شارك حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، هذا اليوم وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ، "قمة الرياض الخليجية الصينية للتعاون والتنمية"، بحضور أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجمهورية الصين الشعبية، وذلك في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض. والتي ترأسها نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية الشقيقة.
وألقى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه كلمة في "قمة الرياض الخليجية الصينية للتعاون والتنمية" هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ،
فخامة الرئيس شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية الصديقة،
الأخوة أصحاب الجلالة والسمو،
الحضور الكريم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إنه لمن دواعي السرور والامتنان، بأن نتوجه بخالص الشكر والامتنان لأخينا خادم الحرمين الشريفين، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، على الدعوة الكريمة للمشاركة في أعمال هذه القمة بتطلعاتها الواعدة لدولنا الخليجية وجمهورية الصين الصديقة.
كما نتقدم بالشكر والتقدير إلى فخامة الرئيس شي جين بينغ على اهتمامه بتعزيز علاقات بلاده التاريخية مع دول المنطقة، وتنميتها على أُسس الود والثقة والاحترام المتبادل وحماية المصالح المشتركة. وإنها لمناسبة طيبة، نعرب فيها عن اعتزازنا بالعلاقات البحرينية - الصينية العريقة والوطيدة، التي تعود لنحو أربعة وثلاثين عاماً، والمتميزة بآفاقها الواسعة على صعيد الشراكة الاقتصادية والتقارب الثقافي والإنساني.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، إن استمرار التحديات والمخاطر الأمنية والسياسية والاقتصادية بانعكاساتها الصعبة على مسيرتنا المشتركة نحو الرخاء والاستقرار الذي نتمناه جميعاً لدولنا وشعوبها، يحتم علينا تعاوناً، مرناً ومتجدداً، كالإسراع في مفاوضات التجارة الحرة، والمحافظة على سلاسة الحركة التجارية وعدالة تنافسيتها بما يضمن وصول السلع الأساسية للأسواق بشكل منتظم ومستدام، والعمل على تنفيذ توصيات منتدى التعاون العربي الصيني، وتشجيع الاستثمارات المشتركة في قطاعات البنية التحتية.
ونؤكد هنا، على أهمية تعزيز عملنا الجماعي في إطار نظام عالمي أكثر عدالة وتضامن والتزام بحماية واحترام سيادة الدول وخصوصيتها الثقافية والحضارية، ونشدد على موقفنا الثابت والداعم لمبدأ الصين الواحدة، وتقديرنا لمواقف بكين المساندة لما يحفظ أمننا ومصالحنا. داعين، على هذا الصعيد، إلى تغليب الحكمة واعتماد الحلول الدبلوماسية في إنهاء الخلافات وإحياء فرص السلام العادلة في العالم بأسره.
وختاماً، كل الشكر والتقدير إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة، على إتاحة هذه الفرصة الهامة لفتح آفاق أكبر للتعاون والشراكة الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجمهورية الصين الشعبية، ويحدونا الأمل، بأن مساعينا المشتركة ستعود، بإذن الله، بالخير والرخاء على الإنسانية جمعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
هذا وألقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية الشقيقة في افتتاح القمة كلمة أكد فيها أن دول مجلس التعاون وجمهورية الصين الشعبية تعتبر شريكاً أساسياً مهماً لها، وقد انعكست ثمار إيجابية لهذه الشراكة على مصالحنا المشتركة وعلى أمن منطقتنا واستقرارها، وقال سموه إن النمو الاقتصادي المتسارع والتطور التقني الكبير الذي وصلت إليه جمهورية الصين الشعبية تحت قيادة فخامة الرئيس شي جين بينغ، قصة نجاح تتجلى في مكانة الصين الرائدة الاقتصادية العالمية.
ونوه سمو ولي العهد السعودي بالتطور المتسارع في العلاقة الخليجية الصينية وبالتنوع الواضح في مجالات التعاون الاستراتيجي بين الجانبين كالتجارة والاستثمار والطاقة والتعليم والبحث العلمي والبيئة والصحة. وتتطلع دول المجلس إلى رفع مستوى هذا التعاون إلى آفاق أرحب.
وأكد سموه أن دول المجلس تثمن سعي الصين لطرح مبادرات تعنى بتنشيط مسار التعاون وتعزيز العمل الدولي متعدد الأطراف، وعلى رأسها مبادرة أصدقاء التنمية العالمية. ونشارك التفكير مع أصدقائنا في الصين حول أهمية إعادة توجيه تركيز المجتمع الدولي نحو التعاون والتنمية ومجابهة التحديات المشتركة التي تواجه الإنسانية.
ومن جهته أعرب فخامة الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية، في كلمة له عن خالص الشكر للمملكة العربية السعودية على ما بذلته من جهود لاستضافة القمة الأولى بين جمهورية الصين الشعبية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، مبدياً سعادته بالاجتماع والتباحث حول سبل تطوير العلاقات الصينية الخليجية.
ودعا الرئيس الصيني إلى ترسيخ الثقة المتبادلة والدعم الثابت للمصالح الحيوية بين بلاده ودول مجلس التعاون الخليجي، والعمل سويا على صيانة مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية، وبذل جهود مشتركة لتطبيق تعددية الأطراف الحقيقية بما يحافظ على المصالح المشتركة للدول النامية.
معرباً فخامته عن التطلع إلى تضافر الجهود مع كافة الأطراف في تنفيذ مبادرة التنمية العالمية وتنفيذ أجندة الأمم المتحدة عشرين وثلاثين للتنمية المستدامة بما يسهم في التنمية والازدهار للمنطقة.