نيابةً عن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، شارك معالي الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في احتفالات جمهورية باشكورتوستان الروسية بمناسبة مرور أكثر من ألف ومائة عام على دخول الإسلام إلى تلك المنطقة، وذلك في مدينة أوفا في الفترة (21 - 23) سبتمبر الجاري.
وقد اجتمع معاليه مساء أمس الخميس مع فخامة السيد راضي خبيروف رئيس جمهورية باشكورتوستان الروسية، ونقل إلى فخامته تحيات صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، وتهاني جلالته بهذه الاحتفالات المباركة وما تعبر عنه من ذكرى عزيزة وروح أصيلة، وتمنياته لجمهورية باشكورتوستان ولروسيا الاتحادية الصديقة دوام التقدم والنماء والازدهار، ولشعب الباشكير وجميع الشعب الروسي الرخاء والسلام.
فيما حمَّل فخامته معالي الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة تحياته لصاحب الجلالة الملك المعظم أيده الله، معربًا عن تقديره العميق لمملكة البحرين وتطلعاته لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات.
كما رحب فخامته بمشاركة مملكة البحرين في احتفالات مسلمي روسيا بمرور أكثر من 11 قرنًا على دخول الإسلام إلى تلك المنطقة، مما يعكس عمق العلاقات الوثيقة بين البلدين.
إلى ذلك، شارك معالي الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية صباح أمس في أعمال المؤتمر الدولي الرابع عشر الذي انعقد بالتزامن مع هذه الذكرى تحت عنوان (وحدة منبع الرسالات ضد التطرف والإرهاب من أجل السلام والتعاون على البر والتقوى – الحوار والتعاون).
وألقى كلمة في الجلسة العامة للمؤتمر أكد فيها أنَّ "تخليد الأحداث والقضايا الكبرى في حياة الشعوب هو أمرٌ مهمٌّ وضروريٌّ للحفاظ على هويتها، ولربط حاضرها ومستقبلها بالماضي الخالد، عبر تعميق الانتماء الروحي والمعنوي إلى التاريخ والقيم والتقاليد".
وأشار معاليه إلى أنَّ "الدين هو خزَّان القيم والأخلاق والفضيلة في المجتمعات، مما يجعل من الاحتفالات المنتمية إليه وجهًا حضاريًّا للدول والشعوب، يستنهض تلك القيم والأسس النبيلة".
وأضاف: "إننا نعتز في مملكة البحرين بأنَّ بلادنا وأهلها قد دخلوا الإسلام طوعًا وتصديقًا وإيمانًا برسالة بعثها إليهم النبي الكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قبل 14 قرنًا؛ وتحديدًا في العام الثامن الهجري، الموافق 630 ميلادية". مردفًا: "ولا شك أنَّ وصول الإسلام إلى بلادكم ودخولها فيه طوعًا وإيمانًا قبل 11 قرنًا يؤكد لنا ما يتمتع به هذا الدين العظيم من مبادئ وأسس ودعوات تأخذ بالعقول والقلوب، كما يعكس كذلك ما يجمع بلدينا الصديقين وشعبيهما من قيم متوارثة أساسها المسالمة والتعايش والانفتاح".
وتابع: "نعتز كثيرًا بالإسهام الحضاري الكبير الذي قدمته الشعوب المسلمة حول العالم، ومنها شعوب البولغار، ودورها البنَّاء في خدمة البشرية وقضايا العدل والفضيلة". مضيفًا: "كما نعتز بحضور قيم ديننا الحنيف على مر العصور في وجه حملات الشر والسوء؛ لتقوم بدورها المحوري في مواجهة كل ما يهدد الخير والفضيلة والفطرة السليمة".
وقال: "لا شك أنَّكم تابعتم وتتابعون باعتزاز الدور الرائد للشعوب المسلمة والمؤسسات الإسلامية الكبرى حول العالم في التصدي لحملات إشاعة الإلحاد والانحلال الأخلاقي وتهديد الأسر والمجتمعات والقيم".
ولفت معاليه إلى أن "الرسالات والشرائع التي بعث الله عز وجل بها الأنبياء والرسل قد وضعت منهجًا لإصلاح البشرية وتقويم سلوكها؛ يقوم على البر والتقوى ومكارم الأخلاق والوسطية، وينهى نهيًا قاطعًا عن الكراهية والتطرف والإرهاب لكي يعيش الجميع في تعاون وسلام".
ودعا إلى إعلاء الحوار الثقافي باعتباره ضرورةً ووسيلةً للتفاهم تؤكدها الرسالات الربانية، ومطلبًا إنسانيًّا وأسلوبًا حضاريًّا يصل الإنسان من خلاله إلى النضج الفكري والنفسي. مجددًا تأكيد مملكة البحرين على أهمية الحوار بين أصحاب الأديان والثقافات بما يعزز أسس التعايش والتعاون والتفاهم.
وفي سياق متصل، شارك معاليه أمس في حفل افتتاح المبنى الجديد للجامعة الإسلامية الروسية التابعة للنظارة الدينية المركزية لمسلمي روسيا، معربًا عن تهانيه العميقة بهذه المناسبة، سائلًا الله تعالى أن يوفق القائمين على هذه الجامعة العريقة لخدمة الدين والعلم والقيم، بحيث تكون منارةً للخير والمعرفة والسماحة.
وكان معاليه قد التقى مساء الأربعاء سماحة شيخ الإسلام طلعت صفا تاج الدين المفتي العام ورئيس النظارة الدينية المركزية لمسلمي روسيا، وذلك في المقر التاريخي للإدارة الدينية.
وخلال اللقاء بحث الجانبان العلاقات الودية الطيبة التي تجمع البلدين الصديقين وشعبيهما، وسبل تطوير التعاون المشترك بين المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في مملكة البحرين والإدارة الدينية المركزية لمسلمي روسيا بما يخدم القضايا المشتركة.