خلال مشاركتها في الاجتماع الـ 16 لرؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة بمسقط
أكدت فوزية بنت عبدالله زينل رئيسة مجلس النواب أن التعاون الخليجي الموحد، يمثل خيارا استراتيجياً لمملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وعقيدة راسخة تتصل على نحو وثيق بالهوية الوطنية التي تمتد وشائجها بالأشقاء الخليجيين، وتتعمقُ التحاماً وانتماء بكيانٍ أخويٍ تتأكد ضرورتهُ اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى، في ظل تحديات تمر بها المنطقة والعالم، وتزداد تعقيداتها بعد جائحة كورونا، وبروز النزاعات، وظهور أشكال جديدة من المخاطر، مشددة على ضرورة إحداث مقاربةٍ لها على نحو عمليٍ.

جاء ذلك خلال مشاركة وفد الشعبة البرلمانية برئاسة معالي رئيسة مجلس النواب في أعمال الاجتماع الدوري السادس عشر لأصحاب المعالي والسعادة رؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة صباح اليوم الأربعاء ( 21 سبتمبر الجاري)، في عاصمة سلطنة عمان الشقيقة "مسقط".

وأكدت – خلال الورقة التي قدمتها - بأن لقاء البرلمانات الخليجية يحملُ دلالة واضحة، وينم عن الإرادة الصادقة في مواصلة العمل لإنفاذ العزم المشترك، والانفتاح على خطى يفرضها الواقع الراهن، لدعم المشاريع الخليجية الموحدة، والتي تؤمِّن الوصول إلى تقدم خليجي مطرد في المجالات السياسية والاقتصادية، ورفع مستوى الشراكة تجاه القضايا الرئيسية، المتصلة بالأمن والاستقرار، والتنمية المستدامة، ومناهضة الإرهاب والتطرف والتعصب، وإشاعة التسامح والسلام، وتسخير الجهود والإمكانيات من أجل تلبية تطلعات الشعوب الخليجية، وصناعة مستقبل أفضل لها.

وقدمت عدداً من المبادرات والتصورات في إطار التشاور بين رؤساء البرلمانات الخليجية، داعية لوضعها على طاولة الحوار البناء للخروج برؤية تكاملية تخدم العمل المشترك.

ونوهت – ضمن التصورات التي قدمتها – إلى أهمية مواءمة الآليات المعمول بها، بالمستجدات والمتغيرات والتحديات المتصلة بكل مرحلة زمنية وظروفها، مشيرة إلى أن ذلك يتطلب معه التفكير في إيجاد صيغةِ عملٍ أكثر فاعلية للدور البرلماني الخليجي المشترك، تنظيما وعملاً، سواء على مستوى منظومة مجلس التعاون، أو العمل بروح الفريق الواحد في بناء علاقات قوية ومؤثرة مع البرلمانات والاتحادات البرلمانية الدولية، خاصة مع الأثر البالغ لدور الدبلوماسية البرلمانية في الوقت الحالي.

وأضافت " أرى ضرورة وضع أنفسنا في إطار السعي لتحقيق التكامل في التطبيق الفعّال للمخرجات والتوصيات المنبثقة من القمم الخليجية لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون، والاستفادة من أدواتنا الدستورية والدبلوماسية، وبالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس التعاون في إيجاد رؤية استرشادية حول الموضوعات التي تقع في دائرة العمل والتأثير البرلماني".

ودعت إلى وجوب العمل معاً لمواجهة ومعالجة التحديات والأزمات التي تطفو على السطح اليوم، وتشهد تفاقماً سريعاً، وتلقي بظلالها على الاستقرار الشامل على المدى القريب والبعيد، كأزمة التغير المناخي، وملف الأمن الغذائي والمائي، والمهددات المحيطة بالموارد الطبيعية، والضغوط الاقتصادية والاجتماعية، والتحديات الأمنية، عبر تبادل الخبرات، وتشارك الرؤى والتوجهات إزاء التطلعات التنموية، والدفع باتجاه التنفيذ الفعّال للمشاريع الخليجية المشتركة في هذا الإطار.

وأكدت ضرورة الحرص على إبراز روح العمل البرلماني الخليجي المشترك، وتوحيد المواقف، حول مختلف القضايا والملفات ذات الاهتمام الواحد، مشيرة إلى أن لغةَ العمل الجامعة يكون صوتها أرفع، وصداها أوسع، وتأثيرها أعمق، وبذلك يكون الدور البرلماني الخليجي المشترك في حدود التعاون الدولي متعدد الأطراف مع المنظمات والاتحادات البرلمانية، أكثر وقعاً في الحضور والتأثير.

وأوضحت رئيسة مجلس النواب خلال كلمتها بأن المشتركات التي تجمعنا تمثلُ الشاهد الأوضح لمنظومة التعاون الخليجي، ونحن كسلطة تشريعية لمملكة البحرين، نستنيرُ برؤى جلالة الملك المعظم رعاه الله، في الانحياز للتوافقات الخليجية القائمة على الارتقاء بمقومات الوحدة الاقتصادية، وتعزيز البرامج التنموية المشتركة، والجهود الدفاعية والأمنية الموحدة، وتنسيق المواقف لتعزيز تضامن وأمن واستقرار دول المجلس ووحدة صفها، ورفض كافة أشكال التدخل في شؤونها الداخلية، وترسيخ دورها الإقليمي في التعاون مع المجتمع الدولي، لمعالجة مختلف القضايا، لاسيما القضية الفلسطينية، التي تشكل معالجتها بتسوية عادلة ودائمة، النقطة الفارقة في تحقيق الأمن والاستقرار للمنطقة.

وعبرت عن بالغ شكرها وتقديرها وعرفانها لسلطنة عمان الشقيقة، التي طالما كانت وطن اجتماعٍ للمحبةِ والخير، والتي غمرت الجميع بحفاوتها وكرمها البالغ، متمنية لها ولشعبها الشقيق، مزيداً من التنمية والازدهار بقيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم رعاه الله، مؤكدة الثقة التامة بأن الاجتماع السادس عشر لأصحاب المعالي والسعادة رؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة لهو فرصة معززة لنجاح وتقدم مسيرة العمل البرلماني الخليجي وتطوير منهجية الدبلوماسية البرلمانية الخليجية.

وشارك في الاجتماع رؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة بدول مجلس التعاون الخليجي، في حين ضم وفد الشعبة البرلمانية لمملكة البحرين برئاسة معالي السيدة فوزية بنت عبدالله زينل رئيسة مجلس النواب رئيسة اللجنة التنفيذية للشعبة البرلمانية رئيسة، وعضوية أصحاب السعادة: النائب علي محمد اسحاقي - نائب رئيس الوفد، والسيدة سبيكة خليفة الفضالة عضو مجلس الشورى، والسيد صباح سالم الدوسري عضو مجلس الشورى، والسيد صادق عيد آل رحمة عضو مجلس الشورى، وسعادة النائب عيسى يوسف الدوسري، وبمشاركة سعادة المستشار راشد محمد بونجمة أمين عام مجلس النواب، أمين سر اللجنة التنفيذية للشعبة البرلمانية.

وتضمن الاجتماع الدوري لرؤساء البرلمانات الخليجية، اعتماد القرارات الصادرة عن اجتماع لجنة التنسيق البرلماني والعلاقات الخارجية الخامس عشر، والذي يأتي تنفيذا لتوصيات البيان الختامي ونتائج أعمال الاجتماع الدوري الخامس عشر لرؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.