أكد سعادة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، وزير الخارجية، أن مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المُعظم، حفظه الله ورعاه، تعتبر أن السلام والتضامن الإنساني هو السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار العالمي، وتحقيق النماء والازدهار المأمول لكافة شعوب العالم، وكفالة حقها في الحياة الحرة الكريمة، وأن التعاون والشراكة الدولية مطلب أساسي لمواجهة كافة التحديات والصعوبات التي تعيق جهود التنمية والبناء في العديد من دول العالم.
جاء ذلك لدى مشاركة سعادة وزير الخارجية، بتكليف من صاحب الجلالة الملك المُعظم، حفظه الله ورعاه، في افتتاح أعمال قمة مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا (سيكا)، التي عُقدت اليوم في مدينة أستانا بجمهورية كازاخستان الصديقة، برعاية فخامة الرئيس قاسم جومارت توكاييف، وبحضور عدد من القادة ورؤساء الحكومات ووزراء الخارجية في الدول الأعضاء.
ونقل سعادة وزير الخارجية في كلمته أمام المؤتمر تحيات وتقدير حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المُعظم، حفظه الله ورعاه، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، وتمنياتهما لجمهورية كازاخستان وشعبها الصديق بدوام النماء والازدهار، ولهذه القمة بالتوفيق والنجاح لتحقيق الأهداف المنشودة نحو مزيد من السلام والاستقرار والازدهار للقارة الآسيوية وشعوبها.
وقال سعادته في كلمته إن التسامح والتعايش السلمي بين الشعوب والأديان والمعتقدات والاحترام المتبادل، واجب تمليه علينا متطلبات العيش المشترك والوحدة الإنسانية وقيم الإخاء والتعاون والتضامن، التي دعت إليها الأديان السماوية والمعتقدات والحضارات الإنسانية، وهي المبادئ والقيم التي تنتهجها مملكة البحرين بقيادة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المُعظم.
وأشاد سعادة وزير الخارجية بهذه القمة التي تعقد في ظل الاحتفال بمرور 30 عامًا على إنشاء هذا المؤتمر المهم، سعيًا لتعزيز التعاون وتنمية العلاقات في كافة المجالات بين دول هذه المنظومة الطموحة، وتأكيدًا لعمق العلاقات التاريخية والثقافية التي تربط بين دولنا وشعوبنا، وحرصًا على ضمان أمنها واستقرارها وازدهارها.
وقال سعادة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني إن العالم من حولنا يواجه صراعات ونزاعات مريرة، وتحديات بالغة الصعوبة سياسية وأمنية واقتصادية، باتت تداعياتها الخطيرة تهدد الأمن والسلم الدوليين، وتستنزف موارد الدول وطاقاتها، وتؤثر على الأوضاع الإنسانية وحياة الناس البسطاء وزيادة معاناتها.
ونوه سعادة وزير الخارجية بالدور الفاعل للمنظمات الإقليمية والدولية في حل الأزمات والصراعات بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار والسلام العالمي، وتعزيز التعاون المشترك الفاعل والبناء بين دولها الأعضاء. وقال إننا كمنظومة آسيوية فاعلة ومؤثرة تسعى إلى توفير الازدهار المستدام لدولنا مُجتمعة، مدعوون إلى توحيد جهودنا وتسخير كافة الطاقات والإمكانات لتحقيق تطلعاتنا للحفاظ على أمن واستقرار دولنا، وبناء شراكة استراتيجية فاعلة لتحقيق مزيد من النمو والازدهار لما فيه خير وصالح شعوبنا.
وقال سعادته إننا مطالبون بحل الأزمات والنزاعات الإقليمية بالطرق الدبلوماسية وفق مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة الذي ينص في الفصل الثامن منه على قيام المنظمات الإقليمية بدورها في حل الأزمات والنزاعات بين الدول، لأن حياة الإنسان وأمنه وازدهاره مقدمة على كافة الاعتبارات والمصالح السياسية.
وأضاف سعادة وزير الخارجية أن من واجب الدول الآسيوية العمل على تحقيق السلام في كافة ربوعها، وترسيخ التعاون وتعزيز الصداقة وبناء الثقة بينها، الأمر الذي يؤكد أهمية منظمة (سيكا) للمساهمة في تحقيق ما نصبو إليه، وضرورة توفير كافة المقومات لضمان استمرار نجاح وتطور هذه المنظمة.
وشدد سعادة وزير الخارجية على أن إرادة التغيير تقتضي إدارته بحكمة ورؤية ثاقبة ونظرة مستقبلية طموحة، وهو ما استطاع هذا المؤتمر تحقيقه، برعاية واهتمام قيادة جمهورية كازاخستان، وبخطوات ثابتة وواضحة خلال السنوات القليلة الماضية. وقال إننا نشهد اليوم فصلًا جديدًا من التغيير البنّاء المؤثر، لتكريس الجهود الخيرة لقادة دولنا من أجل تعزيز السلام والأمن والاستقرار في الدول الأعضاء، ومكافحة الإرهاب إقليميًا ودوليًا، وتحقيق تطلعات شعوبها لمزيد من التقدم والتنمية والازدهار.
وأضاف سعادته إن قارة آسيا بمواردها الضخمة والمتنوعة وإمكاناتها الطبيعية والاقتصادية وطاقاتها البشرية، تستحق أن تلعب دورًا أكبر على الساحة الدولية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية، مؤكدًا دعم مملكة البحرين ومساندتها لكافة الجهود الرامية إلى تحقيق هذه الأهداف والمقاصد السامية التي تضع شعوب القارة في أول سلم الأولويات، باعتبارها ركيزة التنمية وهدفها الرئيس.
وأكد سعادة وزير الخارجية اعتزاز مملكة البحرين بعضويتها في منظمة (سيكا)، وترحيبها الكامل بمبادرة فخامة رئيس جمهورية كازاخستان بتحويلها إلى منظمة دولية إقليمية كاملة، ودعمها التام للتطوير المستمر لهذه المنظمة العريقة، على أساس تلك المبادئ والقيم التي نؤمن بها جميعًا، مما سيمكننا من التغلب بشكل أكثر فعالية على التحديات الحالية والمستقبلية التي تواجه منطقتنا.