حذر د. كاظم الحلواجي استشاري طب العائلة بمركز المنامة الطبي، خبير في مساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين، إن هناك مواد مسرطنة اكتشفت حديثاً ضمن السحبة والسجائر الإلكترونية، مؤكدا أن منظمة الصحة العالمية لا تقر بأن التدخين الإلكتروني يساعد على التوقف عن التدخين التقليدي، وأن الخطر الأكبر يكمن في إمكانية إضافة المخدرات إلى السحبة أو الشيشة الإلكترونية على شكل قطرات زيتية.

جاء ذلك في حوار للدكتور الحلواجي مع رئيسة جمعية أصدقاء الصحة الدكتورة كوثر العيد، نظمته الجمعية بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين، الذي يصادف ٣١ مايو من كل عام، وفي إطار جهود الجمعية لنشر الوعي بمختلف القضايا الصحية في أوساط المجتمع البحريني.

وقال د. الحلواجي إن كل سيجارة يدخنها الشخص لها مردودها السيء في النهاية على البيئة والكائنات الحية، مشيرا إلى أن التبغ له تأثيرات سيئة على البيئة في جميع مراحل زراعته وإنتاجه، والتخلص من نفاياته، نبات التبغ يسمم الأرض ويجعلها غير صالحة لزراعة محصول آخر لعدة سنوات، كما أن التمدد في توسعة الأراضي المزروعة بالتبغ، يقتضي قطع أشجار الغابات من أجل الحصول على المزيد من المدخول المالي، والذي سرعان ما يتبدد على المرضى من المدخنين.

وأشار إلى إدمان النيكوتين الشديد، الذي يجعل الشخص يستمر بالتدخين سنين طويلة، حتى في حالة المرض الشديد، لافتا إلى أن أهم الأجهزة التي تتأثر بالتبغ الجهاز التنفسي والقلب والشرايين.

وقال إن العامل المشترك بين التدخين التقليدي والإلكتروني هو وجود النيكوتين، وبعض المواد المسرطنة التي اكتشفت حديثاً، وأوضح أن التدخين الإلكتروني يشمل السيجارة الإلكترونية والشيشة الإلكترونية وجهاز السحبة الذي ينتشر بين طلبة المدارس صغاراً وكباراً، ذو حجم صغير وليس له رائحة أو بخار ويسهل إخفائه، مؤكدا أن الأمر يحتاج لدراسة لمعرفة مدى الانتشار في المجتمع، خاصة وأنه من الممكن إضافة بعض المواد المخدرة للنيكوتين في جهاز الشيشة أو السحبة، على هيئة نقاط زيتية.

وأكد أهمية الإرادة في الإقلاع عن التدخين، مشيرا إلى أن الإرادة تبنى وتقوى حين يكون هناك الخوف من العواقب، عندما يكون للمدخن محاولات عديدة غير ناجحة للإقلاع عن التدخين، فهذا مؤشر على مدى الرغبة في التوقف عن التدخين، بعدها قد يلجأ المدخن لطلب المساعدة من المختص، والآن هناك أطباء متخصصين في هذا المجال في وزارة الصحة والطب الخاص، كما في المركز الذي أعمل فيه، مركز المنامة الطبي.

ولفت إلى أن المسؤولية بالدرجة الأولى تقع على مراقبة الوالدين لأولادهم ومعرفة نوعية أصدقائهم فـ "الصاحب ساحب" كما نقول في العامية، كما يجب مراقبة تطبيق القوانين من قبل المعنيين، بالإضافة إلى التبليغ عن المخالفات المرصودة من قبل الأهالي، هذه الإجراءات تساعد كثيراً في مكافحة هذه الآفة، والكلمة الأخير التي دائما اكررها، "لا تبدأ التبغ تجنب الأذى، اقلع الآن تربح الصحة غداً".