أعلنت جمعية مصارف البحرين عن تأسيس نادٍ خاص للأمن السيبراني بهدف تبادل الخبرات والمعارف والمهارات بين أعضاء النادي ومختلف العاملين في المؤسسات المالية والمصرفية حول أحدث ممارسات وتطبيقات وتطورات الأمن السيبراني، ومتابعة المعايير الرقابية الموضوعة من قبل مصرف البحرين المركزي بشأن الأمن السيبراني وكيفية الالتزام بها بأفضل طريقة ممكنة، إضافة إلى تقديم الاستشارات والإرشادات في هذا المجال الحيوي والحساس.

ودشنت الجمعية هذا النادي من خلال تنظيم ندوة عن بعد استضافت فيها الخبير العالمي السيد ماكس الكسندر، وهو نائب الرئيس لأبحاث التهديدات الناشئة في مجال الفضاء الإلكتروني والتكنولوجيا في بنك جي بيه مورجان، وذلك في ندوة عبر تقنية الاتصال المرئي حضرها ممثلين عن مصرف البحرين المركزي وعدد من المؤسسات المالية والمصرفية أعضاء الجمعية.

وأكد رئيس مجلس إدارة الجمعية الأستاذ عدنان يوسف أن هذا النادي وبرنامج الفعاليات التي يقيمها يأتي في إطار حرص الجمعية على مجاراة مختلف التطورات العالمية في مجال الصناعة المالية والمصرفية، بما في ذلك ما يتعلق بالأمن السيبراني، نظرا لما يمثل هذا المجال من أهمية في استقرار خدمات القطاع المالي، وتحقيق أهداف التحول الرقمي المنشود في هذا القطاع في ظل توجيهات مصرف البحرين المركزي، مشيرا لمساندة الجمعية لاستراتيجية تطوير قطاع الخدمات المالية 2022-2026، والتي نصت على دعم احتياجات القطاعات الواعدة مثل التكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، وإنشاء فريق استجابة للطوارئ السيبرانية في القطاع المالي، وإطلاق إطار عمل للنضج السيبراني.

وخلال الفعالية، أشار السيد الكسندر إلى أن التكنولوجيا الحديثة أحدثت تحولا كبيرا جدا في الصناعة المالية والمصرفية، مشيرا إلى أن رحلة التحول الرقمي التي تحرص البنوك على خوضها والإسراع فيها تحمل معها تحديات وأخطار كبيرة، حيث إن الاستخدام غير الواعي وغير المدروس لتقنية المعلومات والاتصالات

يمكن أن يؤدي إلى تعطيل الخدمات الماليـة، وأوضح أن الهجمات السيبرانية تشكل تهديدًا لاستقرار للنظام المالي داخل البنك أو على مستوى البلد بأكمله وربما على نطاق إقليمي ودولي أوسع.

وأوضح أن معظم المصارف المركزية حول العالم باتت تلزم البنوك الوطنية بوضع لائحة من التعليمات لتأمين نظمها الإلكترونية وقنواتها المصرفية الرقمية، بما في ذلك تثبيت برامج حماية ضد الاختراق، وإجراء ما تسمى بـ "اختبارات الضغط" لتحديد حجم الآثار المترتبة على نجاح أية عمليات قرصنة تتعرض لها تلك الأنظمة، مؤكدا أهمية تبني المصارف لاستراتيجيات موثوقة معززة للأمن السيبراني وليس الاكتفاء بإدراج المخاطر السيبرانية ضمن إطار المخاطر التشغيلية للمصرف.

إلى ذلك، أشار عضو مجلس إدارة جمعية مصارف البحرين والرئيس التنفيذي لبنك جي بيه مورجان في البحرين السيد علي موسى، إلى أهمية هذه الندوة في تعريف المسؤولين عن الأمن السيبراني في القطاع المالي والمصرفي بمملكة البحرين بأحدث التطورات العالمية في هذا المجال، فيما في ذلك أفضل الممارسات والتطبيقات المتبعة للحفاظ على الأمن السيبراني وحماية معلومات وبيانات المؤسسة المالية والعملاء من الاختراق.

وأوضح أن هذه الندوة التي تمثل باكورة أعمال نادي الأمن السيبراني في الجمعية تأتي ضمن برنامج متكامل يتضمن في جانب منه ندوات مماثلة بهدف تحقيق أهداف النادي في تبادل المعلومات بين أعضائه، ومع خبراء عالميين في هذا المجال، وتعزيز أفضل الممارسات وتوطينها في البحرين، ورفع التوصيات إلى الجهات المعنية.