استعرض أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي الدكتور وليد زباري مفهوم الأمن المائي في دول المجلس وماذا يعنيه تحت الظروف المائية فيها، وأهم التحديات التي تواجه دول المجلس في تحقيق الأمن المائي خلال مشاركته في المؤتمر العربي الرابع للمياه الذي عقد تحت شعار "الأمن المائي من اجل الحياة والتنمية والسلام" في القاهرة، وذلك خلال محاضرتين قدمها خلال المؤتمر الذي حضره بدعوة من اللجنة العلمية للمؤتمر الذي عقد تحت رعاية الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين وفقاً لقرار المجلس الوزاري العربي للمياه بجامعة الدول العربية.
تحدث الدكتور زباري في المحاضرة الأولى عن "الأمن المائي في دول مجلس التعاون التحديات الرئيسية والطريق إلى الأمام" ليفصل في بيان مفهوم الأمن المائي في دول المجلس وماذا يعنيه تحت الظروف المائية فيها، وأهم التحديات التي تواجه دول المجلس في تحقيق الأمن المائي وهي استنزاف المياه الجوفية والتعدين المتسارع للمياه الجوفية غير المتجددة لتلبية متطلبات القطاع الزراعي أساساً؛ والتكاليف المصاحبة للتحلية لتلبية متطلبات القطاع البلدي/المنزلي والمتمثلة في التكاليف المالية وعدم القدرة على استرجاع التكاليف، والتكاليف الاقتصادية المتمثلة في الاستهلاك الكثيف للطاقة، والتكاليف البيئية المتمثلة في مياه الرجيع والانبعاثات الغازية؛ وعدم الاستخدام الكامل لمياه الصرف الصحي المعالجة مما يمثل فرصة اقتصادية عالية ضائعة تحت ظروف الندرة المائية في دو المجلس، إلى جانب قابلية التأثر العالية لمحطات التحلية المطلة على الخليج العربي وتعرضها لتهديدات عالية من التلوث.
وأوضح تأثيرات تغير المناخ التي من المتوقع أن تزيد الضغوطات على نظام إدارة المياه ومساهمته في زيادة الطلب في القطاع البلدي والزراعي بسبب الارتفاع المتوقع لدرجات الحرارة، وزيادة تدهور نوعية المياه الجوفية بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر المتوقع. واستعرض د. زباري المبادرات والخطوات التي تقوم بها دول المجلس لمواجهة هذه التحديات والتصدي لها، ومن أهمها الاستراتيجية الخليجية الموحدة التي أعدتها الأمانة العامة كاستراتيجية استرشاديه، والاستراتيجيات الوطنية الشاملة والمتكاملة للمياه مثل الاستراتيجية الوطنية للمياه في البحرين والإمارات والسعودية، كما استعرض المبادرات التي تقوم بها الدول لتحقيق الأمن المائي مثل المبادرات الرائدة لتوطين التحلية في السعودية، والخزن الاستراتيجي للمياه في الإمارات.
وفي المحاضرة الثانية التي كانت بعنوان "استدامة المياه الجوفية في الوطن العربي، التحديات والفرص"، استعرض الدكتور زباري اهم المعوقات التي تواجه إدارة المياه الجوفية بشكل عام، وفي الوطن العربي بشكل خاص، ومن أهمها وجودها تحت الأرض وعدم فهم العديد من المستخدمين لديناميكيتها وحركتها، واتساعها المكاني مما يصعب من مراقبتها وإدارتها، والتكاليف العالية لذلك،
كما استعرض استخدامات المياه الجوفة في الوطن العربي ونسب الاعتماد عليها مقارنة بالمياه السطحية والمحلاة، وأشار إلى أهميتها للدول التي لا تمتلك أنهار وكذلك إلى زيادة أهميتها للدول التي تعتمد على المياه السطحية نظراً لتذبذب مستويات التدفق إليها من دول المنبع غير العربية وانخفاضها مع الوقت.
وتطرق على اهم المشاكل التي تواجه إدارة المياه الجوفية في الوطن العربي من الناحية التشريعية والمؤسسية والمالية والتقنية، واهم الحلوب المطروحة للتصدي لها. ومن أهم الاستنتاجات التي طرحتها المحاضرة هو أن التحدي الرئيسي للإدارة المستدامة للمياه الجوفية هو تحدي في الحوكمة أولاً وتقنياً ثانياً، ولذا يجب التركيز على هذا الجانب، ويشمل تنظيم حقوق السحب من المياه الجوفية، ومشاركة مستخدمي المياه الجوفية ورفع وعيهم، وتطبيق الأدوات الاقتصادية، والمراقبة المستمرة لمعدلات السحب.