وليد صبري- العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تمتد لنحو 51 عاماً- تجربة فريدة للبحرين في التعايش السلمي منذ آلاف السنين- روابط وثيقة بين جيشي البلدين على المستوى التنسيقي والتعاوني- تعزيز الاتصالات والتبادلات بين الشركات لتحقيق المنفعة للبلدين- ندعو رواد الأعمال في البحرين للاستفادة من إمكانيات باكستان- "ملتقى الحوار بين الشرق والغرب" في البحرين يعزز مناخ السلام والاستقرار- تسهيل التبادل التجاري بين رواد الأعمال والمستثمرين- 100 ألف باكستاني في البحرين يعتبرون المملكة وطنهم الثاني- 2500 طالب يتلقون تعليمهم في المدرسة الباكستانيةأكد سفير جمهورية باكستان الإسلامية لدى مملكة البحرين، محمد أيوب، التعاون الوثيق بين بلاده ومملكة البحرين في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة، لاسيما في المحافل الدولية وما يتعلق بالقضايا ذات الاهتمام المشترك، مشيراً إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يصل إلى 160 مليون دولار.وأضاف سفير باكستان في حوار لـ"الوطن" أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تمتد لنحو 51 عاماً، لافتاً إلى العلاقات القوية بين البلدين في مجال التعاون الدفاعي والأمني وما يحظى به جيشا البلدين من روابط وثيقة على مستوى التنسيق والتعاون.ودعا السفير أيوب مجتمع رواد الأعمال في البحرين إلى الاستفادة من الإمكانيات التي تحظى بها باكستان من أجل الاستثمار وتبادل الخبرات المختلفة، منوهاً إلى العمل على تسهيل التبادل التجاري بين رواد الأعمال والمستثمرين، موضحاً أنه يتم العمل على تعزيز الاتصالات والتبادلات بين الشركات لتحقيق المنفعة للبلدين.وشدد سفير باكستان على ما تنعم به البحرين من تعايش سلمي يمثل تجربة فريدة للمملكة منذ آلاف السنين، مؤكداً أن ملتقى البحرين للحوار، والذي أقيم برعاية سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم، تحت شعار "الشرق والغرب من أجل التعايش السلمي"، يعزز مناخ السلام والاستقرار.وقال إن هناك أكثر من مائة ألف باكستاني يعيشون في البحرين يعتبرون المملكة وطناً ثانياً لهم، مبيناً أن المدرسة الباكستانية في البحرين والتي تأسست قبل 54 عاماً، يدرس بها الآن نحو 2500 طالب. وإلى نص الحوار:كيف تقيّمون العلاقات بين البحرين وباكستان في ظل التطورات الإقليمية والدولية؟- تتمتع باكستان والبحرين بعلاقات وثيقة ممتدة منذ زمن بعيد، رسخت على مر التاريخ ويجمعهما إيمان وقيم ثقافية مشتركان. يُعزز وجود جالية باكستانية كبيرة في المملكة هذه الروابط الأخوية، حيث احتفلنا العام الماضي بالذكرى الخمسين على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين باكستان والبحرين ونتمتع بآلية تعاون مشترك متينة والعلاقات بيننا تنمو بشكل قوي ومتزايد. كما ويعمل البلدان بشكل وثيق ويتعاونان سوياً في المحافل الدولية فيما يتعلق بالقضايا ذات الاهتمام المشترك.كيف تنظرون إلى ما تتمتع به البحرين من حرية المعتقد والتعايش السلمي والتسامح الديني؟- لطالما حظيت مبادئ التعايش السلمي والحريات الدينية والتسامح المتبادل والكرامة الإنسانية على دعم حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، وتحت رعاية حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم تمكنت البحرين من أن تخطو خطوات كبيرة مُستندةً على هذه المبادئ. لا عجب من أن البحرين لديها تجربة فريدة من نوعها فيما يختص بالتعايش السلمي منذ آلاف السنين، حيث احتضنت كل الأديان والجنسيات والثقافات. ونود حقاً أن نشيد برؤية حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم والمبادرات بشأن الحريات والحوار المشترك بين الأديان.إن التعصب الديني ورهاب الإسلام ونبذ الأجانب والعنصرية والخطاب الذي يحض على الكراهية من القضايا المتصاعدة التي لا يمكن عرقلتها والتغلب عليها إلا من خلال مبادئ التعايش السلمي والكرامة الإنسانية.سيعمل ملتقى حوار الأديان الدولي الذي عُقد مؤخراً في البحرين على تعزيز مناخ يعمهُ السلام والاستقرار وتوحيد العقائديين من مختلف الأديان لمجابهة المشاكل العالمية سوياً، كما وشاركت باكستان بشكل فعال في الحوار على مستوى وزاري رفيع.كيف تنظرون إلى تعامل البحرين مع جائحة كورونا؟- تمكنت البحرين أن تتعامل مع جائحة كورونا (كوفيد 19)، بشكلٍ يحتذى به. توفرت كافة اللقاحات الخمس المعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية وتم منحها للمقيمين والمواطنين دون تمييز ودون كلفة، والجهود المبذولة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في التصدي للجائحة. وقد أشادت منظمة الصحة العالمية والمنظمات الدولية الأخرى التي تُعنى بالصحة على قدرة البحرين في التصدي للجائحة بشكل ناجح.كم يبلغ حجم التبادل التجاري بين البحرين وباكستان؟ وماذا عن قيمة الصادرات والواردات؟- يبلغ حجم التبادل التجاري المشترك بين باكستان والبحرين من البضائع حوالي 150 مليون دولار، بالإضافة للخدمات أي ما يعادل 160 مليون دولار. لا يعد حجم التبادل التجاري مقياساً مقارنةً مع الإمكانيات الاقتصادية الهائلة بين البلدين. ومن أولوياتي تعزيز الاتصالات والتبادلات بين الشركات من أجل تحقيق المنفعة المتبادلة لكلا البلدين.ما أبرز الصادرات والواردات بين البحرين وباكستان؟- أبرز الصادرات من باكستان إلى البحرين تشمل الأرز والمنسوجات والقطن الخام وصفائح البروبان والجمبري واللحوم الحلال والفواكه الطازجة والخضروات. ومن جهة أخرى فإن باكستان تستورد منتجات الألمنيوم والحديد والأقمشة الصناعية.ما هي خطة باكستان لجذب المستثمرين البحرينيين؟- موقع باكستان الجغرافي والاستراتيجي يجعل منها مركزاً اقتصادياً إقليمياً طبيعياً وممراً للطاقة. وفيما يتعلق بقطاع الاستثمار، يعمل الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان على توفير فرص هائلة للمستثمرين البحرينيين لاسيما في قطاع الطاقة، ويمكن أن تكون السياحة الغذائية والأمن الغذائي أكثر القطاعات جذباً وربحاً للمستثمرين البحرينيين. إن الأمن الغذائي يعد قضية عالمية، أرض باكستان الخصبة وفصولها الأربعة تُسهم في أن تجعل منها تقريباً مُثلى لزراعة كل أنواع الفاكهة والخضروات والحبوب الغذائية. تعد باكستان رابع أكبر مُنتج للحليب في العالم وأحد رواد إنتاج اللحوم ومنتجات الألبان عالية الجودة، ويمكن للمستثمرين البحرينيين الانضمام والمشاركة في بناء مرافق لتخزين المواد الغذائية ومعالجتها وتعبئتها ونقلها لضمان سلسلة إمدادات غذائية مستدامة للبحرين. باكستان هي أرض الحضارات القديمة ذات العراقة والمزارات الدينية المقدسة وسفوح الجبال وأعالي القمم والصحاري البرية والشواطئ. نود دعوة أصدقائنا البحرينيين لزيارة باكستان والاستمتاع بالجمال الخلاب والثقافة الغنية وكرم الضيافة، وكما ندعو مجتمع رواد الأعمال للاستفادة واستغلال الإمكانيات الهائلة للاستثمار في مشاريع قطاع السياحة في باكستان، وخاصةً مشاريع البنية التحتية مثل الفنادق والمنتجعات والمتنزهات. بما أن الحياة قد عادت لسابق عهدها بعد جائحة كورونا (كوفيد 19)، أخطط لتسهيل عمليات التبادلات التجارية بين رواد الأعمال والمستثمرين.ماذا عن التعاون الدفاعي والعسكري بين البحرين وباكستان؟- تتمتع باكستان والبحرين بعلاقات تاريخية قوية في مجال التعاون الدفاعي والأمني، يَحظى جيشا البلدين بروابط وثيقة على المستوى التنسيقي والتعاوني في مجال التدريب والزيارات المتبادلة رفيعة المستوى والتدريبات العسكرية المشتركة، كما ولعبت باكستان دوراً مهماً في تطوير القدرات الدفاعية والأمنية للبحرين.ماذا عن المجالات المختلفة في التعاون بين البحرين وباكستان؟- قيادتا البحرين وباكستان ملتزمتان بمواصلة تعزيز العلاقات الثنائية من أجل المنفعة المتبادلة في مختلف المجالات مثل التجارة والاستثمار والتعليم العالي والتدريب والتطوير وتنمية وتعزيز السياحة بين البلدين.كم عدد العمال الباكستانيين الذين صححوا أوضاعهم خلال عام 2021 وخلال عام 2022؟ وكم عدد العمال الذين لم يستطيعوا تصحيح أوضاعهم حتى الآن؟- يوجد عدد كبير من أفراد الجالية الباكستانية في البحرين من ضمنهم المهنيون المتعلمون والحرفيون المهرة، وقد لعبوا دوراً مهماً في التنمية الاقتصادية للبحرين.الباكستانيون في البحرين يبذلون قصارى جهدهم ويكنون الولاء للمملكة، وكان للجائحة وقع تأثير على كافة الجاليات والأفراد وكذلك تأثرت اقتصادات البلدان حول العالم. تم الاعتناء بالباكستانيين العاملين في المملكة والعمالة بشكل جيد، حيث تلقوا لقاحات فيروس كورونا (كوفيد 19)، بشكل فوري دون كلفة أو تمييز. نحن ممتنون للسلطات البحرينية لقاء العناية التي منحوها للأفراد الباكستانيين خلال تفشي الوباء. عادت الحياة لنهجها الطبيعي، وأولئك الذين خسروا وظائفهم خلال تفشي الجائحة يتم إعادة توظيفهم الآن.كم عدد الطلاب البحرينيين الذين يدرسون في باكستان؟ وما هي أبرز مجالات الدراسة والتخصص؟- لا نعرف عدد الطلبة البحرينيين الذين يدرسون في باكستان بشكل دقيق، ومعظم الطلبة البحرينيين يلتحقون ويدرسون في مجالات العلوم الطبية والهندسة ونظم المعلومات والإدارة.هل تخططون لافتتاح مدارس جديدة في البحرين على غرار المدرسة الباكستانية؟- تأسست المدرسة الباكستانية في عام 1968 تحت رعاية السفارة الباكستانية، وتعمل المدرسة على توفير التعليم اللازم لأكثر من 2500 طالب. ندرك أن المدرسة بحاجة لبعض الإصلاحات والتجديد للارتقاء بمعاييرها، وهذا ما سنعمل عليه ويعد من أولوياتنا. نحن بصدد النظر في دعوة سلاسل المدارس الخاصة المرموقة ومعاهد التعليم العالي للتعاون مع المؤسسات التعليمية البحرينية وافتتاح فروع تابعة لهم في البحرين لتوفير تعليم ذي جودة عالية.كم عدد أبناء الجالية الباكستانية في مملكة البحرين؟- هنالك أكثر من مائة ألف باكستاني يعيشون في البحرين وهم مصدر فخر كبير لنا، حيث إنهم يقدمون مساهمات قيمة على نطاق التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمملكة ويعتبرون البحرين وطناً ثانياً لهم، وهم ذوو صيتٍ مشرّف في نواحي العمل الدؤوب والتفاني والولاء.ما أبرز المجالات التي يعمل فيها أبناء الجالية الباكستانية في البحرين؟- ينخرط الباكستانيون الذين يعيشون في المملكة في العمل بمجالات وظيفية متعددة، فهم أطباء ماهرون ومهندسون ومعماريون ورجال أعمال وخبراء ماليون وحاسوبيون. يعمل الباكستانيون أيضاً في مختلف المؤسسات الحكومية في البحرين، إضافة للعمالة الباكستانية ذوي المهارات العالية في المملكة.كيف تنظر باكستان إلى منظومة مجلس التعاون الخليجي؟- تتمتع باكستان بعلاقات أخوية مع دول مجلس التعاون، ورسخت هذه العلاقات منذ أمد التاريخ وتتمتع بالقرب الجغرافي وتعتز بأوجه التشابه الثقافي والعقيدة والدين والقيم المشتركة. تمتد علاقتنا مع دول مجلس التعاون الخليجي لتشمل جميع الأبعاد المتعلقة بالسياسات والأمن والاقتصاد والثقافة. تجمعنا صلات وثيقة بدول مجلس التعاون الخليجي على صعيدي القضايا الإقليمية والعالمية ونعمل على زيادة وتنويع وتقوية الركائز الاقتصادية لهذه الروابط. هناك بعض العوامل مثل السياسات الاقتصادية الليبرالية وسهولة الوصول والاتصال والبيئة الملائمة تجعل من البحرين بوابة فعلية لمنطقة دول مجلس التعاون الخليجي، والتي تقدم فوائد سوقية تبلغ حوالي 1.7 تريليون دولار. تشجع باكستان جميع أعمالها القائمة على أراضيها على تطوير وتوسيع علاقاتها الاقتصادية مع شركائها في دول مجلس التعاون بشكل عام ورواد الأعمال البحرينيين على وجه الخصوص.كيف استطاعت باكستان تحقيق التعايش السلمي بين مختلف الطوائف والأديان؟- باكستان دولة يبلغ عدد سكانها ما يزيد عن حوالي 220 مليون نسمة. يتنوع سكانها من حيث المجموعات العرقية والقيم الدينية والأعراف الثقافية. تعيش جميع الطوائف الدينية والعرقية والمجموعات الطائفية في وئام وسلام، فهم متساوون في الحقوق والحريات بموجب دستور باكستان، ونعتبر هذا التنوع مصدر قوة. هذا المجتمع متعدد الأعراق والأديان يتطلب قوة متماسكة لتحقيق التكامل الوطني. أن تكون باكستاني الهوية بحد ذاته، فهذا يمثل ويعمل كقوة جذب مركزية اجتماعية والتي تعمل على تنمية حِس القاسم المشترك وتربط المواطنين بعضهم ببعض وتعمل كحاجز ضد الطائفية والتقسيم الريفي والعرقي.هل من كلمة أخيرة؟- بمناسبة العيد الوطني المجيد لمملكة البحرين، أود أن أُعرب وأتوجه بأصدق التهاني والتبريكات لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المعظم، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وشعب البحرين الشقيق، نظراً لما يتمتع به البلدان من علاقات أخوية طويلة الأمد وروابط متجذرة في الدين والقيم الاجتماعية المشتركة والتعاون المتبادل، وفي العام الماضي احتفل البلدان بمرور 50 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية، كما تعد الجالية الباكستانية في البحرين بمثابة جسر يصل بين البلدين. وفي هذا اليوم التاريخي نتمنى لحضرة صاحب الجلالة الملك المعظم موفور الصحة والعافية والسعادة والتقدم، والازدهار والسلام لشعب البحرين الشقيق.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90