تُشارك مملكة البحرين الدول العربية الاحتفال بيوم الطبيب العربي؛ والذي يُصادف الرابع من سبتمبر من كل عام، ويعكس التقدير الكبير للمهنة والامتنان الذي يحظى به الطبيب والرسالة الإنسانية المرتبطة بعطاء الطبيب والمكانة التي تُقدر بها الأمة صحة المجتمع، حيث وصل الطبيب العربي اليوم إلى مكانة مرموقة نِتاج جهوده وتفانيه في خدمة الناس، وتطوير الخدمات والابتكار من أجل أن يتمتع الأفراد بالصحة والرفاه، وليتحقق النماء الاقتصادي للأوطان وتزدهر آفاق الوطن العربي.
إن مهنة الطب تُعتبر من أنبل المهن وأشرفها، فهي مهنة إنسانيّة عظيمة تسمو بمن يمارسها، وذلك حين يستشعر في قلبه الرحمة، ويضع نصب عينيه الاتقان في عمله والتفاني في دوره، فيخوض المعارك مقدمًا أرقى أنواع التضحيات دون كلل أو ملل، وبلا تردد في مواجهة مختلف الأمراض والأوبئة، جاعلاً من نفسه خط الدفاع الأول لحماية الوطن والمجتمع، مجسدًا بذلك أروع الصور في أداء الواجب المهني والإنساني، وكل طبيب يحمل على عاتقه قسمًا عظيمًا "بأن يُراقب الله في مهنته وأن يصون حياة الإنسان في كافة أدوارها وفي كل الظروف والأحوال .."، فالأطباء أصحاب رسالة نبيلة تتضمن تخفيف أوجاع وآلام الناس وإنقاذ حياتهم وحفظ أسرارهم، قلوبهم مفعمة بالمحبة أين ما مضوا وأين ما كانوا، لأن الطب مهنة ليست مقيدة بزمان ولا مكان، فهم يزرعون البسمة على كل الوجوه وهم يتجوّلون كالملائكة بردائهم الأبيض، وأخلاقهم الطيبة، وابتسامتهم النبيلة مخففين عن المرضى أوجاعهم وأحزانهم وأمراضهم، مضحين بأنفسهم من أجل الناس وسعادتهم.
وبهذه المناسبة تحرص الأمانة العامة لمجلس وزراء الصحة العرب على الاحتفال بيوم الطبيب العربي، كما تم تشكيل لجنة جائزة الطبيب العربي التي أعدتها الأمانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العرب، وتخصيص دعم مالي لجوائز الطبيب العربي الثلاثة خصمًا من حساب الصندوق العربي للتنمية الصحية، إذ تتولى اللجنة المكلفة ببحث ودراسة ترشيحات الدول العربية الأعضاء لنيل جائزة الطبيب العربي ووضع تصور للاحتفال السنوي بيوم الطبيب العربي، و إن تخصيص هذه الجائزة في يوم الصحة العربي لهو اعتراف وعرفان، يجعل الطبيب العربي -كل في مجاله- يشعر بحجم المسؤولية، ويدفعه هذا التقدير للمزيد من النجاح والإخلاص، فالعمر المهني للطبيب لا ينتهي، فعلمه هو الوقود الذي يجعل شعلة العطاء مشتعلة ولهفة التطور مستمرة، ولا يمكن أن تكون هناك صحة بدون طبيب ، والصحة هي المنال للجميع وبالجميع وتبدأ بمجتمع واع، تُعزز فيه سبل الوقاية ويُتاح فيه العلاج .
ومن هذا المنطلق، تُشارك مملكة البحرين الاحتفال بهذه المناسبة بشكلٍ فعّال وإلقاء الضوء عليها، وذلك من خلال مشاركة مجتمعية، كما تحرص المملكة على دعوة جميع القطاعات للمساهمة الفاعلة في إبراز دور الطبيب وتفانيه في الحفاظ على صحة المجتمع، وذلك تأكيدًا على أهمية دور الطبيب والمجتمع بجميع قطاعاته وفئاته في تعزيز الصحة والارتقاء بها، وفق خطط صحية وبرامج مشتركة تُساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة الصحية والإنمائية