ياسيمنا صلاح


أكد شيوخ دين على أهمية التهيئة الصحيحة قبل الذهاب لأداء فريضة الحج، وذلك بعمل عدة أمور منها أن يصل الرحم، ويبر والديه ويترك المعاصي التي يفعلها ويتوب إلى الله عز وجل ويسد الدين، مشيرين إلى أن هذه الأمور تزيد من الكمال والقبول في الحج ولا تنقص في الثواب، منوهين أن سد الدين أولى من الذهاب للحج لأن الحج عند الاستطاعة.

وقال الشيخ فاضل فتيل: «إن المقدم على الحج عليه أن يصلح جميع الأمور المعنوية، إذا كان ظالماً لأحد أن يعتذر عما بدر منه وإذا كان عاقاً لوالديه عليه أن يبرهما وإذا كان قاطعاً لرحمه عليه أن يصلهم، وإذا ذهب للحج دون أن يصلح الأمور المعنوية يكون حجه صحيح ولكن ثوابه به نقص لأن الذهاب للحج هو الذهاب إلى الله ولباس الحج مثل الكفن يجب أن يكون الإنسان نظيفاً من الداخل ويترفع عن جميع الأغلال القلبية حتى ينال الثواب كاملاً دون نقص».

ونوه إلى أن «من عليه ديون عليه أن يسد دينه قبل أن يفكر في الحج وإذا ذهب إلى الحج دون أن يسد دينه يكون الحج صحيحاً ولكن ثوابه منقوص، لأن الحج يكون عند الاستطاعة ويجب أن يتدبر أمره قبل أن يفكر في الذهاب، وأن يكون مهيأ بشكل تام لأن الحج يذكرنا في الأخرة ونقوم بترك جميع الملذات ونحن ذاهبين إلى الله».

وأكد الشيخ زياد السعدون على «التهيئة الصحيحة للفرد قبل الذهاب للحج حتى ينال القبول الكامل، ومنها أن يصل الرحم ويبر والديه وأن يترك ما يفعل من ذنوب ويتوب إلى الله عز وجل ويؤدي حق العباد، وإذا لم يفعل ذلك يكون الحج صحيحاً ولكن يسأل الله القبول والكمال، ويوجد فرق بين أن يكون الحج صحيحاً وأن يكون مقبولاً، الحج الصحيح بأداء المناسك والأركان الخاصة بالحج والقبول هو من عند الله ويجب على العبد أن يعرف أهم أسباب القبول ويعمل بها حتى يتقين أن حجه كامل دون نقوص».

وبين أن «سد الدين يكون أولى من الحج لأن الحج لمن استطاع إليه سبيلاً والاستطاعة ليست فقط مادية وإنما بدنية أيضاً، وهناك فروق بين الديون التي تكون على مدى طويل والدين الذي يكون بمبلغ أبسط، لأن الديون الطويلة لا عليها جدال ولكن الدين البسيط يجب أن يسد ولو لم يفعل يسأل الله قبول الحج»، لافتاً إلى أن «على الشخص أن يحج بمال حلال حيث إن الحج بمال حرام فيه شبهة واختلاف والتحري في الحلال يقي من الوقوع فيها».