أكد د. الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي على أن "إعلان مملكة البحرين" التي خطها صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم نصاً وفكراً، تنطلق من أسس تاريخية حول التعايش في البحرين والنهج الديني القويم، واستدلالاً بواقع إرث وموروث وتاريخ المملكة وأسلوب حياة الشعب، على اعتبار البحرين تمتلك تجربة تاريخية فريدة من نوعها وتمتد جذورها لمئات السنين.

جاء ذلك خلال كلمته في المؤتمر السابع لزعماء الأديان العالمية والتقليدية بعنوان "دور زعماء الأديان في التنمية الروحية والاجتماعية للبشرية لفترة ما بعد الجائحة"، الذي أقيم في العاصمة الكازاخية، نور سلطان، في 14-15 سبتمبر الجاري برعاية رئيس جمهورية كازاخستان قاسم توكاييف وبحضور قداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب وحاخام إسرائيل الأكبر إسحاق يوسف، وبمشاركة أكثر من 300 شخص من 80 دولة يمثلون مختلف الأديان والطوائف والمؤسسات الدينية والمعنية بالحوار بين الأديان.

ويتزامن توقيت المؤتمر مع ذكرى تدشين "إعلان مملكة البحرين"، حيث قال الشيخ خالد في كلمته بأنه "في تاريخ 14 سبتمبر 2017، أي قبل 4 أعوام من اليوم، دشنت البحرين في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية وثيقة (إعلان مملكة البحرين) التي تعبر عن فكر وفلسفة جلالة الملك المعظم حول مفهوم التعايش الإنساني."، مشيراً إلى أن الإعلان يقوم على عدد من المبادئ التي تعدّ ركائز التسامح الديني والتعايش السلمي الإنساني، وبذلك فهي منهج للسلام في العالم.

وأضاف بأن الإعلان يستند على أهمية وجود معتقد يؤمن به الفرد، بغض النظر شكله ومنطلقاته، حيث أن "الإيمان" هو أمل الإنسانية والإطار الذي يحدد أسس الحياة وأخلاقيات التعايش بين الشعوب، مشدداً على ضرورة الحفاظ على أصالة معتقدات الناس بعيداً عن الاندماجات والمؤثرات وعوامل التشويه والتدنيس. كما أوضح أهمية مبدأ حرية الاختيار والاعتقاد، وأن استمرار الإنسانية وتعايشها بسلام مرتبطان بحرية ممارسة العقيدة ورفض الإكراه الذي يقوم على إجبار الناس على فكر ما.

ودعا رئيس المركز المشاركين لتبني إعلان مملكة البحرين، والذي تحث بنوده الحكومات وزعماء الأديان والأفراد، إلى القيام بدور فعال في إيجاد بيئة تعمل على تنمية وتشجيع الاحترام المتبادل والتعاون في سبيل الأخوة الإنسانية.

كما استعرض في كلمته مبادرات وبرامج مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي التي تصب في نشر الوعي وتحصين الذات الإنسانية، وخصوصاً بين الشباب من مختلف الانتماءات والدول، حيث أشار بأن المركز استطاع تخريج أكثر من 300 طالب وباحث متخصص في دراسات حوار الأديان والثقافات. كما أكد بأنه بالرغم من التحديات التي عصفت بالمجتمعات العالمية بفعل جائحة كورونا، إلا أن المركز حافظ على استمرارية البرامج التعليمية التي يقدمها للجميع.

من جهتهم، أشاد المشاركون بالإنجازات التي حققها المركز في سبيل خدمة السلام والإنسانية. وقد أثنى المشاركون على مضامين الإعلان، مؤكدين على ما جاء في مقولة جلالة الملك المعظم بأن "الجهل هو عدو السلام"، ومثمنين توجهات المركز بما يخدم تنمية الشباب في مجال التعليم والتسامح وحوار الأديان.

وقد شارك رئيس المركز رؤساء الوفود في مراسم غرس "شجرة السلام"، والتي أقيمت برعاية وحضور رئيس الوزراء الكازاخي علي خان سماعيلوف ورئيس مجلس الشيوخ ماولين هاشمبايف. ويأتي ذلك ضمن مبادرة أطلقتها حكومة كازخستان لإنشاء حديقة (السلام)، والتي ستعد معلماً حضارياً يحتفي بجهود الأفراد والمؤسسات في خدمة تنمية السلام العالمي والإنساني.

وأصدر المشاركون بيانهم الختامي والذي تضمن 35 توصية، حيث أقيمت مراسم ختام المؤتمر بحضور راعي الحفل والقادة ضيوف الشرف. وقد أكد رئيس الجمهورية خلال الكلمة الختامية بتضمين وثيقة البيان الختامي للمؤتمر في الاجتماع الـ77 للجمعية العمومية للأمم المتحدة القادم، مؤكداً على دور زعماء العالم السياسيين في الدفع بعملية السلام وفق مبادئ الحوار بين الأديان والتسامح الديني وحقوق الإنسان.

يذكر بأن المؤتمر، الذي أقيم في مركز نزار باييف لتنمية الحوار بين الأديان، تضمن جلسة افتتاحية وأخرى عامة وختامية إلى جانب أربع جلسات نقاشية جانبية. ويقام المؤتمر كل ثلاثة سنوات في عاصمة كازخستان بدعم ورعاية رئيس الجمهورية بحضور دولي لافت.