قال الشيخ الدكتور هشام الرميثي إن اﺗﺒﺎﻉ سنة ﺍﻟﻨبي ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ يشكل قاعدة إيمانية عريضة من شأنها أن تساهم في زيادة التقوى لدى الفرد المسلم، وأن تزيد في الطاعات خاصة وأن الهدي النبوي فيه زيادة في الخير، والابتعاد عن الشر.
واستشهد الرميثي بقوله تعالى في حب النبي صلى الله عليه وسلم: «ﻟَﻘَﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﻠَﻰ ﺍﻟْﻤﺆﻣِﻨين ﺇِﺫْ ﺑﻌﺚ ﻓِﻴﻬِﻢ ﺭﺳﻮﻟًﺎ ﻣِﻦ ﺃَﻧْﻔُﺴِﻬِﻢ ﻳﺘْﻠُﻮ ﻋﻠَﻴﻬِﻢ ﺁﻳﺎﺗِﻪِ ﻭﻳﺰﻛﱢﻴﻬِﻢ ﻭﻳﻌﻠﱢﻤﻬـﻢ ﺍﻟْﻜِﺘَـﺎﺏ ﻭﺍﻟْﺤِﻜْﻤـﺔَ ﻭﺇِﻥ ﻛَﺎﻧُﻮﺍ ﻣِﻦ ﻗَﺒﻞُ ﻟَﻔِﻲ ﺿَﻠَﺎﻝٍ ﻣﺒِينٍ»، «سورة آل عمران: الآية 164». ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ رحمه ﺍلله: ﻫﺬﻩ ﺍلمنـﺔ ﺍﻟـتي ﺍﻣـتن ﺍلله بهـﺎ ﻋﻠـﻰ ﻋﺒـﺎﺩﻩ، ﺃﻛبر ﺍﻟﻨﻌﻢ، ﺑﻞ ﺃﺻﻠﻬﺎ، ﻭﻫـﻲ ﺍﻻﻣﺘﻨـﺎﻥ ﻋﻠـﻴﻬﻢ بهـﺬﺍ ﺍﻟﺮﺳـﻮﻝ ﺍﻟﻜـﺮﻳﻢ ﺍﻟـﺬﻱ ﺃﻧﻘـﺬﻫﻢ ﺍلله ﺑـﻪ ﻣـﻦ ﺍﻟـﻀﻼﻟﺔ، ﻭﻋـﺼﻤﻬﻢ ﺑـﻪ ﻣـﻦ ﺍلهلكـﺔ، ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻧﺴﺒﻪ، ﻭﺣﺎﻟﻪ، ﻭﻟﺴﺎﻧﻪ، ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻬﻢ ﻭﻗﺒﻴﻠﺘﻬﻢ، ﻧﺎﺻﺤﺎً لهم، ﻣـﺸﻔﻘﺎً ﻋﻠـﻴﻬﻢ، ﻳﺘﻠـﻮ ﻋﻠـﻴﻬﻢ ﺁﻳـﺎﺕ ﺍلله، ﻳﻌﻠﻤﻬـﻢ ﺃﻟﻔﺎﻇﻬـﺎ ﻭﻣﻌﺎﻧﻴﻬـﺎ.
وأضاف: «ﻣﻊ ﺣﺐ المسلمين ﻟﻨﺒﻴﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺗﻌﻈﻴﻤِﻬﻢ ﻟﻪ ﻭﺗـﻮﻗيرﻫﻢ لجنابه ﻓـﺈﻥ ﻋﻘﻴـﺪﺗﻨﺎ ﻓﻴـﻪ ﺃﻧـﻪ ﺑـﺸﺮ ﺭﺳـﻮﻝ، ﻋﺒـﺪ ﻻ ﻳﻌﺒـﺪ، ﻭﺭﺳﻮﻝ ﻻ ﻳﻜﺬﱠﺏ، ﺑﻞ ﻳﻄﺎﻉ ﻭﻳﺤﺐ ﻭﻳﻮﻗﱠﺮ ﻭﻳﺘّﺒﻊ، ﺷﺮﻓﻪ ﺍلله ﺑﺎﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ. ﻭﻟﻘﺪ ﻋﻠﱠﻤﻨﺎ ﺭﺑﻨﺎ ﻣﻮﻗـﻊ ﻧﺒﻴﻨـﺎ ﻣﻨـﺎ ﻓﻘـﺎﻝ ﻋـﺰ ﺷـﺄﻧﻪ: «ﺍﻟﻨﺒِﻰ ﺃَوﻟَﻰ ﺑِاﻟْﻤﺆﻣِﻨِين ﻣِﻦ ﺃَﻧْﻔُﺴِﻬِﻢ»، ﻓﻬﻮ ﺃﻗﺮﺏ ﺇلى ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﻠﻮﺑِﻨﺎ، ﻭﺃﺣﺐ ﺇلى ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ﻣﻦ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ، ﻭﻫﻮ المقدم ﻋﻠﻰ ﺃﻋـﺰ ﻣـﺎ ﻟـﺪﻳﻨﺎ ﻣﻦ ﻧﻔﺲٍ ﺃﻭ ﻣﺎﻝ ﺃﻭ ﻭﻟﺪ ﺃﻭ ﺣﺒﻴﺐ، ﻭﻟﻦ ﻳﺬﻭﻕَ المسلم ﺣﻼﻭﺓ ﺍﻹيمان في ﻗﻠﺒﻪ ﻭﺷـﻌﻮﺭﻩ ﻭﻭﺟﺪﺍﻧـﻪ ﺇﺫﺍ لم ﻳﻜـﻦ ﺣـﺐ ﺭﺳـﻮﻝ ﺍالله ﻓـﻮﻕَ.
وفي حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يقذف في النار»، فالاتباع ﻫﻮ ﺩﻟﻴﻞ المحبة ﺍﻷﻭﻝ، ﻭﺷﺎﻫﺪﻫﺎ ﺍﻷﻣﺜﻞ، ﻭﻫـﻮ ﺷـﺮﻁ ﺻـﺤﺔ ﻫـﺬﻩ المحبة ﻭﺇﺫﺍ ﻛـﺎﻥ ﺍلله ﻗـﺪ ﺟﻌـﻞ ﺍﺗﺒـﺎﻉ ﻧﺒﻴـﻪ ﺩﻟﻴﻼً ﻋﻠﻰ ﺣﺒﻪ ﻫﻮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺃﻭلى ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺐ ﺍﻟﻨبي، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎلى: «ﻗـﻞ ﺇﻥ ﻛﻨـﺘﻢ تحبون الله ﻓـﺎﺗﺒﻌﻮﻧﻲ يحببكم الله ﻭﻳﻐﻔﺮ ﻟﻜﻢ ﺫﻧﻮﺑﻜﻢ»، ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻛﺜير ﺭحمه ﺍلله: «ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺣﺎﻛﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﺩﻋﻰ محبة ﺍلله ﻭﻟـﻴﺲ ﻫـﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ المحمدية ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺎﺫﺏ في ﺩﻋﻮﺍﻩ في ﻧﻔﺲ ﺍﻷﻣﺮ ﺣﺘـﻰ ﻳﺘﺒـﻊ ﺍﻟـﺸﺮﻉ المحمدي ﻭﺍﻟـﺪﻳﻦ ﺍﻟﻨﺒـﻮﻱ في جميع ﺃﻗﻮﺍﻟـﻪ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻪ».
وتابع: «ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﻨبي ﻭﺗﻮﻗيرﻩ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻣﻌﻪ، ﻭﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﻨبي ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﻘﻠـﺐ ﻭﺍﻟﻠـﺴﺎﻥ ﻭالجـﻮﺍﺭﺡ، ﻓـﺎﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﺑﺎﻟﻘﻠـﺐ ﻫـﻮ ﻣـﺎ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﻛﻮﻧﻪ ﺭﺳﻮﻻً ﺍﺻﻄﻔﺎﻩ ﺍلله ﺑﺮﺳﺎﻟﺘﻪ ﻭﺧﺼﻪ ﺑﻨﺒﻮﺗﻪ ﻭﺃﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭﻩ، ﻭﺭﻓﻊ ﺫﻛﺮﻩ، ﻭﻓﻀّﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮ الخلق ﺃجمعين، ﻛﻤﺎ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺗﻘﺪﻳﻢ محبته ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﻮﻟﺪ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ أجمعين، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﺑﺎﻟﻠﺴﺎﻥ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﺜﻨﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ بما ﻫﻮ ﺃﻫﻠﻪ مما ﺃﺛﻨﻰ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﺃﺛﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺑﻪ ﻣـﻦ ﻏـير ﻏﻠـﻮ ﻭﻻ ﺗﻘـﺼير ﻭﺃﻥ ﻳـﺼﻠﻲ ﻋﻠﻴـﻪ ﺣـين ﻳـﺬﻛﺮ ﻭﺃﻣـﺎ ﺍﻟﺘﻌﻈـﻴﻢ بالجوارح ﻓﻴﺸﻤﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻄﺎﻋﺘﻪ، ﻭتجريد ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻪ ﻭﻣﻮﺍﻓﻘﺘﻪ في ﺣﺐ ﻣـﺎ يحبه، ﻭﺑﻐـﺾ ﻣـﺎ ﻳﺒﻐـﻀﻪ ﻭﺍﻟـﺴﻌﻲ في ﺇﻇﻬـﺎﺭ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﻧﺼﺮﺓ ﺷﺮﻳﻌﺘﻪ ﻭﺻﻮﻥ ﺣﺮﻣﺘﻪ، ولذلك ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﺎﻻﺕ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺓ والمفكرين ﺃﻥ ﻳﺒﻴﻨـﻮﺍ ﺍﻹﺳـﻼﻡ الحق ﻟﻠﻨـﺎﺱ».
وبين أن «بمحاسنه ورحمته ﻭﻋﺪﻟﻪ وسماحته ﻭﻋﻔـﻮﻩ ﻭﻗﻮﺗـﻪ ﻭﺇﻧـﺼﺎﻓﻪ ﻣـﻊ مخالفيه، تم نشر سيرة ﻧﺒﻴﻨـﺎ محمد ﺍﻟﻄـﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ الخالدة ﺍﻟﺘﻰ ﺍﺭﺗـﻀﺎﻫﺎ ﺑـﺄﻥ ﺗﻜـﻮﻥ خاتمة ﺍﻟﺮﺳـﺎﻻﺕ، ﺇﺫ يجب ﻋﻠﻴﻨـﺎ المسارعة إلى ﺗﻨﻔﻴـﺬ ﺃﻭﺍﻣﺮﻩ ﻭﻋﺪﻡ الاعتراض ﻋﻠﻲ ﺷﺮﻳﻌﺘﻪ ﺃﻭ الاستهانة ﺑﺸيئ ﻣﻦ ﺳﻨﺘﻪ».
واستشهد الرميثي بقوله تعالى في حب النبي صلى الله عليه وسلم: «ﻟَﻘَﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﻠَﻰ ﺍﻟْﻤﺆﻣِﻨين ﺇِﺫْ ﺑﻌﺚ ﻓِﻴﻬِﻢ ﺭﺳﻮﻟًﺎ ﻣِﻦ ﺃَﻧْﻔُﺴِﻬِﻢ ﻳﺘْﻠُﻮ ﻋﻠَﻴﻬِﻢ ﺁﻳﺎﺗِﻪِ ﻭﻳﺰﻛﱢﻴﻬِﻢ ﻭﻳﻌﻠﱢﻤﻬـﻢ ﺍﻟْﻜِﺘَـﺎﺏ ﻭﺍﻟْﺤِﻜْﻤـﺔَ ﻭﺇِﻥ ﻛَﺎﻧُﻮﺍ ﻣِﻦ ﻗَﺒﻞُ ﻟَﻔِﻲ ﺿَﻠَﺎﻝٍ ﻣﺒِينٍ»، «سورة آل عمران: الآية 164». ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ رحمه ﺍلله: ﻫﺬﻩ ﺍلمنـﺔ ﺍﻟـتي ﺍﻣـتن ﺍلله بهـﺎ ﻋﻠـﻰ ﻋﺒـﺎﺩﻩ، ﺃﻛبر ﺍﻟﻨﻌﻢ، ﺑﻞ ﺃﺻﻠﻬﺎ، ﻭﻫـﻲ ﺍﻻﻣﺘﻨـﺎﻥ ﻋﻠـﻴﻬﻢ بهـﺬﺍ ﺍﻟﺮﺳـﻮﻝ ﺍﻟﻜـﺮﻳﻢ ﺍﻟـﺬﻱ ﺃﻧﻘـﺬﻫﻢ ﺍلله ﺑـﻪ ﻣـﻦ ﺍﻟـﻀﻼﻟﺔ، ﻭﻋـﺼﻤﻬﻢ ﺑـﻪ ﻣـﻦ ﺍلهلكـﺔ، ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻧﺴﺒﻪ، ﻭﺣﺎﻟﻪ، ﻭﻟﺴﺎﻧﻪ، ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻬﻢ ﻭﻗﺒﻴﻠﺘﻬﻢ، ﻧﺎﺻﺤﺎً لهم، ﻣـﺸﻔﻘﺎً ﻋﻠـﻴﻬﻢ، ﻳﺘﻠـﻮ ﻋﻠـﻴﻬﻢ ﺁﻳـﺎﺕ ﺍلله، ﻳﻌﻠﻤﻬـﻢ ﺃﻟﻔﺎﻇﻬـﺎ ﻭﻣﻌﺎﻧﻴﻬـﺎ.
وأضاف: «ﻣﻊ ﺣﺐ المسلمين ﻟﻨﺒﻴﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺗﻌﻈﻴﻤِﻬﻢ ﻟﻪ ﻭﺗـﻮﻗيرﻫﻢ لجنابه ﻓـﺈﻥ ﻋﻘﻴـﺪﺗﻨﺎ ﻓﻴـﻪ ﺃﻧـﻪ ﺑـﺸﺮ ﺭﺳـﻮﻝ، ﻋﺒـﺪ ﻻ ﻳﻌﺒـﺪ، ﻭﺭﺳﻮﻝ ﻻ ﻳﻜﺬﱠﺏ، ﺑﻞ ﻳﻄﺎﻉ ﻭﻳﺤﺐ ﻭﻳﻮﻗﱠﺮ ﻭﻳﺘّﺒﻊ، ﺷﺮﻓﻪ ﺍلله ﺑﺎﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ. ﻭﻟﻘﺪ ﻋﻠﱠﻤﻨﺎ ﺭﺑﻨﺎ ﻣﻮﻗـﻊ ﻧﺒﻴﻨـﺎ ﻣﻨـﺎ ﻓﻘـﺎﻝ ﻋـﺰ ﺷـﺄﻧﻪ: «ﺍﻟﻨﺒِﻰ ﺃَوﻟَﻰ ﺑِاﻟْﻤﺆﻣِﻨِين ﻣِﻦ ﺃَﻧْﻔُﺴِﻬِﻢ»، ﻓﻬﻮ ﺃﻗﺮﺏ ﺇلى ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﻠﻮﺑِﻨﺎ، ﻭﺃﺣﺐ ﺇلى ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ﻣﻦ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ، ﻭﻫﻮ المقدم ﻋﻠﻰ ﺃﻋـﺰ ﻣـﺎ ﻟـﺪﻳﻨﺎ ﻣﻦ ﻧﻔﺲٍ ﺃﻭ ﻣﺎﻝ ﺃﻭ ﻭﻟﺪ ﺃﻭ ﺣﺒﻴﺐ، ﻭﻟﻦ ﻳﺬﻭﻕَ المسلم ﺣﻼﻭﺓ ﺍﻹيمان في ﻗﻠﺒﻪ ﻭﺷـﻌﻮﺭﻩ ﻭﻭﺟﺪﺍﻧـﻪ ﺇﺫﺍ لم ﻳﻜـﻦ ﺣـﺐ ﺭﺳـﻮﻝ ﺍالله ﻓـﻮﻕَ.
وفي حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يقذف في النار»، فالاتباع ﻫﻮ ﺩﻟﻴﻞ المحبة ﺍﻷﻭﻝ، ﻭﺷﺎﻫﺪﻫﺎ ﺍﻷﻣﺜﻞ، ﻭﻫـﻮ ﺷـﺮﻁ ﺻـﺤﺔ ﻫـﺬﻩ المحبة ﻭﺇﺫﺍ ﻛـﺎﻥ ﺍلله ﻗـﺪ ﺟﻌـﻞ ﺍﺗﺒـﺎﻉ ﻧﺒﻴـﻪ ﺩﻟﻴﻼً ﻋﻠﻰ ﺣﺒﻪ ﻫﻮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺃﻭلى ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺐ ﺍﻟﻨبي، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎلى: «ﻗـﻞ ﺇﻥ ﻛﻨـﺘﻢ تحبون الله ﻓـﺎﺗﺒﻌﻮﻧﻲ يحببكم الله ﻭﻳﻐﻔﺮ ﻟﻜﻢ ﺫﻧﻮﺑﻜﻢ»، ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻛﺜير ﺭحمه ﺍلله: «ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺣﺎﻛﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﺩﻋﻰ محبة ﺍلله ﻭﻟـﻴﺲ ﻫـﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ المحمدية ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺎﺫﺏ في ﺩﻋﻮﺍﻩ في ﻧﻔﺲ ﺍﻷﻣﺮ ﺣﺘـﻰ ﻳﺘﺒـﻊ ﺍﻟـﺸﺮﻉ المحمدي ﻭﺍﻟـﺪﻳﻦ ﺍﻟﻨﺒـﻮﻱ في جميع ﺃﻗﻮﺍﻟـﻪ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻪ».
وتابع: «ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﻨبي ﻭﺗﻮﻗيرﻩ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻣﻌﻪ، ﻭﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﻨبي ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﻘﻠـﺐ ﻭﺍﻟﻠـﺴﺎﻥ ﻭالجـﻮﺍﺭﺡ، ﻓـﺎﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﺑﺎﻟﻘﻠـﺐ ﻫـﻮ ﻣـﺎ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﻛﻮﻧﻪ ﺭﺳﻮﻻً ﺍﺻﻄﻔﺎﻩ ﺍلله ﺑﺮﺳﺎﻟﺘﻪ ﻭﺧﺼﻪ ﺑﻨﺒﻮﺗﻪ ﻭﺃﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭﻩ، ﻭﺭﻓﻊ ﺫﻛﺮﻩ، ﻭﻓﻀّﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮ الخلق ﺃجمعين، ﻛﻤﺎ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺗﻘﺪﻳﻢ محبته ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﻮﻟﺪ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ أجمعين، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﺑﺎﻟﻠﺴﺎﻥ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﺜﻨﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ بما ﻫﻮ ﺃﻫﻠﻪ مما ﺃﺛﻨﻰ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﺃﺛﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺑﻪ ﻣـﻦ ﻏـير ﻏﻠـﻮ ﻭﻻ ﺗﻘـﺼير ﻭﺃﻥ ﻳـﺼﻠﻲ ﻋﻠﻴـﻪ ﺣـين ﻳـﺬﻛﺮ ﻭﺃﻣـﺎ ﺍﻟﺘﻌﻈـﻴﻢ بالجوارح ﻓﻴﺸﻤﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻄﺎﻋﺘﻪ، ﻭتجريد ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻪ ﻭﻣﻮﺍﻓﻘﺘﻪ في ﺣﺐ ﻣـﺎ يحبه، ﻭﺑﻐـﺾ ﻣـﺎ ﻳﺒﻐـﻀﻪ ﻭﺍﻟـﺴﻌﻲ في ﺇﻇﻬـﺎﺭ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﻧﺼﺮﺓ ﺷﺮﻳﻌﺘﻪ ﻭﺻﻮﻥ ﺣﺮﻣﺘﻪ، ولذلك ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﺎﻻﺕ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺓ والمفكرين ﺃﻥ ﻳﺒﻴﻨـﻮﺍ ﺍﻹﺳـﻼﻡ الحق ﻟﻠﻨـﺎﺱ».
وبين أن «بمحاسنه ورحمته ﻭﻋﺪﻟﻪ وسماحته ﻭﻋﻔـﻮﻩ ﻭﻗﻮﺗـﻪ ﻭﺇﻧـﺼﺎﻓﻪ ﻣـﻊ مخالفيه، تم نشر سيرة ﻧﺒﻴﻨـﺎ محمد ﺍﻟﻄـﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ الخالدة ﺍﻟﺘﻰ ﺍﺭﺗـﻀﺎﻫﺎ ﺑـﺄﻥ ﺗﻜـﻮﻥ خاتمة ﺍﻟﺮﺳـﺎﻻﺕ، ﺇﺫ يجب ﻋﻠﻴﻨـﺎ المسارعة إلى ﺗﻨﻔﻴـﺬ ﺃﻭﺍﻣﺮﻩ ﻭﻋﺪﻡ الاعتراض ﻋﻠﻲ ﺷﺮﻳﻌﺘﻪ ﺃﻭ الاستهانة ﺑﺸيئ ﻣﻦ ﺳﻨﺘﻪ».