تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، فشمل برعايته الكريمة هذا اليوم، الاثنين، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، افتتاح دور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي السادس لمجلسي الشورى والنواب.
ولدى وصول موكب جلالة الملك المعظم إلى موقع الاحتفال بمركز عيسى الثقافي، ترافقه كوكبة من خيالة الشرطة، وكان في الاستقبال معالي السيد علي بن صالح الصالح رئيس مجلس الشورى وسعادة النائبة لولوه الرميحي.
وعزفت الفرقة الموسيقية السلام الملكي، ثم توجه جلالة الملك المعظم إلى قاعة المؤتمرات الكبرى بمركز عيسى الثقافي، وبدأ الحفل بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم.
بعد ذلك تفضل حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، بإلقاء الخطاب السامي هذا نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
الإخوة والأخوات أعضاء المجلس الوطني الموقرين،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
فعلى بركة الله، نفتتح دور الانعقاد الأول للمجلس الوطني في فصله التشريعي السادس، لنمضي قدماً، بعزيمة وطنية صادقة للمزيد من الإنجاز والعطاء، ليتسلّم مجلسكم الموقر، في استمرارية دستورية منتظمة، أمانة العمل ومسؤولية المشاركة في صنع القرار الوطني لخدمة البحرين العزيزة. ونحمد الله، على تمام فضله بعودة الحياة لطبيعتها، ولنلتقي بكم جميعاً على الخير والمحبة.
وإنه لمن دواعي السرور، أن نهنئ الإخوة والأخوات الذين حالفهم الفوز في الانتخابات التشريعية والبلدية الأخيرة، وأن نشيد بالمستوى الحضاري والأداء المهني الرفيع الذي رافق كافة عمليات التصويت، ونخص بالشكر جميع من لبى نداء الواجب ومارس حقه في التصويت على أفضل وجه.
ولقد أثبتت انتخابات البحرين الحرة، بأن مشاركة المواطنين والمواطنات في صنع القرار لهي تجربة تمتاز باستقرارها وعراقتها، منذ أن شهدت بلادنا أول صيغة للانتخابات البلدية ناهزت المئة عام، وعملت منذ ذلك الحين، على إثراء مسيرتها، وتعزيز مؤسساتها الدستورية، نهوضاً بتجربتها الديمقراطية العامرة بالخير والنماء.
الحضور الكريم، إن المسيرة الثرية لمجلسكم الوطني، لهي مقبلة على مرحلة جديدة بأولويات فائقة الأهمية، نوجه فيها بمواصلة تطوير آليات الحوار وعلاقات التعاون البنّاء مع السلطة التنفيذية لتنسيق الجهود والمواقف، تلبيةً لتطلعات المواطنين الكرام، وبما يرفع من سقف العطاء الوطني من أجل الصالح العام.
وسيبقى هدف حماية الصالح العام وتعميق وحدتنا الوطنية، هو شغلنا الشاغل، ونؤكد للجميع بأننا لن نسمح بأي شكل من الأشكال، بالمساس بمنظومة قيمنا وتقاليدنا، ولن نعتمد من جانبنا، إلا ما سينال توافق الجميع، لتقف بلادنا، بعون المولى وبعزم أبنائها وبناتها، كالبنيان المرصوص في وجه أي غزو فكري يتعارض مع قيم شريعتنا الإسلامية السمحاء والفطرة الإنسانية السليمة.
وعلى هذه القاعدة الصلبة التي نستمد منها حصانة هويتنا الوطنية، ننطلق معاً لتحديث وتطوير الأداء الوطني بأجهزته وأنظمته وخدماته، وهو ما تتولاه الحكومة الموقرة بكل كفاءة واقتدار، تحت إشراف، ولي عهدنا الأمين ورئيس مجلس الوزراء، الأبن العزيز، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، الذي يطيب لنا أن نبارك له جهوده، وأن نشد على يده، وهو يتولى مسئولية إدارة العمل الحكومي في توقيت يمتاز بتحدياته العالمية، والتي تتطلب عملاً مكثفاً يزيد من مرونة وسرعة الاستجابة لكل متطلب وطني.
ونوجه في هذا الخصوص بمواصلة الجهود الحكومية في تنفيذ خطط التعافي الاقتصادي وبرامج التوازن المالي، وبتوضيح نتائج الشراكة مع القطاع الخاص على تنويع الاقتصاد الوطني، والعائد من الاستثمارات على النمو الاقتصادي، وبرامج التدريب والتعليم التي تتبناها الحكومة لزيادة الانتاجية وتوجيه كل تلك النتائج ومردودها الايجابي على المستويات المعيشية للأسرة البحرينية.
ونود بهذه المناسبة أن نشير إلى النجاحات الأخيرة لقطاع النفط والغاز، والمتمثلة في الاكتشافات الجديدة للغاز الطبيعي، وإنه لإنجاز يبشر بالخير، ويتسق مع دور القطاع في إدارة واستثمار الموارد الطبيعية، ورفع مستويات الرخاء الوطني العام.
ولقد سبق وأن نوهّنا أمام مجلسكم الموقر، لأهمية برامج الدعم المالي والاقتصادي للمواطنين، لما لها من دور كبير في الحد من الأعباء الاقتصادية على اختلاف أسبابها. ونشدد في هذا الشأن، على ضرورة أن تخضع تلك البرامج للمزيد من التطوير لرفع كفاءة توجيه الدعم لمستحقيه، بما يلبي احتياجات المواطنين الأساسية ويوفر لهم حقهم الكامل من الحياة الكريمة.
ولا نغفل في هذا السياق أن نبدي ارتياحنا لما يُبذل لتطوير الخدمات المقدمة للمواطنين، وزيادة كفاءة العمليات الإدارية، وتنمية الخبرات الوطنية وتنويع فرص العمل.
وإننا لنفخر بأداء المرأة البحرينية وإسهاماتها المؤثرة والجليّة في النهضة الوطنية، وبالإنجازات المشرّفة للقطاع الشبابي ومستويات تقدمهم في الحياة العامة. ومن أبرز تلك الشواهد، التعيينات الحكومية الأخيرة، إلى جانب تفوقهم في العديد من المجالات التي نباركها لهم، ونوجه بالمزيد من المبادرات النوعية التي ترفع من درجة العطاء الوطني.
الحضور الكريم، تواصل بلادنا في تفعيل دورها المساند لمحيطها الإقليمي من خلال مبادراتها ومساعيها الدبلوماسية والودية، وصولاً لما نتطلع له من استقرار مستحق للمنطقة، تحقيقاً لآمال وتطلعات شعوبها، وبمشاركة كافة الأطراف المعنية.
وتستمر مساعينا من أجل التوصل إلى سلام شامل وعادل في الشرق الأوسط يقوم على حل الدولتين لتثبيت الحقوق المشروعة للأشقاء الفلسطينيين، لإقامة دولتهم المستقلة على أراضيهم وعاصمتها القدس الشرقية.
ونجدد هنا دعوتنا الصادقة لوقف الحرب الروسية - الأوكرانية، وبدء المفاوضات الجادة لعودة التوافق بين الطرفين، وبما يحفظ مصالحهما المشتركة والأمن والسلم الدوليين.
كما تحرص مملكة البحرين على دعم الجهود الدولية في مواجهة التغيرات المناخية، ونتابع، بكل اهتمام، ما يصدر من قرارات وتوصيات أممية لمؤتمرات المناخ، نعمل على مساندتها والإسهام في تحقيق أهدافها لعودة التوازن البيئي واستدامة الموارد الطبيعية وعدالة الحصول عليها.
الأخوة والأخوات، لا يسعنا قبل الختام، إلا أن نبارك كل إسهام وطني تستمد منه بلادنا رفعتها وريادتها، ونتوجه بامتناننا العميق، لكل العاملين في ميادين الإنتاج والبناء، وعلى رأسهم حماة الوطن المخلصين في قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، الذين نحييهم على تفانيهم ووقوفهم سداً منيعاً لحماية نسيجنا الوطني وتلاحم أسرتنا البحرينية الواحدة.
وفي الختام، نكرر تمنياتنا لمجلسكم الموقر بمرحلة ناجحة ومتجددة من العطاء، تستند إلى المستخلص من التجربة وحصيلة الخبرة، تحقيقاً لتطلعاتنا معاً، نحو المستقبل الواعد ومجتمعنا الآمن، بما يتميز به من توافق وتآلف وتسامح وخلق رفيع، والنابع من روح البحرين وجوهر ثرائها الحضاري. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
ثم ألقى معالي رئيس مجلس الشورى كلمة قال فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة صاحب الجلالة، الملك حمد بن عيسـى آل خليفة عاهل البلاد المعظّم، حفظكم الله ورعاكم.
صاحب السمو الملكي، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظكم الله..
أصحاب السمو والمعالي والسعادة..
الأخوات والأخوة.. الحضور الكرام..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
صاحب الجلالة،،
إنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز، أن أرفع إلى مقام جلالتكم السامي، باسمي ونيابة عن إخواني وأخواتي، أعضاء المجلس الوطني، أزكى آيات الشكر والعرفان، وأسمى مشاعر التقدير والامتنان، على تفضل جلالتكم، حفظكم الله ورعاكم، بافتتاح دور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي السادس، والإيذان ببدء فصلٍ جديدٍ من فصول المسيرة الديمقراطية الناهضة، والعمل الوطني المثمر، مستنيرين بتوجيهات جلالتكم الحكيمة، وماضين على نهجكم السامي، وعلى الركائز المتينة، والثوابت الوطنية، التي ترسّخت مع انطلاق المشروع الإصلاحي لجلالتكم ، وأسهمت في تنامي المنجزات، واستدامة عمليات التنمية والبناء، في ظل قيادة جلالتكم حفظكم الله.
ويطيب لنا يا صاحب الجلالة، أن نتقدم إلى مقامكم السامي بأخلص التهاني والتبريكات، بمناسبة النجاح والتميّز الذي سجلته مملكة البحرين في الانتخابات النيابية والبلدية للعام 2022م، وما أكده شعب البحرين من مشاركة شعبية واسعة، وروحٍ وطنيةٍ عالية، وممارسةٍ ديمقراطية مسؤولة.
فهنيئًا لشعبكم بكم يا صاحب الجلالة، وهنيئًا لكم بشعبكم، كما نبارك لجلالتكم قرب حلول العيد الوطني المجيد وعيد جلوس جلالتكم الميمون الثالث والعشرين، داعين المولى عزّ وجل أن يعيد هذه المناسبات الوطنية، على جلالتكم بوافر الخير واليُمن والبركات، ويمدكم بطول العمر، ويجعلكم ذخرًا وسندًا للوطن، وقائدًا حكيمًا لنهضته وازدهاره.
صاحب الجلالة،،
خلال العقدين الماضيين، شهدت مملكة البحرين تحوّلات نوعية، وإنجازات مرموقة، ونجاحات وطنية مشهودة، ونموًّا اقتصاديًا وعمرانيًا ملموسًا، وتعاظمت مكانة مملكة البحرين على جميع المستويات، وذلك بفضل الرؤى الملكية السامية، والطموحات الرفيعة التي تحملونها جلالتكم رعاكم الله، والتي جعلت المملكة نموذجًا حضاريًا ورائدًا في شتى المجالات.
وإننا في السلطة التشريعية نعبّر بإجلال كبيرٍ، واعتزاز وفخرٍ ممتدين، بما نحظى به من دعم ومساندة من لدن المقام السامي لجلالتكم حفظكم الله، وبتوجيهاتكم السديدة التي تعضّد مسؤولياتنا، وتفتح لنا مسارات واسعة لأداء الدور التشريعي والرقابي، والعمل بعزيمة وطنية، وإرادة حرّة، وتفعيل مُحكَم للأسس والصلاحيات الدستورية، وننطلق من ميثاق العمل الوطني ودستور مملكة البحرين، في البناء على ما تحقق من رقي وازدهار على مدى تاريخ وطننا المشرق، ونعمّق مساقات التعاون البنّاء، والتنسيق المثمر مع الحكومة الموقرة، برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، إذ إنّ سموّه الكريم حرص على صوغ أطرٍ حديثة، وترسيخ مسارات جديدة في العمل الوطني المشترك بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، والتي تتجلى في أسمى معاني الإخلاص والتفاني والبذل والعطاء من أجل خدمة مملكة البحرين، وتحقيق الغايات والطموحات الوطنية.
صاحب الجلالة،،
إنَّ الخطاب السامي لجلالتكم أيدكم الله، يشكّل خارطة طريق نحو غدٍ مشرقٍ واعدٍ بإذن الله.
وإنَّ السلطة التشريعية، انطلاقًا من رؤى جلالتكم الحكيمة، وتوجيهاتكم السامية، تؤكد المضـي في ترسيخ القيم والمبادئ والثوابت الوطنية، وصون النسيج الاجتماعي، والإرث الحضاري والقيم النبيلة، والهوية الوطنية الجامعة، وذلك باعتبارها منطلقات راسخة للعمل والعطاء من أجل تعظيم مصالح ومكتسبات الوطن والمواطنين.
وإننا في هذا المحفل الوطني، نؤكد الدعم والمساندة التشريعية لخطط التعافي الاقتصادي، وبرامج التوازن المالي، والمبادرات الحكومية الفاعلة بقيادة سمو ولي العهد الأمين رئيس مجلس الوزراء، والتي تُسهم في رفد مساعي تنويع مصادر الدخل، ودعم الاقتصاد الوطني، وتعود بشكل إيجابي على المستويات المعيشية للأسر البحرينية، وتوفر الحياة الكريمة لها، وتلبي الاحتياجات الأساسية للمواطنين، وذلك وفق برامج الدعم المالي المتطورة، والتي تحقق الأهداف والغايات المرجوة منها.
ونعرب لجلالتكم - رعاكم الله - عن الفخر والاعتزاز باستدامة عمليات النهضة في مختلف قطاعات ومجالات التنمية، وخصوصًا قطاع النفط والغاز، الذي شهد اكتشاف مكمنين جديدين للغاز الطبيعي، سيكون لهما الأثر المنشود في تعزيز الاستفادة والاستثمار الأمثل في الموارد الطبيعية ومصادر الطاقة التي تزخر بها مملكة البحرين.
صاحب الجلالة،،
إننا في السلطة التشريعية، وتفعيلًا لتوجيهات جلالتكم -أيدكم الله- حرصنا على الاهتمام بتحديث القوانين الداعمة لحقوق المرأة البحرينية، والتي نرى انعكاساتها المتعددة في الإسهامات المحورية للمرأة البحرينية، ودورها الأساسي في مسارات العمل الوطني، وحصد المنجزات والنجاحات على المستويات المحلية والخارجية، حيث تحصد المرأة البحرينية مكانة رفيعة بفضل دعم ومساندة جلالتكم رعاكم الله، وبفضل المبادرات والاستراتيجية الوطنية الشاملة.
ونقدر عاليًا الجهود التي تقوم بها صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة جلالة الملك المعظم، رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، وما توليه سموّها من اهتمام مباشر ودعم متواصل لمجالات تقدم المرأة البحرينية، مؤكدين بأننا سنواصل تعزيز أطر التعاون والتنسيق المشترك وفتح آفاق أوسع نحو التقدم والنهوض بالمرأة البحرينية.
كما نشيد في هذه المناسبة، بالازدهار المشهود للقطاع الشبابي في مملكة البحرين، وتنامي المسؤولية التي يحملها الشباب، والدور الذي يقومون به في بناء الوطن، مثمنين العطاءات الخيّرة للكوادر والخبرات الشبابية في مختلف مواقع العمل وصنع القرار. معربين عن الشكر والثناء للدور المتميز والمشهود الذي يقوم به سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، ومتابعته الحثيثة لحصد المزيد من الإنجازات الشبابية في جميع المجالات.
صاحب الجلالة،،
لقد أسهم نهج جلالتكم الإنساني والشامل، ومبادرات جلالتكم الخلّاقة، في إبراز مكانة ودور مملكة البحرين في دعم وترسيخ مبادئ وقيم السلام والتعايش والتسامح، والحث على الحوار والتوافق في حل الأزمات والنزاعات، وبناء الشراكات الدولية الفاعلة، حيث إن ذلك هو السبيل الحكيم للوصول إلى استقرار الدول والشعوب، وضمان وصولها للتنمية المستدامة المنشودة.
وإننا في السلطة التشريعية، ومن خلال التفعيل المتواصل للدبلوماسية البرلمانية، نؤكد لجلالتكم الاستمرار في إبراز الدبلوماسية البحرينية المتزنة، من خلال تقديم الرؤى والأفكار المساندة للجهود التي تعزز السلام والأمن الدوليين، إلى جانب إثراء النقاشات البرلمانية حول الموضوعات والقضايا التي تحظى باهتمام وتركيز عالمي، ومنها قضية تغير المناخ، وتداعياته وانعكاساته على تحقيق التوازن البيئي.
كما نؤكد على ما ورد في خطابكم السامي في مؤتمر القمة الخليجي على وحدة الصف الخليجي الذي يعتبر صمام الأمان وركيزة الاستقرار وأهمية الالتزام بقرارات قادة مجلس التعاون وبيان العلا.
ونجدد في هذا الإطار، دعم السلطة التشريعية للمساعي الرامية لتحقيق السلام الشامل والعادل للقضية الفلسطينية، وتثبيت حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، من أجل إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
صاحب الجلالة،،
نعبّر في هذه المناسبة عن الثناء والتقدير، والاعتزاز الكبير، بالجهود المخلصة، والتضحيات التي يقدمها جنودنا البواسل، وحماة الوطن في قوة دفاع البحرين، والحرس والوطني، ووزارة الداخلية، وجميع الأجهزة الأمنية، مقدرين عاليًا تفانيهم وإخلاصهم في الذود عن حياض الوطن، وصون مكتسباته. وندعو بالرحمة والمغفرة، لشهداء الواجب الوطني، الذين قدموا أرواحهم ودماءهم رخيصة فداءً للوطن.
في الختام، نجدد العهد والولاء لجلالتكم حفظكم الله، داعين الله أن تتواصل مسيرة التنمية والنهضة لمملكة البحرين في ظل قيادتكم الحكيمة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بعدها اختتم حفل الافتتاح بعزف السلام الملكي.
بعد ذلك ودع جلالة الملك المعظم وصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بمثل ما استقبلا بعد من حفاوة وتكريم
{{ article.visit_count }}
ولدى وصول موكب جلالة الملك المعظم إلى موقع الاحتفال بمركز عيسى الثقافي، ترافقه كوكبة من خيالة الشرطة، وكان في الاستقبال معالي السيد علي بن صالح الصالح رئيس مجلس الشورى وسعادة النائبة لولوه الرميحي.
وعزفت الفرقة الموسيقية السلام الملكي، ثم توجه جلالة الملك المعظم إلى قاعة المؤتمرات الكبرى بمركز عيسى الثقافي، وبدأ الحفل بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم.
بعد ذلك تفضل حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، بإلقاء الخطاب السامي هذا نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
الإخوة والأخوات أعضاء المجلس الوطني الموقرين،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
فعلى بركة الله، نفتتح دور الانعقاد الأول للمجلس الوطني في فصله التشريعي السادس، لنمضي قدماً، بعزيمة وطنية صادقة للمزيد من الإنجاز والعطاء، ليتسلّم مجلسكم الموقر، في استمرارية دستورية منتظمة، أمانة العمل ومسؤولية المشاركة في صنع القرار الوطني لخدمة البحرين العزيزة. ونحمد الله، على تمام فضله بعودة الحياة لطبيعتها، ولنلتقي بكم جميعاً على الخير والمحبة.
وإنه لمن دواعي السرور، أن نهنئ الإخوة والأخوات الذين حالفهم الفوز في الانتخابات التشريعية والبلدية الأخيرة، وأن نشيد بالمستوى الحضاري والأداء المهني الرفيع الذي رافق كافة عمليات التصويت، ونخص بالشكر جميع من لبى نداء الواجب ومارس حقه في التصويت على أفضل وجه.
ولقد أثبتت انتخابات البحرين الحرة، بأن مشاركة المواطنين والمواطنات في صنع القرار لهي تجربة تمتاز باستقرارها وعراقتها، منذ أن شهدت بلادنا أول صيغة للانتخابات البلدية ناهزت المئة عام، وعملت منذ ذلك الحين، على إثراء مسيرتها، وتعزيز مؤسساتها الدستورية، نهوضاً بتجربتها الديمقراطية العامرة بالخير والنماء.
الحضور الكريم، إن المسيرة الثرية لمجلسكم الوطني، لهي مقبلة على مرحلة جديدة بأولويات فائقة الأهمية، نوجه فيها بمواصلة تطوير آليات الحوار وعلاقات التعاون البنّاء مع السلطة التنفيذية لتنسيق الجهود والمواقف، تلبيةً لتطلعات المواطنين الكرام، وبما يرفع من سقف العطاء الوطني من أجل الصالح العام.
وسيبقى هدف حماية الصالح العام وتعميق وحدتنا الوطنية، هو شغلنا الشاغل، ونؤكد للجميع بأننا لن نسمح بأي شكل من الأشكال، بالمساس بمنظومة قيمنا وتقاليدنا، ولن نعتمد من جانبنا، إلا ما سينال توافق الجميع، لتقف بلادنا، بعون المولى وبعزم أبنائها وبناتها، كالبنيان المرصوص في وجه أي غزو فكري يتعارض مع قيم شريعتنا الإسلامية السمحاء والفطرة الإنسانية السليمة.
وعلى هذه القاعدة الصلبة التي نستمد منها حصانة هويتنا الوطنية، ننطلق معاً لتحديث وتطوير الأداء الوطني بأجهزته وأنظمته وخدماته، وهو ما تتولاه الحكومة الموقرة بكل كفاءة واقتدار، تحت إشراف، ولي عهدنا الأمين ورئيس مجلس الوزراء، الأبن العزيز، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، الذي يطيب لنا أن نبارك له جهوده، وأن نشد على يده، وهو يتولى مسئولية إدارة العمل الحكومي في توقيت يمتاز بتحدياته العالمية، والتي تتطلب عملاً مكثفاً يزيد من مرونة وسرعة الاستجابة لكل متطلب وطني.
ونوجه في هذا الخصوص بمواصلة الجهود الحكومية في تنفيذ خطط التعافي الاقتصادي وبرامج التوازن المالي، وبتوضيح نتائج الشراكة مع القطاع الخاص على تنويع الاقتصاد الوطني، والعائد من الاستثمارات على النمو الاقتصادي، وبرامج التدريب والتعليم التي تتبناها الحكومة لزيادة الانتاجية وتوجيه كل تلك النتائج ومردودها الايجابي على المستويات المعيشية للأسرة البحرينية.
ونود بهذه المناسبة أن نشير إلى النجاحات الأخيرة لقطاع النفط والغاز، والمتمثلة في الاكتشافات الجديدة للغاز الطبيعي، وإنه لإنجاز يبشر بالخير، ويتسق مع دور القطاع في إدارة واستثمار الموارد الطبيعية، ورفع مستويات الرخاء الوطني العام.
ولقد سبق وأن نوهّنا أمام مجلسكم الموقر، لأهمية برامج الدعم المالي والاقتصادي للمواطنين، لما لها من دور كبير في الحد من الأعباء الاقتصادية على اختلاف أسبابها. ونشدد في هذا الشأن، على ضرورة أن تخضع تلك البرامج للمزيد من التطوير لرفع كفاءة توجيه الدعم لمستحقيه، بما يلبي احتياجات المواطنين الأساسية ويوفر لهم حقهم الكامل من الحياة الكريمة.
ولا نغفل في هذا السياق أن نبدي ارتياحنا لما يُبذل لتطوير الخدمات المقدمة للمواطنين، وزيادة كفاءة العمليات الإدارية، وتنمية الخبرات الوطنية وتنويع فرص العمل.
وإننا لنفخر بأداء المرأة البحرينية وإسهاماتها المؤثرة والجليّة في النهضة الوطنية، وبالإنجازات المشرّفة للقطاع الشبابي ومستويات تقدمهم في الحياة العامة. ومن أبرز تلك الشواهد، التعيينات الحكومية الأخيرة، إلى جانب تفوقهم في العديد من المجالات التي نباركها لهم، ونوجه بالمزيد من المبادرات النوعية التي ترفع من درجة العطاء الوطني.
الحضور الكريم، تواصل بلادنا في تفعيل دورها المساند لمحيطها الإقليمي من خلال مبادراتها ومساعيها الدبلوماسية والودية، وصولاً لما نتطلع له من استقرار مستحق للمنطقة، تحقيقاً لآمال وتطلعات شعوبها، وبمشاركة كافة الأطراف المعنية.
وتستمر مساعينا من أجل التوصل إلى سلام شامل وعادل في الشرق الأوسط يقوم على حل الدولتين لتثبيت الحقوق المشروعة للأشقاء الفلسطينيين، لإقامة دولتهم المستقلة على أراضيهم وعاصمتها القدس الشرقية.
ونجدد هنا دعوتنا الصادقة لوقف الحرب الروسية - الأوكرانية، وبدء المفاوضات الجادة لعودة التوافق بين الطرفين، وبما يحفظ مصالحهما المشتركة والأمن والسلم الدوليين.
كما تحرص مملكة البحرين على دعم الجهود الدولية في مواجهة التغيرات المناخية، ونتابع، بكل اهتمام، ما يصدر من قرارات وتوصيات أممية لمؤتمرات المناخ، نعمل على مساندتها والإسهام في تحقيق أهدافها لعودة التوازن البيئي واستدامة الموارد الطبيعية وعدالة الحصول عليها.
الأخوة والأخوات، لا يسعنا قبل الختام، إلا أن نبارك كل إسهام وطني تستمد منه بلادنا رفعتها وريادتها، ونتوجه بامتناننا العميق، لكل العاملين في ميادين الإنتاج والبناء، وعلى رأسهم حماة الوطن المخلصين في قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، الذين نحييهم على تفانيهم ووقوفهم سداً منيعاً لحماية نسيجنا الوطني وتلاحم أسرتنا البحرينية الواحدة.
وفي الختام، نكرر تمنياتنا لمجلسكم الموقر بمرحلة ناجحة ومتجددة من العطاء، تستند إلى المستخلص من التجربة وحصيلة الخبرة، تحقيقاً لتطلعاتنا معاً، نحو المستقبل الواعد ومجتمعنا الآمن، بما يتميز به من توافق وتآلف وتسامح وخلق رفيع، والنابع من روح البحرين وجوهر ثرائها الحضاري. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
ثم ألقى معالي رئيس مجلس الشورى كلمة قال فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة صاحب الجلالة، الملك حمد بن عيسـى آل خليفة عاهل البلاد المعظّم، حفظكم الله ورعاكم.
صاحب السمو الملكي، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظكم الله..
أصحاب السمو والمعالي والسعادة..
الأخوات والأخوة.. الحضور الكرام..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
صاحب الجلالة،،
إنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز، أن أرفع إلى مقام جلالتكم السامي، باسمي ونيابة عن إخواني وأخواتي، أعضاء المجلس الوطني، أزكى آيات الشكر والعرفان، وأسمى مشاعر التقدير والامتنان، على تفضل جلالتكم، حفظكم الله ورعاكم، بافتتاح دور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي السادس، والإيذان ببدء فصلٍ جديدٍ من فصول المسيرة الديمقراطية الناهضة، والعمل الوطني المثمر، مستنيرين بتوجيهات جلالتكم الحكيمة، وماضين على نهجكم السامي، وعلى الركائز المتينة، والثوابت الوطنية، التي ترسّخت مع انطلاق المشروع الإصلاحي لجلالتكم ، وأسهمت في تنامي المنجزات، واستدامة عمليات التنمية والبناء، في ظل قيادة جلالتكم حفظكم الله.
ويطيب لنا يا صاحب الجلالة، أن نتقدم إلى مقامكم السامي بأخلص التهاني والتبريكات، بمناسبة النجاح والتميّز الذي سجلته مملكة البحرين في الانتخابات النيابية والبلدية للعام 2022م، وما أكده شعب البحرين من مشاركة شعبية واسعة، وروحٍ وطنيةٍ عالية، وممارسةٍ ديمقراطية مسؤولة.
فهنيئًا لشعبكم بكم يا صاحب الجلالة، وهنيئًا لكم بشعبكم، كما نبارك لجلالتكم قرب حلول العيد الوطني المجيد وعيد جلوس جلالتكم الميمون الثالث والعشرين، داعين المولى عزّ وجل أن يعيد هذه المناسبات الوطنية، على جلالتكم بوافر الخير واليُمن والبركات، ويمدكم بطول العمر، ويجعلكم ذخرًا وسندًا للوطن، وقائدًا حكيمًا لنهضته وازدهاره.
صاحب الجلالة،،
خلال العقدين الماضيين، شهدت مملكة البحرين تحوّلات نوعية، وإنجازات مرموقة، ونجاحات وطنية مشهودة، ونموًّا اقتصاديًا وعمرانيًا ملموسًا، وتعاظمت مكانة مملكة البحرين على جميع المستويات، وذلك بفضل الرؤى الملكية السامية، والطموحات الرفيعة التي تحملونها جلالتكم رعاكم الله، والتي جعلت المملكة نموذجًا حضاريًا ورائدًا في شتى المجالات.
وإننا في السلطة التشريعية نعبّر بإجلال كبيرٍ، واعتزاز وفخرٍ ممتدين، بما نحظى به من دعم ومساندة من لدن المقام السامي لجلالتكم حفظكم الله، وبتوجيهاتكم السديدة التي تعضّد مسؤولياتنا، وتفتح لنا مسارات واسعة لأداء الدور التشريعي والرقابي، والعمل بعزيمة وطنية، وإرادة حرّة، وتفعيل مُحكَم للأسس والصلاحيات الدستورية، وننطلق من ميثاق العمل الوطني ودستور مملكة البحرين، في البناء على ما تحقق من رقي وازدهار على مدى تاريخ وطننا المشرق، ونعمّق مساقات التعاون البنّاء، والتنسيق المثمر مع الحكومة الموقرة، برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، إذ إنّ سموّه الكريم حرص على صوغ أطرٍ حديثة، وترسيخ مسارات جديدة في العمل الوطني المشترك بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، والتي تتجلى في أسمى معاني الإخلاص والتفاني والبذل والعطاء من أجل خدمة مملكة البحرين، وتحقيق الغايات والطموحات الوطنية.
صاحب الجلالة،،
إنَّ الخطاب السامي لجلالتكم أيدكم الله، يشكّل خارطة طريق نحو غدٍ مشرقٍ واعدٍ بإذن الله.
وإنَّ السلطة التشريعية، انطلاقًا من رؤى جلالتكم الحكيمة، وتوجيهاتكم السامية، تؤكد المضـي في ترسيخ القيم والمبادئ والثوابت الوطنية، وصون النسيج الاجتماعي، والإرث الحضاري والقيم النبيلة، والهوية الوطنية الجامعة، وذلك باعتبارها منطلقات راسخة للعمل والعطاء من أجل تعظيم مصالح ومكتسبات الوطن والمواطنين.
وإننا في هذا المحفل الوطني، نؤكد الدعم والمساندة التشريعية لخطط التعافي الاقتصادي، وبرامج التوازن المالي، والمبادرات الحكومية الفاعلة بقيادة سمو ولي العهد الأمين رئيس مجلس الوزراء، والتي تُسهم في رفد مساعي تنويع مصادر الدخل، ودعم الاقتصاد الوطني، وتعود بشكل إيجابي على المستويات المعيشية للأسر البحرينية، وتوفر الحياة الكريمة لها، وتلبي الاحتياجات الأساسية للمواطنين، وذلك وفق برامج الدعم المالي المتطورة، والتي تحقق الأهداف والغايات المرجوة منها.
ونعرب لجلالتكم - رعاكم الله - عن الفخر والاعتزاز باستدامة عمليات النهضة في مختلف قطاعات ومجالات التنمية، وخصوصًا قطاع النفط والغاز، الذي شهد اكتشاف مكمنين جديدين للغاز الطبيعي، سيكون لهما الأثر المنشود في تعزيز الاستفادة والاستثمار الأمثل في الموارد الطبيعية ومصادر الطاقة التي تزخر بها مملكة البحرين.
صاحب الجلالة،،
إننا في السلطة التشريعية، وتفعيلًا لتوجيهات جلالتكم -أيدكم الله- حرصنا على الاهتمام بتحديث القوانين الداعمة لحقوق المرأة البحرينية، والتي نرى انعكاساتها المتعددة في الإسهامات المحورية للمرأة البحرينية، ودورها الأساسي في مسارات العمل الوطني، وحصد المنجزات والنجاحات على المستويات المحلية والخارجية، حيث تحصد المرأة البحرينية مكانة رفيعة بفضل دعم ومساندة جلالتكم رعاكم الله، وبفضل المبادرات والاستراتيجية الوطنية الشاملة.
ونقدر عاليًا الجهود التي تقوم بها صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة جلالة الملك المعظم، رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، وما توليه سموّها من اهتمام مباشر ودعم متواصل لمجالات تقدم المرأة البحرينية، مؤكدين بأننا سنواصل تعزيز أطر التعاون والتنسيق المشترك وفتح آفاق أوسع نحو التقدم والنهوض بالمرأة البحرينية.
كما نشيد في هذه المناسبة، بالازدهار المشهود للقطاع الشبابي في مملكة البحرين، وتنامي المسؤولية التي يحملها الشباب، والدور الذي يقومون به في بناء الوطن، مثمنين العطاءات الخيّرة للكوادر والخبرات الشبابية في مختلف مواقع العمل وصنع القرار. معربين عن الشكر والثناء للدور المتميز والمشهود الذي يقوم به سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، ومتابعته الحثيثة لحصد المزيد من الإنجازات الشبابية في جميع المجالات.
صاحب الجلالة،،
لقد أسهم نهج جلالتكم الإنساني والشامل، ومبادرات جلالتكم الخلّاقة، في إبراز مكانة ودور مملكة البحرين في دعم وترسيخ مبادئ وقيم السلام والتعايش والتسامح، والحث على الحوار والتوافق في حل الأزمات والنزاعات، وبناء الشراكات الدولية الفاعلة، حيث إن ذلك هو السبيل الحكيم للوصول إلى استقرار الدول والشعوب، وضمان وصولها للتنمية المستدامة المنشودة.
وإننا في السلطة التشريعية، ومن خلال التفعيل المتواصل للدبلوماسية البرلمانية، نؤكد لجلالتكم الاستمرار في إبراز الدبلوماسية البحرينية المتزنة، من خلال تقديم الرؤى والأفكار المساندة للجهود التي تعزز السلام والأمن الدوليين، إلى جانب إثراء النقاشات البرلمانية حول الموضوعات والقضايا التي تحظى باهتمام وتركيز عالمي، ومنها قضية تغير المناخ، وتداعياته وانعكاساته على تحقيق التوازن البيئي.
كما نؤكد على ما ورد في خطابكم السامي في مؤتمر القمة الخليجي على وحدة الصف الخليجي الذي يعتبر صمام الأمان وركيزة الاستقرار وأهمية الالتزام بقرارات قادة مجلس التعاون وبيان العلا.
ونجدد في هذا الإطار، دعم السلطة التشريعية للمساعي الرامية لتحقيق السلام الشامل والعادل للقضية الفلسطينية، وتثبيت حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، من أجل إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
صاحب الجلالة،،
نعبّر في هذه المناسبة عن الثناء والتقدير، والاعتزاز الكبير، بالجهود المخلصة، والتضحيات التي يقدمها جنودنا البواسل، وحماة الوطن في قوة دفاع البحرين، والحرس والوطني، ووزارة الداخلية، وجميع الأجهزة الأمنية، مقدرين عاليًا تفانيهم وإخلاصهم في الذود عن حياض الوطن، وصون مكتسباته. وندعو بالرحمة والمغفرة، لشهداء الواجب الوطني، الذين قدموا أرواحهم ودماءهم رخيصة فداءً للوطن.
في الختام، نجدد العهد والولاء لجلالتكم حفظكم الله، داعين الله أن تتواصل مسيرة التنمية والنهضة لمملكة البحرين في ظل قيادتكم الحكيمة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بعدها اختتم حفل الافتتاح بعزف السلام الملكي.
بعد ذلك ودع جلالة الملك المعظم وصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بمثل ما استقبلا بعد من حفاوة وتكريم