الجلسة الوارية (إقتصاديات دول مجلس التعاون في 2023: الفرص و التحديات) من ضمن موسم الجلسات الحوارية لجائزة يوسف بن أحمد كانود. عمر العبيدلي: لا مفر من تبني سياسات دعم الإبتكار إذا أردنا تنويع مصادر الدخل و تحقيق نمواً فعلياً على المدى البعيدأقيمت الجلسة الحوارية (إقتصاديات دول مجلس التعاون في 2023: الفرص و التحديات) من ضمن موسم الجلسات الحوارية الأول لجائزة يوسف بن أحمد كانو بمشاركة د. أكبر جعفري المختص في الشأن الإقتصادي و د. عمر العبيدلي مدير إدارة الدراسات و البحوث بمركز (دراسات) رئيس جمعية الإقتصاديين البحرينية و بحضور ممثلين عن السفارات الخليجية و عدد من المهتمين بالشأن الإقتصادي و الإعلاميين المختصين في مواضيع الإقتصاد في وسائل الإعلام المحلية.و تضمنت الجلسة عدة محاور أبرزها مكامن القوة و الضعف التي تحيط بإقتصاديات دول مجلس التعاون في الفترة الحالية و التحديات المتوقعة و الفرص المتاحة لدول المنطقة في المجال الإقتصادي و مناقشة الرؤى الإقتصادية الإستراتيجية لدول المجلس و ما تم تحقيقه منها. كما تطرق المشاركون إلى قضايا التنافس الإقتصادي بين دول الخليج و إنعكاسه على عملية التكامل الإقتصادي المرجوة.و من ضمن حديثه، أكد د. أكبر جعفري أن دول الخليج تمر بمرحلة ما يعرف بالتضخم الإنكماشي بحيث يحصل المستهلك على نفس السلعة و بنفس السعر لكن بكمية أو حجم أقل منالسابق و ووضح أن إقتصاديات دول الخليج مازالت تدور في فلك النفط و مشتقاته مبيناً أن إحدى الدول الخليجية يصل إعتماد إقتصادها على النفط إلى ما يقارب 50% أما البحرين فيعتمد إقتصادها على النفط بنسبة هي الأقل خليجياً و هي 13%، لكن تفتقر دول الخليج بشكل عام لوجود الصناعات التحويلية و لذلك تصبح ساسيات تنويع الإقتصاد الخليجية عرضة لتقلبات سوق النفط المعتادة. و بين أنه في الوقت الحالي ليس مطلوب أو متوقع من حكومات الدول الخليجية أن تقدم الهبات المالية لمواطنيها كما السابق و لكن يفضل أن تستثمر في تأهيل و تدريب المواطن بشكل أكبر. و توقع د. أكبر جعفري أن يشهد العام 2023 نمواً إقتصادياً على مستوى دول المنطقة و لكن أكد أن هذا النمو يجب أن ينعكس إيجاباً على كافة شرائح المجتمع.من جانبه تحدث د. عمر العبيدلي عن ضرورة البدء في تبني سياسات دعم الإبتكار سواء في القطاع الحكومي أو الخاص مشيراً أن دول الخليج مازالت بعيدة عن هذا الجانب مما يعرضها على المدى البعيد إلى مخاطر التأخر باللحاق بركب الدول المتقدمة إقتصادياً. و وضح العبيدلي أن إصلاح التعليم في دول المجلس أمر يجب أن يبدأ من مراحل الدراسة الأولية و أن لا يكون الأمر مقتصراً على التعليم الجامعي فقط و ذلك لنشر عقلية التحليل النقدي التي تنقص الطالب الخليجي مما يجعله بعيداً عن الإبتكار و إيجاد الحلول الإبداعية للتحديات. و أكد أن دول الخليج لديها فرصة الإستفادة من أصحاب المهارات العالية و العقول المبتكرة بعد أن تراجعت الدول الغربية من إستقطابها لظروفها السياسية الداخلية مشيداً بتجربة الإمارات و البحرين في إصدار التأشيرة الذهبية و محاولات الإمارات تحديداً في تسهيل دخول المبتكرين و المبدعين لأراضيها. أما بالنسبة لوجود تنافس إقتصادي بين دول الخليج فيما بينها، فأكد د. عمر العبيدلي أن من مصلحة المنطقة أن تشهد كل دولة على حدة إزدهاراً إقتصادياً مما ينعكس إيجاباً على المنطقة بشكل عام، مبيناً أن البحرين على سبيل المثال تستفيد حالياً من جميع التطورات الحاصلة في السعودية سواء سياحياً أو تجارياً و مؤكداً أن الإستثمارات الخليجية داخل المنطقة في إزدياد سواء الإستثمارات الإماراتية في السعودية أو العكس و أيضاً الإستثمارات الخليجية في البحرين.و في ختام الجلسة الحوارية تسلم كل من د. أكبر جعفري المختص في الشأن الإقتصادي و د. عمر العبيدلي مدير إدارة الدراسات و البحوث بمركز (دراسات) رئيس جمعية الإقتصاديين البحرينية درعاً تذكارياً من الآنسة صفية فوزي كانو عضو مجلس أمناء جائزة يوسف بن أحمد كانو تقديراً على مشاركتهما في الموسم الأول للجلسات الحوارية لجائزة يوسف بن أحمد كانو.