عكست الكلمة السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، أمام قمة جدة للأمن والتنمية، والتي عقدت بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، رؤية جلالته الثاقبة وإيمانه الدائم بأهمية تعزيز التعاون والعمل المشترك والتضامن والتنسيق في مواجهة التحديات والتهديدات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط والعالم.
ولامست المضامين السامية التي اشتملت عليها كلمة جلالة الملك المعظم أيده الله ورعاه الواقع الدولي بكل تحدياته، وتستشرف آفاق المستقبل في رؤية شاملة سلطت الضوء على طبيعة التحديات التي يمر بها العالم والمخاطر الناجمة عنها، وما تستدعيه من حلول ناجعة كفيلة بترسيخ أسس التعاون البناء والمثمر الذي يحقق للبشرية الأمن والرخاء ويضمن لها الاستقرار والتقدم المستدام، وبما يحفظ المصالح العالمية.
وجسّد تركيز جلالته على الإشارة إلى منطقة الشرق الأوسط، وما تعانيه منذ سنوات من ظروف سياسية وأمنية واقتصادية صعبة، مدى يقين جلالته بأن استباب الأمن والاستقرار العالمي لا يمكن أن يتحقق إلا إذا جرى الوصول إلى تسويات عادلة للقضايا والأزمات التي تمر بها هذه المنطقة ذات المكانة الاستراتيجية الدولية المهمة.
وفي هذا الصدد، أكد جلالة الملك المعظم على ضرورة حل القضية الفلسطينية بتسوية عادلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقا لحل الدولتين ومبادرة السلام العربية، وخلق الفرص الاقتصادية الواعدة والمستدامة للشعب الفلسطيني الشقيق ومشاركته الفعلية في تنمية شاملة الأبعاد، كما تم عرضه في مخرجات ورشة "السلام من أجل الازدهار" التي عقدت في مملكة البحرين في عام 2019م، بالإضافة إلى ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة اليمنية ومواصلة الدعم الإنساني والتنموي للشعب اليمني، وأهمية جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، ومحاربة الإرهاب والفكر المتعصب وتنظيماته المتطرفة الخارجة عن القانون، في قراءة حكيمة لطبيعة الأسباب الحقيقية للصراعات في المنطقة والآليات المطلوبة لحلها ومواجهتها وفقًا لقواعد الشرعية والقانون الدولي.
وجاء التحذير الذي أطلقه جلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه، من الأخطار الناجمة عن التدخل المباشر في الشؤون الداخلية للدول باعتباره إخلالا بالمبادئ والحقوق المكفولة بالقوانين الدولية، ليمثل رسالة تذكير للمجتمع الدولي بأهمية القيام بدوره في الحفاظ على المبادئ والقيم النبيلة التي جاء بها ميثاق الأمم المتحدة، والتي تشدد على أهمية أن يكون التعاون هو الأساس الذي تنطلق منه جميع العلاقات الدولية، ويرفض بشكل قاطع أي تدخل في شؤون الدول الداخلية تحت أي مسمى أو ذريعة، لأن في ذلك انتهاكًا لسيادتها وتقويضًا للأمن والاستقرار العالميين.
ولعل اهتمام جلالته في كلمته السامية بالتأكيد على أهمية الحفاظ على الأبعاد والقيم الدينية والثقافية للدول وصيانة نهجها الحضاري في احترام الآخر والتسامح والتعايش السلمي، ليقدم نموذجَا فريدًا ومتميزًا للقائد الحكيم الذي يدرك بأن صيانة ورعاية هذه المعطيات يشكل حجر زاوية لا غنى عنه إذا ما أراد العالم أن يحيا في تقدم وازدهار، لأن تلك القيم تمثل قواسم إنسانية مشتركة تحقق التقارب المنشود بين الشعوب، وأن أي محاولة للإخلال بها عبر التدخل في شؤون الدول الداخلية من شأنه أن يمثل تهديدَا حقيقيًا يقود البشرية جميعها إلى منزلقات الصراعات والفتن التي تغذي مشاعر الكراهية والتعصب البغيض.
كما شدد جلالته أيده الله ورعاه على أهمية استمرارية عمل القوات البحرية المشتركة وتفعيل قوات واجب مشتركة إضافية بالنظر إلى دورها المحوري في حماية الملاحة الدولية وتأمين إمدادات النفط والتجارة العالمية عبر مضيق هرمز وباب المندب، وأبدى جلالته رعاه الله تقديره الكبير للتعاون المثمر والبناء بين سلاح البحرية الملكي البحريني والأسطول الخامس للبحرية الأمريكية لما يزيد عن خمسة وسبعين عاماً.
ولم تقتصر كلمة جلالة الملك المعظم رعاه الله على تبيان التحديات العالمية على الصعيد السياسي والأمني فقط، بل كانت القضايا الاقتصادية حاضرة وبقوة في الكلمة السامية، لما لها من ارتباط وثيق بأحوال الشعوب وحياتهم، وهو نهج أصيل يحرص جلالته دائما على الاهتمام به سواء على المستوى المحلي من خلال توجيهاته ومبادراته الكريمة التي تسعى دائمًا إلى تحقيق مقومات المعيشة والراحة للمواطنين والمقيمين بالإضافة لمبادرات جلالته العديدة التي أسهمت في تخفيف حدة أعباء الأزمات الاقتصادية العالمية وامتداد أثرها.
ومن هذا المنطلق جاءت دعوة جلالته في الكلمة السامية إلى ضرورة أن يقدم المجتمع الدولي مزيدًا من الدعم للجهود الرامية لاستقرار أسعار الطاقة العالمية، بما في ذلك زيادة الاستثمارات لتوسعة الاستكشاف والتكرير وإدخال التقنيات الجديدة التي تسهم في دعم النمو الاقتصادي العالمي ومواجهة تضخم الأسعار، وتشجيع جميع مبادرات تصدير الحبوب والقمح وغيرها لتأمين وصولها للأسواق العالمية وتفعيل مبادرات لدعم الدول المتضررة تحقيقاً للأمن الغذائي، من أجل عالم ينعم فيه الجميع بالرخاء والنمو والازدهار.
إن كلمة حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم أيده الله قدمت للمجتمع الدولي رؤية مملكة البحرين ورسالتها النبيلة الداعمة لكل جهد إنساني يستهدف خير البشرية وتقدمها، وجددت التأكيد على سياسة المملكة بقيادة جلالته حفظه الله ورعاه التي تؤمن بأن الحفاظ على الأمن والاستقرار العالمي هو مسئولية مشتركة، وأن ذلك لن يتحقق إلا من خلال جهود وتحركات دولية تنطلق من قواعد التعاون والتضامن والشراكة التي تعزز من قدرة العالم على مواجهة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية والبيئية وإرساء الأمن والاستقرار وحتى يسود السلام والرخاء.
ولامست المضامين السامية التي اشتملت عليها كلمة جلالة الملك المعظم أيده الله ورعاه الواقع الدولي بكل تحدياته، وتستشرف آفاق المستقبل في رؤية شاملة سلطت الضوء على طبيعة التحديات التي يمر بها العالم والمخاطر الناجمة عنها، وما تستدعيه من حلول ناجعة كفيلة بترسيخ أسس التعاون البناء والمثمر الذي يحقق للبشرية الأمن والرخاء ويضمن لها الاستقرار والتقدم المستدام، وبما يحفظ المصالح العالمية.
وجسّد تركيز جلالته على الإشارة إلى منطقة الشرق الأوسط، وما تعانيه منذ سنوات من ظروف سياسية وأمنية واقتصادية صعبة، مدى يقين جلالته بأن استباب الأمن والاستقرار العالمي لا يمكن أن يتحقق إلا إذا جرى الوصول إلى تسويات عادلة للقضايا والأزمات التي تمر بها هذه المنطقة ذات المكانة الاستراتيجية الدولية المهمة.
وفي هذا الصدد، أكد جلالة الملك المعظم على ضرورة حل القضية الفلسطينية بتسوية عادلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقا لحل الدولتين ومبادرة السلام العربية، وخلق الفرص الاقتصادية الواعدة والمستدامة للشعب الفلسطيني الشقيق ومشاركته الفعلية في تنمية شاملة الأبعاد، كما تم عرضه في مخرجات ورشة "السلام من أجل الازدهار" التي عقدت في مملكة البحرين في عام 2019م، بالإضافة إلى ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة اليمنية ومواصلة الدعم الإنساني والتنموي للشعب اليمني، وأهمية جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، ومحاربة الإرهاب والفكر المتعصب وتنظيماته المتطرفة الخارجة عن القانون، في قراءة حكيمة لطبيعة الأسباب الحقيقية للصراعات في المنطقة والآليات المطلوبة لحلها ومواجهتها وفقًا لقواعد الشرعية والقانون الدولي.
وجاء التحذير الذي أطلقه جلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه، من الأخطار الناجمة عن التدخل المباشر في الشؤون الداخلية للدول باعتباره إخلالا بالمبادئ والحقوق المكفولة بالقوانين الدولية، ليمثل رسالة تذكير للمجتمع الدولي بأهمية القيام بدوره في الحفاظ على المبادئ والقيم النبيلة التي جاء بها ميثاق الأمم المتحدة، والتي تشدد على أهمية أن يكون التعاون هو الأساس الذي تنطلق منه جميع العلاقات الدولية، ويرفض بشكل قاطع أي تدخل في شؤون الدول الداخلية تحت أي مسمى أو ذريعة، لأن في ذلك انتهاكًا لسيادتها وتقويضًا للأمن والاستقرار العالميين.
ولعل اهتمام جلالته في كلمته السامية بالتأكيد على أهمية الحفاظ على الأبعاد والقيم الدينية والثقافية للدول وصيانة نهجها الحضاري في احترام الآخر والتسامح والتعايش السلمي، ليقدم نموذجَا فريدًا ومتميزًا للقائد الحكيم الذي يدرك بأن صيانة ورعاية هذه المعطيات يشكل حجر زاوية لا غنى عنه إذا ما أراد العالم أن يحيا في تقدم وازدهار، لأن تلك القيم تمثل قواسم إنسانية مشتركة تحقق التقارب المنشود بين الشعوب، وأن أي محاولة للإخلال بها عبر التدخل في شؤون الدول الداخلية من شأنه أن يمثل تهديدَا حقيقيًا يقود البشرية جميعها إلى منزلقات الصراعات والفتن التي تغذي مشاعر الكراهية والتعصب البغيض.
كما شدد جلالته أيده الله ورعاه على أهمية استمرارية عمل القوات البحرية المشتركة وتفعيل قوات واجب مشتركة إضافية بالنظر إلى دورها المحوري في حماية الملاحة الدولية وتأمين إمدادات النفط والتجارة العالمية عبر مضيق هرمز وباب المندب، وأبدى جلالته رعاه الله تقديره الكبير للتعاون المثمر والبناء بين سلاح البحرية الملكي البحريني والأسطول الخامس للبحرية الأمريكية لما يزيد عن خمسة وسبعين عاماً.
ولم تقتصر كلمة جلالة الملك المعظم رعاه الله على تبيان التحديات العالمية على الصعيد السياسي والأمني فقط، بل كانت القضايا الاقتصادية حاضرة وبقوة في الكلمة السامية، لما لها من ارتباط وثيق بأحوال الشعوب وحياتهم، وهو نهج أصيل يحرص جلالته دائما على الاهتمام به سواء على المستوى المحلي من خلال توجيهاته ومبادراته الكريمة التي تسعى دائمًا إلى تحقيق مقومات المعيشة والراحة للمواطنين والمقيمين بالإضافة لمبادرات جلالته العديدة التي أسهمت في تخفيف حدة أعباء الأزمات الاقتصادية العالمية وامتداد أثرها.
ومن هذا المنطلق جاءت دعوة جلالته في الكلمة السامية إلى ضرورة أن يقدم المجتمع الدولي مزيدًا من الدعم للجهود الرامية لاستقرار أسعار الطاقة العالمية، بما في ذلك زيادة الاستثمارات لتوسعة الاستكشاف والتكرير وإدخال التقنيات الجديدة التي تسهم في دعم النمو الاقتصادي العالمي ومواجهة تضخم الأسعار، وتشجيع جميع مبادرات تصدير الحبوب والقمح وغيرها لتأمين وصولها للأسواق العالمية وتفعيل مبادرات لدعم الدول المتضررة تحقيقاً للأمن الغذائي، من أجل عالم ينعم فيه الجميع بالرخاء والنمو والازدهار.
إن كلمة حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم أيده الله قدمت للمجتمع الدولي رؤية مملكة البحرين ورسالتها النبيلة الداعمة لكل جهد إنساني يستهدف خير البشرية وتقدمها، وجددت التأكيد على سياسة المملكة بقيادة جلالته حفظه الله ورعاه التي تؤمن بأن الحفاظ على الأمن والاستقرار العالمي هو مسئولية مشتركة، وأن ذلك لن يتحقق إلا من خلال جهود وتحركات دولية تنطلق من قواعد التعاون والتضامن والشراكة التي تعزز من قدرة العالم على مواجهة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية والبيئية وإرساء الأمن والاستقرار وحتى يسود السلام والرخاء.