أيمن شكل
نتائج مستقبلية واعدة لزيارة الرئيس السيسي
أكد صحفيون وإعلاميون مصريون في البحرين أن العلاقات الثنائية بين مصر والبحرين تعيش اليوم أسمى فترات الازدهار والتعاون والتضامن ووحدة الصف في ظل العلاقة الأخوية بين القيادتين في البحرين ومصر، لافتين إلى أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للبحرين سيكون لها نتائج واعدة في مستقبل المنطقة.
وأوضح الكاتب الصحفي والمدير السابق لمكتب الأهرام سامي كمال أن الزيارة تأتي بعد أيام قليلة من زيارة أخوية من لدن جلالة الملك المعظم لمصر حيث التقى خلالها بالرئيس عبدالفتاح السيسي وشهدت انعقاد قمة ثلاثية بين جلالة الملك والرئيس السيسي والملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، مشيراً إلى أن هذه الزيارات المتبادلة بين القادة الأشقاء العرب تأتي في سياق التواصل المستمر، وتدلل على تنسيق رفيع المستوى في القضايا الدولية والإقليمية.
كما أكد كمال حرص القيادتين البحرينية والمصرية على توافق الرؤى في جميع القرارات وتوحيد الأهداف، لافتاً إلى أن الزيارة سيكون لها أثر واضح خلال قمة التعاون الخليجي المرتقبة التي تستضيفها السعودية ويحضرها قادة مصر والأردن والعراق والولايات المتحدة، وأشار إلى أن تلك القمة تأتي في مرحلة دقيقة يمر بها العالم والمنطقة وتتطلب أعلى درجات التنسيق بين الدول العربية، وقال: «شهدنا تحركاً عربياً كبيراً تمثل في زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد بالمملكة العربية السعودية، وقادة دول عربية أخرى، وهي تهدف إلى تحقيق مصلحة الدول العربية وشعوبها».
ووصف كمال العلاقة بين البحرين ومصر بالتاريخية والممتدة عبر العصور، فيما أكد سمة الخصوصية التي تتمتع بها على المستويين القيادي والشعبي، وقال إن الزعيمين حريصان على استمرار وتوثيق تلك العلاقة بمزيد من العمل الذي يخدم السلام في منطقة الشرق الأوسط.
من جانبه أشار الصحفي أحمد عبدالحميد إلى أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للبحرين تؤكد متانة وعمق العلاقات الأخوية بين البلدين على مستوى القيادة والمستوى الشعبي، وقال: «لا ينسى شعب مصر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم العديد من المواقف المشهودة في دعم مصر».
وأوضح عبدالحميد أن اللقاءات المشتركة بين الزعيمين تهدف إلى تنسيق المواقف الدولية والإقليمية، وقال إن الزيارة تأتي ثمرة للقاء جلالة الملك المعظم القريب مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، واستمراراً للتحضير للقمة الخليجية الأمريكية.
كما نوه الصحفي عبدالحميد إلى التبادل التجاري الوثيق بين البلدين والذي ارتفع ليبلغ مؤخراً إلى 500 مليون دولار، وقال إن المستثمرين في البلدين يطمحون لرفع ميزان التبادل التجاري إلى مليار دولار في المرحلة القريبة المقبلة.
وفي ذات السياق أكدت الصحفية هبة محسن أن الجالية المصرية في مملكة البحرين تنتظر زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي وتستبشر خيراً لما ستثمر عنه من توطيد للعلاقات أكثر ما بين البلدين، وتوحيد المواقف بينهما على الصعيدين الإقليمي والدولي، بما يحفظ استقرار المنطقة وتعزيز عملية السلام، وبما يسهم في ازدهار وتنمية الدول العربية جمعاء.
وقالت محسن إن الجالية المصرية في البحرين لا تعتبر نفسها في بلد غريب، لكون العلاقات بين الشعبين راسخة وتمتد جذورها عقوداً، مشيرةً إلى أن الأشقاء في المملكة يمثلون جزءاً من العائلة العربية الكبرى التي تضم كل الأشقاء العرب، ولذلك فإن المواطن البحريني يسعد بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي ويراها زيارة قائد عربي لأخيه قائد البحرين جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه.
وحول العلاقات العميقة التي تربط البحرين بمصر قالت الكاتبة الصحفية والإعلامية هـند كرم: إن السطور لا تسعها ولن توفيها الكلمات؛ فهي علاقات ممتدة وراسخة وتتمتع بكثير من الاستقرار، وهذا نابع من المحبة والتقدير والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين وشعبيهما على مَر التاريخ والعهود، مشيرةً إلى أن تلك العلاقات الراسخة تعود إلى التوافق في الرؤى والمواقف المشتركة إزاء القضايا المصيرية سواء الثنائية التي تصب في علاقات البلدين على كافة الصعد أو الإقليمية والدولية التي يتشارك فيها البلدان مع محيطهما الإستراتيجي العالمي المهم.
ووصفت كرم العلاقة بين البحرين ومصر بعلاقة وفاء وانتماء وهوية مشتركة منذ القدم، مشيرةً إلى أول بعثة تعليمية مصرية وصلت البحرين مطلع القرن الماضي في عام 1919، وتقديم أول سفير مصري أوراق اعتماده لدى المنامة في عام 1973، مروراً بتفاعل وتضامن القيادة والشعب البحريني مع الحراك السياسي المصري وثوراته وحروبه ضد الاحتلال والإرهاب والدعم للمواقف المصرية في قضاياها العادلة، وكذلك التأييد والدعم المصري التام لكافة القرارات التي تتخذها مملكة البحرين في إطار الحفاظ على أمنها وسيادتها وفقاً لنهج البلدين المشترك القائم على الحفاظ على إرساء دعائم السلام والأمن في المنطقة والعالم.
وقالت كرم: «إن العلاقات الثنائية بين مصر والبحرين تعيش اليوم أسمى فترات الازدهار والتعاون والتضامن ووحدة الصف وخاصة في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي حرص على الدفع بالعلاقات بشكل أكثر انفتاحاً وتقارباً عبر تكثيف الزيارات المتبادلة مع أخيه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين المعظم للتشاور، وهو ما انعكس بشكل إيجابي على النجاح في مواجهة مجمل التحديات التي تتصدى لها دول المنطقة بكثير من الحكمة واليقظة وتغليب لغة الحوار والدبلوماسية في حل الأزمات».