معاذ بوصيبع - "تصوير ومونتاج: نايف صالح" * تشجيع جلالة الملك لي في الصغر كان الدافع الأكبر للتعلق بالفن والرسم* أطمح في الوصول إلى العالمية في مجال الـ"CONCEPT ART"* أبرز طموحاتي نقل خبراتي في "بارادوكس إنترأكتف" إلى البحرين* أسعى إلى تنفيذ مشروعات كبيرة واستقطاب الـ"CONCEPT ART" للبحرين* طلبت الالتحاق بالعمل في 32 شركة عالمية قبل موافقة "بارادوكس إنترأكتف"* هدفي الأسمى رفع اسم البحرين عالمياً في مجال الـ"CONCEPT ART"* أحظى بالتقدير والمتابعة والاهتمام والدعم الكبير في "بارادوكس إنترأكتف"* أتمنى أن ندرك في البحرين أهمية الـ"CONCEPT ART" ونبدأ الاستثمار فيه* نتمنى الحصول على الدعم من الجهات المختصة لتنمية مواهب البحرينيين* مجال الـ"CONCEPT ART" في تطور مستمر وزاد عدد متابعينه عشرات الآلاف* أتمنى أن تكون هناك وزارة للترفية.. والشباب البحريني مبدع في هذا المجال* المواهب البحرينية في مجال الـ"CONCEPT ART" لا تقل كفاءة عن المواهب العالمية* حصلت على المركز الثاني في مسابقة عالمية عن الرسم باليابان* زملائي وأساتذتي ببريطانيا أطلقوا علي ألقاب "رجل الموهبة المجنونة" و"آلة الطباعة"* بدأت الرسم في عمر سنتين بعدما اكتشفت والدتي موهبتي منذ الصغر* كنت مشهوراً بأنني رسام المدرسة وحينما كبرت زاد احترامي للفن والرسم* عملي في مجال الهندسة لم يستهويني لكن الرسم صديقي وقت الفراغأكد المهندس والرسام أحمد البستكي أنه "يطمح في الوصول إلى العالمية في مجال الـ"CONCEPT ART""، موضحاً أنه يسعى إلى تنفيذ مشروعات كبيرة واستقطاب الـ"CONCEPT ART" للبحرين"، مشدداً على أن هدفه الأسمى رفع اسم البحرين عالمياً في هذا المجال".وشدد البستكي في حوار خصّ به "الوطن" على أن "تشجيع حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، لي في الصغر كان الدافع الأكبر للتعلق بالفن والرسم"، مبيناً أنه "بدأ الرسم في عمر سنتين بعدما اكتشفت والدتي موهبتي منذ الصغر"، مضيفاً "كنت مشهوراً بأنني رسام المدرسة وحينما كبرت زاد احترامي للفن والرسم"، متحدثاً عن "حصوله على المركز الثاني في مسابقة عالمية عن الرسم باليابان".وذكر أن "عملي في مجال الهندسة لم يستهويني لكن الرسم صديقي وقت الفراغ"، لافتاً إلى أن "زملائي وأساتذتي خلال دراستي الهندسة في بريطانيا أطلقوا علي ألقاب "رجل الموهبة المجنونة" و"آلة الطباعة""، كاشفاً عن أنه "طلب الالتحاق بالعمل في 32 شركة عالمية قبل موافقة شركة "بارادوكس إنترأكتف" في السويد على الانضمام إليها"، مؤكداً أنه "يحظى بالتقدير والمتابعة والاهتمام والدعم الكبير في الشركة السويدية العالمية".وتحدث البستكي عن آماله وطموحاته، مشدداً على "ضرورة إدراك أهمية هذا الفن والاستثمار فيه خاصة وأن هذا المجال في تطور مستمر وزاد عدد متابعينه عشرات الآلاف، لاسيما وأن المواهب البحرينية في مجال الـ"CONCEPT ART" لا تقل كفاءة عن المواهب العالمية، كما أنها مبدعة في هذا المجال". وإلى نص الحوار:هل نتحدث عن النشأة؟- أنا أحمد البستكي، فنان "CONCEPT ART"، بدأت الرسم وأنا في عمر سنتين، وقد اكتشفت والدتي هذه الموهبة لدي منذ الصغر، حيث أعطتني القلم وكانت ترسم لي قطاراً، واكتشفت أنني أرسم مثلها، وفي مرحلة الروضة والدراسة، حينما تكون هناك قصة معينة، كان الأساتذة يكلفوني برسمها، ثم بدأت أشارك في المسابقات، كما كانت رسوماتي ترسم في تبويبات البراعم في الجرائد والمجلات، لكن كانت مشكلتي أنني كنت ملولاً، خاصة عندما كنت أذهب إلى معارض الرسومات، وحينما دخلت إلى المدرسة، اكتشف أستاذي محمود المصيقر الموهبة لدي أيضاً، وقد أشركني في مسابقات، وكنت دائماً أفوز بالمركز الأول أو الثاني في مسابقات الرسم، وكان لدينا لوحة كبيرة في المدرسة، وكان يكلفني بالرسم عليها، والطلاب يمرون من خلفي، وبالتالي كنت معروفاً ومشهوراً في المدرسة بأنني رسام المدرسة، وحينما كبرت شيئاً فشيئاً زاد احترامي للفن، والرسم والرسامين.أنا تربيت في الحد، وشباب الحد يقدرون المهارات المختلفة في القوة والرياضة، وقد مارست رياضات ومهارات مختلفة، ولم تكن علاقتي بالرسم قوية أو لم أكن أحب الرسم بدرجة كبيرة.ما أكثر المواقف التي أثرت فيك في بداية مسيرتك الفنية؟- من أكثر المواقف التي أثرت في مسيرتي الفنية، مسابقة رسم كانت على مستوى محافظة المحرق، وقد شاركت في المسابقة وحصلت على المركز الأول، وكان الدافع لي في حب الفن هو لقائي بحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، حيث اصطحبني وقتها محافظ المحرق للقاء جلالة الملك المعظم، وكان لقائي بجلالته، والترحيب الذي حظيت به، قد أعطاني الدافع للاستمرار وزاد داخلي حبي للرسم والفن.ماذا عن مسيرتك العلمية بعد ذلك؟- بعد مرحلة المدرسة، تخصصت في مجال الهندسة المدنية والمساحة، وهو مجال مختلف تماماً عن الرسم والفن، ولم يكن لدي أي شغف لهذا التخصص، لكن حصلت على بعثة للدراسة في المملكة المتحدة، وكان التحدي بالنسبة لي هو الإبداع في مجال لا أحبه، ومعدلاتي الدراسية كانت جيدة، وقد أفادني الرسم كثيراً في التخصص، حيث كنت أرسم ببرنامج الـPAINTS، وليس الـPHOTOSHOP، أو غيره، ولذلك كثيراً ما كان أساتذتي وزملائي في الجامعة يستغربون من اختياري تخصصي في الهندسة، وأن من المفروض أن يكون مجالي في الرسم والفنون الجميلة، وكان أحد الأساتذة يقول لي "لو أنت ابني كنت سوف أحصل ملايين من ورائك من خلال رسمك وفنك"، ولذلك كنت أحمل كثيراً من العبء والهم، نظراً لأنني لم أكن أعرف كيف أستفيد من رسمي وفني، وقد أكملت دراستي في جامعة بريطانية في شرق لندن، وحصلت على بكالوريوس بامتياز، وبعدها عدت إلى البحرين وعملت في مجالي في الهندسة، ولم يكن المجال يستهويني، لكن الفن والرسم كان هو صديقي حينما يكون لدي وقت فراغ.من الذي شجعك على رجوعك للفن؟- صديقي محمود الشرقاوي كان مصراً على عودتي للفن، وقال لي نصاً "لن أتركك حتى ترجع إلى الرسم والفن مرة أخرى"، حيث بدأت في حضور المعارض الفنية المختلفة، إلى أن جاءتني الفرصة في عام 2014، من خلال شركة "إيمباير ستيديوز"، أول استديو بحريني للألعاب، وكانت أول شركة ألعاب رسمية في البحرين، وزميلي فهد الخليفة كان أحد مؤسسي الشركة، وأخبرني أن لديهم لعبة يريدون أن يبتكروها، وهو يتحدث تكونت الفكرة لدي في خلال دقائق، وبالفعل، أحضرت دفتراً من سيارتي، وقمت بالرسم وعرضت عليه "اسكتش" مبسطاً، كان مثل الذي في فكره تماماً. وبالتالي نحن نحول النص المكتوب إلى رسم وفن وشخصيات مرئية، وهذا هو طبيعة عمل الـ"CONCEPT ART"، يحول الكلام والنص المكتوب إلى صور، وبالتالي يحتاج الأمر إلى إبداع وخيال وبحث وقراءة وعلم وتعمق وسفر وأن يكون ملماً بالديكور والأزياء، حتى تتحقق ملكة الإبداع لدى الفنان، فعلى سبيل المثال، صديقي، الفنان البحريني، حسين الموسوي، لديه شركة في أمريكا، وقد اشتغل لشركات مثل "أديداس"، و"نايك"، وهو يعتبر "CONCEPT ART"، وقد خاض مجالات الأحذية والسيارات وأنا أعتبره من المبدعين في هذا المجال. ولذلك أنا أعتبر أن مجال الـ"CONCEPT ART"، في تطور كبير والشركات العالمية كلها تدخل في هذا المجال، ومنذ 5 سنوات أجريت مقابلة، وذكرت أن هناك مئات فقط حول العالم في هذا المجال، لكن الآن، الوضع مختلف، حيث زاد العدد إلى عشرات الآلاف، والشركات العالمية الكبيرة شيئاً فشيئاً تدخل هذا المجال الكبير، ولاشك في أنني تذوقت جزءاً من الحلم في شركة "إيمباير ستيديوز".هل فكرت في العمل بالفن والرسم في البحرين؟- كنت أحاول أن أحصل على أي فرصة في أي وزارة، وقد تقدمت للالتحاق بوزارة الإعلام لأن مجال الإعلام كان هدفي، ولكن القائمين على الوزارة أخبروني أن التحاقي بالوزارة سوف يكون فيه ظلم لي، لكن بعد ذلك ذهبت إلى بريطانيا وكانت تجربة صعبة بالنسبة لي وهي أن أكون الفنان البحريني الوحيد وسط فنانين عالميين، وكان هناك فنانون عالميون من النرويج، ومن الصين، ومن بريطانيا، وفي أول أسبوعين كان هناك اختبار تقييم المستوى، لكن هدفي الأسمى كان هو أن أشرف بلادي وأن أرفع اسم البحرين، ولذلك كان شغلي الشاغل هو التدريب على الرسم والفن خلال الفترة الأولى لإقامتي في بريطانيا، وعندما ظهرت النتيجة، أخبرني أحد الأساتذة أن مستواي في الفن والرسم ممتاز ويفوق الامتحان وما أعد له حتى إنه أخبرني أنه سوف يمنحني أعمالاً وتكليفات في الرسم والفن أكثر من الآخرين، وقد استمر العمل والرسم والفن والضغط الذي تعرضت له مدة سنوات، ولم يكن أساتذتي وزملائي يحفظون اسمي، لكنهم أطلقوا علي "رجل الموهبة المجنونة"، و"آلة الطباعة"، وكثيراً ما كنت أسمع عبارات المدح والثناء والاستغراب، من أن أعمالي هذه ليست رسماً ولكنها، 3D، ومن بين ما أتذكره أن إحدى لوحاتي التي رسمتها حصلت على المركز الأول في أحد المعارض.هل شاركت في مسابقات عالمية؟- كانت هناك مسابقة في اليابان، وقد خصصت يومياً جزءاً من وقتي من أجل الاستعداد لتلك المسابقة، وصلت إلى نحو من 6 إلى 7 ساعات يومياً، وبفضل الله، حصلت على المركز الثاني في تلك المسابقة العالمية.ماذا عن خططك في المستقبل؟- قبل التخرج، كنت أتمنى أن التحق بجامعة البحرين، لكن بعد تفكير طويل حاولت أن أبحث عن شركات عربية في المنطقة في نفس المجال، ثم اتجهت إلى الشركات العالمية، حيث إنه في ذلك الوقت منذ سنوات لم تكن هناك شركات عربية كثيرة في هذا المجال، على عكس الحاصل الآن، وقد أدركت أنه ليس معنى أن تكون متفوقاً دراسياً أن تكون حياتك العملية بنفس الوتيرة، لكن الأمر لم يكن سهلاً، بدليل أنني قدمت للعمل في نحو 32 شركة عالمية، ولكن للأسف، كنت أتلقى طلب العمل والالتحاق بالشركات بالرفض، وربما هذا جعلني أشعر بالتوتر بعض الشيء، لكن في عام 2018، وحينما كنت متجهاً لمتابعة مباريات كأس العالم في روسيا، حصلت على موافقة من شركة "بارادوكس إنترأكتف"، "PARADOX INTERACTIVE"، وهي شركة سويدية عالمية، وقد شعرت باهتمام ومتابعة من الشركة، كما تمت ترقيتي في الشركة، بعدما شاهدوا أعمالي وقبلها استفسروا عني. وبالتالي من أبرز طموحاتي أن أنقل تلك الخبرات إلى البحرين، واستقطاب هذا المجال إلى المملكة، ولدي مشروعات كثيرة.هل تشعر أنك بحاجة إلى الدعم والمساندة؟- نعم، وبداية أتمنى أن تكون هناك وزارة للترفيه، خاصة وأن هناك شباباً بحرينياً مبدعاً في تلك المجالات، ومن المهم أن ندرك في البحرين قيمة هذا المجال، ونبدأ الاستثمار فيه، ودائماً ما أتذكر قصة الياباني الذي ذهب إلى ألمانيا وتعلم واكتسب المزيد من الخبرات وتمكن من نقل تلك الخبرات الألمانية إلى اليابان، وكانت تلك الخطوة بداية النجاح والتفوق، ومن أبرز الأمنيات بالنسبة لي أن تتبنى الجهات المختصة المواهب البحرينية الشابة، والتي لا تقل في إمكانياتها عن المواهب العالمية، والتي رأيتها في السويد، وبالتالي نحن نحتاج إلى الدعم، خاصة وأن هناك خيراً كثيراً في هذا المجال، وإيرادات كبيرة من ورائه، وهناك شباب كثيرون مستعدون لخوض هذه التجربة بخبرات عالمية، ونحن نستطيع أن ننافس عالمياً.