وليد صبري




* قائد الفرقاطة "سركوف": مناورات وتدريبات عسكرية وتبادل خبرات بحرية مع البحرين

* الفرقاطة راسية في المنطقة 3 أشهر لتوفير بيئة ملاحية آمنة ضمن مهمة "إيماسوه EMASOH"

* الفرقاطة "سركوف" تتميز بتكنولوجيا الرادارات المتطورة في الكشف عن التهديدات المحتملة

* تعاون بين فرنسا والإمارات والسعودية في تكنولوجيا المسح الجوي والأمن السيبراني

* تأمين الملاحة في المنطقة أولوية قصوى لدى فرنسا


كشف سفير فرنسا في البحرين جيروم كوشار عن تنسيق وتعاون قائم بين بلاده ومملكة البحرين من أجل تأمين الملاحة في منطقة الخليج العربي، مشدداً على أن لدى فرنسا إستراتيجية مهمة فيما يخص الأمن البحري، وتأمين الممرات المائية، وإمدادات الطاقة، والسفن، موضحاً أن هناك شركات فرنسية تعمل في مجال الأمن السيبراني وشؤون الدفاع وهو ما يطرح تعاوناً كبيراً مع دول خليجية من أبرزها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في هذا الجانب، وخاصة أن هناك دولاً أخرى تلعب دوراً مهماً في تأمين حرية الملاحة في المنطقة.

وأضاف سفير فرنسا في رد على سؤال لـ"الوطن" خلال المؤتمر الصحفي، الذي عقده مع قائد الفرقاطة الفرنسية "سركوف" الكابتن إدوار دوليفيه، على متن الفرقاطة، في ميناء سلمان أن "الفرقاطة الفرنسية تتميز بأسلحة نوعية إضافة إلى امتلاكها تكنولوجيا الرادارات المتطورة، وكذلك هناك تعاون ودعم بين الفرقاطة والعمليات الجوية للكشف عن أي تهديدات محتملة والمسح الجوي، ومن ثم التعاون مع دول المنطقة في هذا المجال".

وأعلنت السفارة الفرنسية في مملكة البحرين عن وصول الفرقاطة الفرنسية "سركوف" إلى مملكة البحرين صباح الخميس الماضي، في إطار التعاون العسكري القائم بين المنامة وباريس، وبمناسبة الاحتفال بمرور 50 عاماً على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وأقامت السفارة الفرنسية في البحرين مؤتمراً صحفياً، عقده سفير فرنسا في البحرين، جيروم كوشار، وقائد الفرقاطة الفرنسية الكابتن إدوار دوليفيه، على متن الفرقاطة، في ميناء سلمان، بحضور ممثلين عن وسائل الإعلام والصحف المحلية وتلفزيون مملكة البحرين.

ونوه كوشار إلى أن فرنسا لها إستراتيجية بالغة الأهمية فيما يتعلق بتأمين الاستقرار في منطقة الخليج وخاصة الممرات المائية والأمن البحري وأمن السفن، مؤكداً وجود قوات أخرى في المنطقة لها نفس الأهداف والشراكات، وأن هناك تعاوناً قائماً بين القوات الفرنسية وتلك القوات من أجل ذات الهدف، وحماية المنطقة بشأن دائم.

وذكر: إن لدينا تواجداً مهماً في منطقة الخليج من خلال القواعد العسكرية الفرنسية في دولة الإمارات العربية المتحدة، سواء القاعدة الجوية، أو القاعدة البحرية، وكذلك الدور الذي يقوم به الاتحاد الأوروبي من ناحية تأمين الأمن والدفاع، وخاصة بعد اندلاع الأزمة الأوكرانية الروسية، والدخول في الحرب القائمة حالياً، وبالتالي كان انطلاق الإستراتيجية مع دول المنطقة في شهر مايو الماضي من خلال تأمين سلامة البحار والإستراتيجية التي أطلقها الاتحاد الأوروبي تتعلق بأمن وسلامة الإبحار، ولاسيما أن فرنسا هي تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي في هذه المرحلة وسوف تسلم الرئاسة نهاية شهر يونيو الجاري.

وقال إن تواجد فرنسا في المنطقة يمتد عقوداً طويلة، ونحن دائماً نتطلع إلى تعزيز التعاون في المستقبل من خلال التواجد الفرنسي في المنطقة بوجه عام، مع وجود الاتحاد الأوروبي أيضاً والمشاركة في المجالات العسكرية المختلفة ولا سيما مجال الأمن.

وفي رد على سؤال لـ"الوطن" حول مدى التعاون القائم بين البحرين وفرنسا، مع رسوّ الفرقاطة "سركوف" في البحرين، أفاد السفير الفرنسي بأن هناك تنسيقاً وتعاوناً قائمين بين بلاده ومملكة البحرين من أجل تأمين الملاحة في منطقة الخليج العربي، مشدداً على أن لدى فرنسا إستراتيجية مهمة فيما يخص الأمن البحري، وتأمين الممرات المائية، وإمدادات الطاقة، والسفن، موضحاً أن هناك شركات فرنسية تعمل في مجال الأمن السيبراني وشؤون الدفاع، وهو ما يطرح تعاوناً كبيراً مع دول خليجية من أبرزها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في هذا الجانب، وخاصة أن هناك دولاً أخرى تلعب دوراً مهماً في تأمين حرية الملاحة في المنطقة.

وذكر أنه خلال الفترة الماضية كان هناك توتر في منطقة الخليج والشرق الأوسط بشكل عام لكن المجتمع الدولي لن يقف مكتوف الأيدي، وكذلك فرنسا التي تتمتع بتواجد كبير في المنطقة من أجل التحديات المختلفة التي تواجه الملاحة وخاصة مع استخدام السفن والطائرات والقواعد العسكرية ومن خلال التعاون الدائم مع دول الخليج، وخاصة مع دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال قاعدة الظفرة الجوية وقاعدة ميناء زايد البحرية ما، يؤكد التواجد الفرنسي الحقيقي في هذه المنطقة.

وشدد على أن الأمن البحري بالنسبة لفرنسا يشكل أولوية قصوى وإستراتيجية مهمة جداً لدوره الحيوي في تعزيز الأمن البحري القائم على القانون الدولي والقواعد البحرية الدولية وما يتضمنه من حرية الإبحار وحرية التنقل وتأمين الممرات المائية.

وذكر أن فرنسا تتولى رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي لعدة اسابيع، لذلك فإن أمن الخليج والمنطقة يشكل أهمية وإستراتيجية قصويين لدى باريس من ناحية أمن المنطقة وأمن الممرات المائية والأمن البحري، كما أن الشراكة الجديدة مع دول الخليج التي أطلقت في شهر مايو الماضي هي شراكة إستراتيجية جديدة أطلقت عن طريق تواجد فرنسا وهناك كذلك إستراتيجية جديدة في الاتحاد الأوروبي وخاصة بعد حرب روسيا وأوكرانيا قائمة على على زيادة الدفاع بالنسبة للاتحاد الأوروبي والأمن وكذلك التركيز على الأهمية الإقليمية للعمليات العسكرية لحلف شمال الأطلسي "الناتو" من ناحية دول الاتحاد الأوروبي المشاركة وخاصة في السواحل الصومالية وفيما يخص القرصنة في الصومال.

وأشاد بجهود الولايات المتحدة الأمريكية من خلال تواجد الأسطول الخامس الأمريكي في الخليج من أجل تحقيق الأهداف المشتركة وحماية الممرات المائية في المنطقة، لذلك نحن نعتز ونفتخر بشراكتنا مع البحرين وشركائنا الإقليميين، كما نتوجه بالشكر لطاقم اعضاء الفرقاطة سركوف لجهودهم في تأمين الملاحة في المنطقة.

من جهته، قال قائد الفرقاطة الفرنسية العقيد إدوارد ديفاليه إن سبب رسو الفرقاطة الفرنسية في مملكة البحرين هو الاحتفال بمرور 50 عاماً على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مشيراً إلى أن هذه الخطوة وهي مجيء الفرقاطة الفرنسية ورسوها في مملكة البحرين مهم بالنسبة إلى فرنسا، حيث تركز باريس على تطوير العلاقات مع مملكة البحرين.

وذكر أن الفرقاطة الفرنسية تعتبر من الحجم المتوسط في البحرية الفرنسية وقد أبحرت من مدينة تولون جنوب فرنسا، منوهاً إلى أن الفرقاطة سوف تتواجد في الخليج نحو بضعة أشهر حيث تشارك في مهمة من ضمن مجموعة مهام خاصة بالاتحاد الأوروبي تتعلق بتعزيز الأمن البحري في المنطقة وتأمين الحياة البيئية البحرية وكذلك الممرات المائية البحرية في منطقة الخليج العربي وخاصة مضيق هرمز.

وأوضح أنهم يقومون الآن بدورات تدريبية من أجل تأمين التعاون مع الشركاء والحلفاء من القوات البحرية في الاتحاد الأوروبي ولاسيما أن هذا الرسو سوف يتيح لهم عقد لقاءات مثمرة وبناءة مع الجانب البحريني وخاصة السلاح البحري الملكي البحريني لمشاركة الأفكار والآراء فيما يتعلق بتأمين الأمن البحري.

وأشار العقيد ديفاليه قائلاً إن بقاءهم في المنطقة سوف يمتد نحو 3 أشهر وخاصة أن فرنسا مهتمة بالتواجد في المحيط الهندي ومنطقة الخليج وخاصة أن هناك تعاوناً مع القوات البحرية الأخرى في المنطقة ومنها القوات البحرينية والقوات الأمريكية والأوروبية ولا سيما ما يتعلق بتعزيز سلامة الأمن البحري وتأمين الملاحة والشحن التجاري، وتأتي تلك المهام من خلال التعاون مع شركائنا وحلفائنا في المنطقة.

وفيما يتعلق بالعمل مع الجانب البحريني، أكد العقيد ديفاليه أن العمل جارٍ من أجل إجراء تدريبات عسكرية مع القوات البحرينية وأن هذا الرسو سوف يعد فرصة للقاء قيادات وشخصيات بحرينية في هذا المجال، حيث من المقرر الموافقة واعتماد إجراء تدريبات عسكرية مشتركة، ونحن نفخر بالتدريب مع الجانب البحريني، وإجراء مناورات عسكرية، وتتضمن مشاركة الفرقاطة وكذلك من ناحية الطيران وهذه فرصة لتبادل الأفكار والخبرات البحرية المختلفة.

وقال إنها ليست المرة الأولى التي تزور سفن حربية وفرقاطات مملكة البحرين، حيث سبق أن زارت حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول المملكة حيث كانت تشارك في عمليات حماية الملاحة في الخليج العربي، مؤكداً على العلاقات التاريخية بين البحرين وفرنسا لما يقارب نحو 200 عام من العلاقات.

ومنذ 19 أبريل، تم نشر سركوف في المحيط الهندي للمشاركة في البعثة الأوروبية للتوعية البحرية بقيادة أوروبا في مضيق هرمز المعروفة باسم مهمة "إيماسوه EMASOH"، وتساهم هذه العملية في حماية أمن الملاحة في مضيق هرمز، وهي منطقة إستراتيجية لفرنسا والدول الأوروبية. كما أن سركوف قادرة على المشاركة في غضون مهلة قصيرة في عمليات مكافحة الاتجار بالبشر ومكافحة القرصنة.

وتم إطلاق مهمة EMASOH في 20 يناير 2020 بموجب إعلان دعم أوروبي مشترك ودخل حيز التشغيل الكامل في 25 فبراير 2020. وتعد بلجيكا والدنمارك وفرنسا وألمانيا واليونان وإيطاليا وهولندا والبرتغال والنرويج جزءاً من مهمة EMASOH.

ويهدف برنامج التوعية البحرية الذي تقوده أوروبا في مضيق هرمز إلى ضمان بيئة ملاحية آمنة، والمساهمة في خفض التصعيد وتسهيل حوار إقليمي شامل في مضيق هرمز. وتتكون المهمة من مسار دبلوماسي ومسار عسكري يسمى "أجينور AGENOR"، وتعمل الأصول العسكرية وفقاً للقانون الدولي، بما في ذلك اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.