تاريخ ممتد وجذور راسخة برسوخ وقِدم وامتداد حضارتيّ وادي النيل ودلمون هو ما يلخص طبيعة العلاقات الأخوية المتميزة التي تربط مملكة البحرين بشقيقتها جمهورية مصر العربية، جمعتهما العروبة والتاريخ والمصير المشترك وتوَج مساعيهما حرص قيادتي البلدين على إرساء وتثبيت دعائم المحبة والاحترام بين بلديهما وشعبيهما، وقد أوتي ثماره عبر تجسيد كل معاني الوحدة والتعاون والشراكة الثنائية وانطلاقها نحو تعزيز دور البلدين الإقليمي خليجياً وعربياً ودولياً بفضل السياسة الحكيمة التي تنتهج التوازن والدبلوماسية واحترام الآخر في التعامل مع كافة القضايا والملفات.وترتكز العلاقات بين مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية على أساس متين قوامه التوافق في الرؤى وتطابق الأهداف الاستراتيجية إزاء القضايا المصيرية المشتركة والتي يتفاعل فيها البلدان مع محيطهما الجغرافي والجيو استراتيجي الهام والمؤثر كما حرصت القيادتان بشكل دائم على إبداء وتقديم مواقف الدعم والتضامن مع المواقف والقرارات المصيرية والقضايا العادلة في إطار الحفاظ على الأمن الإقليمي والجهود المشتركة في إرساء دعائم السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.وعلى مر العصور نجح البلدان في الاحتفاظ بعلاقات متينة ومميزة تشمل كافة المجالات، ومع تولي فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم رئيساً لجمهورية مصر العربية، أخذت العلاقات منحى استراتيجياً أكثر رسوخاً وعمقاً معتمدة على محاور رئيسية ثلاثة هي : التعاون الوثيق بين قيادتي البلدين، وتأكيد البلدين دعمهما ومساندتهما للآخر في مواجهة التحديات والأزمات المختلفة، وتوسيع قاعدة التعاون المشترك في شتى المجالات بخاصة السياسية والاقتصادية والعسكرية.ومن هذا المنطلق، أبدى كل من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه وأخوه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية حرصهما وسعيهما الحثيث للدفع بعلاقات بلديهما نحو مرحلة جديدة من التضامن عبر الاتفاق على تكثيف الزيارات المتبادلة للتنسيق والتشاور مما انعكس بشكل إيجابي على النجاح في مواجهة مجمل التحديات التي تتصدى لها دول المنطقة بكثير من الحكمة واليقظة وتغليب لغة الحوار والقنوات الدبلوماسية في حل الأزمات.وتعتبر الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس المصري إلى البحرين هي الرابعة منذ توليه الرئاسة، حيث سبقتها ثلاث زيارات رسمية للمملكة في الأعوام 2015، و2017 و2018م.وكانت الزيارة الأولى للرئيس السيسي في شهر أكتوبر 2015، حيث حل ضيفاً كريماً على المملكة تلبية لدعوة من حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم للمشاركة في افتتاح أعمال الدورة الحادية عشرة لمنتدى حوار المنامة.وكان حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم أيده الله ورعاه أول الزعماء والقادة على مستوى العالم الذي يقوم بزيارة رسمية إلى جمهورية مصر العربية الشقيقة عقب نجاح ثورة 30 يونيو عام 2013م، اذ أكد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي أن هذه الزيارة أتت في توقيت هام ودقيق وكانت تحمل دلالات عميقة ورسالة دعم وتضامن مع إرادة الشعب المصري.وفي يونيو 2014م قام حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه بزيارة لجمهورية مصر العربية، تلبية للدعوة الكريمة للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيساً لجمهورية مصر العربية بمشاركة عدد من الملوك والقادة وزعماء الدول العربية والأجنبية، وتعتبر هذه الزيارة الهامة بمثابة لبنة جديدة في بناء العلاقات الأخوية الممتدة عبر التاريخ وما تلتها من زيارات متتالية ومتبادلة بين قيادتي البلدين.كما قام حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه في السادس والعشرين من شهر أبريل 2016م بزيارة رسمية للقاهرة استقبله خلالها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ،بحثَ خلالها الجانبان متابعة تنفيذ نتائج اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين وضرورة تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب، وشهدت الزيارة كذلك تقليد فخامة الرئيس المصري لحضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم "قلادة النيل" التي تعد أرفع وسام مصري، تقديراً للعلاقات التاريخية والوطيدة التي تجمع بين البلدين والمواقف النبيلة المشرفة التي يتخذها جلالة ملك البلاد المعظم في دعم مصر.واستكمالاً لسلسلة الزيارات الثنائية رفيعة المستوى بين زعيمي البلدين الكبيرين قام حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه بزيارات أخوية متكررة إلى جمهورية مصر العربية الشقيقة تكريساً لمبدأ التشاور وتبادل الآراء ، منها زيارة جلالته حفظه الله ورعاه في السابع والعشرين من شهر مارس عام 2017م الى القاهرة، حيث التقى خلالها بأخيه الرئيس السيسي وتناول الجانبان عدداً من الموضوعات المطروحة على القمة العربية التي عقدت في شهر مارس2017 بالمملكة الاردنية الهاشمية، كما شهد العام نفسه زيارة متبادلة هي الثانية للرئيس المصري لمملكة البحرين في الثامن من شهر مايو، بحث خلالها مع جلالة ملك البلاد المعظم رؤى الجانبين بشأن ضرورة تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب، فضلاً عن أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة، كما قلد جلالته أخاه الرئيس السيسي وسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، وهو أرفع وسام بحريني امتناناً لمساندة مصر الدائمة لمملكة البحرين.وفي الثاني والعشرين من شهر يوليو 2017م شارك صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، نيابة عن حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم أيده الله ورعاه في حفل افتتاح قاعدة "محمد نجيب العسكرية" بمدينة الحمام غرب مدينة الإسكندرية والتي تعد أكبر قاعدة عسكرية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.وفي الثلاثين من شهر أغسطس من عام 2018م قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة ثالثة لمملكة البحرين استقبله خلالها حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، واتفق الجانبان خلالها على مواصلة العمل المشترك لتوحيد الصف العربي وتعزيز تضامنه لما فيه صالح الأمة العربية وشعوبها.وقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله في الثاني عشر من شهر مايو 2019م بزيارة للشقيقة جمهورية مصر العربية أعقبها جلالته بستة أشهر بزيارة أخرى رسمية تشاورية في السابع من شهر نوفمبر 2019م، للتنسيق بين البلدين لمواجهة التحديات الإقليمية ومحاولات التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية.وفي السادس عشر من شهر سبتمبر 2021 التقى صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم أيده الله ورعاه بأخيه الرئيس المصري بمدينة شرم الشيخ، حيث تم بحث آخر تطورات قضية سد النهضة في ضوء البيان الرئاسي الأخير الصادر عن مجلس الأمن الدولي بشأن السد، اذ جدّد حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم موقف البحرين الثابت والمتضامن والداعم لمصر والسودان، وتأييد كل ما يحفظ حقوقهما المشروعة وأمنهما المائي في نهر النيل، فضلاً عن دعم الجهود الرامية للتوصل الى اتفاق ملزم وعادل وشامل بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، بما يمنع الضرر ويعود بالنفع على كافة الأطراف اتساقًا مع قواعد القانون الدولي.كما قام حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم يوم الثامن عشر من شهر يوليو الجاري 2022 م بزيارة حديثة إلى جمهورية مصر العربية التقى خلالها بأخيه فخامة الرئيس المصري في إطار بحث التشاور العربي العربي على ضوء التطورات الدولية وما تشهده المنطقة العربية والشرق الأوسط من أحداث تستدعي المزيد من التشاور وتوحيد المواقف والرؤى.وتأتي الزيارة الرسمية الميمونة للرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية لمملكة البحرين التي بدأت اليوم الثامن والعشرين من شهر يونيو 2022م، وذلك في إطار تعزيز علاقات الأخوة الراسخة ودعم مجالات التعاون الوطيدة القائمة بين مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية، انطلاقاً من حرص قيادتي البلدين الشقيقين على كل ما من شأنه تطوير وتنمية هذه العلاقات العريقة نحو آفاق أرحب لصالح الشعبين.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90