أعلن مطار البحرين الدولي نجاحه في الوفاء بجميع اشتراطات المستوى الرابع "التحوّل" (Transformation) التي ينص عليها برنامج اعتماد خفض الانبعاثات الكربونيّة التابع للمجلس الدولي للمطارات، وذلك في خطوة جديدة مهمة وفعّالة في مسيرته نحو التحوّل إلى منشأة محايدة الكربون.

ويُعد مطار البحرين الدولي ثاني ميناء جوي في منطقة الشرق الأوسط يصل إلى المستوى الرابع، لينضم بذلك إلى نخبة محدودة تتألف من 23 مطارًا حققت هذا الهدف حول العالم.

وبهذه المناسبة، كرمت شركة مطار البحرين، الجهة المسؤولة عن إدارة وتشغيل المطار، شركائها وأعضاء فريق الصحة والسلامة والبيئة بالشركة، تقديرًا لإسهاماتهم القيّمة ودورهم الحيوي في تحقيق هذه الغاية الاستراتيجيّة.

ويقدم برنامج المجلس الدولي للمطارات شهادة استيفاء معايير إدارة الكربون الوحيدة المُعتمدة مؤسسيًا للمطارات، كما يكرّم المنشآت التي نجحت في إدارة البصمة الكربونيّة وخفض الانبعاثات الناتجة عن أنشطة تشغيلها، إذ يتألف من ستة مستويات للاعتماد ذات معايير صارمة، وهي المسح والخفض والتحسين والتحييد والتحوّل والتعويض عن انبعاثات الكربون.

وبهذه المناسبة أشاد الرئيس التنفيذي لشركة مطار البحرين السيد محمد يوسف البنفلاح بهذا الإنجاز الرائد مؤكدًا أنه لم يكن ليتحقق لولا الجهود الدؤوبة التي بذلها أعضاء فريق الصحة والسلامة والبيئة إلى جانب الدعم الهائل الذي قدمه شركاء المطار، ففي حين يلجأ العديد من المطارات إلى طلب الدعم من جهات استشاريّة دوليّة لاستيفاء اشتراطات البرنامج، اختارت شركة مطار البحرين توظيف القدرات المتميّزة لفريق الصحة والسلامة والبيئة للاضطلاع بهذه المهمة الضخمة، وهو ما نجحوا في تحقيقه بفضل تفانيهم وحرصهم على الوفاء بأهداف الاستدامة التي تطمح إليها الشركة، مشددًا على التزام الشركة بتشغيل مطار البحرين الدولي كمنشأة مُراعية للبيئة، ومتطلعًا إلى التعاون مع جميع الشركاء لمواصلة خفض الأثر البيئي لعمليات المطار.

وأضاف أن معالجة ظاهرة تغيّر المناخ تشكّل تحديًا ملحًا، فمن خلال اللجوء إلى الخيارات ذات الآثار الأقل ضررًا للبيئة، ستصبح منظومة الطيران جزءًا فعّالًا من الحل وإلهام التغيير، مشيرًا إلى إنه في العام 2021 تعهد قطاع النقل الجوي بخفض انبعاثات الكربون والوصول إلى الحياد الصفري بحلول العام 2050، ولا شك أن تحقيق هذا الهدف يتطلب تنسيق الجهود بين جميع الأطراف ذات العلاقة على مستوى الصناعة بأكملها، بما في ذلك المطارات.

وأكد على اعتزاز شركة مطار البحرين بدورها في دعم هذه المبادرة العالميّة وإذكاء الوعي بأهمية حماية البيئة، منوهًا بحرص الشركة كذلك على المشاركة بدور حيوي في تحقيق أهداف استراتيجية الحكومة الموقّرة الرامية إلى خفض انبعاثات الكربون إلى الصفر بحلول العام 2060 من أجل خلق مستقبل أكثر اخضرارًا واستدامة لمملكة البحرين.

ويقتضي المستوى الرابع من برنامج اعتماد خفض الانبعاثات الكربونيّة أن تقوم المطارات بمواءمة غايات إدارة انبعاثات الكربون لديها بالأهداف العالميّة لمعالجة التغيّر المناخي، وإدخال تعديلات على عملياتها التشغيليّة مع وضع الأهداف المطلقة لخفض الانبعاثات في الاعتبار، وذلك مع تعزيز مشاركة الأطراف ذات العلاقة في الوقت ذاته.

وتماشيًا مع ذلك، قام مطار البحرين الدولي بتوسيع نطاق ممارسات خفض الأثر الكربوني لديه ليشمل أنشطة إدارة النفايات، وإقلاع جميع الرحلات وهبوطها، والانبعاثات الناجمة عن أعمال الإنشاءات، إلى جانب مصادر الانبعاثات المنصوص عليها في المستوى الثالث للبرنامج.

وفي السياق ذاته، وضعت شركة مطار البحرين أهدافًا لخفض الانبعاثات الكربونيّة من أجل تحقيق طموح اتفاق باريس في الحد من ظاهرة الاحترار العالمي والسعي لأن تقتصر زيادة درجات الحرارة العالميّة على 1.5 درجة مئويّة. وعليه، وضعت الشركة خطة عمل لإدارة الكربون تتضمن مسارًا للانبعاثات ومستويات الخفض المتوقعة من جميع المشروعات المُخطط لها حتى العام 2050.

ويشمل المسار جميع أنشطة خفض الكربون المُخطط لها مثل تنفيذ مشروعات تعديل بهدف الارتقاء بمستوى كفاءة استهلاك الطاقة في المنشآت والبنى التحتيّة الحالية بمطار البحرين الدولي.

وتتضمن مشروعات خفض الأثر الكربوني الأخرى تركيب ألواح شمسيّة في عدة مواقع كمصادر للطاقة المتجددة، واستخدام أجهزة قياس ذكية لتحسين مستويات مراقبة استهلاك الكهرباء والمياه في مرافق شركة مطار البحرين ومنشآت الأطراف المعنية الأخرى.

وقد حرصت شركة مطار البحرين على إشراك الأطراف ذات العلاقة بالمطار في مسيرتها للوصول بالانبعاثات إلى الصفر من خلال قياس الأثر الكربوني الخاص بها وتوظيف أداة تتبع لمستويات الخفض إلى جانب عقد ورش عمل لإدارة الكربون أثناء اجتماعات اللجنة البيئيّة بمطار البحرين الدولي.