قام معالي الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة، سفير مملكة البحرين لدى الولايات المتحدة الأمريكية، بزيارة إلى مدينة بوسطن الأمريكية، حيث شارك معاليه خلالها في اللقاء الحواري الذي حضره عدد من الطلبة والأخصائيين في جامعة هارفرد العريقة، والذي عُقد في مركز بلفر التابع لكلية كندي بالجامعة، ويعد أحد أبرز مراكز الفكر الجامعي على مستوى العالم.وخلال اللقاء، أكد معالي الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة في الكلمة التي ألقاها أنّ العلاقات البحرينية الأمريكية علاقات تاريخية وطيدة تتسم بروح الشراكة والصداقة والتضامن، وقد ساهمت هذه العلاقات في تعزيز آفاق التعاون، خاصةً في الجانب العسكري والأمني والتجاري والاقتصادي والثقافي، مشيرًا إلى أهمية الاتفاقيات المبرمة بين البلدين والتي ساهمت بشكل كبير في تعزيز وتقوية الشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين الصديقين، مشيدًا معاليه بالدور البارز الذي تضطلع به الولايات المتحدة الأمريكية في تعزيز الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة.وأكد معاليه، أنّ مرور 50 عامًا على قيام العلاقات الدبلوماسية بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية، عكس عمق العلاقات بين البلدين الصديقين، وحققت هذه الصداقة على مدار السنوات الماضية العديد من الإنجازات والنجاحات في مختلف الاصعدة ومنها التوقيع على اتفاق مبادئ إبراهيم، والذي يتماشى مع تاريخ المملكة العريق في التنوع الثقافي والتعددية والإخاء والتعايش السلمي، حيث اجتمعت فيها المساجد والكنائس والمعابد بمختلف أطيافها وأديانها، وهو ما صانه النهج الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المُعظم، حفظه الله ورعاه، حتى باتت المملكة نموذجًا للتعايش السلمي والتسامح الديني على الصعيدين الإقليمي والدولي.وأكد معالي السفير حرص المملكة بفضل الرؤية الثاقبة والمتجددة لجلالة الملك المُعظم، حفظه الله ورعاه، على ترسيخ التعددية ومفاهيم التعايش الديني والحضاري، مشيرًا في هذا الصدد إلى إنشاء مركز الملك حمد العالمي، وتدشين "إعلان مملكة البحرين"، وكرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي في جامعة سابينزا بالجمهورية الإيطالية، وغيرها من الإسهامات الداعمة للسلام والتنمية المستدامة.وتطرق معالي الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة إلى العديد من المواضيع الأخرى من ضمنها أبرز التحديات التي تواجهها مملكة البحرين في المنطقة، والخطوة الشجاعة التي اتخذتها مملكة البحرين بالتوقيع على اتفاق تأييد السلام مع دولة إسرائيل تحت إطار الاتفاق الإبراهيمي لكل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار والسلام والازدهار في منطقة الشرق الأوسط.وتحدث معالي سفير مملكة البحرين لدى الولايات المتحدة الأمريكية خلال اللقاء حول خطة "التعافي الاقتصادي"، مشيرًا إلى أنه بفضل التوجيهات الملكية السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك المُعظم، حفظه الله ورعاه، والمتابعة المستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، تواصل المملكة العمل على تحقيق تطلعاتها التنموية المنشودة، حيث تم إطلاق الحزمة المالية والاقتصادية وذلك لإسناد القطاعات الأكثر تضررًا والمحافظة على وظائف المواطنين ووضع البحرين بالموقع الأنسب للاستفادة من التعافي الاقتصادي، مشيرًا إلى جهود الحكومة خلال جائحة فيروس كورونا (كوفيد 19)، والتي تركزت في حماية المجتمع من الآثار الصحية، وحماية المجتمع من الآثار الاقتصادية، مضيفًا معاليه أن الوضع الاقتصادي لمملكة البحرين يسير في الاتجاه الصحيح.وأطلع معالي الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة الطلبة على الجهود الكبيرة والملموسة التي قامت بها مملكة البحرين في مجال الطاقة المستدامة ومبادراتها الرائدة في هذا المجال، موضحًا أنه من منطلق حرص المملكة على النهوض بقطاع الطاقة المستدامة، تم إطلاق "جائزة هيئة الطاقة المستدامة للطاقة المتجددة" في ديسمبر ٢٠٢١م، والتي تهدف إلى النهوض بالطاقة المتجددة في المملكة وتعزيز الوعي العام حول تلك الطاقة، إضافةً إلى تحقيق أهداف الوصول إلى الحياد الصفري للكربون، وانضمام المملكة في عام ٢٠٠٩م كعضو دائم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA) منذ تأسيسها، هذا إلى جانب دعم الشراكة والتعاون مع المؤسسات الوطنية والأجنبية في مجالات استدامة ورفع كفاءة الطاقة، مشيرًا معاليه إلى أن جميع هذه الخطوات تأتي تحقيقًا وتنفيذًا للخطة الوطنية لرفع كفاءة الطاقة والخطة الوطنية للطاقة المتجددة التي تم اعتمادها عام ٢٠١٨م.كما تحدث معاليه عن التحديات اللوجستية التي يمر بها العالم وتداعياتها على الأمن الغذائي بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط، وكذلك أثر التحديات الجيوسياسية على أسواق الطاقة.وفي ختام الحوار، أعرب معالي الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة عن فخره واعتزازه بالمستوى الذي وصلت إليه علاقات الصداقة البحرينية الأمريكية المبنية على أرضية صلبة من القيم والمصالح المشتركة، والتي أدت إلى شراكة استراتيجية تحرص على صون الأمن والسلام الإقليميين والدوليين، وذلك نتيجة طبيعية للسياسة الخارجية الحكيمة التي تتبعها مملكة البحرين في ظل العهد الزاهر لجلالة الملك المُعظم، حفظه الله ورعاه.