استثمار وقتهم في إتقان المهارات الحالية والمستقبلية لسوق العمل..
أكد خبير التحول الرقمي صادق عبد الرسول أهمية مبادرة الطلبة في الجامعات البحرينية العامة والخاصة إلى إطلاق مشروعاتهم الخاصة فيما لا يزالون على مقاعد الدراسة، بما يساعدهم على تكوين فهم في بناء نماذج الأعمال، ومتطلبات سوق العمل، واحتياجات المستهلكين، مشيرا إلى أن التكنولوجيا الحديثة توفر أمام الجميع فرصا غير مسبوقة لتوفير منتجات وخدمات والترويج لها محليا وإقليميا وحتى دوليا.
وخلال مشاركته كمتحدث في ندوة أقامتها جامعة البحرين، أشار عبد الرسول إلى أن أمام طلبة الجامعات الوقت الكافي للتجريب والمحاولة وحتى الفشل بما يكسبهم دروسا مهمة في قطاع الأعمال ويجعلهم أكثر تهيئة وقابلية لتأسيس وامتلاك شركات ناشئة قادرة على النمو والمنافسة والتوسع وخلق فرص العمل وتنويع مصادر الدخل والمساهمة في الناتج المحلي الإجمالي للبحرين.
وأكد أهمية اطلاع الطلبة على مجمل أركان منظومة الدعم المتكاملة التي تقدمها البحرين لأصحاب الأفكار والمشروعات الريادية، بما في ذلك خدمات صندوق العمل "تمكين"، ومجلس التنمية الاقتصادية، وحاضنات ومسرعات الأعمال، وبرامج الدعم والإرشاد، جنبا إلى جنب مع التحفيز الذاتي وحب المغامرة وعدم الخوف من الفشل.
وفي معرض مشاركته خلال المنتدى الذي أقيم تحت شعار "التناغم بين التكنولوجيا والأعمال"، اعتبر عبد الرسول أن نظم المعلومات، والتطبيقات التقنية الحديثة، ووسائل التواصل الاجتماعي، وغيرها، ما هي إلا أدوات مساندة لمشروعات الأعمال، ولا يمكن أن توفر لوحدها النجاح إذا لم يتحلَّ رائد الأعمال بالرؤية المستنيرة والصبر والاجتهاد والقدرة على الابتكار.
لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أهمية استثمار تلك التقنيات الحديثة بأقصى فاعلية ممكنة من قبل مؤسسات الأعمال، لافتا إلى المؤسسات التي تتميز محليا وإقليميا وعالميا هي الأقدر على التحول الرقمي من خلال توظيف مجالات تقنية حديثة مثل الذكاء الصناعي والبيانات الكبيرة وإنترنت الأشياء.
عبد الرسول، وهو المدير الرقمي لمنصة "هوميز" للتجارة الرقمية، لفت على صعيد ذي صلة إلى أن تطور مؤشرات التجارة الرقمية عاما بعد عام وزيادة أعداد المتاجر الرقمية والمستهلكين الرقميين يقدم دليلا دامغا على أن مؤسسات الأعمال التي تعتمد فقط على طريقة العرض والبيع من خلال المتاجر التقليدية فقط تعرض نفسها لخطر التراجع وربما الخروج من السوق بشكل كامل.
ونوه بتوجه جامعة البحرين نحو دمج طلبتها وخريجيها في مسارات الثورة الصناعية الرابعة، داعيا الطلبة إلى التنبه والاطلاع على التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية والخدمات المصرفية المفتوحة والحوسبة السحابية وتقنية التعاملات الرقميّة "البلوك تشين" والروبوتات والمدن الذكية والتكنولوجيا الحيويّة والروبوتات وغيرها، والتي تحمل الكثير من الإمكانات الواعدة، وترسم ملامح احتياجات سوق العمل الحالية والمستقبلية.