نسعى للاستفادة من الخبرات المصرية في مجال الدواء
الكوادر الصحية تشكل ٪75 من إجمالي العاملين في القطاع الصحي
آفاق واسعة لتطوير التعاون البحريني المصري صحياً وطبياً
تجربة مصر في التأمين الصحي الشامل نموذج يحتذى به
عشت في مصر أجمل أيام دراستي للطب بجامعة عين شمس
أكد رئيس المجلس الأعلى للصحة رئيس الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد-19) الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة أن العمل جارٍ على وضع برامج للتخصصات الصحية تشمل إنشاء مجلس طبي بحريني يقدم التخصصات الطبية المختلفة وفق برامج معتمدة عالمياً، موضحاً أن الكوادر الصحية تشكل النسبة الكبرى وتتجاوز 75% من إجمالي العاملين في القطاع الصحي.
وأشار إلى أن مملكة البحرين من أوائل الدول في المنطقة والعالم التي بدأت عملية التطعيمات وتوفيرها مجاناً لجميع الموجودين على أرض البحرين، حيث تم المشاركة في التجارب السريرية للتطعيم الصيني «سينوفارم» وكان حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء، في مقدمة من تلقى التطعيم لتشجيع الناس على المبادرة للتطعيم والتحصين ضد الجائحة لما فيه مصلحة للجميع.
وأضاف في حوار تنشره «الوطن» بالتزامن مع مجلة «الأهرام العربي»، أجراه نائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام هاني فاروق أن تطوير نظام الضمان الصحي بتوفير خدمة تنافسية جيدة ومستدامة لجميع الموجودين في البحرين جزء من الإستراتيجية الوطنية الصحية للبحرين لتحقيق تنمية صحية مستدامة ضمن رؤية 2030، كما تخصص المملكة ميزانيات كبيرة وتوفر خدمات صحية مجانية شاملة للمواطن البحريني بما فيها العلاج والدواء. وفيما يأتي نص الحوار:
حدثنا عن تجربة البحرين في إدارة أزمة كورونا، بصفتكم رئيس الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا؟
- بتوجيهات كريمة ومتابعة دؤوبة من ملك البلاد المعظم، تم تشكيل فريق وطني مختص في مختلف المجالات الطبية بالتعاون مع الوزارات والهيئات الرسمية، والذي عمل منذ البداية على الحد من انتشار الجائحة في المملكة وامتاز بالمبادرة والفاعلية وسرعة الاستجابة، كما الفحص والعزل والعلاج.
كما كانت البحرين من أوائل الدول في المنطقة والعالم التي بدأت عملية التطعيمات وتوفيرها مجاناً لجميع الموجودين على أرض البحرين، حيث تم المشاركة في التجارب السريرية للتطعيم الصيني «سينوفارم» وكانت القيادة في مقدمة من تلقى التطعيم لتشجيع الناس بالمبادرة للتطعيم والتحصين ضد الجائحة لما فيه مصلحة للجميع.
وبادرت البحرين في توظيف نظم المعلومات والتكنولوجيا المتقدمة لتسهيل عملية الفحص والتتبع والعلاج، كما كان هناك تجاوب كبير من الناس، وعملت الحكومة على التعامل بشفافية في جميع ما يتعلق بالجائحة، ما عزز الثقة والتجاوب مع الإجراءات الصحية المتخذة، وكان له أثر إيجابي في السيطرة على الأزمة.
وفي الوقت الحالي انحسرت أعداد المصابين إلى حد كبير وتدنت أعراض الإصابة ونرجح أن تبقى كورونا كسائر الفيروسات الأخرى وسيتعامل معها الناس بشكل اعتيادي.
تم تخصيص جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي للعمل التطوعي في نسختها الحادية عشرة للكوادر البحرينية بالصفوف الأمامية، حدثنا عن الجهود التي بذلها الأطباء خلال الأزمة.
- دأبت البحرين على تكريم وتقدير كافة الكوادر الطبية التي عملت خلال فترة الجائحة بلا كلل لتوفير أقصى مستويات الرعاية للجميع دون تمييز. كما قام العديد من الجهات الرسمية والأهلية بمبادرات في نفس الاتجاه. وفي هذا الإطار نثمن ما أبداه الجميع من دعم ومساندة للقطاع الطبي، ومنها جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة.
في ضوء أعداد العاملين في القطاع الطبي ما نسبة البحرنة في هذا القطاع؟
- تشكل الكوادر الصحية النسبة الأكبر وتتجاوز 75% من إجمالي العاملين في القطاع الصحي. كما تعتمد المملكة على كوادر البشرية المحلية المؤهلة والمدربة في شتى التخصصات.
تم تكريمكم مؤخراً بجائزة العمل الإنساني لعام 2022 ما الذي يمثله لكم هذا التكريم؟
- هذا التكريم أعتز به؛ لأن الحفل كان تحت اسم الوالد رحمه الله، حيث إنه كان من مؤسسي هذه الجمعية وحملت الدورة السادسة اسم المغفور له بإذن الله سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رحمه الله، الذي كان راعياً للجائزة في دوراتها الخمس السابقة، وشغل منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وكان له العديد من الاهتمامات الدينية والتاريخية والمبادرات الثقافية والاجتماعية.
وماذا عن مخطط التنمية الصحية الشاملة حدثنا عن أهم المبادرات الصحية في ضوء رؤية البحرين 2030؟
- أهم موضوع نهتم به الآن هو تطوير نظام الضمان الصحي بتوفير خدمة تنافسية جيدة ومستدامة لجميع الموجودين في البحرين وجزء من الإستراتيجية الوطنية الصحية لمملكة البحرين لتحقيق تنمية صحية مستدامة ضمن رؤية 2030، كما تخصص المملكة ميزانيات كبيرة وتوفر وصحة مجانية شاملة للمواطن البحريني بما فيها العلاج والدواء.
حدثنا عن جائزة الدكتور الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة للبحث العلمي وحرصكم على تقدير دور الباحثين في المجال الصحي؟
- تعنى الجائزة بالبحث العلمي في المجال الطبي، حيث إن الأبحاث والنشر من أهم الأنشطة في تطوير الحقل الطبي ومواكبة المستجدات في هذا المجال، إذ أصبحت الحاجة إلى البحث العلمي في وقتنا الحاضر أشد منها في أي وقت مضى؛ لأن العالم أصبح العالم في سباق محموم للوصول إلى أكبر قدر ممكن من المعرفة الدقيقة المثمرة التي تكفل أفضل الممارسات الوقائية والعلاجية الإنسان، وأدركت كثير من الدول وخصوصا المتقدمة منها أهمية البحث العلمي، وأولته كثيراً من الاهتمام، ومملكة البحرين سباقة في هذا المجال.
وهناك جائزة سنوية ومجلة طبية نعلن من خلالها عن جوائز في المجالات الطبية والبحوث ونتطلع إلى تطوير هذه التجربة مستقبلاً.
كيف ترون مشاركة البحرين بوفد رفيع المستوى في المؤتمر الطبي الإفريقي الأول «صحة إفريقيا» تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي؟
- في الواقع نحن سعداء بزيارتنا لجمهورية مصر العربية الشقيقة، وحرصنا على مشاركة الأشقاء في مصر في هذا الحدث الطبي المتميز على جميع المستويات؛ لأننا تربينا في مصر ودرسنا فيها، فهي وطننا الثاني.
وفي الحقيقة، عندما حضرنا رأينا ما يسرنا ويطمئننا، ودعينا لزيارة بعض المصانع وعندما ذهبنا إليها كنت مبهوراً بما رأيت، وأتمنى أن يكون بيننا تعاون وخصوصاً في المجالات الحيوية مثل صناعة الدواء والصحة، فلو بحثنا عن نوعية الأدوية التي يصعب الحصول عليها أو غير الموجودة والتي يحتاج إليها المريض وأنتجناها سيكون ذلك في مصلحة عموم البلدين والدول العربية.
فعندما يكون الإنتاج محلياً أو عربياً ستحصل عليه بكل يسر وسهولة وبالسرعة المرجوة ما يضمن الأمن الدوائي، وقد زرنا مدينة الدواء ورأينا بأعيننا ما شهدته صناعة الدواء من تطوير كنا مبهورين به، كذلك في القطاع الصحي وما شهده من طفرات غير مسبوقة، ومصانع الدواء التي زرناها على أعلى مستوى من التقنية والكفاءة، كذلك الأيدي العاملة المدربة التي تتعامل مع هذه الصناعة بمنتهى الإتقان، كل هذا يؤدي في النهاية إلى أننا أمام منتج تثق بتأثيره الإيجابي فى صحة المواطنين.
تمتاز العلاقات بين البحرين ومصر بطبيعة خاصة، كيف تنظر إلى هذه الخصوصية في ضوء الاحتفال بمرور 50 عاماً على بدء العلاقات الدبلوماسية الرسمية منذ استقلال البحرين؟
- العلاقات البحرينية المصرية متجذرة في أعماق التاريخ، وهناك تعاون وتقارب بين البلدين الشقيقين على جميع الأصعدة في المجالات كافة، منوهين بما تتسم به العلاقات البحرينية المصرية من تنامٍ وتعاون مستمر في مختلف المسارات، حيث تحظى هذه العلاقات برعاية كبيرة ومكانة متميزة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وأخيه الرئيس عبدالفتاح السيسي، كما تحظى هذه العلاقات باهتمام كبير من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
وفي الحقيقة، فإن العلاقة بين البلدين ودية وأخوية، فما رأينا من مصر إلا الخير، فنحن عشنا بمصر سنين طويلة ودرسنا فيها، فمن الطبيعي أن ننجذب إليها، ونحب التعامل مع أهلها ونحب الخير للجميع.
هل يمكن أن تحدثنا عن فترة إقامتك ودراستك في مصر؟
- درست في كلية الطب جامعة عين شمس وتخرجت عام 1966 وقد مكثت هنا لدراسة الطب 6 سنوات وهي أهم فترة في مرحلة الشباب ولنا فيها كثير من الذكريات الجميلة والأصدقاء.
- حدثنا عن طبيعة الدعم المتبادل بين البحرين ومصر بمجال الصحة؟ وما أهم الاتفاقات الموقعة بين البلدين في هذا الإطار؟
- منذ زمن بعيد لدينا أطباء مصريون في جميع التخصصات، كما نقوم بصفة مستمرة بدعوة العديد من الأطباء في زيارات ضمن برنامج الطبيب الزائر، وسنركز أكثر على التعاون في جميع المجالات بما فيها الأدوية، ونحن نفخر دائماً بالتعاون المشترك مع مصر في الجانب الدوائي، وستكون مصر على الدوام مصدراً مهماً ورئيسياً كوجهة للصناعات الدوائية المعتمدة لدينا.
خلال مشاركتكم في المؤتمر التقيتم وزير التعليم العالي القائم بأعمال وزير الصحة، ما أبرز الملفات التي تم استعراضها؟
- تطرقنا إلى موضوع التأمين الصحي الذي بدأنا تطبيقه في البحرين؛ فقد بدأنا تقسيمه إلى 3 مستويات الأول مستوى الصحة الأولية والثاني مستوى الأجانب، والثالث مستوى البحرينيين في المستشفيات، فهو برنامج متكامل وسيتم تطبيقه وسيشمل جميع الموجودين على أرض البحرين سواء كانوا مواطنين أو أجانب. وبدأنا تطبيق مرحلة الصحة الأولية في منطقة معينة لنستطيع من خلاله تقييم البرنامج لتعميمه على بقية مناطق المملكة لجميع سكان البحرين بما يحقق التغطية الصحية الشاملة.
هل تم التطرق خلال اللقاء إلى الحديث عن كيفية التعاون المتبادل بين البلدين؟
- نرى آفاقاً واسعة لتطوير التعاون البحريني المصري في المجالات الصحية والطبية، وأحد مسارات التعاون المهمة طريق هيئة الشراء الخليجي الموحد واللجنة الوطنية البحرينية للشراء الموحد للأدوية والمستلزمات الطبية، على غرار هيئة الشراء الموحد الموجودة بمصر التي تتولى توفير احتياجات المستشفيات الحكومية والعسكرية، وقد تواصلنا مع أشقائنا في مصر وسيكون هذا التواصل دائماً بإذن الله للتعاون في مجال الأدوية والمستلزمات الطبية.
وماذا عن التعاون بين البحرين مع كليات الطب في مصر والمستشفيات في ضوء وجود عدد من الطلبة البحرينيين الدارسين فيها؟
- دائماً ما ندعم ونشجع الطلبة البحرينيين الذين يرغبون في دراسة الطب بالتوجه إلى مصر، ولا سيما في المجالات الطبية التي تتميز بها الجامعات والمستشفيات الجامعية في مصر، كما أن العمل جارٍ على وضع برامج للتخصصات الصحية التي تشمل إنشاء مجلس طبي بحريني يقدم التخصصات الطبية المختلفة وفق برامج معتمدة عالمياً.
تحتضن البحرين أشقاءها من الجالية المصرية؟ ماذا عن الأطباء المصريين العاملين في مستشفيات المملكة؟
- إسهامات الجالية المصرية مقدرة ومشهودة في جميع المجالات، ولا سيما إسهاماتها البارزة في المجال الطبي منذ وقت مبكر، ولا يزال لها دور بارز في القطاعين الصحي العام والخاص، كما لها دور رئيس في التثقيف الصحي والرعاية الصحية الأولية والتخصصات الطبية المختلفة التي تقدم في المؤسسات الصحية في المملكة.
هل هناك خطة لتعزيز تبادل الكفاءات بين البلدين في الفترة المقبلة في ضوء توجيهات القيادة بتعميق أواصر التعاون؟
- تواصلنا مع الأشقاء المصريين، وسيكون هناك تعاون ليس في مجال الدواء فقط لكن في مجالات متعددة، إضافة إلى التعاون في مجال الدراسات والأبحاث والتعليم والتدريب الطبي وتعزيز التعاون في برنامج الطبيب الزائر وغيرها من المجالات.
ماذا تقول لمصر في ضوء الاحتفال بمرور 9 سنوات على ثورة 30 يونيو 2013 والإنجازات المتحققة في عهد الجمهورية الجديدة؟
- أهنئ القيادة والشعب المصري الشقيق بهذه المناسبة الوطنية، منوهين بالإنجازات الشامخة التي تمت، وخصوصاً خلال الأعوام الماضية والتي تبعث على الفخر والاعتزاز، ونتمنى أن تتواصل بخطىى واثقة وثابتة نحو الأفضل لما فيه خير الشعب المصري الشقيق، الأمر الذي سيشكل دعماً وسنداً للأمة العربية جمعاء.