الوصول إلى تعزيز التصنيع الحربي بين البلدين
أكد خبراء عسكريون أن تمرين «جلمود 3» يأتي كمرحلة جديدة من التعاون البحريني الإماراتي والتنسيق المشترك لتأمين منطقة الخليج ومكافحة الإرهاب ويعزز من اللحمة الخليجية ويدعم المنظومة الأمنية المشتركة كما أنه يفتح مجالات أخرى لأشكاله يمكن من خلالها الوصول لتعزيز التصنيع الحربي.
وقال الخبير العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد حسن الشهري إن التمرين يعكس الحاجة إلى التكامل من خلال تبادل خبرات وقدرات والمعلومات وهو ما يعزز الفرص النجاح للوحدات الأمنية والعسكرية التي تقوم بعمليات استباقية لمنع وقوع الجريمة خاصة وأن الإرهاب خطر يداهم دول العالم سواء على المستوى الداخلي أو العابر للحدود، مضيفاً أن ذلك التكامل والتنسيق المشترك يساهم في وضع الخطوات الاستباقية لمنع الجريمة ومعالجة آثارها، وقال الشهري إن التعاون المشترك البحريني - الإماراتي والتعاون الخليجي عما يرسل عدة رسالة أبرزها أن هناك قوات أمنية وعسكرية قادرة على صيانة مقدرات هذه الشعوب وهذا ما تستحقه هذه الشعوب.
وأكد أن تشريف جلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة وسمو رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة لحضور اختتام هذا تمرين «جلمود 3» يعكس أهمية هذا التمرين الاستراتيجي الذي يعزز القدرات الأمنية والعسكرية لمواجهة الإرهاب يعكس أيضاً مستوى العلاقات الأمنية والعسكرية بين البلدين الشقيقين ويعظم العلاقات الاستراتيجية والسياسية الأمر الذي ينعكس على مصلحة دول المنطقة، ويؤكد رسالته التي كانت واضحة أن المنظومة الأمنية العسكرية في البحرين على أتم الجاهزية.
وأضاف أنا في اعتقادي بعد مشاهدتي للمحاكاة التي تمت بين القوات المشتركة البحرينية والإماراتية لعملية مواجهة لعناصر إرهابية، يعكس أهمية الاستراتيجية الأمنية والدفاعية لدول المجلس الذي ولدت منذ أكثر 30 عام وتم تحديثها من أكثر من إطار وخصوصاً الاتفاقية الأمنية والاستراتيجية وصولاً إلى عام 2015 وبعدها اكتملت شروط نجاحها من عقائد وخطط وأساليب وهذا ما لاحظناه من الدقة والتنفيذ والأداء ء والوضوح والثبات والتكامل بين الأجهزة الأمنية والعسكرية في كلا من البحرين والإمارات.
وأشار ياسر بن مصباح - خبير استراتيجيات الاتصال الحكومي والأمني بدولة تونس، إلى أن التعاون المشترك البحريني الإماراتي ونجاح مجالات النجاح والتعاون والمجهودات التي تقوم بها المؤسسات الأمنية في البحريني ونظيرتها مع شقيقاتها بدولة الإمارات سيكون له أكيد انعكاس إيجابي على أمن المنطقة والبحرين والأمارات والخليج بأجمعه.
وأضاف أن هذا التدريب المشترك لمكافحة الإرهاب غاية في الأهمية خاصة وأنه بلا شك في ظل جاهزية الحلول الأمنية والعسكرية والقدرات والجاهزية الكبيرة التي تتمتع بها البحرين والإمارات على المستوي الفردي إلا أن الحل الأمني لوحده لن يكون بذات تأثير تكاتف الجهود ومعاضدة كل المتدخلين ووضع الحلول الاستباقية والتفكير المشترك بالأمن الفكري ووضع استراتيجية تؤسس لخطابات بديل للخطابات الإرهابية.
مضيفاً أنه من خلال متابعته للتمرين تبين نجاحه في تحقيق أهدافه من خلال اختبار القدرات الأمنية في مملكة البحرين وقياس مدى الجاهزية من خلال العمل المشترك مع الأشقاء في الأمارات التي حققت أهدافها وقياس مدى النجاح في التنسيق لتنفيذ التمرين وقدرتها على الاستعادة الخارجية وتقييم الإجراءات بين جميع المؤسسات والجهات المعنية بعمليات مكافحة الإرهاب.
وأكد أن ما تابعه من جاهزية وتعاون ومحاكاة لعملية عسكرية نوعية تؤكد وتشير إلى امتلاك البحرين لمنظومة أمنية عسكرية على أتم الجاهزية ولدي مؤسستها الشرطية قدرات عالية الجودة الدقة تضعها في مصاف الدول من حيث الجاهزية الأمنية على المستوي العالمي وهو ما يعكس حصولها على «الآيزو» مؤخراً في مجال مكافحة العنف والإرهاب وحصولها على عديد من الجوائز الدولية لأغلب عناصر وإدارات منظوماتها.
من جانبه أوضح د. محمد مبارك بن أحمد الكاتب والمحلل السياسي أن التمرين يعتبر إحدى حلقات التعاون المشترك والتنسيق العسكري والأمني بين البلدين وامتداداً طبيعياً لسلسة التمارين المشتركة التي سبق إجراؤها وتعكس معدل الجاهزية والاستعداد على أرض الواقع، كما أشار أن هذه التمارين والتدريبات المشتركة بين البلدين الشقيقين مملكة البحرين والإمارات العربية المتحدة من شأنها أن تؤكد مدى التعاون والتكاتف والتحالف بين البلدين لمواجهة الأخطار وخصوصاً أن البلدين عانياً من مهددات بحكم ما يحكم هذه المنطقة من تهديدات إقليمية واستهداف لأمن واستقرار دول المنطقة وبالتالي يجب التنسيق بينهما على مختلف مستويات العمل العسكري والأمني والاستخباراتي بما يوجه رسالة واضحة لكل من يحاول أن يتربص بأمن واستقرار البلدين.
وأضاف أن حرص كل من البحرين والإمارات على نجاح التمرين المشترك بداية من عقد الاجتماعات التي وضعت كافة الاستعدادات والترتيبات وسبل التنسيق في كافة مراحل التمرين، لضمان تفعيل منظومة التعاون العسكري والأمني والعمل المشترك لمكافحة الإرهاب ورفع الجاهزية وتبادل الخبرات الميدانية، والمساهمة في تعزيز القدرات العسكرية وزيادة التنسيق بين القوات المشاركة وصولاً إلى الانتهاء من التمرين ونجاحه هذه النجاح الكبير خاصة في ظل تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة القائد الأعلى للقوات المسلحة، بحضور المرحلة الختامية لتمرين مكافحة الإرهاب البحريني الإماراتي المشترك ( جلمود 3 ) يؤكد بما لا يدع للشك على أهمية ذلك التمرين الذي يعزز من اللحمة الخليجية ويدعم المنظومة الأمنية المشتركة.
وفي ذات السياق أكد المحلل العسكري اللواء عسكري متقاعد منصور أبو راشد من عمان، أن المنطقة العربية بحاجة ماسة خاصة كدول مشاركين في التحالف لمكافحة الإرهاب لأي جهد عربي يساهم في الجاهزية وتطوير القدرات لمكافحة الإرهاب، موضحاً أن نموذج البحرين والإمارات وعلاقاتهم الوطيدة والقدرات التي لديهما على المستوى الأمني والعسكري تعزز من تلك الجهود، خاصة وأن مملكة البحرين قادرة على أن تقوم بهذا الواجب وهذه المهمة لأن لديها قدرات وخبرات سابقة ممكن أن تساهم مساهمة جيدة وأيضاً دولة الإمارات العربية لديها تجهيزات والقدرات وإذا تشاركت هذه القدرات سوية فهذا يرسل رسائل طمأنة للدول العربية بأن الجبهة الشرقية في مكافحة الإرهاب هي جبهه قوية ومتماسكة. وأشار إلى أن التمرين يعتبر استكمالاً لكافة الإجراءات اللازمة لضمان أمن وسلامة أراضي دول مجلس التعاون ومياهها الإقليمية ومناطقها الاقتصادية، بالإضافة لكونه يفتح الباب أمام تعزيز ذلك التعاون وفتح مجالات أخرى لأشكاله يمكن من خلالها الوصول لتعزيز التصنيع الحربي ودعم دور البلدين على المستوى الدولي في الحفاظ على الأمن الخليجي من أي تهديد، والعمل مع الدول الصديقة والشقيقة لمواجهة أي تهديدات عسكرية أو أمنية.