افتتح معالي الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة رئيس المجلس الوطني للفنون مساء الخميس المعرض الفني الثاني لمجموعة الفن التشكيلي بالنادي السوداني بمملكة البحرين (لون إضافي) الذي تستضيفه السفارة السودانية بالمنامة ويستمر حتى يوم الجمعة الموافق 28 اكتوبر الجاري، ويأتي هذا المعرض ضمن سلسلة معارض تقيمها المجموعة في الفترات المقبلة، وقد حضر الافتتاح لفيف من أعضاء السلك الدبلوماسي والمهتمين بالفن التشكيلي وأجهزة الاعلام المحلية والعالمية.

يشارك في هذا المعرض عدد من الفنانيين المبدعين المعروفين بإبداعاتهم وهم الأساتذة عبدالرحمن التكينة، لؤي محمد خير، منى الروبي، نادر عبدالحميد، سلمى عبدالهادي، محمد حسن، عبدالهادي عبد الوهاب، محمد عابدين. وتعبر الأعمال المشاركة في المعرض عن اللونيات المختلفة الفن التشكيلي السوداني واتجاهاته المختلفة. كما يضم المعرض مجموعة من اعمال المنحوتات والتجريدات الخشبية للفنان نادر عبد الحميد.

يهدف المعرض إلى التعريف بالثقافة السودانية في مجالات الفنون التشكيلية بمدارسها المختلفة، ومن ثم التواصل مع الساحة الفنية بمملكة البحرين بالنشاط التشكيلي باعتباره أحد الأدوات الفعالة في تعزيز علاقات الشعوب وتقويتها، وترسيخ دور الفنون التشكيلية على وجه الخصوص في الارتقاء بالوعي الجمالي والقيم الانسانية بشكل عام.

وتقدم مجموعة الفن التشكيلي بالنادي السوداني بالتزامن مع المعرض، أربع ورش عمل فنية تدريبية موجهة للذين يرغبون في تطوير مهاراتهم في الرسم والتصميم والتلوين وتشتمل الورش على (تقنيات التلوين بالألوان المائية) يقدمها الأستاذ عبدالرحمن التكينة، و(تقنيات التلوين بألوان الأكريلك) يقدمها الأستاذ لوي محمد خير، و(تقنيات رسم البورتريه) يقدمها الاستاذ ناجي لعوته، و(تصميم الرسم) يقدمها الأستاذ محمد مختار، جميع الورش التدريبية تقام بمقر السفارة السودانية، وكانت باكورة المعارض الفنية التشكيلية السودانية بمملكة البحرين معرضها الأول (بداية) الذي اقامته في نهاية شهر مايو الماضي بالنادي السوداني.

وفي هذا السياق قال الإعلامي بالجالية السودانية خالد ابواحمد " أن الحركة التشكيلية السودانية بكل المقاييس تعتبر من أقوى الحركات الإبداعية في العالمين العربي والأفريقي لسبب موضوعي جدا المتمثل في أهم ركيزة وهي الخلفية الحضارية التي تشهد عليها آثارها في الكثير من مناطق السودان، إضافة إلى التعدد الإثني والقبلي وتعدد المناخات الذي خلق بيئات جمالية نادرة الوجود في المنطقة، لذلك لا بد من التأكيد على أن أفاد به المعنيون بهذا الجانب بأن الفن التشكيلي السوداني يمتد بجذوره إلى ما قبل التاريخ ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بالحضارات النوبية القديمة ولا ينفصل عنها بأي صورة من الصور في شكل المفردات التشكيلية الزخرفية الصغيرة، ولذلك إن الفن التشكيلي السوداني يقف على أرضية صلبة منطلقا من هذه الخصوصية التاريخية الحضارية".

وأضاف ابواحمد " خارجياً نجد الجماعات المهاجرة والأفراد يمثلون السودان تشكيليلاً بوضع مميز ونضرب مثالا بذلك تجربة الفنانيين (راشد دياب) و (حسين جمعان) و (أحمد عامر جابر) و المرحوم صالح كمال، والآن المجموعة التشكيلية في البحرين التي سفارة فنية في المنامة، وهنالك رموز فنية سودانية الذين انتشروا ينتشرون في بقاع العالم المختلفة، ومنهم على سبيل المثال النحات عامر محمد نور بأمريكا، والفنان التشكيلي العالمي محمد عمر خليل بأمريكا، وكذلك الخطاط عثمان وقيع الله ببريطانيا وكذلك أستاذ الأجيال وشيخ التشكيليين السودانيين الأستاذ إبراهيم الصلحي ببريطانيا، وهم كثر ولكن هذا على سبيل المثال، كل هذه الجهود وغيرها الكثير والذي يصعب على الإحصاء مكّن الفن التشكيلي السوداني إلى أن يصل للعالمية بثقة تامة وإنتاج غزير ومتفرد وذلك لما له من خصائص، جعلته يسهم بصورة واضحة في مسار الحركة التشكيلية العالمية".