العطاء والإخلاص في خدمة الوطن ، شرف لا يضاهيه شرف ، وسمة أساسية لرجال الأمن الأوفياء على امتداد تاريخهم المهني وتضحياتهم التي تجد تقديرا مجتمعيا ، يلمسه الجميع. ويبدو هذا الأمر ، جليا ، في القراءة الأولية للسيرة الذاتية للعقيد متقاعد طارق حمد ناصر الناصر ، والذي وافته المنية ورحل عن عالمنا ، بعد رحلة عطاء قضاها في العديد من مجالات العمل الأمني ، بدأها بالإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية ، ومنها إلى إدارة مكافحة المخدرات ، فمديرية شرطة المحافظة الشمالية ، واختتمها بالعمل في الشئون القانونية بوزارة الداخلية .
ظل الفقيد طوال فترة خدمته ، محل تقدير واعتزاز من كافة المحيطين به ، من خلال مهنيته وإنسانيته التي شهد بها الجميع. لذلك كرمته الدولة عبر عدد من الأنواط ، منها نوط الفداء ، نوط الأمن لتقدير الخدمة من الدرجة الأولى ، نوط الامن للخدمة الطويلة 25 سنة ونوط عهد الشيخ عيسى من الدرجة الأولى ونوط الأمن للخدمة الطويلة 20 سنة ونوط الأمن للعمل المميز من الدرجة الأولى ونوط الأمن للخدمة الطويلة 15 سنة.
وعلى ذات موجة التقدير الرسمي والمهني ، جاء التقدير الشخصي ، للفقيد ، حيث قال العميد حمود سعد حمود الوكيل المساعد للشئون القانونية "عرفته عن قرب ، عندما كان ضابطا في إدارة مكافحة المخدرات بالإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية ، وكنت ضابطا حديث التخرج وكان الفقيد رجلا ذا شخصية قيادية في مجال عمله ، صقلتها التجارب والخبرات العملية الطويلة وتميز بالأخلاق النبيلة وصفاء النفس والتواضع، وكان محبا لوطنه ومخلصا في عمله.
وأضاف أنه بعد فترة طويله من عمله في المباحث الجنائية ، عين قاض ، وترأس المحكمة الكبرى للشرطة وكان مثالا يحتذى في تطبيق العدالة والقانون بحياد ونزاهة، واكتسب محبة واحترام جميع من تعامل معه ، لتواضعه الجم واحترامه الجميع والتزامه بالانضباط والاحترام المتبادل.
من جهته ، قال العميد محمد عبدالله الحرم مساعد رئيس الأمن العام لشؤون العمليات والتدريب "عملت مع الفقيد في الفترة من 2002 وحتى 2008 وكان شديد الحب والولاء للوطن والقيادة ، محبا لعمله الأمني بشكل كبير ، ويتواجد بشكل يومي عند الساعة 7 صباحا وسخر كل طاقته وامكانياته في خدمة عمله ومجتمعه".
وأضاف أن الفقيد أحد مؤسسي إدارة مكافحة المخدرات، وكان يبذل جهدا كبيرا في عمله ، ويتواجد حتى بعد ساعات العمل الرسمية ، متمتعا بحب كافة زملائه لأخلاقه الرفيعة وحسن تعامله مع مرؤوسيه ورؤسائه كإخوة وزملاء، متواضع جدا ، متفائل ، والابتسامة لا تفارق محياه. رحمه الله وألهم أهله الصبر والسلوان.
من جهته ، أوضح العقيد إبراهيم حسن الرميحي مدير إدارة بالإدارة العامة لمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي والالكتروني أنه عمل مع الفقيد بإدارة مكافحة المخدرات "كنا نعمل مع بقية مرتب الإدارة كفريق واحد ، وكان المرحوم من الضباط البارزين في مكافحة المخدرات ويقوم دائماً بتدريبنا وتعليمنا وله الفضل الأول في اكتسابنا الخبـرة والمعرفة في مجال مكافحة المخدرات".
وتابع "شاركت المرحوم بالعديد من الاجتماعات والمؤتمرات وورش العمل في مجال مكافحة المواد المخدرة داخل المملكة وخارجها ، وكان من المشاركين البارزين ويتمتع بأخلاق حسنة مع الجميع وعلى تواصل دائم مع رؤساء أجهزة مكافحة المخدرات بدول مجلس التعاون والدول الأخرى ، يتميـز بالتأني وحسن التدبير في العمل.
وأشار العقيد إبراهيم حسن الرميحي إلى تقاعد الفقيد ، بعد مشوار طويل ، قدم خلاله ، خدمات جليلة للوطن وتكريس خبرته في مصلحة العمل ، وكان يتمتع بحسن السلوك والأخلاق النبيلة والقدرة على تحمل المسئولية ويمتلك سجلا كبيـرا من الأعمال المنجزة في مجال عمله
من جهته ، قال المقدم محمد علي القحطاني إن الفقيد "كان من أبرز الرجال المخلصين في وزارة الداخلية ، نعم القائد والموجه والأخ والصديق لكل من كان معه وحوله، وهذا ما عهدته منه شخصياً منذ أيامي الأولى لالتحاقي بالعمل في إدارة مكافحة المخدرات، فلم يتوقف يوماً عن التوجيه والنصح والدعم والتشجيع، وهذا ما لمسه منه أيضاً جميع الضباط والأفراد الذي تشاركوا معه العمل، فقد كان صديقاً للجميع لا يتوانى عن المساندة ولا عن الوقوف إلى جانبنا".
وأضاف أن الفقيد "يملك في رصيده بشهادة الجميع فصولاً مضيئة حققها عبر تدرجه في جميع المناصب التي شغلها أثناء مسيرته في الوزارة، وترك إرثاً لن ينساه من شهده ، رحمه الله وغفر له بإذنه تعالى وأدخله فسيح جناته.
في سياق متصل ، أشار اللواء متقاعد ابراهيم حبيب الغيث إلى أن الفقيد عمل معه فترة من خدمته الشرطية بالمفتشية العامة، وكان مديرا لإدارة الشكاوى وحقوق الانسان.
وأوضح أنه كان يتصف بدماثة الأخلاق مع الجميع، ينفذ كل الواجبات المنوطه به، ويتسم بالتواضع والإيثار ويحظى بكل تقدير وثناء من مسئوليه وأقرانه ، ويتمتع بالانضباط ويولي كل اهتمام بتطوير قدرات منتسبي إدارته.
من جهته ، أوضح اللواء متقاعد عبدالرحمن صالح السنان، ان الفقيد "كان نعم الأخ والصديق، سخر كل إمكانياته في سبيل خدمة الوطن ، فقد كان ضابط بحث وتحري من الدرجة الأولى ويتمتع بدماثة الخلق وسعة الصدر ، متصلاً بالجميع في جميع المناسبات حتى بعد خروجه للتقاعد ، وبذل مجهوداً متميزاً خلال فترة عمله ، وتعرض للكثير من المواقف كان فيها شجاعاً ومقداماً وحسن التصرف ، نسأل الله العلي القدير أن يغفر له ويدخله فسيح جناته ويُلهم أهله وذويه وأصدقاءه وزملاءه في العمل الصبر والسلوان".
في ذات السياق ، أوضح اللواء متقاعد محمد بن فضل النعيمي، أن الفقيد "كان أحد الضباط المخلصين والمتفانين والمميز في عمله ولديه خبرة كبيرة في مجال مكافحة المخدرات، كما كان رحمه الله يتصف بحسن الخلق والتعامل المحترم مع زملاء العمل.
وأضاف أنه كان يتمتع بالأخلاق الراقية ويحترم الجميع ويعاملهم أفضل معاملة، مثالا لرجل الأمن المنضبط والمثقف ويعمل بجد واجتهاد وتفان ويتمتع بحنكة خاصة في حل القضايا التي يباشرها في مجال مكافحة المخدرات، ويعمل بشفافية ومهنية عالية.
من جهته ، أشار العميد متقاعد فاروق سلمان المعاودة، إلى أن الفقيد ، كان ضابطا نزيها جادا متميزا في مجال عمله، يعمل طوال الوقت دون ملل أو كلل ، حريصا في مباشرة العمل الأمني بنفسه من خلال متابعته وتأكده من اتخاذ كافة الإجراءات المطلوبة في العمل.
وأضاف أنه كان يتمتع بأخلاق رفيعة وأدب وكان محبوبا لدى الجميع خصوصا مع زملائه في العمل سواء من الضباط أو الشرطة وكان دائما يساعدهم في أداء مهام العمل.
وبدوره ، قال العقيد متقاعد محمد علي النعيمي إن الفقيد كانت له بصمات واضحة وجليلة في العمل الأمني والقانوني في مملكة البحرين، ومثالا يحتذي به في العمل من خلال اسهاماته في تطوير العمل وتأهيل العاملين معه ، وكان محبا لعمله ويتمتع بالرؤية والنظرة الإنسانية، وتعلم منه جميع من عمل معه وعرفه عن قرب، وكان يتصرف بإنسانية ويترك في النفوس الأثر الطيب.