محرر الشؤون المحلية
عاش رعايا الدولة في إقليم الزبارة، في أمن وسلام ردحاً طويلاً من الزمن في رعاية الدولة الخليفية، واستمر الوضع كذلك حتى تسلّطت عليهم الأطماع السياسية والنفطية، فضيّقت عليهم وحاصرتهم، بل وحاربتهم.
مبارك النعيمي، أحد رعايا البحرين الذين ولدوا في إقليم الزبارة، وتنقلوا ما بين رياضها وقراها، يصف حياته هناك قبل العدوان، ويقول: «كانت حياتنا هناك تعتمد على البرّ وكنا نملك الأغنام والركاب من أبل وخيل، وكنا نرتحل من منطقة إلى أخرى، دون الالتزام بموقع واحد، فكنا ننتقل من منطقة أم الماء ولقد سكنا فيها هناك، ومن ثم ننتقل إلى النعمان، ثم أم قبرين، ثم الخريمة. وكانت كل روضة فيها عين، وننتظر هطول المطر، وإذا جاء الغيث من المطر تمتلئ العيون، ونستغل عيون الماء صيفاً، هكذا كانت طبيعة الحياة، كنا نبحث عن المطر والكلأ من الأعشاب في الرياض لدوابنا ونذهب لها».
ويضيف: «كنا في حلوان -وهي روضة فيها قلعة كبيرة- ومن الروضات كذلك أم الما و اللشى، وغيرها، وكنا إذا وقفنا على ساحل البحر نستطيع رؤية من يمشي في حوار، لقرب المسافة بيننا وبين من يتواجد هناك، كما أن البحر لم يكن عميقاً».
وعن مشاهداته لقلعة صبحا، يقول النعيمي: «القلعة كان لها بابان أحدهما في الشرق والآخر ناحية القبلة، وتجري بها قناة مائية تربطها بالبحر وكانت القوارب بحسب ما يصف عمي محمد بن حسن تدخل القلعة من القناة المائية المحفورة».
ويضيف: «رأينا القبائل في الشمال يبنون باستخدام الطين والحصا، وكانت البئر الموجودة بالقلعة تقع بالقرب من الحائط الغربي للقلعة، ولقد شربت من البئر الماء، والذي كان مراً مثل العلقم، وبين البرج الشرقي والبرج الغربي، وكان هناك سلم من الأسفل يأخذونا إلى الأسطح».
ويوضح: «أما الآخرون، فكانوا يسكنون في الدوحة فهم بلادهم الدوحة، والبر لم يكن لهم، فالبرّ للقبائل التابعة للبحرين التي تدين بولائها لحكام الدولة الخليفية، وكان حكام الدولة الخليفية يوفرون لتلك القبائل التموين اللازم «الماجلة» ويصرفون لهم الرواتب والمعاشات، فحكام الدولة الخليفية كانوا المسؤولين عن جميع القبائل في الزبارة».
ويستذكر النعيمي: «كان حكام الدولة الخليفية يرسلون الرواتب لرعاياهم في الزبارة إلى منطقة أبوظلوف التي تضم الدكاكين، فكانت الرواتب تصل من المحرق وتوضع عند الدكاكين ويأتي كل شخص لاستلام سهمه كما يستلم زاده وتموينه، وهذا الأمر كان يجري كل شهر، تصل الرواتب والتموين من حكام الدولة الخليفية إلى الزبارة ويتسلمها الرعايا ولم يكونوا يذهبون إلى الدوحة».
وسبق أن استعرضت «الوطن» في حلقة سابقة تفاصيل قلعة صبحا، حيث قال راشد بن فاضل البنعلي في كتابه مجموع الفضائل في فن النسب وتاريخ القبائل: «فأقام بناءها الشيخ محمد بن خليفة، وجعل في كل جهة منها ثلاثة أبراج ضخام، وأنا ذرعت ساس هذه القلعة خمسة أذرع، وبنى بها مسجداً للجمعة مطوي سقفه بالقباب، وبها بئر ماء عذب، وبنى أيضاً سورين من باب الزبارة إلى القلعة، سور من الجنوب مستطيل من باب البلد شرقاً إلى القلعة، والثاني كذلك من الشمال متصل من القلعة إلى باب البلد من الغرب، والطريق بين السورين، وكذلك حفر من جنوب البلد خليجاً للسفن من البحر شرقاً إلى القلعة برزخ بين برين، وبنى الجهتين بالصاروج ومسافة هذا الحلقوم والحفر قدر ميلين تجري فيه السفن».
ووصف جمعة بن محمد الكعبي علاقة حكام الدولة الخليفية برعاياهم في إقليم الزبارة قائلاً في حلقة سابقة من وثائقي «الوطن»: «كانت هناك علاقة وطيدة بين حكام الدولة الخليفية في الزبارة وبين القبائل المنتشرة في شمال شبه جزيرة قطر، فجميع القبائل هناك كانت موالية لحاكم الدولة الخليفية، وكانت العلاقات قائمة ولا يوجد بينهم حاجز ويزورونه باستمرار، ويتولى الحاكم حل مشاكل الرعايا ويقوم بتوفير ما ينقصهم من أمور حياتهم سواء ما يخص الأمن أو الغذاء أو تسريع وتسهيل أمورهم في شؤون التجارة وغيرها».
عاش رعايا الدولة في إقليم الزبارة، في أمن وسلام ردحاً طويلاً من الزمن في رعاية الدولة الخليفية، واستمر الوضع كذلك حتى تسلّطت عليهم الأطماع السياسية والنفطية، فضيّقت عليهم وحاصرتهم، بل وحاربتهم.
مبارك النعيمي، أحد رعايا البحرين الذين ولدوا في إقليم الزبارة، وتنقلوا ما بين رياضها وقراها، يصف حياته هناك قبل العدوان، ويقول: «كانت حياتنا هناك تعتمد على البرّ وكنا نملك الأغنام والركاب من أبل وخيل، وكنا نرتحل من منطقة إلى أخرى، دون الالتزام بموقع واحد، فكنا ننتقل من منطقة أم الماء ولقد سكنا فيها هناك، ومن ثم ننتقل إلى النعمان، ثم أم قبرين، ثم الخريمة. وكانت كل روضة فيها عين، وننتظر هطول المطر، وإذا جاء الغيث من المطر تمتلئ العيون، ونستغل عيون الماء صيفاً، هكذا كانت طبيعة الحياة، كنا نبحث عن المطر والكلأ من الأعشاب في الرياض لدوابنا ونذهب لها».
ويضيف: «كنا في حلوان -وهي روضة فيها قلعة كبيرة- ومن الروضات كذلك أم الما و اللشى، وغيرها، وكنا إذا وقفنا على ساحل البحر نستطيع رؤية من يمشي في حوار، لقرب المسافة بيننا وبين من يتواجد هناك، كما أن البحر لم يكن عميقاً».
وعن مشاهداته لقلعة صبحا، يقول النعيمي: «القلعة كان لها بابان أحدهما في الشرق والآخر ناحية القبلة، وتجري بها قناة مائية تربطها بالبحر وكانت القوارب بحسب ما يصف عمي محمد بن حسن تدخل القلعة من القناة المائية المحفورة».
ويضيف: «رأينا القبائل في الشمال يبنون باستخدام الطين والحصا، وكانت البئر الموجودة بالقلعة تقع بالقرب من الحائط الغربي للقلعة، ولقد شربت من البئر الماء، والذي كان مراً مثل العلقم، وبين البرج الشرقي والبرج الغربي، وكان هناك سلم من الأسفل يأخذونا إلى الأسطح».
ويوضح: «أما الآخرون، فكانوا يسكنون في الدوحة فهم بلادهم الدوحة، والبر لم يكن لهم، فالبرّ للقبائل التابعة للبحرين التي تدين بولائها لحكام الدولة الخليفية، وكان حكام الدولة الخليفية يوفرون لتلك القبائل التموين اللازم «الماجلة» ويصرفون لهم الرواتب والمعاشات، فحكام الدولة الخليفية كانوا المسؤولين عن جميع القبائل في الزبارة».
ويستذكر النعيمي: «كان حكام الدولة الخليفية يرسلون الرواتب لرعاياهم في الزبارة إلى منطقة أبوظلوف التي تضم الدكاكين، فكانت الرواتب تصل من المحرق وتوضع عند الدكاكين ويأتي كل شخص لاستلام سهمه كما يستلم زاده وتموينه، وهذا الأمر كان يجري كل شهر، تصل الرواتب والتموين من حكام الدولة الخليفية إلى الزبارة ويتسلمها الرعايا ولم يكونوا يذهبون إلى الدوحة».
وسبق أن استعرضت «الوطن» في حلقة سابقة تفاصيل قلعة صبحا، حيث قال راشد بن فاضل البنعلي في كتابه مجموع الفضائل في فن النسب وتاريخ القبائل: «فأقام بناءها الشيخ محمد بن خليفة، وجعل في كل جهة منها ثلاثة أبراج ضخام، وأنا ذرعت ساس هذه القلعة خمسة أذرع، وبنى بها مسجداً للجمعة مطوي سقفه بالقباب، وبها بئر ماء عذب، وبنى أيضاً سورين من باب الزبارة إلى القلعة، سور من الجنوب مستطيل من باب البلد شرقاً إلى القلعة، والثاني كذلك من الشمال متصل من القلعة إلى باب البلد من الغرب، والطريق بين السورين، وكذلك حفر من جنوب البلد خليجاً للسفن من البحر شرقاً إلى القلعة برزخ بين برين، وبنى الجهتين بالصاروج ومسافة هذا الحلقوم والحفر قدر ميلين تجري فيه السفن».
ووصف جمعة بن محمد الكعبي علاقة حكام الدولة الخليفية برعاياهم في إقليم الزبارة قائلاً في حلقة سابقة من وثائقي «الوطن»: «كانت هناك علاقة وطيدة بين حكام الدولة الخليفية في الزبارة وبين القبائل المنتشرة في شمال شبه جزيرة قطر، فجميع القبائل هناك كانت موالية لحاكم الدولة الخليفية، وكانت العلاقات قائمة ولا يوجد بينهم حاجز ويزورونه باستمرار، ويتولى الحاكم حل مشاكل الرعايا ويقوم بتوفير ما ينقصهم من أمور حياتهم سواء ما يخص الأمن أو الغذاء أو تسريع وتسهيل أمورهم في شؤون التجارة وغيرها».