وليد صبري
* 50 عاماً من علاقات ثقة وصداقة بين البحرين وفرنسا في كافة المجالات
* جميع الطوائف الدينية تمارس الشعائر الدينية بسهولة في البحرين
* شركات ومؤسسات فرنسية مثل "كارفور" و"أكور" و"بي إن بي باريبا" تعمل بنجاح في البحرين
* 443.3 مليون يورو التبادل التجاري بين البلدين
* تعاون عسكري ودفاعي بين البحرين وفرنسا من منطلق الالتزام بأمن المنطقة
* التزام فرنسي تجاه الحلفاء وبينهم البحرين في حماية المنطقة من الإرهاب
* 10 أطباء بحرينيين في فرنسا للاستفادة من الخبرات الصحية
* 50 بحرينياً يدرسون البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في فرنسا
* تسارع وتيرة انتهاكات إيران للمفاوضات النووية وعليها وقف التصعيد
* تنسيق وثيق مع الشركاء وبينهم "دول التعاون" بشأن "النووي الإيراني"
* على طهران التعاون مع "الوكالة الذرية" لأنه ليس هناك متسع من الوقت
أكد سفير الجمهورية الفرنسية لدى مملكة البحرين، جيروم كوشار، التزام فرنسا تجاه الدول الصديقة والحليفة، وبينها مملكة البحرين، بالالتزام بأمن المنطقة وحمايتها من عدم الاستقرار لاسيما ما يتعلق بالإرهاب، موضحاً أن "هناك تعاون عسكري ودفاعي بين البلدين من منطلق الالتزام بأمن المنطقة"، مشيراً إلى أن "التزام فرنسا بأمن المنطقة لم يتزعزع أبداً، ويأتي هذا الالتزام باسم الصداقة مع البحرين وكذلك مع جميع دول مجلس التعاون الخليجي"، متحدثاً عن "التزام فرنسي تجاه الحلفاء وبينهم البحرين في حماية المنطقة من الإرهاب".
وأضاف السفير الفرنسي في حوار خص به "الوطن"، بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للجمهورية الفرنسية "يوم الباستيل"، أن "البحرين وفرنسا تربطهما علاقات ثقة وصداقة في كافة المجالات تمتد لنحو 50 عاماً"، مشيداً "بممارسة جميع الطوائف الدينية للشعائر الدينية دون صعوبة في المملكة".
وفيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي بين البلدين، أوضح السفير كوشار، أن شركات ومؤسسات فرنسية مثل "كارفور" و"أكور" و"بي إن بي باريبا" تعمل بنجاح في البحرين، مبيناً أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يبلغ نحو 443.3 مليون يورو "453 مليون دولار"، منوهاً إلى أن " هناك مستشارين تجاريين وشركات فرنسية ترغب في المشاركة بمشروع "مترو البحرين". وتحدث عن العلاقات العلمية والصحية بين البلدين، موضحاً أن "فرنسا تستقبل 5 أطباء بحرينيين كل عام في إطار التعاون الصحي، كما أن هناك الآن 10 أطباء بحرينيين في فرنسا للاستفادة من الخبرات الصحية، بينما يدرس نحو 50 بحرينياً الدرجات العلمية المتعلقة بالبكالورويوس والماجستير والدكتوراه في فرنسا".
وتطرق السفير كوشار للحديث عن الاتفاق النووي الإيراني، لافتاً إلى "تسارع وتيرة انتهاكات إيران للمفاوضات النووية، داعياً إياها إلى "وقف التصعيد"، موضحاً أن "هناك تنسيق وثيق مع الشركاء وبينهم "دول التعاون" بشأن "النووي الإيراني""، مشدداً على أنه "على طهران التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لأنه ليس هناك متسع من الوقت". وإلى نص الحوار.
كيف تقيمون العلاقات بين البحرين وفرنسا في ظل التطورات الإقليمية والدولية؟
- تتميز العلاقات بين البلدين، فرنسا والبحرين، بالثقة والصداقة، مثل الحوار المنتظم بين رئيس الجمهورية الفرنسية، السيد إيمانويل ماكرون، وحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين المعظم، إنها علاقة تجسدها التعاون المثمر بين البلدين في مجالات عديدة من بينها "الرياضة، الآثار، الجامعية، الثقافة، العدل، الصحة،.. إلخ". بُنيت قوة هذه العلاقة أيضًا على التبادل البشري الثري بين الفرنسيين والبحرينيين، على مدى 50 عاماً من العلاقات بين بلدينا، سواء كانوا طلاباً أو رجال أعمال أو علماء آثار أو دبلوماسيين أو فنانين.
كيف تنظرون إلى ما تتمتع به البحرين من حرية المعتقد والتعايش السلمي والتسامح الديني؟
- خلال رئاسة فرنسا لدورة الاتحاد للأوروبي في النصف الأول من عام 2022، شاركت السفارة الفرنسية بالمؤتمر الأخير "30 مايو - 1 يونيو 2022"، الذي نظمه الاتحاد الأوروبي بالاشتراك مع مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي حول موضوع حرية الدين والمعتقد "FORB". وقد حقق هذا المؤتمر، الذي شارك فيه مستشار الشؤون الدينية بوزارة الخارجية، نجاحاً حقيقياً، تمكن المستشار من مقابلة جميع الطوائف الدينية وتمكن من ملاحظة أنه يمكنهم ممارسة شعائرهم الدينية دون صعوبة في البحرين.
ماذا عن المؤسسات المالية الفرنسية وشركات التأمين والفنادق التي لها فروع في البحرين؟ وهل هناك آفاق للتوسع في هذا الاتجاه، خاصة بعد التعافي الاقتصادي من أزمة جائحة كورونا (كوفيد19)، التي أثرت على العام؟
- الوجود الاقتصادي الفرنسي في البحرين كبير، بالطبع، الجميع يعرف كارفور، وهو أحد الموزعين الرئيسيين في البلاد، نحن فخورون أيضًا بأن شركة اكور Accor تدير عدداً من الفنادق في البحرين "سوفيتل ، نوفوتيل ، إلخ"، أكثر من أي شركة فنادق دولية أخرى، ولديها العديد من المشاريع قيد التنفيذ. ويقع بنك "بي إن بي باريبا BNP Paribas"، البنك الدولي الرائد، في المقر الإقليمي في الـFinancial Harbour. وهناك العديد من الشركات الفرنسية الأخرى "مثل Fives أو Danièle Descors"، في مجالات مختلفة، تعمل أيضاً بنجاح في البحرين.
كم يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين؟
- تشهد التجارة بين البلدين العديد من التغييرات، ففي عام 2018 بلغت قيمة التبادل الاقتصادي الثنائي بين فرنسا والبحرين 443.3 مليون يورو، بانخفاض نسبته 7.2% مقارنة بعام 2017. ولسوء الحظ، أثر وباء كورونا (كوفيد19)، على التجارة الثنائية، مثل أي مكان آخر في العالم. لكنني عقدت للتو اجتماعاً مع شركات فرنسية ومستشارين تجاريين فرنسيين، ويمكنني أن أؤكد لكم أنهم جميعًا يريدون التحرك مرة أخرى، وهم متشوقون لبناء جسور جديدة بين بلدينا، بما في ذلك مشروع مترو البحرين.
ماذا عن التعاون في المجالات العسكرية والدفاعية؟
- هناك تعاون ديناميكي كما يتضح من توقف حاملة الطائرات الفرنسية "شارل ديغول" والعديد من السفن الأخرى في البحرين خلال العام الماضي. إذ يعد وجود مجموعة حاملات الطائرات القتالية في أبريل الماضي والانتشار المنتظم للأصول البحرية في منطقة الخليج من العناصر الأساسية لتعاوننا والتزامنا المشترك بأمن المنطقة.
ماذا عن المجالات المختلفة في التعاون بين فرنسا والبحرين؟
- لنأخذ مثالاً على تعاوننا في مجال الصحة، في أعقاب الاتفاقية الموقعة بين حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، والرئيس الفرنسي، في 30 أبريل 2019، تستقبل فرنسا 5 أطباء بحرينيين في مستشفياتها كل عام. وبالتالي، يوجد 10 أطباء بحرينيين حاليًا في فرنسا لتعلم تخصصهم الطبي. أنا أتابع رحلتهم عن كثب ويسعدني أن أعرف أن كل شيء يسير على ما يرام. نأمل أن نتمكن من تطوير هذا البرنامج وتكثيفه.
ماذا عن التعاون الثقافي بين البحرين وفرنسا؟
- ترتبط فرنسا تاريخيًا بالمجال الثقافي وجعلته أحد ميادين العمل الدبلوماسي المميزة. نتبادل بانتظام مع هيئة البحرين للثقافة والآثار من أجل تنظيم الحفلات الموسيقية أو المعارض. على مدار 50 عاماً من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وقد بادرت السفارة الفرنسية بتكريم فنانين بحرينيين وفنانين فرنسيين متأثرين بفن الشارع. لقد عملوا على عمل مشترك تم الكشف عنه خلال حفل الذكرى الخمسين للعلاقات الدبلوماسية بين فرنسا والبحرين. لذلك يمكنني أن أؤكد لكم أن البرنامج الثقافي في نهاية عام 2022 وعام 2023 سيظل ثرياً للغاية.
كم عدد الطلاب البحرينيين الذين يدرسون في فرنسا؟
- يختار العديد من الطلاب كل عام فرنسا متابعة دراستهم الجامعية، هناك ما يقرب من 50 مواطناً بحرينياً يراهنون على فرنسا، من البكالوريوس إلى الدكتوراه والماجستير، ويحققون أحلامهم هناك، الدورات المختارة متنوعة للغاية وتكشف عن جودة التعليم العالي الفرنسي مع اتساع نطاقه، والجودة هي نتيجة لطموح سياسي مستمر والتي تتيح اليوم لفرنسا أن تقدم للطلاب واحداً من أفضل أنظمة التعليم العالي في العالم وفوق كل ذلك، واحد من أكثر أنظمة التعليم التي يمكن الوصول إليها. ألاحظ زيادة مستمرة في عدد الطلاب المقبولين في مؤسسات التعليم في فرنسا وخاصة في برامج اللغة الإنجليزية. يوفر تطوير ومضاعفة هذه البرامج فرصاً جديدة للطلاب البحرينيين الذين لم يتعلموا بالضرورة الفرنسية أثناء دراستهم. خارج الفصل الدراسي، إنها أيضاً مغامرة شخصية غير عادية تنتظر الطلاب. اختيار فرنسا يعني اكتشاف فن آخر للعيش وثقافة أخرى والتعرف على أشخاص جدد والانفتاح على أوروبا. أستمتع دائماً بالاستماع إلى شهادات العديد من الخريجين الذين درسوا في فرنسا والذين تحدثوا عنها بعد سنوات بحب وحماس ولمسة من الحنين إلى الماضي.
تتعرض دول الخليج إلى تهديدات مستمرة من إيران عبر دعم شبكات وميليشيات الإرهاب، خاصة مع استهداف سفن الملاحة وشركات النفط.. ما رأيكم في ذلك؟
- إن التزام فرنسا بالأمن في المنطقة لم يتزعزع أبدًا، يأتي هذا الالتزام باسم الصداقة مع البحرين وكذلك مع جميع دول مجلس التعاون الخليجي، ينبع هذا الالتزام من مصالحنا المشتركة ولكن أيضاً من تحليلاتنا المتقاربة للتهديدات، وعلى رأسهم الإرهابية التي تتعرض لها المنطقة. تقف فرنسا إلى جانب أصدقائها وحلفائها، لقد أظهرت هذا في الماضي ولا تزال تظهره اليوم، بما في ذلك في مياه الخليج، مع وجود بحري على وجه الخصوص "مرة أخرى الشهر الماضي مع الفرقاطة سوركوف"، للمساهمة مع الآخرين في حرية الحركة والتحليق.
وفرنسا ملتزمة أيضاً بإطار أوروبي، في ظل الرئاسة الفرنسية لمجلس الاتحاد الأوروبي، واعتمد الاتحاد الأوروبي "شراكة استراتيجية مع الخليج" تؤكد الأولوية التي يمنحها الاتحاد الأوروبي للاستقرار. كما أن "البوصلة الاستراتيجية" التي اعتمدها المجلس في مارس 2022 تسير في نفس الاتجاه من خلال الإشارة إلى استعداد الاتحاد للالتزام من خلال إجراءات ملموسة بتعزيز أنشطته في السنوات العشر المقبلة بما في ذلك في المجال البحري.
ما تقييمكم لمفاوضات فيينا حول النووي الإيراني؟
- فيما يتعلق بالمفاوضات في فيينا، أكد رئيس الجمهورية الفرنسية مؤخراً على رغبة فرنسا في إنهاء المفاوضات بشأن العودة إلى الامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة في أقرب وقت ممكن. وكانت فرنسا قد أعربت عن أسفها للقرار الأمريكي بالانسحاب من الاتفاقية. إن مع الوضع الحالي، ومع تسارع وتيرة انتهاكات إيران للأحكام النووية لقرار مجلس الأمن 2231، تبين أن الحل لا يزال يتطلب احترام القانون الدولي والحوار ووقف التصعيد. نحن نعمل على ذلك بالتنسيق الوثيق مع شركائنا، بما في ذلك أعضاء مجلس التعاون الخليجي. لكن إيران ما زالت ترفض اغتنام الفرصة التي أتيحت لها للتوصل إلى اتفاق جيد، كما يتضح من المحادثات الأخيرة التي عُقدت لتوها مع الأمريكيين في نهاية يونيو الماضي في الدوحة.
توفر الاتفاقية للمجتمع الدولي مزايا تتعلق بعدم الانتشار، ولكنه يوفر أيضاً تقدماً لإيران وشعبها واقتصادها. ولذلك، يجب على إيران أن توقف تصعيدها النووي، وأن تستعيد تعاونها الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأن تغتنم الفرصة القائمة حالياً رغم أنه لا يزال هناك متسع من الوقت.
كم عدد أبناء الجالية الفرنسية في البحرين؟
- تضم الجالية الفرنسية ما يزيد عن 1000 مواطن فرنسي، والجالية مندمجة بشكل جيد للغاية في البحرين.
* 50 عاماً من علاقات ثقة وصداقة بين البحرين وفرنسا في كافة المجالات
* جميع الطوائف الدينية تمارس الشعائر الدينية بسهولة في البحرين
* شركات ومؤسسات فرنسية مثل "كارفور" و"أكور" و"بي إن بي باريبا" تعمل بنجاح في البحرين
* 443.3 مليون يورو التبادل التجاري بين البلدين
* تعاون عسكري ودفاعي بين البحرين وفرنسا من منطلق الالتزام بأمن المنطقة
* التزام فرنسي تجاه الحلفاء وبينهم البحرين في حماية المنطقة من الإرهاب
* 10 أطباء بحرينيين في فرنسا للاستفادة من الخبرات الصحية
* 50 بحرينياً يدرسون البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في فرنسا
* تسارع وتيرة انتهاكات إيران للمفاوضات النووية وعليها وقف التصعيد
* تنسيق وثيق مع الشركاء وبينهم "دول التعاون" بشأن "النووي الإيراني"
* على طهران التعاون مع "الوكالة الذرية" لأنه ليس هناك متسع من الوقت
أكد سفير الجمهورية الفرنسية لدى مملكة البحرين، جيروم كوشار، التزام فرنسا تجاه الدول الصديقة والحليفة، وبينها مملكة البحرين، بالالتزام بأمن المنطقة وحمايتها من عدم الاستقرار لاسيما ما يتعلق بالإرهاب، موضحاً أن "هناك تعاون عسكري ودفاعي بين البلدين من منطلق الالتزام بأمن المنطقة"، مشيراً إلى أن "التزام فرنسا بأمن المنطقة لم يتزعزع أبداً، ويأتي هذا الالتزام باسم الصداقة مع البحرين وكذلك مع جميع دول مجلس التعاون الخليجي"، متحدثاً عن "التزام فرنسي تجاه الحلفاء وبينهم البحرين في حماية المنطقة من الإرهاب".
وأضاف السفير الفرنسي في حوار خص به "الوطن"، بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للجمهورية الفرنسية "يوم الباستيل"، أن "البحرين وفرنسا تربطهما علاقات ثقة وصداقة في كافة المجالات تمتد لنحو 50 عاماً"، مشيداً "بممارسة جميع الطوائف الدينية للشعائر الدينية دون صعوبة في المملكة".
وفيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي بين البلدين، أوضح السفير كوشار، أن شركات ومؤسسات فرنسية مثل "كارفور" و"أكور" و"بي إن بي باريبا" تعمل بنجاح في البحرين، مبيناً أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يبلغ نحو 443.3 مليون يورو "453 مليون دولار"، منوهاً إلى أن " هناك مستشارين تجاريين وشركات فرنسية ترغب في المشاركة بمشروع "مترو البحرين". وتحدث عن العلاقات العلمية والصحية بين البلدين، موضحاً أن "فرنسا تستقبل 5 أطباء بحرينيين كل عام في إطار التعاون الصحي، كما أن هناك الآن 10 أطباء بحرينيين في فرنسا للاستفادة من الخبرات الصحية، بينما يدرس نحو 50 بحرينياً الدرجات العلمية المتعلقة بالبكالورويوس والماجستير والدكتوراه في فرنسا".
وتطرق السفير كوشار للحديث عن الاتفاق النووي الإيراني، لافتاً إلى "تسارع وتيرة انتهاكات إيران للمفاوضات النووية، داعياً إياها إلى "وقف التصعيد"، موضحاً أن "هناك تنسيق وثيق مع الشركاء وبينهم "دول التعاون" بشأن "النووي الإيراني""، مشدداً على أنه "على طهران التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لأنه ليس هناك متسع من الوقت". وإلى نص الحوار.
كيف تقيمون العلاقات بين البحرين وفرنسا في ظل التطورات الإقليمية والدولية؟
- تتميز العلاقات بين البلدين، فرنسا والبحرين، بالثقة والصداقة، مثل الحوار المنتظم بين رئيس الجمهورية الفرنسية، السيد إيمانويل ماكرون، وحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين المعظم، إنها علاقة تجسدها التعاون المثمر بين البلدين في مجالات عديدة من بينها "الرياضة، الآثار، الجامعية، الثقافة، العدل، الصحة،.. إلخ". بُنيت قوة هذه العلاقة أيضًا على التبادل البشري الثري بين الفرنسيين والبحرينيين، على مدى 50 عاماً من العلاقات بين بلدينا، سواء كانوا طلاباً أو رجال أعمال أو علماء آثار أو دبلوماسيين أو فنانين.
كيف تنظرون إلى ما تتمتع به البحرين من حرية المعتقد والتعايش السلمي والتسامح الديني؟
- خلال رئاسة فرنسا لدورة الاتحاد للأوروبي في النصف الأول من عام 2022، شاركت السفارة الفرنسية بالمؤتمر الأخير "30 مايو - 1 يونيو 2022"، الذي نظمه الاتحاد الأوروبي بالاشتراك مع مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي حول موضوع حرية الدين والمعتقد "FORB". وقد حقق هذا المؤتمر، الذي شارك فيه مستشار الشؤون الدينية بوزارة الخارجية، نجاحاً حقيقياً، تمكن المستشار من مقابلة جميع الطوائف الدينية وتمكن من ملاحظة أنه يمكنهم ممارسة شعائرهم الدينية دون صعوبة في البحرين.
ماذا عن المؤسسات المالية الفرنسية وشركات التأمين والفنادق التي لها فروع في البحرين؟ وهل هناك آفاق للتوسع في هذا الاتجاه، خاصة بعد التعافي الاقتصادي من أزمة جائحة كورونا (كوفيد19)، التي أثرت على العام؟
- الوجود الاقتصادي الفرنسي في البحرين كبير، بالطبع، الجميع يعرف كارفور، وهو أحد الموزعين الرئيسيين في البلاد، نحن فخورون أيضًا بأن شركة اكور Accor تدير عدداً من الفنادق في البحرين "سوفيتل ، نوفوتيل ، إلخ"، أكثر من أي شركة فنادق دولية أخرى، ولديها العديد من المشاريع قيد التنفيذ. ويقع بنك "بي إن بي باريبا BNP Paribas"، البنك الدولي الرائد، في المقر الإقليمي في الـFinancial Harbour. وهناك العديد من الشركات الفرنسية الأخرى "مثل Fives أو Danièle Descors"، في مجالات مختلفة، تعمل أيضاً بنجاح في البحرين.
كم يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين؟
- تشهد التجارة بين البلدين العديد من التغييرات، ففي عام 2018 بلغت قيمة التبادل الاقتصادي الثنائي بين فرنسا والبحرين 443.3 مليون يورو، بانخفاض نسبته 7.2% مقارنة بعام 2017. ولسوء الحظ، أثر وباء كورونا (كوفيد19)، على التجارة الثنائية، مثل أي مكان آخر في العالم. لكنني عقدت للتو اجتماعاً مع شركات فرنسية ومستشارين تجاريين فرنسيين، ويمكنني أن أؤكد لكم أنهم جميعًا يريدون التحرك مرة أخرى، وهم متشوقون لبناء جسور جديدة بين بلدينا، بما في ذلك مشروع مترو البحرين.
ماذا عن التعاون في المجالات العسكرية والدفاعية؟
- هناك تعاون ديناميكي كما يتضح من توقف حاملة الطائرات الفرنسية "شارل ديغول" والعديد من السفن الأخرى في البحرين خلال العام الماضي. إذ يعد وجود مجموعة حاملات الطائرات القتالية في أبريل الماضي والانتشار المنتظم للأصول البحرية في منطقة الخليج من العناصر الأساسية لتعاوننا والتزامنا المشترك بأمن المنطقة.
ماذا عن المجالات المختلفة في التعاون بين فرنسا والبحرين؟
- لنأخذ مثالاً على تعاوننا في مجال الصحة، في أعقاب الاتفاقية الموقعة بين حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، والرئيس الفرنسي، في 30 أبريل 2019، تستقبل فرنسا 5 أطباء بحرينيين في مستشفياتها كل عام. وبالتالي، يوجد 10 أطباء بحرينيين حاليًا في فرنسا لتعلم تخصصهم الطبي. أنا أتابع رحلتهم عن كثب ويسعدني أن أعرف أن كل شيء يسير على ما يرام. نأمل أن نتمكن من تطوير هذا البرنامج وتكثيفه.
ماذا عن التعاون الثقافي بين البحرين وفرنسا؟
- ترتبط فرنسا تاريخيًا بالمجال الثقافي وجعلته أحد ميادين العمل الدبلوماسي المميزة. نتبادل بانتظام مع هيئة البحرين للثقافة والآثار من أجل تنظيم الحفلات الموسيقية أو المعارض. على مدار 50 عاماً من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وقد بادرت السفارة الفرنسية بتكريم فنانين بحرينيين وفنانين فرنسيين متأثرين بفن الشارع. لقد عملوا على عمل مشترك تم الكشف عنه خلال حفل الذكرى الخمسين للعلاقات الدبلوماسية بين فرنسا والبحرين. لذلك يمكنني أن أؤكد لكم أن البرنامج الثقافي في نهاية عام 2022 وعام 2023 سيظل ثرياً للغاية.
كم عدد الطلاب البحرينيين الذين يدرسون في فرنسا؟
- يختار العديد من الطلاب كل عام فرنسا متابعة دراستهم الجامعية، هناك ما يقرب من 50 مواطناً بحرينياً يراهنون على فرنسا، من البكالوريوس إلى الدكتوراه والماجستير، ويحققون أحلامهم هناك، الدورات المختارة متنوعة للغاية وتكشف عن جودة التعليم العالي الفرنسي مع اتساع نطاقه، والجودة هي نتيجة لطموح سياسي مستمر والتي تتيح اليوم لفرنسا أن تقدم للطلاب واحداً من أفضل أنظمة التعليم العالي في العالم وفوق كل ذلك، واحد من أكثر أنظمة التعليم التي يمكن الوصول إليها. ألاحظ زيادة مستمرة في عدد الطلاب المقبولين في مؤسسات التعليم في فرنسا وخاصة في برامج اللغة الإنجليزية. يوفر تطوير ومضاعفة هذه البرامج فرصاً جديدة للطلاب البحرينيين الذين لم يتعلموا بالضرورة الفرنسية أثناء دراستهم. خارج الفصل الدراسي، إنها أيضاً مغامرة شخصية غير عادية تنتظر الطلاب. اختيار فرنسا يعني اكتشاف فن آخر للعيش وثقافة أخرى والتعرف على أشخاص جدد والانفتاح على أوروبا. أستمتع دائماً بالاستماع إلى شهادات العديد من الخريجين الذين درسوا في فرنسا والذين تحدثوا عنها بعد سنوات بحب وحماس ولمسة من الحنين إلى الماضي.
تتعرض دول الخليج إلى تهديدات مستمرة من إيران عبر دعم شبكات وميليشيات الإرهاب، خاصة مع استهداف سفن الملاحة وشركات النفط.. ما رأيكم في ذلك؟
- إن التزام فرنسا بالأمن في المنطقة لم يتزعزع أبدًا، يأتي هذا الالتزام باسم الصداقة مع البحرين وكذلك مع جميع دول مجلس التعاون الخليجي، ينبع هذا الالتزام من مصالحنا المشتركة ولكن أيضاً من تحليلاتنا المتقاربة للتهديدات، وعلى رأسهم الإرهابية التي تتعرض لها المنطقة. تقف فرنسا إلى جانب أصدقائها وحلفائها، لقد أظهرت هذا في الماضي ولا تزال تظهره اليوم، بما في ذلك في مياه الخليج، مع وجود بحري على وجه الخصوص "مرة أخرى الشهر الماضي مع الفرقاطة سوركوف"، للمساهمة مع الآخرين في حرية الحركة والتحليق.
وفرنسا ملتزمة أيضاً بإطار أوروبي، في ظل الرئاسة الفرنسية لمجلس الاتحاد الأوروبي، واعتمد الاتحاد الأوروبي "شراكة استراتيجية مع الخليج" تؤكد الأولوية التي يمنحها الاتحاد الأوروبي للاستقرار. كما أن "البوصلة الاستراتيجية" التي اعتمدها المجلس في مارس 2022 تسير في نفس الاتجاه من خلال الإشارة إلى استعداد الاتحاد للالتزام من خلال إجراءات ملموسة بتعزيز أنشطته في السنوات العشر المقبلة بما في ذلك في المجال البحري.
ما تقييمكم لمفاوضات فيينا حول النووي الإيراني؟
- فيما يتعلق بالمفاوضات في فيينا، أكد رئيس الجمهورية الفرنسية مؤخراً على رغبة فرنسا في إنهاء المفاوضات بشأن العودة إلى الامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة في أقرب وقت ممكن. وكانت فرنسا قد أعربت عن أسفها للقرار الأمريكي بالانسحاب من الاتفاقية. إن مع الوضع الحالي، ومع تسارع وتيرة انتهاكات إيران للأحكام النووية لقرار مجلس الأمن 2231، تبين أن الحل لا يزال يتطلب احترام القانون الدولي والحوار ووقف التصعيد. نحن نعمل على ذلك بالتنسيق الوثيق مع شركائنا، بما في ذلك أعضاء مجلس التعاون الخليجي. لكن إيران ما زالت ترفض اغتنام الفرصة التي أتيحت لها للتوصل إلى اتفاق جيد، كما يتضح من المحادثات الأخيرة التي عُقدت لتوها مع الأمريكيين في نهاية يونيو الماضي في الدوحة.
توفر الاتفاقية للمجتمع الدولي مزايا تتعلق بعدم الانتشار، ولكنه يوفر أيضاً تقدماً لإيران وشعبها واقتصادها. ولذلك، يجب على إيران أن توقف تصعيدها النووي، وأن تستعيد تعاونها الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأن تغتنم الفرصة القائمة حالياً رغم أنه لا يزال هناك متسع من الوقت.
كم عدد أبناء الجالية الفرنسية في البحرين؟
- تضم الجالية الفرنسية ما يزيد عن 1000 مواطن فرنسي، والجالية مندمجة بشكل جيد للغاية في البحرين.