تحل يوم غد السبت الموافق السابع من يناير الذكرى السادسة والعشرين لتأسيس الحرس الوطني، الذي أصبح بفضل الدعم والرعاية الملكية السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه، صرحا عسكريا رائدا وقوة حامية تساند قوة دفاع البحرين وتعين قوات الأمن العام، في الدفاع عن سيادة الوطن وأمنه واستقراره والحفاظ على مكتسباته الحضارية والتنموية.
وتمثل ذكرى تأسيس الحرس الوطني مناسبة لتسليط الضوء على الأهمية المحورية التي يشكلها الحرس الوطني باعتباره ركنا أساسيا في المنظومة الدفاعية والأمنية في مملكة البحرين، والتي تتسم بأعلى مستويات الكفاءة والجاهزية والإمكانات العسكرية والبشرية المتقدمة، حيث حرص الحرس الوطني منذ تأسيسه في عام 1997، على العمل وفق رؤية شاملة وخطط استراتيجية مدروسة عكست الرؤى الحكيمة لجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، في تعزيز دعائم الأمن والاستقرار في المملكة بوصفها حجر الزاوية في ترسيخ النهضة التنموية الشاملة للبلاد.
ومنذ تأسيسه اتخذ الحرس الوطني مسارا واضحا نحو الارتقاء بقدرات منتسبيه ورفع كفاءة العنصر البشري والجاهزية القتالية لضباط وأفراد الحرس الوطني البواسل لتأدية واجباتهم الوطنية بكل كفاءة واقتدار، وشهد تطوراً كبيراً، لا سيما بعد تولي جلالة الملك المعظم مقاليد الحكم، وإصداره المرسوم بقانون رقم 20 لسنة 2000، الذي حدد مهام الحرس الوطني والواجبات الرئيسية المنوطة به، كقوة عسكرية نظامية مسلحة مستـقلة، تعتبر عمقا عسكريا لقوة دفاع البحرين، ودرعا أمنيا لقوات الأمن العام في الدفاع عن الوطن وحمايته والمحافظة على أمنه وسلامة أراضيه.
وبفضل دعم ورؤية جلالة الملك المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه، حقق صرح الحرس الوطني غاياته في الارتقاء وفق أعلى مستويات التطور والكفاءة والجاهزية على مستوى جميع وحدات وكتائب الحرس الوطني في فترة تنظيمية قياسية، ليكون حاضراً في كافة ميادين خدمة الوطن وتلبية ندائه، والوقوف سداً منيعاً في الدفاع عن الوطن وحماية مكتسباته والحفاظ على أمن مواطنيه ومقيميه، وهو ما أكده سمو الفريق أول الركن سمو الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة رئيس الحرس الوطني من "أن الرعاية الدائمة من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظّم القائد الأعلى للقوات المسلّحة حفظه الله ورعاه، للحرس الوطني، مكّنته من تحقيق الجاهزية والكفاءة في تلبية نداء الواجب الوطني، والتكامل مع منظومة الدفاع والأمن الوطني لترسيخ الأمن والاستقرار في مملكة البحرين".
ومن خلال التوجيهات الملكية السامية، التي تم ترجمتها في خطط استراتيجية خمسية أرساها سمو رئيس الحرس الوطني، وشملت كافة قطاعاته القيادية والتدريبية والعملياتية واللوجستية، استطاع الحرس الوطني رفع مستوى الكفاءة والجاهزية للقوتين البرية والبحرية من خلال المشاركة في تنفيذ التمارين والتدريبات الداخلية والخارجية، وتدشين المعسكرات في جنوب وشمال المملكة، لرفع مستوى التأهب والجهوزية للدفاع عن المملكة والاستجابة لنداء الواجب في مختلف الميادين الوطنية.
وقد أسهم الحرس الوطني بدور فعال في الارتقاء بالمنظومة الأمنية والدفاعية لمملكة البحرين، من خلال مشاركته في النهوض بالعديد من الأدوار والمهام الأمنية بالتـنسيق مع وقوة دفاع البحرين، ووزارة الداخلية، وهو ما يحظى على الدوام بتقدير واعتزاز جلالة الملك المعظم أيده الله، والذي يحرص في مختلف المناسبات على الإشادة والتقدير بما وصل إليه هذا الصرح العسكري من كفاءة وتطوير وجاهزية رفيعة، مثنيا جلالته حفظه الله على الجهود المخلصة التي يبذلها كافة منتسبي الحرس الوطني بكل اقتدار وشجاعة.
وأثبت رجال الحرس الوطني جدارتهم وما يتحلون به من شيم الإقدام والشجاعة وروح العطاء والفداء والتضحية وعمق ولائهم وانتمائهم لوطنهم وقيادتهم، من خلال وقوفهم بقوة في مواجهة مختلف التحديات والظروف للذود عن وطنهم وبث الطمأنينة في نفوس الجميع، وذلك عبر العديد من المواقف الوطنية والمنجزات والمساهمات المشهودة في حماية المقدرات والمكتسبات الحضارية والتنموية لمملكة البحرين، وما قدموه من تضحيات في سبيل أداء رسالتهم الأمنية والتصدي لكل من يريد العبث بأمن الوطن واستقراره.
ونجح الحرس الوطني في الوصول إلى مستويات عالية من الكفاءة والجاهزية عبر مشاركته المتواصلة في التمارين والمناورات العسكرية، والتي كان آخرها التمرين العسكري المشترك "البدر-7"، في نسخته السابعة بين الحرس الوطني والجيش الباكستاني، الذي يأتي ضمن جهود رفع مستوى التعاون وتبادل الخبرات، وتمرين القيادات "درع الوطن 2022" والذي نفذته قوة دفاع البحرين بمشاركة وزارة الداخلية في مختلف محافظات المملكة، والذي استهدف إعداد الكوادر القيادية الإعداد الأمثل للعمل العسكري المشترك بين القوات العسكرية والجهات الأمنية المعنية في هذا الشأن من أجل توحيد المفاهيم والخطط وتهيئة منظومة عملياتية مشتركة، وذلك من خلال عمليات التنسيق والتخطيط والتنفيذ للعمليات الدفاعية المشتركة ولمواجهة مختلف التهديدات والتحديات والأخطار، وكذلك التمرين التعبوي البحري المشترك (فجر العواصف/ 26) الذي نفذه سلاح البحرية الملكي البحريني، بمشاركة عدد من أسلحة ووحدات قوة دفاع البحرين وخفر السواحل من وزارة الداخلية، والحرس الوطني.
كما يحرص الحرس الوطني على تدعيم علاقات التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة، من خلال المشاركة في التدريبات المشتركة وتبادل الزيارات بين المسؤولين وتوقيع بروتوكولات واتفاقيات التعاون الأمني والتكامل الاستراتيجي والذي يشمل التعليم والتدريب وإجراء التمارين المشتركة وتبادل الخبرات في مختلف المجالات التدريبية والأمنية والفنية وتعزيز التعاون العسكري والأمني بروح التفاهم المتبادل وفقًا للقوانين والأنظمة المعمول فيها .
وإلى جانب ذلك، ينهض الحرس الوطني بأدوار إنسانية واجتماعية وتنموية متنوعة، سواء من خلال تنفيذ سلسلة من المشاريع التنموية لتحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي لمملكة البحرين عبر المؤسسة الاستهلاكية بالحرس الوطني، وتنفيذ مشروع وطني رائد للاستزراع السمكي، يهدف إلى تنمية الثروة البحرية الوطنية وغيرها من المشاريع والمبادرات الرائدة، وكذلك دوره في تفعيل أوجه الشراكة المجتمعية من خلال إقامة العديد من الأنشطة الاجتماعية.
ويضطلع الحرس الوطني كذلك بدور فاعل في حماية البيئة والحياة الفطرية لمملكة البحرين من خلال واجباته الوطنية وبالتعاون مع الجهات المختصة، وذلك إلى جانب الإسهامات المشهودة في حماية المقدرات والمكتسبات الحضارية والتنموية للمملكة، بما يجسد الرؤية الثاقبة للقائد الأعلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، منذ مراحل تأسيس الحرس الوطني.
وشكلت النجاحات التي حققها منتسبو الحرس الوطني في المجال الرياضي، مصدر إلهام للشباب من خلال حصد الفرق الرياضية التابعة للحرس الوطني المراكز المتقدمة في العديد من المنافسات والمحافل الرياضية الإقليمية والعالمية، وهو ما يدعم الحركة الرياضية والشبابية في المملكة ويمثل دافعا للشباب من أجل تحقيق النجاحات والإنجازات، والمساهمة بشكل فعال في خدمة وطنهم في كافة القطاعات.
ومن بين أبرز الإنجازات الرياضية في العام 2022 حقق منتخب البحرين التابع للحرس الوطني للقفز الحر المركز الثاني في البطولة الدولية المفتوحة للقفز الحر بالمظلات التي أقيمت في ماليزيا، كما حقق المركز الثالث على المستوى الفردي في البطولة، وهو ما يضاف إلى سجل إنجازات الحرس الوطني الرياضية بمختلف البطولات التي ينظمها أو التي يشارك بها محليا ودوليا لرفع اسم مملكة البحرين عالياً في جميع المحافل الرياضية الإقليمية والدولية.
وفي عامه السادس والعشرين يواصل الحرس الوطني مسيرته ودوره الوطني التكاملي مع قوة دفاع البحرين وقوات الأمن العام، في الدفاع عن الوطن، وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار، ضاربا أروع الأمثلة في الشجاعة والبسالة والإخلاص والعزيمة والثبات لحمايته وصون مكتسباته، في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه.