وليد صبري دعا لتصنيف الجماعة منظمة إرهابية وتجفيف مواردها الماليةتخفيف الضغط العسكري على الحوثيين يجرد مساعي السلامالحديدة وموانئها تعيش أسوأ الأيام بسبب الحوثيينالميليشيات تستخدم أزمة خزان صافر لابتزاز المجتمع الدوليوزير الدولة الإماراتي: الأعمال العدائية للحوثيين تهدد الملاحة في البحر الأحمررئيس الأركان اليمني: الشعب اليمني يتعرض للقتل والتشريد بأدوات إيران وأسلحتهاحذر وزير خارجية اليمن أحمد عوض بن مبارك، من استمرار المتمردين الحوثيين في استهداف الموانئ وخطوط الشحن الدولية، مؤكداً أنها تمثل تهديداً خطيراً للأمن والسلم الدوليين، داعياً المجتمع الدولي إلى ضرورة الفهم الصحيح لطبيعة الميليشيات المتمردة المدعومة من إيران، مشدداً على ضرورة ممارسة ضغوط فعالة على الجماعة المتطرفة عبر تصنيفها منظمة إرهابية وتجفيف مواردها المالية، مؤكداً ضرورة مواجهة تهديدات الحوثيين من خلال المعلومات الاستخباراتية التي توفرها لها إيران من خلال سفنها التجسسية، قبالة السواحل اليمنية.وأضاف بن مبارك في كلمته في الجلسة العامة الخامسة في منتدى «حوار المنامة 2022»، قمة الأمن الإقليمي في نسختها الـ18، بمشاركة كل من وزير الدولة بوزارة الخارجية والتعاون الدولي بدولة الإمارات العربية المتحدة، خليفة المرر، ووزير الدولة الأعلى بوزارة الدفاع بسنغافورة، زكي محمد، تحت عنوان «أمن نقاط الاختناق البحرية العالمية»، أن ميليشيات المتمردين الحوثيين تحبط جميع الجهود التي تقود إلى السلام، من خلال عدم التزامها بالجلوس على طاولة المفاوضات بالإضافة إلى عدم التزامها بالاتفاقيات الدولية وخرقها للهدنة الأممية، في الوقت الذي قدمت فيه الحكومة اليمنية الكثير من التنازلات لتمديد وتوسيع الهدنة في اليمن ووقف الحرب وتحقيق السلام.وقال: «إن انتهاكات المتمردين الحوثيين تجاوزت اليمن حيث إنها تستهدف الآن الموانئ وخطوط الشحن الدولي، خاصة بعدما سعت حربها على الشعب اليمني باستخدام الطائرات المسيرة باستهداف المنشآت النفطية وابتزاز المجتمع الدولي».واعتبر أن إحلال السلام في اليمن يعتبر ضماناً أساسياً للأمن البحري وحرية الملاحة الدولية خاصة، مبيناً أن اليمن تحتل موقعاً استراتيجياً وفريداً في العالم يمر به إمدادات الطاقة العالمية وخطوط الشحن الدولية، مؤكداً أن السفن القادمة والمغادرة إلى أوروبا عبر قناة السويس تمر عبر مضيق باب المندب الذي تشرف على أحد جوانبه اليمن.وشدد وزير خارجية اليمن على ضرورة التمسك بمرجعيات الحل الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وأهمها قرار 2216 والمتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً.وانتقد الاستعراض العسكري الذي قامت به ميلشيا الحوثي في الحديدة وتم خلاله استعراض نماذج من الطائرات المسيرة والزوارق المفخخة والرادارات والذي هدف إلى توجيه رسائل للعالم بأن هذه الميليشيا لن تلتزم بأي اتفاقيات دولية حيث تسعى لإنهاء الحرب في اليمن، خصوصا اتفاقية ستوكهولم، الذي لم تنفذ أي بند من بنوده، إلى جانب التأكيد على قدرة الميليشيا الإرهابية على تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر بشكل أخطر من السابق ولم يكن ذلك مفاجئاً خاصة وأن الحوثيين دأبوا خلال السنوات الماضية على زرع الألغام البحرية والتي راح ضحيتها العشرات من الصيادين وضرب السفن بالقوارب الانتحارية المسيرة والصواريخ البحرية والقيام بأعمال القرصنة.وحذر بن مبارك من الأعمال الإرهابية التي تنفذها الميليشيا الحوثية بالزوارق المفخخة التي تستهدف التجارة الدولية في البحر الأحمر موضحا أنها مؤخراً ألحقت الضرر بعشرات الصيادين اليمنيين، مضيفا أن استمرار سيطرة الميليشيا الإرهابية على المناطق الساحلية والمعلومات الاستخباراتية والإمكانيات العسكرية مثل الطائرات المسيرة التي توفرها إيران لتنفيذ هجمات داخل اليمن أو العابرة للحدود تشكل التهديد الأكبر للأمن والسلامة البحرية.وقال إن إيران توفر للميليشيات المتمردة الطائرات المسيرة التي أصبحت الميليشيات تعتمد عليها بشكل واسع سواء داخل اليمن أو تلك العابرة للحدود، مشدداً على أمن الممرات البحرية وسلامة الملاحة الدولية من مهام الحكومات والدول في الاتفاقيات الدولية ذات الصلة ولا يجب التسامح مع التهديدات التي تمثلها الميليشيات في أي مكان في العالم.وانتقد وزير خارجية اليمن الضغوط الدولية التي مارسها المجتمع الدولي على الحكومة الشرعية في عام 2018، لوقف الحملة العسكرية التي كادت أن تستكمل خلال أيام قليلة لتحرير كامل مدينة الحديدة وموانئها حيث أدى السماح للمتمردين بالاستمرار في احتلال المدينة والموانئ نعيش أسوأ أيامه اليوم أمنياً وسياسيا وإنسانيا.وقال إن تخفيف الضغط العسكري على الحوثيين، واستمرار سيطرتها على موانئ الحديدة، أدى إلى تجريد مساعي السلام من أية ضغوط على الجماعة المتمردة للقبول بالمقترحات والمبادرات الهادفة إلى إحلال السلام في اليمن، ما أدى إلى اختلاق الجماعة المتمردة لأزمات وقود في المناطق التي تسيطر عليها وتتاجر بها في السوق السوداء، حيث تدر عليها أموالاً طائلة تستفيد منها في أعمالها الإرهابية.وقال إن مجلس الدفاع الوطني في اليمن أصدر قرارا بتصنيف ميليشيات الحوثي منظمة إرهابية وهذا التصنيف يستهدف معاقبة القيادات الحوثية والكيانات والأفراد المرتبطين بالميليشيا.وذكر أنه لا بد من المقاربة الغربية في التعامل مع القضية اليمنية في التركيز على البعد الإنساني دون الأبعاد الأخرى، مؤكداً أن الحكومة اليمنية غير راضية عن الجهود التي تبذل بشأن أزمة خزان صافر والتي يستخدمها الحوثيون كورقة ابتزاز.من جانبه، انتقد وزير الدولة بوزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، خليفة المرر، الأعمال العدائية لميليشيا الحوثي التي تشكل تهديداً مباشرا على الملاحة البحرية في البحر الأحمر عبر استخدام الصواريخ والطائرات والزوارق المفخخة، خصوصا بعد رفضها تجديد الهدنة، إضافة إلى ما يشكله الصراع في القرن الإفريقي من تهديد.وذكر الوزير الإمارتي أن هناك العديد من مصادر التهديد لأمن الممرات المائية حيث يتمثل ذلك في القرصنة والجماعات الإرهابية والأعمال العدائية والتصعيد بين الدول، حيث شهدت الفترة بين عامي 2005 و2011 تزايد التهديد لأمن الممرات، والتي لم تتوقف منذ الهجوم على المدمرة «أس أس كول» واستهداف ناقلات النفط قرب السواحل الإماراتية، وغير ذلك من عمليات اختطاف البواخر وغيرها.ونوه إلى أن الإمارات تعمل دائماً على توفير ودعم أمن الملاحة في مضيقي هرمز وباب المندب، عبر تعزيز قدرات الصومال ودول القرن الإفريقي لمواجهة القراصنة، مشيراً إلى أن الإمارات تتبنى إجراءات صارمة في مواجهة الأعمال الإرهابية عبر دعم المبادرات والتحالفات الدولية.وتحدث عن الأهمية الكبيرة لأمن الممرات المائية، خصوصاً مضيق باب المندب ومضيق هرمز، معتبراً أن أمن تلك الممرات يمثل تحديا حقيقيا لدول المنطقة والعالم، خصوصا بعد ما شهدته المنطقة هجمات إرهابية، مشيراً إلى الأهمية الاستراتيجية لمضيق هرمز، والذي يعبر منه 25% من استهلاك العالم من النفط وثلث استهلاك غاز العالم، إضافة لأهميته للتجارة الدولية لدول الخليج العربي، فيما يعد باب المندب ثالث أكبر مضيق لعبور إمدادات الطاقة الدولية بعد مضيق هرمز بمعدل 6.5 مليون برميل من النفط يومياً، إلى جانب أهميته للتجارة الدولي، خصوصاً بين أوروبا آسيا.من جهته، أكد وزير الدولة الأعلى بوزارة الدفاع بسنغافورة، زكي محمد، أن أمن نقاط اختناق الممرات البحرية مهم جداً قبل التكنولوجيا التي غمرت المنطقة، مشيراً إلى أن التجارة البحرية واحدة من أهم شرايين الحياة بالنسبة لسنغافورة.وتحدث عن زيادة الإنفاق العسكري بنحو 60% محذراً من المزيد من النزاعات بالإضافة إلى أعمال القرصنة، مشدداً على ضرورة احترام القانون الدولي وقانون البحار.ونوه إلى ما يشكله موضوع تأمين الممرات من أولوية بالنسبة لبلاده، مشيرا إلى أهمية التعاون والتكاتف إزاء التهديدات التي تشهدها الممرات المائية موضحا أن بلاده لعبت دوراً في النظام الدولي وشاركت في القوة الدولية 151 في خليج عدن، كما أن لديها مركزا للمعلومات وتقيم أنشطة استخباراتية ومعلوماتية لتأمين القنوات البحرية ولا بد أن تعطي البلدان إنذارات مسبقة.من جانبه، شدد رئيس هيئة الأركان اليمني الفريق صغير بن عزيز، على أن ميليشيا الحوثي تهدد الملاحة البحرية بإيعاز ودعم مباشر من إيران مؤكداً أن أضرار تلك التهديدات ستصل إلى جميع دول المنطقة إذا لم يتم الوقوف الحازم أمام أعمال إيران وأدواتها الإجرامية.وأضاف خلال مداخلة له في الجلسة العامة الخامسة إلى أن الشعب اليمني يتعرض للقتل والتشريد بأدوات إيران وأسلحتها، ما أدى إلى مقتل الآلاف من المدنيين وتدمير مؤسسات الدولة».وأشار إلى أن تهديد ميليشيا الحوثي للممرات المائية والملاحة الدولية، يعد امتداداً لأعمالها الإرهابية التي بدأت منذ سنوات بتهديد حياة اليمنيين.