محرر الشؤون المحلية - الزياني: عندما وصلنا الزبارة كان علم البحرين مرفوعاً فوق مركز الشرطة- انتقال الطلاب إلى الزبارة دون جوازات سفر يؤكد الوحدة الترابية- العوائل البحرينية كانت تسكن في الإقليم وتتنقل بين جزر البحرين والزبارةأكد عدد من المشاركين في الرحلة الطلابية التي قام بها الطلاب البحرينيون عام 1953 إلى إقليم الزبارة، وعدد ممن عاصر من شارك في تلك الرحلة تبعية الزبارة للسيادة البحرينية. وبينوا أن وجود رحلة طلابية من البحرين للزبارة ودون أي إجراءات دون استخدام جوازات السفر، يؤكد على الوحدة الترابية، بين إقليم الزبارة وجزر البحرين. وقال خالد بن راشد الزياني وهو أحد الطلاب المشاركين في الرحلة المدرسية التي زارت الزبارة في عام 1953 «إن الرحلات المدرسية كانت تنظم بين جزر البحرين والزبارة بشكل طبيعي، حيث إن الزبارة كنا نعتبرها جزءاً من التراب البحريني».وأضاف الزياني: «وصلنا إلى الزبارة، وكان هناك مركز شرطة بحريني، والعلم البحريني كان مرفوعاً فوقه، فالأرض بحرينية والمكان بحريني وهذا الأمر كان طبيعياً جداً، قد يصعب على جيل اليوم معرفة ذلك أو توقعه، ولكن هذه هي الحقيقة».وتابع الزياني: «عندما نستذكر الزبارة علينا التأكيد على أن الكثير من القبائل والعوائل البحرينية كانت تسكن في الإقليم وتتنقل ما بين جزر البحرين والزبارة، مثلما ينتقل اليوم أبناء المحرق على سبيل المثال للسكن في مدينة حمد بسبب ظروف معيشية وسكنية معينة، والقبائل الموالية للدولة الخليفية، كانت تسكن في محيط الزبارة وعلى كامل تراب شبه جزيرة قطر».وواصل الزياني: «الزياينة قدِموا إلى البحرين في هجرات متعددة برفقة حكام الدولة الخليفية بعد فتح جزر البحرين، وكان هناك تواجد للزياينة في الزبارة والمحرق».وأضاف الزياني: «كان هناك شبه اعتراف بأن الزبارة بحرينية، حيث إن القطريين لم يكونوا يتواجدون بالزبارة أو محيطها، حتى بعد أحداث «الحريبة» عام 1937، الزبارة بقيت بحرينية ولم يجرؤ أحد على الاقتراب منها، وزيارتنا لها كرحلة مدرسية عام 1953 تؤكد ذلك». وتابع الزياني: «في طفولتنا، الزبارة كانت بالنسبة لنا جزءاً من التراب الوطني، كنا نزورها في رحلات مدرسية، مثلما يزور الطلاب اليوم حوار أو قلعة الرفاع، ونسعد جداً بالتواجد هناك، ولم يكن هناك أي أحد في الزبارة غير البحرينيين أثناء رحلتنا المدرسية».بدوره، قال الدكتور عبدالله المطوع: «في عام 1953 أقام طلبة القسم الداخلي رحلة إلى الزبارة برئاسة مدير القسم المرحوم الأستاذ يوسف الشيراوي، حيث كان الأستاذ محمد صالح الأنصاري من ضمن الطلبة لمدة أسبوع، إلا أن هذه الرحلة قُطعت وعاد الطلبة إلى البحرين».من جانبه، قال حسن بن علي الحربي: «إن انتقال الطلاب من هذا الجزء من البلد إلى الآخر دون استخدام جوازات السفر، يؤكد على الوحدة الترابية، نتحدث هنا عن تاريخ حافل وموثق ومعروف للقاصي والداني، نتحدث عن مدينة بحرينية أصيلة أنشأتها الدولة الخليفية وكانت عاصمة لها».وتابع الحربي: «تلك المدينة المزدهرة «الزبارة»، حاضرة الثقافة والتجارة والوجهة الرئيسة لأي سفن تدخل الخليج العربي، نحن لا نتحدث عن 1937 أو 1953، نحن نتحدث عن مئات السنين من الحضارة والتقدم».وأضاف الحربي: «الدولة الخليفية قدمت أنموذجاً في الإدارة وحماية التجارة وتأمين الملاحة البحرية، إلى جانب استتباب الأمن وتطبيق النظام والقانون والقيام بمهام ومسؤوليات الدولة الحديثة، وتنفيذ أحكام المعاهدات الدولية، بالإضافة إلى قيام نظام حكم تكافلي يكفل حرية الأفراد». وأكد الحربي أن «تلك النجاحات أسهمت بشكل كبير في استقطاب علماء وأعيان المنطقة وازدهار التجارة والاستقرار السياسي والاجتماعي، وأنه لولا تدخل البريطاني الغاشم ضد الدولة الخليفية، لكانت عاصمتنا اليوم الزبارة، من يدري، هذا الزمن متقلب، والدولة الخليفية كانت محبوبة من قبل رعاياها ومواطنيها».وبين الحربي أن الزبارة هي مكون بحريني أصيل، وجزء من تراب المملكة، وأن التاريخ مثل الشمس لا يغطى بغربال، وأن الحقوق التاريخية والشرعية موثقة، فالزبارة جزء من البحرين وجزء أصيل، ولعبت دوراً حضارياً كبيراً، نحن في البحرين نعيش على إرث الدولة الخليفية التي انطلقت من الزبارة، هي مسقط رأسنا جميعاً إن صح التعبير».