نستقبل 1200 مريض طوارئ يومياً منهم 120 حالة تنويم
رجاء اليوسف: انخفاض في وفيات مرضى فقر الدم المنجلي ٪43
تمكنا من إجراء 230 بحثاً علمياً فى عامين بمختلف التخصصات
لا انتظار لمريض السكلر بالمركز وفترة الدخول لا تتجاوز 5 دقائق
أكثر من 8000 مصاب بـ «السكلر» 5000 منهم مقيد للعلاج بـ «السلمانية»
محمد رشاد ومحمد أسامة - «تصوير: سهيل وزير»
كشف الرئيس التنفيذي للمستشفيات الحكومية الدكتور أحمد الأنصاري عن أن السعة السريرية لمجمع السلمانية الطبي تبلغ نحو 1300 سرير، لاستقبال ما يقرب من 1200 متردد يومياً على قسم الطوارئ، بمتوسط عدد حالات تنويم بلغت نحو 120 حالة يومياً، بجانب إدخال نحو 25 حالة ولادة بشكل يومي إلى المجمع.
وأكد أن المجمع يعد من المجمعات الطبية الحيوية في المملكة ولا سيما أنه يستقبل جميع الحالات الحرجة والصعبة من مختلف مستشفيات المملكة وقطاع الطب الخاص.
وأضاف للصحفيين، على هامش جولة داخل قسم مرضى فقر الدم المنجلي في مجمع السلمانية الطبي، بمناسبة اليوم العالمي لمرضى السكلر أن الأبحاث الطبية جزء أساسي من منظومة عمل المستشفيات الحكومية وتلعب دوراً مهماً في تحديد المؤثرات الصحية وإيجاد برامج وخطط وأفضل الأساليب للممارسات الطبية المهنية التي تستند في سياساتها الصحية على الطب المبني على الأدلة والبراهين، معلناً أنه تم إجراء نحو 230 بحثاً علمياً داخل المستشفيات الحكومية خلال الفترة ما بين 2020 و2022، فى مختلف المجالات والتخصصات الطبية.
وأكد الأنصاري التطور الكبير في مستوى الخدمات المقدمة لمريض فقر الدم المنجلي، في ظل تطبيق إستراتيجية «السكلر» كواحدة من سبع إستراتيجيات صحية مهمة تتطبق في البحرين، يتم العمل عليها جميعاً بنفس درجة الاهتمام والمتابعة.
ونوه إلى أهمية التوعية ونشر ثقافة آليات الوقاية من المرض عبر تعريف المجتمع بكيفية الوقاية وطرقها، ومن بينها إجراء فحوصات دم بسيطة قبل الزواج للمقبلين على الزواج، بالإضافة إلى اختيار الأجنة لطفل غير حامل للمرض، وهي من الطرق الوقائية المطبقة في العديد من البلدان الإسلامية وسليمة من الناحية الشرعية.
وأوضح أن مملكة البحرين أولت اهتماماً كبيراً بالأمراض الوراثية من خلال حملتها ومبادراتها الوطنية، ولعل جائحة كورونا «كوفيد 19» خير شاهد على ذلك، وهي مستمرة فى علاج ومكافحة كافة الأمراض في مملكة البحرين للحفاظ على الصحة العامة.
وأشار إلى أن البحرين ستدعم كافة الخطط الوطنية الهادفة إلى تعزيز الرعاية الصحية وتطوير الخدمات الصحية، والمضي قدماً في تنفيذ العديد من المشاريع التطويرية في إطار المسيرة التنموية الشاملة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء لدعم ومساندة المشاريع والمبادرات الهادفة إلى تطوير منظومة الخدمات الصحية في المملكة وفق أعلى معايير الجودة والكفاءة والتنافسية.
من جانبه، استعرض منسق الرعاية الصحية لمرضى فقر الدم المنجلي في مجمع السلمانية الطبي علي درويش، مراحل تطوير الرعاية الصحية لمرضى السكلر على مدار 35 عاماً وجهود الحكومة نحو الارتقاء بالرعاية الصحية لمرضى السكلر، بدءاً من إنشاء وحدة أمراض الدم الوراثية بمجمع السلمانية الطبي وإطلاق برنامج مكافحة الأمراض الوراثية عام 1984، مروراً بتشريع إلزامية فحص ما قبل الزواج عام 1993، ومن ثم إنشاء أول عيادة لعلاج الألم المزمن، وتأسيس مركز متخصص لأمراض الدم الوراثية عام 2014، إنتهاءً بأمر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بتوفير دواء كريزانليزوماب وإدخاله ضمن البروتوكول العلاجي لمرضى السكلر بعد استكمال التجارب السريرية اللازمة، كونه أول علاج مكتشف منذ 20 عاماً في هذا المجال وأثبت فاعليته للعلاج. وأشار إلى وجود انخفاض في وفيات مرضى فقر الدم المنجلي بلغ 43% مقارنة بين الأعوام 2012 - 2016، و2017 - 2021، وبين انخفاض وفيات مرضى فقر الدم المنجلي «السكلر»، حيث بلغ عدد حالات الوفيات هذا العام 13 حالة حتى 22 مايو الماضي، سبقها 25 حالة وفاة عام 2021، و28 حالة في كل من عامي 2020 و2019، سبقها انخفاض أكبر في عدد الحالات بلغ 18 وفاة عام 2018، و31 عام 2015، و46 عام 2014.
وأوضح دويش انخفاض نسبة المواليد الجدد المصابين بفقر الدم المنجلي من 4% إلى 0.2%، عبر برنامج فحوصات قبل الزواج والتوعية المجتمعية بالمرض، وبرنامج فحص المواليد الجدد للتعرف على المصابين بالمرض والحاملين للصفة الوراثية وبين توافر علاج الهايدروكسيوريا الذي تبلغ نسبة المرضى المنتظمين عليه 65% من المرضى المتابعين في مركز أمراض الدم الوراثية، كما أوضح استخدام دواء كريزانليزوماب أو الأدافكيو منذ العام الماضي، حيث تعتبر البحرين أول دولة تعتمد هذا الدواء بعد أمريكا في فبراير 2020 وتم توفيره في المركز ويوجد حالياً ما يفوق الخمسين مريضاً يستخدمونه للعلاج.
ولفت إلى أن الطاقة الاستيعابية لمركز أمراض الدم الوراثية تبلغ نحو 135 من الأسرة منها 42 سريراً للإناث، ونحو 90 سريراً للذكور، كما أن إجمالي عدد الأطباء في المركز يبلغ نحو 21 طبيباً، بينهم استشاريان في تخصص أمراض الدم واستشاري واحد فى الطب النفسي و4 رؤساء أطباء مقيمين و5 أطباء مقيمين و10 أطباء في العيادات المتخصصة، بينما بلغ إجمالي عدد الكادر التمريضي نحو 100 ممرض من بينهم رئيس تمريض و4 مشرفين و87 اختصاصي تمريض و5 ممرضين مساندين ومنسق رعاية.
واصطحبت نائب رئيس لجنة إدارة مركز الأمراض الوراثية، الدكتورة رجاء اليوسف، الصحفيين في جولة تفقدية لأقسام المركز، بدأت من غرفة التقييم مروراً بغرف المعالجة وتقييم الحالات، موضحة اختلاف نوعية المعالجات بين المعالجة ساعات أو اتخاذ قرار التنويم في حال تطلبت الحالة المتابعة الطبية داخل المستشفى، وصولاً إلى غرف المرضى، وتوضيح جاهزيتها الكاملة بأحدث الأجهزة والمستلزمات الطبية، ومركز التدريب والبحوث، وأوضحت أنه يتم استقبال المركز للحالات بشكل يومي حتى الساعة الـ11:00 مساءً، على أن يتم التوجه إلى الطوارئ بعد هذا الوقت.
وأضافت أن المركز يستقبل الحالات مباشرة دون مواعيد، فإذا كان مريض السكلر يعاني من نوبة ألم تأتي مباشرة يسجل للدخول في مبنى المركز، ليتم تصنيف درجة الألم لديه وتقييم حالته في غرف طبية مجهزة وخاصة.
وبين أنه لا مواعيد للدخول إلى المركز وأن المريض يمكنه القدوم للعلاج فى أي وقت على مدار اليوم وأن وقت الانتظار لا يتجاوز 5 دقائق للعمل على راحة المرضى وتوفير كافة سبل الرعاية والدعم لهم بما يتناسب مع ظروفهم المرضية، وبما يتماشى مع سياسات مجمع السلمانية الهادفة إلى تعزيز راحة المرضى وتقديم كافة سبل العناية والرعاية لهم.
من جانبه قدم استشاري أمراض الدم الدكتور ثروت وجدي شرحاً حول أقسام المركز ونوعية الخدمات المقدمة فيه، حيث إن متوسط عدد المرضى المنومين في المستشفى يبلغ 100 حالة، مع وجود متابعة تفصيلية للحالات تهدف إلى ضمان جودة الخدمات المقدمة، إلى جانب مراقبة كيفية تقديم الخدمة الطبية لمريض السكلر.
وأوضح أن الهدف هو معالجة المرض المسبب للألم وليس تخفيف الألم فقط، وهذه نقطة جوهرية ومفصلية في العلاج، لافتاً إلى أن البروتوكول العلاجي الجديد كان له دور فاعل في تحسين حالة المرضى، مؤكداً أهمية دور تثقيف المرضى، ومبادرات القسم في عمل برامج مختلفة رفعت من الوعي العام سواء للمريض أو الأشخاص المتعاملين معه في محيطه.
ولفت إلى أن مركز الأمراض الوراثية بمجمع السلمانية الطبي يوفر 132 سريراً للمرضى 90 منها للذكور و42 للإناث، كما يشتمل الطاقم التشغيلي على مختلف التخصصات من أطباء وممرضين واختصاصي للدعم النفسي ومنسقين إداريين، إلى جانب ذلك يشمل مركز أمراض الدم الوراثية عدداً من الوحدات تخدم مختلف احتياجات المرضى، ومنها وحدة الرعاية اليومية ووحدة نقل الدم الدوري والعيادة متعددة التخصصات.
بدوره، أشار استشاري أمراض الدم الوراثية الدكتور جعفر آل طوق إلى وجود أكثر من 8 آلاف مريض سكلر في البحرين، منهم 5 آلاف مريض مقيد للعلاج في مجمع السلمانية الطبي على اختلاف درجات المرض، موضحاً خلال الجولة طريقة نقل الدم التي كانت تتم سابقاً بطريقة يدوية تستغرق من 8 ساعات إلى يومين، ويتوافر حالياً جهاز متطور يقوم بسحب الدم وتصفيته من الخلايا المتضررة مع الإبقاء على المكونات السليمة الأخرى، ومن ثم يتم إضافة دم جديد إليه ليستفيد منه المريض.
وأضاف آل طوق أن متوسط عمر المرضى بشكل عام فاق 55 عاماً، مؤكداً وجود 8 مرضى فوق سن 80 عاماً، و20 مريضاً فوق عمر 70 عاماً، ومريضة فوق التسعين توفيت مؤخراً. ونوه إلى أنه مع المتابعة المستمرة يتم المحافظة على المرضى من الناحية الطبية، مبيناً أن متوسط عمر مريض السكلر في الماضي كان يبلغ 20 سنة فقط، ثم ارتفع متوسط العمر إلى 40 سنة في فترة لاحقة، ولكن الآن بسبب منظومة العلاج المتطورة أصبحت نسبة الوفيات قليلة جداً مقارنة بباقي دول العالم.
وتزامنت الجولة مع مناسبة اليوم العالمي لمرض فقر الدم المنجلي، الذي يصادف 19 يونيو من كل عام، حيث حققت البحرين كثيراً من المنجزات الكبيرة وأسست للمشاريع المتميزة التي ساهمت في توفير حزمة من الخدمات الشاملة لمرضى «السكلر»، وحققت تقدماً كبيراً في السيطرة على المرض من خلال خطة وطنية واسعة النطاق ارتكزت على توفير البنية الصحية المتقدمة وتوفير أفضل الخدمات لهذه الفئة من المرضى.
كما أن الطفرة الكبيرة في إنشاء البنية التحتية للمنظومة الصحية بمملكة البحرين في ثمانينيات القرن الماضي بدأت الرعاية الصحية لمرضى السكلر، وتحديداً في عام 1984، حيث قامت الحكومة بتبني ملف «السكلر» ووضع خطة وطنية شاملة لبناء أسس للوقاية من انتشار المرض وتوفير خطط علاجية، كون هذا المرض من الأمراض الأكثر انتشاراً بالمنطقة.
وشكلت رعاية مرضى السكلر أولوية على خارطة أجندة القطاع الصحي في البحرين، وعلى مدى 35 عاماً من مشوار تطوير الرعاية الصحية لمرضى السكلر قام الفريق المعني برعاية المرضى ببحث عن أبرز المحطات في هذا المشوار، والتي كان لها دور بارز في تحسين جودة حياة المرضى، حيث تمت مراجعة 182 مشروعاً صحياً تم تطبيقها خلال الأعوام المنصرمة. كما أن البحرين تولي أهمية بالغة لتوفير الخدمات الصحية وتعزيز الوعي الصحي، وتُعد في طليعة الدول التي حققت منجزات كبيرة على صعيد التنمية المستدامة وإيلاء الأهمية القصوى لصحة وسلامة الجميع وتحقيق التغطية الصحية الشاملة لجميع السكان.
رجاء اليوسف: انخفاض في وفيات مرضى فقر الدم المنجلي ٪43
تمكنا من إجراء 230 بحثاً علمياً فى عامين بمختلف التخصصات
لا انتظار لمريض السكلر بالمركز وفترة الدخول لا تتجاوز 5 دقائق
أكثر من 8000 مصاب بـ «السكلر» 5000 منهم مقيد للعلاج بـ «السلمانية»
محمد رشاد ومحمد أسامة - «تصوير: سهيل وزير»
كشف الرئيس التنفيذي للمستشفيات الحكومية الدكتور أحمد الأنصاري عن أن السعة السريرية لمجمع السلمانية الطبي تبلغ نحو 1300 سرير، لاستقبال ما يقرب من 1200 متردد يومياً على قسم الطوارئ، بمتوسط عدد حالات تنويم بلغت نحو 120 حالة يومياً، بجانب إدخال نحو 25 حالة ولادة بشكل يومي إلى المجمع.
وأكد أن المجمع يعد من المجمعات الطبية الحيوية في المملكة ولا سيما أنه يستقبل جميع الحالات الحرجة والصعبة من مختلف مستشفيات المملكة وقطاع الطب الخاص.
وأضاف للصحفيين، على هامش جولة داخل قسم مرضى فقر الدم المنجلي في مجمع السلمانية الطبي، بمناسبة اليوم العالمي لمرضى السكلر أن الأبحاث الطبية جزء أساسي من منظومة عمل المستشفيات الحكومية وتلعب دوراً مهماً في تحديد المؤثرات الصحية وإيجاد برامج وخطط وأفضل الأساليب للممارسات الطبية المهنية التي تستند في سياساتها الصحية على الطب المبني على الأدلة والبراهين، معلناً أنه تم إجراء نحو 230 بحثاً علمياً داخل المستشفيات الحكومية خلال الفترة ما بين 2020 و2022، فى مختلف المجالات والتخصصات الطبية.
وأكد الأنصاري التطور الكبير في مستوى الخدمات المقدمة لمريض فقر الدم المنجلي، في ظل تطبيق إستراتيجية «السكلر» كواحدة من سبع إستراتيجيات صحية مهمة تتطبق في البحرين، يتم العمل عليها جميعاً بنفس درجة الاهتمام والمتابعة.
ونوه إلى أهمية التوعية ونشر ثقافة آليات الوقاية من المرض عبر تعريف المجتمع بكيفية الوقاية وطرقها، ومن بينها إجراء فحوصات دم بسيطة قبل الزواج للمقبلين على الزواج، بالإضافة إلى اختيار الأجنة لطفل غير حامل للمرض، وهي من الطرق الوقائية المطبقة في العديد من البلدان الإسلامية وسليمة من الناحية الشرعية.
وأوضح أن مملكة البحرين أولت اهتماماً كبيراً بالأمراض الوراثية من خلال حملتها ومبادراتها الوطنية، ولعل جائحة كورونا «كوفيد 19» خير شاهد على ذلك، وهي مستمرة فى علاج ومكافحة كافة الأمراض في مملكة البحرين للحفاظ على الصحة العامة.
وأشار إلى أن البحرين ستدعم كافة الخطط الوطنية الهادفة إلى تعزيز الرعاية الصحية وتطوير الخدمات الصحية، والمضي قدماً في تنفيذ العديد من المشاريع التطويرية في إطار المسيرة التنموية الشاملة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء لدعم ومساندة المشاريع والمبادرات الهادفة إلى تطوير منظومة الخدمات الصحية في المملكة وفق أعلى معايير الجودة والكفاءة والتنافسية.
من جانبه، استعرض منسق الرعاية الصحية لمرضى فقر الدم المنجلي في مجمع السلمانية الطبي علي درويش، مراحل تطوير الرعاية الصحية لمرضى السكلر على مدار 35 عاماً وجهود الحكومة نحو الارتقاء بالرعاية الصحية لمرضى السكلر، بدءاً من إنشاء وحدة أمراض الدم الوراثية بمجمع السلمانية الطبي وإطلاق برنامج مكافحة الأمراض الوراثية عام 1984، مروراً بتشريع إلزامية فحص ما قبل الزواج عام 1993، ومن ثم إنشاء أول عيادة لعلاج الألم المزمن، وتأسيس مركز متخصص لأمراض الدم الوراثية عام 2014، إنتهاءً بأمر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بتوفير دواء كريزانليزوماب وإدخاله ضمن البروتوكول العلاجي لمرضى السكلر بعد استكمال التجارب السريرية اللازمة، كونه أول علاج مكتشف منذ 20 عاماً في هذا المجال وأثبت فاعليته للعلاج. وأشار إلى وجود انخفاض في وفيات مرضى فقر الدم المنجلي بلغ 43% مقارنة بين الأعوام 2012 - 2016، و2017 - 2021، وبين انخفاض وفيات مرضى فقر الدم المنجلي «السكلر»، حيث بلغ عدد حالات الوفيات هذا العام 13 حالة حتى 22 مايو الماضي، سبقها 25 حالة وفاة عام 2021، و28 حالة في كل من عامي 2020 و2019، سبقها انخفاض أكبر في عدد الحالات بلغ 18 وفاة عام 2018، و31 عام 2015، و46 عام 2014.
وأوضح دويش انخفاض نسبة المواليد الجدد المصابين بفقر الدم المنجلي من 4% إلى 0.2%، عبر برنامج فحوصات قبل الزواج والتوعية المجتمعية بالمرض، وبرنامج فحص المواليد الجدد للتعرف على المصابين بالمرض والحاملين للصفة الوراثية وبين توافر علاج الهايدروكسيوريا الذي تبلغ نسبة المرضى المنتظمين عليه 65% من المرضى المتابعين في مركز أمراض الدم الوراثية، كما أوضح استخدام دواء كريزانليزوماب أو الأدافكيو منذ العام الماضي، حيث تعتبر البحرين أول دولة تعتمد هذا الدواء بعد أمريكا في فبراير 2020 وتم توفيره في المركز ويوجد حالياً ما يفوق الخمسين مريضاً يستخدمونه للعلاج.
ولفت إلى أن الطاقة الاستيعابية لمركز أمراض الدم الوراثية تبلغ نحو 135 من الأسرة منها 42 سريراً للإناث، ونحو 90 سريراً للذكور، كما أن إجمالي عدد الأطباء في المركز يبلغ نحو 21 طبيباً، بينهم استشاريان في تخصص أمراض الدم واستشاري واحد فى الطب النفسي و4 رؤساء أطباء مقيمين و5 أطباء مقيمين و10 أطباء في العيادات المتخصصة، بينما بلغ إجمالي عدد الكادر التمريضي نحو 100 ممرض من بينهم رئيس تمريض و4 مشرفين و87 اختصاصي تمريض و5 ممرضين مساندين ومنسق رعاية.
واصطحبت نائب رئيس لجنة إدارة مركز الأمراض الوراثية، الدكتورة رجاء اليوسف، الصحفيين في جولة تفقدية لأقسام المركز، بدأت من غرفة التقييم مروراً بغرف المعالجة وتقييم الحالات، موضحة اختلاف نوعية المعالجات بين المعالجة ساعات أو اتخاذ قرار التنويم في حال تطلبت الحالة المتابعة الطبية داخل المستشفى، وصولاً إلى غرف المرضى، وتوضيح جاهزيتها الكاملة بأحدث الأجهزة والمستلزمات الطبية، ومركز التدريب والبحوث، وأوضحت أنه يتم استقبال المركز للحالات بشكل يومي حتى الساعة الـ11:00 مساءً، على أن يتم التوجه إلى الطوارئ بعد هذا الوقت.
وأضافت أن المركز يستقبل الحالات مباشرة دون مواعيد، فإذا كان مريض السكلر يعاني من نوبة ألم تأتي مباشرة يسجل للدخول في مبنى المركز، ليتم تصنيف درجة الألم لديه وتقييم حالته في غرف طبية مجهزة وخاصة.
وبين أنه لا مواعيد للدخول إلى المركز وأن المريض يمكنه القدوم للعلاج فى أي وقت على مدار اليوم وأن وقت الانتظار لا يتجاوز 5 دقائق للعمل على راحة المرضى وتوفير كافة سبل الرعاية والدعم لهم بما يتناسب مع ظروفهم المرضية، وبما يتماشى مع سياسات مجمع السلمانية الهادفة إلى تعزيز راحة المرضى وتقديم كافة سبل العناية والرعاية لهم.
من جانبه قدم استشاري أمراض الدم الدكتور ثروت وجدي شرحاً حول أقسام المركز ونوعية الخدمات المقدمة فيه، حيث إن متوسط عدد المرضى المنومين في المستشفى يبلغ 100 حالة، مع وجود متابعة تفصيلية للحالات تهدف إلى ضمان جودة الخدمات المقدمة، إلى جانب مراقبة كيفية تقديم الخدمة الطبية لمريض السكلر.
وأوضح أن الهدف هو معالجة المرض المسبب للألم وليس تخفيف الألم فقط، وهذه نقطة جوهرية ومفصلية في العلاج، لافتاً إلى أن البروتوكول العلاجي الجديد كان له دور فاعل في تحسين حالة المرضى، مؤكداً أهمية دور تثقيف المرضى، ومبادرات القسم في عمل برامج مختلفة رفعت من الوعي العام سواء للمريض أو الأشخاص المتعاملين معه في محيطه.
ولفت إلى أن مركز الأمراض الوراثية بمجمع السلمانية الطبي يوفر 132 سريراً للمرضى 90 منها للذكور و42 للإناث، كما يشتمل الطاقم التشغيلي على مختلف التخصصات من أطباء وممرضين واختصاصي للدعم النفسي ومنسقين إداريين، إلى جانب ذلك يشمل مركز أمراض الدم الوراثية عدداً من الوحدات تخدم مختلف احتياجات المرضى، ومنها وحدة الرعاية اليومية ووحدة نقل الدم الدوري والعيادة متعددة التخصصات.
بدوره، أشار استشاري أمراض الدم الوراثية الدكتور جعفر آل طوق إلى وجود أكثر من 8 آلاف مريض سكلر في البحرين، منهم 5 آلاف مريض مقيد للعلاج في مجمع السلمانية الطبي على اختلاف درجات المرض، موضحاً خلال الجولة طريقة نقل الدم التي كانت تتم سابقاً بطريقة يدوية تستغرق من 8 ساعات إلى يومين، ويتوافر حالياً جهاز متطور يقوم بسحب الدم وتصفيته من الخلايا المتضررة مع الإبقاء على المكونات السليمة الأخرى، ومن ثم يتم إضافة دم جديد إليه ليستفيد منه المريض.
وأضاف آل طوق أن متوسط عمر المرضى بشكل عام فاق 55 عاماً، مؤكداً وجود 8 مرضى فوق سن 80 عاماً، و20 مريضاً فوق عمر 70 عاماً، ومريضة فوق التسعين توفيت مؤخراً. ونوه إلى أنه مع المتابعة المستمرة يتم المحافظة على المرضى من الناحية الطبية، مبيناً أن متوسط عمر مريض السكلر في الماضي كان يبلغ 20 سنة فقط، ثم ارتفع متوسط العمر إلى 40 سنة في فترة لاحقة، ولكن الآن بسبب منظومة العلاج المتطورة أصبحت نسبة الوفيات قليلة جداً مقارنة بباقي دول العالم.
وتزامنت الجولة مع مناسبة اليوم العالمي لمرض فقر الدم المنجلي، الذي يصادف 19 يونيو من كل عام، حيث حققت البحرين كثيراً من المنجزات الكبيرة وأسست للمشاريع المتميزة التي ساهمت في توفير حزمة من الخدمات الشاملة لمرضى «السكلر»، وحققت تقدماً كبيراً في السيطرة على المرض من خلال خطة وطنية واسعة النطاق ارتكزت على توفير البنية الصحية المتقدمة وتوفير أفضل الخدمات لهذه الفئة من المرضى.
كما أن الطفرة الكبيرة في إنشاء البنية التحتية للمنظومة الصحية بمملكة البحرين في ثمانينيات القرن الماضي بدأت الرعاية الصحية لمرضى السكلر، وتحديداً في عام 1984، حيث قامت الحكومة بتبني ملف «السكلر» ووضع خطة وطنية شاملة لبناء أسس للوقاية من انتشار المرض وتوفير خطط علاجية، كون هذا المرض من الأمراض الأكثر انتشاراً بالمنطقة.
وشكلت رعاية مرضى السكلر أولوية على خارطة أجندة القطاع الصحي في البحرين، وعلى مدى 35 عاماً من مشوار تطوير الرعاية الصحية لمرضى السكلر قام الفريق المعني برعاية المرضى ببحث عن أبرز المحطات في هذا المشوار، والتي كان لها دور بارز في تحسين جودة حياة المرضى، حيث تمت مراجعة 182 مشروعاً صحياً تم تطبيقها خلال الأعوام المنصرمة. كما أن البحرين تولي أهمية بالغة لتوفير الخدمات الصحية وتعزيز الوعي الصحي، وتُعد في طليعة الدول التي حققت منجزات كبيرة على صعيد التنمية المستدامة وإيلاء الأهمية القصوى لصحة وسلامة الجميع وتحقيق التغطية الصحية الشاملة لجميع السكان.