أشهست؟ - ثامر طيفور


مع قرب موعد الانتخابات، يكثر الحديث هذه الأيام عن مقدار المكافآت التي يتحصل عليها النواب، والمزايا التي ترافق تلك المكافآت، من علاوة بدل تمثيل، علاوة سيارة، وعلاوة اجتماعية، يرافق ذلك همز ولمز حول أن البعض يترشح لـ«تضبيط نفسه»، وكأن المطلوب أن يكون النائب «منتف» أو يعمل «بلوشي» ليرضيهم.

على مواقع التواصل الاجتماعي، يطل علينا «المتحلطم» الذي يدعو إلى إلغاء المجلس لتوفير النفقات، وكأنه لا يعلم أن كل ما يتقاضاه النواب الأربعون خلال الفصل التشريعي كاملاً لا يتجاوز مبلغ 9.1 مليون دينار، وهو مبلغ أقل من مناقصات قطاع الأشغال على سبيل المثال خلال شهر واحد، أو كلفة تطوير تقاطع واحد مثل مدخل مدينة سلمان على سبيل المثال الذي تصل كلفته إلى 16 مليون دينار.

لو نظرنا بتمعن لما يتقاضاه النواب حالياً، لرأينا أنه موازٍ للمصاريف التي يتحمّلها النواب على أقل تقدير، ولست من المقتنعين بأن تلك المكافأة قادرة على أن تضع النائب في بحبوحة من العيش أثناء وجوده بمجلس النواب، فمجموعها كلها هو 230 ألف دينار في أربع سنوات، لا تكفي لشراء بيت وأرض، إلا أنها تؤثر إيجابياً عليه عندما تدخل في تقاعده.

فالنواب وأثناء وجودهم بالبرلمان، وأغلبهم يفعل ذلك، يستأجرون شققاً أو فللاً، ويفتتحون مكاتب تمثلهم فيها، والمكاتب بحاجة لمصاريف ورواتب للعاملين فيها، وتكاليف ذلك كبيرة جداً، تتراوح ما بين 1500 دينار و2500 دينار بشكل شهري.

كما أنه وبسبب ثقافة التكافل المجتمعي الموجودة لدينا، نرى الكثير من النواب يوزعون «الشرهات» الشهرية على المحتاجين في دوائرهم، مثل العجائز من أرامل ومن تقطعت بهم سبل الحياة، وبعض النواب يخصص مبلغاً شهرياً لهذا الموضوع تحديداً.

هنا أنا لا أدافع عن النائب فلان أو فلان، أنا أنقل صورة شاهدتها بأم عيني، شاهدت نائباً يبيع منزله الكبير ليشتري آخر صغيراً ليتدبر أموره، وشاهدت آخر أخذ قروضاً بمبالغ فلكية وصلت إلى 200 ألف دينار ليتدبر أموره، وآخر يقسّم لأهل بيته 600 دينار شهرياً للمصروف، اضطر إلى أن يجعلها 500 فقط بعد سنتين، ذلك أن مصاريفه لا تطاق.

وهنا، أتساءل.. هل المطلوب عندنا أن يكون النائب «منتف» ولِمَ ذاك؟