانس حاجة جميع المتخصصين بشتى المستويات في مجال الأمن السيبراني، وذلك بتقديم دورات ذات نهج عملي محكم، يمكّن المحترفين من اكتساب المهارات العالية والمعرفة العملية.

ويحرص معهد سانس «SANS» على توفير مدربين متخصصين ذوي خبرة عالية وقادرين على نقل خبراتهم العملية والمعرفية للمتدربين، ما من شأنه أن يوفر تجربة تعليمية عالية الجودة وفريدة من نوعها. كما يضمن التدريب حصول كل متدرب على قدر عالٍ من المهارات والخبرات اللازمة التي يتم توظيفها مباشرة في الميدان العملي.

من جانبه رحب رئيس قسم التكنولوجيا بمعهد سانس «SANS» جيمس لاين بهذا التعاون مع تمكين، مؤكداً مدى توافقه مع أهداف الجهتين لتقديم برامج تخصصية رائدة. وأضاف: «نرحب بهذه الشراكة الفاعلة مع تمكين، كما نثمن جهودهم الحثيثة في تطوير مهارات الأفراد البحرينيين في مجال الأمن السيبراني بما يتوافق مع التوجه الإستراتيجي الحالي الذي يركز على تحقيق النمو والتأثير، وبما يساهم في تنفيذ الخطط الاقتصادية الوطنية الساعية لجعل مملكة البحرين مركزاً إقليمياً للتكنولوجيا والابتكار. وعليه، نتطلع بشدة إلى وضع خبراتنا جنباً إلى جنب لمساعدة الكوادر البحرينية ذات الكفاءات العالية للارتقاء بقدراتهم المهنية».

وقال: سيساهم هذا التعاون في العمل على سد الفجوة الموجودة حالياً في السوق في مجال الأمن السيبراني بالمملكة، ما يجعل هذا التخصص خياراً وظيفياً مطلوباً بدرجة عالية في العديد من القطاعات مثل الخدمات المالية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتصنيع، حيث تكمن أهمية الأمن السيبراني في توفير الحماية المطلوبة للبيانات، ودرء الهجمات عبر الإنترنت، بالإضافة إلى ضمان عدم المساس بالمعلومات والبيانات بأي شكل من الأشكال. وعليه، يحتم ذلك زيادة الطلب على المتخصصين في هذا المجال بسبب الحاجة الشديدة لحماية أمن الحكومات والمؤسسات. كما يوفر مجال الأمن السيبراني مسارات وظيفية متنوعة وفرصاً كبيرة للنمو والتطور المهني، ما يوفر للكوادر البحرينية المتطلعة إلى التخصص في هذا المجال ميزة تنافسية على الصعيدين المحلي والدولي.

وسيتمكن كل من الأفراد والمؤسسات المهتمين بالمشاركة في برامج سانس التدريبية «SANS» من التقديم مباشرة عبر برامج دعم تمكين المتمثلة في برنامج تدريب الأفراد وبرنامج التدريب والتوظيف، بالإضافة إلى برنامج التطور الوظيفي، حيث سيتم الإعلان عن مزيد من المعلومات حول فتح باب التقديم وكيفية التسجيل للبرامج التدريبية من خلال قنوات التواصل الاجتماعي الرسمية الخاصة بتمكين.

وتأتي هذه المبادرة ضمن باقة البرامج الستة عشر الجديدة التي أطلقتها تمكين هذا العام إلى جانب خطة التحول الشاملة، وذلك استجابة لمتغيرات السوق وسعياً نحو تمكين الأفراد والمؤسسات على حد سواء من أجل تحقيق التأثير الأكبر في الاقتصاد الوطني من خلال تعزيز الإنتاجية وتشجيع التوظيف والاستثمار في القطاعات الواعدة بما يتماشى مع الأولويات الوطنية.

وفي تصريح صحفي على هامش التوقيع أكد الرئيس التنفيذي لـ«تمكين»، أن البرامج المطروحة تعد فرصة للتدريب ويمكن الاستفادة منها على موقع تمكين الإلكتروني من خلال 3 أنواع من البرامج المطروحة، وهي «التدريب المنتهي بالتوظيف» و«النمو الوظيفي» وبرنامج «تدريب الأفراد»، وقال إنه على الراغبين في الاستفادة من برنامج الأمن المعلوماتي الذي يقدمه مركز SANS أن يقدم على موقع تمكين.

وأوضح، أنه سيتم الإعلان عن الاشتراطات وطرق التقديم وتقييم المتقدمين لاختيار المرشحين للبرنامج، مؤكداً أن التقديم مفتوح للجميع، ويمكن للشركات ترشيح بعض موظفيها وكذلك متاح للأفراد أن يتقدموا بأنفسهم.

وأكد أن الإطار الاستراتيجي لطرح الفرص التدريبية في تمكين يتم عبر دراسة متطلبات السوق لتحديد الفجوات والفرص التي تتيح تمكين المواطن، ثم يتم تحديد البرامج والمعاهد التي يمكن أن تقدم خدماتها لسد الفجوة أو تدريب أشخاص لاقتناص فرص في سوق العمل. وأشار إلى أن «تمكين»، يركز في المرحلة الحالية على قطاع التكنولوجيا، حيث تم طرح فرص تدريبية للبرمجة وتحليل المعلومات واليوم الأمن السيبراني، فيما سيتم الإعلان قريباً عن مبادرات أخرى سيركز بعضها على تطوير رواد الأعمال من حيث الإدارة المالية وإدارة المشاريع والتأمين.

وحول المجال الطبي أوضح رجب أن، «تمكين» قدم دعماً كبيراً للقطاع الطبي من ناحية الخدمات الصحية التخصصية، مشيراً إلى أن الدعم السابق ركز على الخدمات الصحية العامة، لكن المرحلة القادمة سيتم التركيز على المراكز الصحية التخصصية لتغطية احتياجات السوق المحلي والإقليمي، من حيث الاستثمار والتوظيف، وتشجيع المستثمرين على الولوج في هذه القطاعات.

وفي تصريح لـ«الوطن» شرح جيمس لاين رئيس قسم بمعهد SANS أسس البرنامج، حيث يتكون من 3 شرائح للمبتدئين وتتدرج حتى تصل إلى أصحاب المعلومات المتقدمة، والهدف منه هو سد الفجوات المعرفية لدى فئة المبتدئين، أما بالنسبة لدارسي نظم أمن المعلومات في الكليات، فسيكونوا الأكثر استعدادا للاستفادة من البرنامج، وقال إن كل دورة من الأجزاء الثلاثة ستستغرق 36 ساعة، بينما يسبقها فترة تحضيرية قبلها بعدة أسابيع لتصفح المادة ووضع المنهج لكل تخصص، ثم اختبارات لتحديد قدرات المتدربين.

وأوضح أن الدورة تحتوي على 5 سلاسل تستخدم في الوظائف والصناعات، والتحليل الجنائي وجرائم الإنترنت، وستركز السلاسل على احتياجات الوظائف، مشيراً إلى أن برنامج التدريب تم بناؤه من قبل خبراء أمضوا قرابة عقدين في مجالات الطب الشرعي والاستخبارات والجيش.