وليد صبري - تصوير فيديو: نايف صالح وعلي العمايره* 50 عاماً من الدبلوماسية بين البلدين والتعاون السياسي بحوارات ولقاءات على أعلى المستويات* البحرين شريك إستراتيجي في استقرار السلام والأمن بالمنطقة* دور بارز للبحرين في تعزيز حقوق الإنسان والتعايش السلمي والتسامح الديني* لقاءات "حوار المنامة" فرصة عملية لدعم السلام والتفاهم والاستقرار بالمنطقة* 50 شركة ألمانية تستثمر بالبنية التحتية والطاقة والكهرباء والخدمات اللوجستية في البحرين* الشركات الألمانية تستفيد من مناخ الاستثمار الجيد وتسهيلات ودعم مجلس التنمية الاقتصادية* تبادل الزيارات بين أطباء البلدين للاستفادة من الخبرات والتجارب المشتركة* استقدام الأطباء الزائرين للاستفادة من الخبرات الطبية الألمانية في علاج المرضى* ألمانيا مقصد ومركز تعليمي مهم لطلاب البحرين برسوم مادية لا تذكر* تعاون بيئي بين البلدين بالوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول 2060* 500 ألماني في البحرين يعملون بقطاعات المال والإنشاءات الهندسية ومراكز التعليم والفنادقأكد سفير ألمانيا في البحرين كاي ثامو بوكمان أن العلاقات بين البلدين قوية وقائمة على التعاون والتفاهم والاحترام المتبادل وتزداد تطوراً عاماً بعد عام، مضيفاً أن البلدين يحتفلان هذا العام بمرور 50 عاماً، "نصف قرن"، على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مشيراً إلى أن التعاون السياسي يتضمن حوارات ولقاءات رفيعة المستوى وعلى أعلى المستويات.وأضاف سفير ألمانيا في حوار لـ"الوطن" أن البحرين شريك إستراتيجي في استقرار السلام والأمن بالمنطقة متحدثاً عن دور بارز للبحرين في تعزيز حقوق الإنسان والتعايش السلمي والتسامح الديني، مشيراً إلى أن لقاءات "حوار المنامة" فرصة عملية لدعم السلام والتفاهم والاستقرار بالمنطقة.وذكر أن التبادل التجاري بين البلدين وصل إلى 624.6 مليون يورو بزيادة 149 مليوناً في 2020، لافتاً إلى زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 24 % خلال أزمة "كورونا".وشدد على أن ألمانيا من أهم وأكبر الشركاء الاقتصاديين للبحرين في الاتحاد الأوروبي، كاشفاً عن أن 50 شركة ألمانية تستثمر في البحرين في مجالات البنية التحتية والطاقة والكهرباء والخدمات اللوجستية، منوهاً إلى أن الشركات الألمانية تستفيد من مناخ الاستثمار الجيد وتسهيلات ودعم مجلس التنمية الاقتصادية.وفي ما يتعلق بالتعاون الطبي بين البلدين، أوضح السفير بوكمان أن هناك تبادلاً للزيارات بين أطباء البلدين للاستفادة من الخبرات والتجارب المشتركة، إضافة إلى دعم برامج تدريب الأطباء والاستفادة من الخبرات والتقنيات الألمانية في مجال ابتعاث المرضى، فضلاً عن استقدام الأطباء الزائرين للاستفادة من الخبرات الطبية الألمانية في علاج المرضى.وتطرق السفير الألماني إلى التعاون التعليمي بين البلدين، مؤكداً أن ألمانيا مقصد ومركز تعليمي مهم لطلاب البحرين برسوم مادية لا تذكر، كما أن هناك تعاوناً قائماً بين السفارة الألمانية ومعهد جوته في الخليج من خلال برنامج "باش" من أجل تنظيم دورات لتعليم اللغة الألمانية إضافة إلى تدريس اللغة الألمانية في عدد من المدارس في البحرين.وقال إن هناك 500 ألماني في البحرين، يعملون بقطاعات المال والإنشاءات الهندسية ومراكز التعليم والفنادق، ويعتبرون البحرين وطنهم الثاني، مشيداً بتسهيل ودعم إقامات الجالية الألمانية في المملكة. وإلى نص الحوار:كيف تقيمون العلاقات بين البحرين وألمانيا خاصة مع الاحتفال بمرور 50 عاماً على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين؟ - هذا العام عام مميز، حيث نحتفل بمرور 50 سنة من العلاقات الدبلوماسية ويمكننا التأكيد على أن العلاقات بين مملكة البحرين وألمانيا قوية وقائمة على التعاون والتفاهم والاحترام المتبادل وتزداد تطوراً عاماً بعد عام. هذه العلاقات تعود إلى أكثر من 100 عام مضت، حيث كان هناك حضور لبعض الشركات الألمانية العاملة في القطاع البحري في المملكة، وزادت هذه العلاقات وتطورت إلى أن وصلنا إلى عام 1972 حيث تم الاتفاق على تبادل العلاقات بين البلدين. وشهدنا في الـ 50 عاماً الماضية الكثير من التعاون في عدة مجالات وأيضاً كانت هناك زيارات متبادلة رفيعة المستوى، أهمها زيارة مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل عام 2010 إلى البحرين وزيارة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، إلى برلين عام 2008. ما حجم التبادل التجاري بين البلدين؟ وماذا عن قيمة الصادرات والواردات؟ - حجم التبادل التجاري بين ألمانيا والبحرين في تصاعد مستمر بالرغم من أزمة "كورونا" حيث ارتفع خلال العام قبل الماضي إذ وصل إلى 624.6 مليون يورو في 2020 بعد أن كان حجمه 476.1 مليون يورو في عام 2019، وهذا يدل على تطور العلاقة الاقتصادية بين بلدينا بما يخدم مصلحة الطرفين. من المهم للذكر أيضاً أن ألمانيا هي من أهم وأكبر الشركاء الاقتصاديين للبحرين في الاتحاد الأوروبي، مع العلم بأن ألمانيا  تتمتع بسمعة طيبة في المملكة خاصة في قطاعي الصناعة والتكنولوجيا اللذين يتمتعان بقدرة تنافسية عالية. كم عدد الشركات الألمانية في البحرين.. وما أبرز مجالات عملها؟ - عدد الشركات الألمانية الموجودة في البحرين في ارتفاع حيث يمكننا القول إن هناك حوالي 50 شركة ألمانية موجودة في البحرين ولها مشاركة أو مساهمة في بعض المشاريع الحيوية في المملكة. وتستفيد الشركات الألمانية الحاضرة هنا على وجه الخصوص من مناخ الاستثمار الجيد والتسهيلات في هذا الشق خاصة من خلال الدعم الذي يقدمه مجلس التنمية الاقتصادية. والشركات الألمانية تساهم في الكثير من المجالات أهمها مجالات الاستثمار في البنية التحتية، في مجال الطاقة والكهرباء والطب والخدمات اللوجستية أيضاً.ما أبرز مجالات التعاون بين البحرين وألمانيا في المستقبل القريب؟ - نحن نسعى دائماً إلى فتح أبواب جديدة وتغذية العلاقات بعدة طرق لرفعها إلى مستويات أعلى، حيث استطعنا في الـ50 عاماً الماضية من الوصول إلى تطورات هامة استطعنا من خلالها إحراز نتائج مثمرة في الكثير من المجالات بين البلدين.وفي المجال السياسي هناك حوارات تمت على أعلى المستويات، وهنا يسعنا ذكر الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية البحريني د. عبداللطيف الزياني من خلال مشاركته في مؤتمر حوار برلين للطاقة العالمي ولقائه مع وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك حيث نسعى من خلال هذه المباحثات إلى المشاركة في جهود المملكة في المجال المناخي وتحول الطاقة ونتطلع من خلال ذلك إلى تحقيق رؤية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء، بالوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2060، و30 % بحلول عام 2035. وهذا يشكل حافزاً لجميع الأطراف لزيادة التعاون من خلال تبادل الخبرات والتقنيات ووجهات النظر بما يحقق نتائج إيجابية تخدم جميع الأطراف. أما في الشق الاقتصادي  فكما ذكرنا في السابق العلاقات الاقتصادية في أوج عطائها حيث تستثمر الشركات الألمانية في البحرين وباتت توظف المئات من المواطنين البحرينيين وتشارك في مشاريع البنية التحتية المهمة.ماذا عن جهود السفارة الألمانية لنشر اللغة الألمانية وتعليمها في البحرين؟ - السفارة الألمانية في البحرين تعمل بشكل مكثف لدعم برامج اللغة الألمانية التي تتم بالتعاون مع معهد جوته الألماني في الخليج حيث استطاع الكثير من البحرينيين والمقيمين من تعلم اللغة الألمانية من خلال برامجنا، وشهدنا في هذا الشهر حفل تخريج أكثر من 90 طالباً ممن أتموا دورة اللغة الألمانية، ما يمثل التفاعل الإيجابي من المجتمع البحريني في تعلم اللغة الألمانية التي يمكنها أن تساعدهم في فتح أبواب جديدة في المستقبل. يمكن للجميع الاطلاع على برامج اللغة الألمانية من خلال موقعنا على الإنترنت أو صفحة برامج اللغة الألمانية على الإنستجرام.هل من المرتقب تأسيس جامعة ألمانية أو مدارس ألمانية في البحرين؟ - السفارة بالتعاون مع معهد جوته تقدم برنامج "باش" الذي يدعم المدارس التي تضم برنامج اللغة الألمانية إلى مناهجها المدرسية وهي فرصة مهمة للمراكز التعليمية في البحرين للبدء مبكراً في تعليم اللغة الألمانية لتنويع الفرص المستقبلية للطلاب والطالبات. هناك أيضاً بعض المراكز التعليمية التي بدأت بضم تعليم اللغة الألمانية إلى مناهجها، وهذا يعطينا انطباعاً ممتازاً بشأن نشر اللغة الألمانية في المراكز التعليمية في البحرين.كم عدد الطلاب البحرينيين الذين يدرسون في ألمانيا؟ وما أبرز مجالات الدراسة والتخصص؟ - ألمانيا ترحب بزيادة التعاون في المجال التعليمي أيضاً حيث ندعو الجميع إلى الاطلاع على برامج التعليم في معاهد وجامعات ألمانيا مع العلم بأن الدراسة في ألمانيا تعتبر مجانية للجميع لذلك يستطيع الجميع الحصول والوصول إلى أفضل البرامج التعليمية برسوم مادية لا تذكر. وفي السنوات الماضية كانت ألمانيا مركزاً مهما للكثير من الطلاب والطالبات من المملكة حيث أنهى بعضهم دراساتهم وعادوا إلى وطنهم ليجلبوا معهم الخبرات والشهادات التي حصلوا عليها من ألمانيا. والبعض ما زال يكمل دراسته هناك ونأمل أن ينهوها بنجاح. بالنسبة إلينا تمثل هذه الشريحة من الطلاب جسور تواصل بين ألمانيا والبحرين في المستقبل.ألمانيا تعد مقصداً للعلاج خاصة في ما يتعلق بأمراض السرطان وأمراض العظام وقطع الرباط الصليبي.. هل من المرتقب أن يكون هناك تعاون طبي بين البحرين وألمانيا في مجالات طبية مختلفة؟ - التعاون الطبي بين ألمانيا والبحرين قائم منذ وقت طويل حيث تعتبر ركائزها السياحة الطبية إلى ألمانيا والاستفادة من الخبرات والتقنيات الألمانية في مجال ابتعاث المرضى، ونحن في السفارة نسعى دائما إلى تسهيل الإجراءات في هذا الشق. من المواضيع التي يمكن أن ندعم بها علاقات التعاون بين القطاع الطبي في البحرين وألمانيا تبادل الزيارات بين الأطباء للاستفادة من الخبرات والتجارب المشتركة، ودعم برامج تدريب الأطباء من خلال الابتعاث، واستقدام الأطباء الزائرين للاستفادة من الخبرات الطبية الألمانية في علاج المرضى.كم عدد أبناء الجالية الألمانية في البحرين؟ وما هي أبرز مجالات عملهم؟ - يمكننا تقدير عدد الألمان المقيمين في المملكة بحوالي 500 شخص، حيث إنهم يعملون هنا ويقيمون مع عائلاتهم. استطاع البعض منهم بناء علاقة خاصة مع مملكة البحرين وأصبحت تعد وطنهم الثاني، ونحن فرحون جداً بذلك، ونشيد بتسهيل ودعم إقامات الألمان من قبل القيادة في البحرين. وتتنوع مجالات عمل الألمان في البحرين والكثير منهم نشط في القطاعات المالية والإنشاءات الهندسية والمراكز التعليمية والفنادق.