مريم خالد يوسف - طالبة إعلام بجامعة البحرين


مصابة بالتصلب العصبي وأقدم برامج تأهيلية للمرضى

العلاج الطبيعي هو مهنة علاجية تشخيصية تقدم للمرضى من خلال أحدث الأساليب العلاجية التي تعمل على تقوية حركة الإنسان والحفاظ عليها وإعادتها إلى أعلى مراحل الاستقلالية.

وسنتعرف من خلال هذه المقابلة مع الدكتورة إيمان مطر استشارية العلاج الطبيعي على بعض الأمور الخاصة بالعلاج الطبيعي من التي شرحت أبعاداً جديدة في علوم العلاج الطبيعي وفندت معلومات مغلوطة يتبناها عموم الناس حول العلاج الطبيعي، وإلى نص اللقاء:

ما الذي دعاك للاستمرار في هذه المهنة؟

- العلاج الطبيعي بالنسبة لي شغف وليس مجرد مهنة امتهنتها أو وظيفة فقط لمصدر رزق لي، خدمة الناس ودعاء الناس لي وكيف أخلق تغييراً في حياة الإنسان وتحسين جودة حياتهم بعد فقدان إحدى الوظائف اليومية في حياتهم وبعدها يستطيعون العودة مرة أخرى، وأرى أن ذلك أجره عند الله أكثر من الأجر المادي الذي يمكن أن أحصل عليه.

هل مهنة العلاج الطبيعي تحتاج إلى جهد؟

- بالطبع، فهو فن قائم بذاته يعتمد على استخدام الوسائل الطبيعية وتوظيفها في خدمة المريض وكل ذلك لا يأتي إلا عن طريق الدراسة والتخصص والخبرة، والقدرة على التواصل مع المريض وأهله والمجتمع، وأيضاً جهد للتعامل مع المرضى كل ذلك يحتاج إلى وقت ومهارة لأن معظم العلاج الطبيعي مهارات يدوية وليس حروفاً وأرقاماً، فلو اجتهدت ووظفت كل الوسائل والعلم الذي لدي ولكن إذا المريض لم يتعاون معي في النهاية فلن يحصل على أي نتيجة إيجابية.

ما هي الصعوبات التي واجهتها خلال العمل؟

- واجهت صعوبات عديدة من موقع عملي، فأنا أتعامل مع أنواع عديدة من شخصيات البشر، أمزجتهم وتوقعاتهم، فبعض من المرضى يأتون وفي بالهم أنهم من أول جلسة يتشافون، وصعب جداً تغيير فكر وقناعة الإنسان، وأيضاً من الصعوبات التعامل مع المرضى الأطفال فنحتاج أن نتعامل مع الأهل لأن وجودهم مهم.

هل يغني العلاج الطبيعي عن العلاج بالمهدئات الكيميائية؟

- بالطبع لا، المسكنات جزء من العلاج الدوائي؛ فالعلاج الطبيعي والتأهيل يحسنان الوظائف والأنشطة اليومية، أما بالنسبة لتطور المرض فبالتأكيد نحتاج لعلاج دوائي، لذلك دائماً ننصح باستمرار العلاج الدوائي مع العلاج الطبيعي.

هل العلاج الطبيعي لمرحلة عمرية معينة؟ أم أنه يشمل حتى الأطفال؟

- بالتأكيد لا، لأنه يعالج جميع المراحل العمرية وجميع الحالات كحالات الأعصاب، وحالات أطفال، وحالات كبار، وإصابات ملاعب وغيرها.

حدثينا عن أصعب حالة مرضية؟

- أنا هنا يمكن أتكلم عن نفسي كوني مريضة تصلب عصبي متعدد منذ 2011 وفي نفس الوقت دكتورة علاج طبيعي وتأهيل هنا كان التحدي، إذا كنت فعلاً اختصاصية ناجحة فالمفترض أن أنجح في نفسي أولا كمريضة وبعدها بالآخرين، فدائما الحالات الصعبة آخذها كتحدٍ لي، فذلك الذي يدفعني أن أبحث وأدرس وأفكر لتطوير حالة المريض.

ما هو الدافع الذي يجب أن يحصل عليه المريض للمواصلة في العلاج؟

- الإيجابية، يجب أن يفكر بنفسه ليس الآن بل في المستقبل كيف سيكون؟ ويجب أن يكون في أعلى درجات الاستقلالية ولا يعتمد على الآخرين في وظائفه اليومية، وأن يفهم طبيعة مرضه أولاً وأخيراً.

هل لديك حالة شفيت تماماً من الإصابة؟

- نعم هناك حالات وليست حالة واحدة وأتذكر آخرها مريض من جمهورية مصر العربية جاء بآلام حادة وتنميل في الذراعين وكان مقرراً له عملية في بلده وبعد مشورة أصدقائه وترشيحهم المركز جاء فاقد الأمل كآخر حل قبل العملية، وبفضل من الله منّ عليه بالتحسن.

هل يوجد مرضى انتهوا من العلاج الطبيعي بنتيجة سلبية؟

- نعم، بشكل عام أحياناً الاختصاصي إذا كان جاهلاً بأمور السلامة أو بحالة المريض، أو إذا كان المريض ليس متعاوناً مع الاختصاصي فبالتأكيد ستكون النتيجه سلبية، حتى إذا لم يكن المريض صريحاً ولم يذكر التاريخ الصحي وأخفاه عن الاختصاصي.

ما هي الأعراض النفسية التي يمكن أن يمر بها المريض أثناء العلاج الطبيعي؟

- دائماً المريض يأتي مكتئباً أو لديه توقعات عالية وأيضاً ليس صبوراً فهذه الأشياء تسبب له انعكاسات نفسية لا يتقبلها وبعدها يدخل في دائرة الحيرة، أحياناً بعض المرضى يأتون لديهم مشاكل نفسية أو ضغوط فاي لمنزل أو العمل فأيضاً هذه الأشياء تؤثر عليه وعلى خطة العلاج.

ما هي الأمراض الشائعة في البحرين التي تستلزم العلاج الطبيعي؟

- بالنسبة لحالات الجهاز العضلي الحركي الشائع الآن هو آلام المفاصل والركب والعمود الفقري، أما بالنسبة للجهاز العصبي المركزي الشائع الآن فهو التصلب العصبي المتعدد، بالإضافة إلى الجلطات.

هل تؤيدين الاستثمار في مجال الطب الطبيعي وتشعرين بالحاجة الماسة إليها؟

- نعم، في مجال العلاج الطبيعي لا بد من أن يكون هناك استثمار، بسبب زيادة الحالات ففي السابق كان عدد المراكز الخاصة والحكومية للعلاج الطبيعي قليلاً ومحدوداً، ولكن حالياً انفتح باب الاستثمار للجميع ضمن قيود وضوابط أقرتها هيئة المهن الصحية.

هل بالإمكان أن تكون البحرين مركزاً إقليمياً ريادياً في مجال العلاج الطبيعي؟

- الحمد لله البحرين من أوائل البلدان الخليجية التي كان فيها جمعية للعلاج الطبيعي سنة 1997 وأيضاً فيها جامعات ومراكز توظف وتدرب الكادر البشري، وفي الفترة الأخيرة تطور كثيراً المجال الصحي سواء في القطاع الحكومي أو الخاص.

هناك مرضى متخوفون ولا يريدون الذهاب للعلاج الطبيعي، بماذا تنصحينهم؟

- ليس فقط مرضى متخوفون أيضاً هناك مرضى ليس لديهم قناعة بالعلاج الطبيعي، دائماً أقول وأردد أن يجبه أن تعلموا ما هو هدف العلاج الطبيعي وماذا سوف يحقق لحالتكم؛ فالعلاج الطبيعي سوف يحسن من وظائفكم، ولكن ل ايغير من الحالة الصحية لذلك يجب أن يكون هناك علاج دوائي، فعلى الناس أن يتركوا هذه المخاوف والشائعات وينتقوا الشخص الخبير ذا العلم والخبرة.