تحتفل مملكة البحرين غدا بذكرى تأسيس قوة دفاع البحرين، والذي يوافق الخامس من فبراير من كل عام، وذلك اعتزازًا وتقديرًا لعطاءات القوة وجميع منتسبيها في الذود عن الوطن وسيادته وسلامة أرضه، وما تبذله من تضحيات نبيلة، حتى ينعم جميع من يعيش على أرض مملكة البحرين بالأمن والأمان والطمأنينة، ولحماية الأمن الوطني وتوفير الاستقرار الذي يدفع نحو تحقيق المزيد من المكتسبات[BJ1] ، غايتها الأساسية هي تحقيق الأهداف الوطنية في بناء مجتمع حديث متطور يواكب متطلبات العصر، ويقوم على دعائم راسخة من القوة والمنعة من أجل الوصول إلى مزيد من الرفعة والتقدم والازدهار.
وتعود فكرة إنشاء قوة دفاع البحرين إلى رؤية حكيمة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة[BJ2] حفظه الله ورعاه في العام 1968، حينما كان جلالته وليًا للعهد، حيث رسم جلالته لها هيكلها ومسارها، وأشرف على تأسيسها، وتابع مراحل تطورها عسكريًا وتسليحيًا وبشريًا بداية من تشكيل القوات البرية، فالقوات الجوية والبحرية، ثم تأسيس الأسلحة الرئيسية، وحرص جلالته على رفدها بالأسلحة الحديثة والمتطورة، لتتواصل بعد ذلك مسيرتها الوطنية، ولتكون صرحًا شامخًا يحمي الوطن والمواطنين.
وخلال ما يربو على نصف قرن من الزمان، سطرت قوة دفاع البحرين حروفًا مضيئة ومشرقة في سجل العمل الوطني، وكان ولا يزال لها دورها الهام والمؤثر في حفظ مقومات السيادة الوطنية والوقوف حائط صد قوي ومنيع في مواجهة كل من تسول له نفسه المساس بأمن البحرين وسيادتها واستقرارها، وقدمت نماذج فخر من أبنائها شهداء الواجب، والذين بذلوا أرواحهم النفيسة حتى يبقى الوطن عزيزًا وكريمًا، ويرتقي إلى أعلى مراتب الإنجاز والرفعة والنماء.
وفي ظل الدعم والمساندة والتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه، واهتمام ورعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، وبمساندة صاحب المعالي المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين، استطاعت قوة دفاع البحرين على مدى السنوات أن تصل إلى أعلى درجات الكفاءة والجاهزية بشريًا وتسليحيًا وخططيًا، لتحقق منجزات عسكرية تضاهي في تطورها ما تمتلكه جيوش كبريات الدول ذات التاريخ العسكري العريق.
ولعل أبلغ تأكيد على ذلك هو ما عبر عنه جلالة الملك المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه في إحدى زياراته لقوة دفاع البحرين، حين قال:( نعرب عن تقديرنا واعتزازنا بقوة دفاع البحرين ورجالها البواسل المخلصين الذين هم بعون الله الحصن المنيع لحماية وطننا العزيز ومنجزاته ومسيرته الحضارية ووحدته الوطنية كما نقدر ما تقومون به من واجبات بكل شجاعة وعزيمة وانضباط، وما وصلوا إليه من مستوى احترافي في مختلف أسلحة قوة الدفاع وأثبتوا ذلك في العديد من المهام التي أوكلت لهم).
وكذلك تأكيد صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء حفظه الله خلال إحدى زيارات سموه للقيادة العامة لقوة دفاع البحرين، بأن: "قوة دفاع البحرين هي الحصن الحصين لمقدرات ومنجزات الوطن ومصدر عز وفخر لكافة أبناء البحرين نظير ما يقدمه منتسبوها من تضحيات وعطاء"، وإشادة سموه بالمستويات المتقدمة من الجاهزية القتالية والإدارية لقوة دفاع البحرين بفضل ما تحظى به من رعاية واهتمام من صاحب الجلالة الملك المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه.
وعلى مدى 55 عامًا شهدت قوة دفاع البحرين تطورًا شاملاً ومتكاملاً كان له الأثر البالغ في ترسيخ مكانتها وموقعها، وأهّلها للقيام بواجبها المقدس في حماية الوطن ومكتسباته وسلامة حدوده ودرء الأخطار التي تحيط به، وهو ما يمكن رصده في العديد من النقاط، ومنها:
أولاً: الحرص المستمر على الارتقاء بمستويات منتسبي وأفراد قوة دفاع البحرين من ضباط وضباط صف وأفراد، عبر منظومة كاملة من التطوير لآليات وبرامج التدريب لرفع جاهزيتهم وصقل قدراتهم وفق أحدث النظم العسكرية ، حيث تم التوسع في برامج التدريب والتمارين المشتركة مع الدول الشقيقة والصديقة في القطاعات البرية والجوية والبحرية، والتي تهدف إلى اختبار مدى ما وصل إليه رجال قوة دفاع البحرين من جاهزية تامة واقتدار في تنفيذ المهام الموكلة إليهم وتأكيدًا لإتقان فنون ومهارات العمليات العسكرية الميدانية، ومواكبة لكل المستجدات في مجال التقنيات والمنظومات القتالية الحديثة والمتطورة من خلال الدورات المتخصصة.
وكان من أبرز التمرينات في العام 2022، "التمرين البحريني الإماراتي المشترك لمكافحة الإرهاب (جلمود3)"، والذي شاركت فيه قوات من الحرس الملكي وعدد من أسلحة ووحدات قوة دفاع البحرين ووزارة الداخلية وجهاز المخابرات الوطني، وكذلك التمرين المشترك "الدفاع المتوهج " 22 (Neon Defender، والذي نفذته عدد من أسلحة ووحدات قوة دفاع البحرين ووزارة الداخلية متمثلة بخفر السواحل والقيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية (NAVCENT) ، وأيضا التمرين المشترك (الدرع الواقي/ 11)، وشاركت قوة دفاع البحرين ممثلة بالقوة الخاصة الملكية بمشاركة مجموعة من قوات السلطان الخاصة التابعة لقوات السلطان المسلحة بسلطنة عمان الشقيقة.
كما تقوم الكلية الملكية للقيادة والأركان والدفاع الوطني بدور هام في تأهيل وإعداد الضباط للعمل في مختلف وظائفهم القيادية ومجالاتهم العسكرية مما سيساهم في رفع جاهزيتهم وقدراتهم القتالية، وتهيئة المعاهد والمدارس العسكرية القائمة وتوفير المناهج والمتطلبات التدريبية المرتكزة على أحدث الأسس والأساليب والعلوم العسكرية الحديثة.
ثانيًا: التطوير والتحديث المتواصل للمنظومة التسليحية ورفد قوة دفاع البحرين بأحدث المعدات والأسلحة العسكرية والتجهيزات الإدارية، كما جرى الاهتمام بوضع أسس لصناعات عسكرية وطنية من خلال الأمر الملكي السامي رقم (23) لسنة 2022، بإنشاء "المؤسسة العسكرية لتطوير التصنيع الحربي" في قوة دفاع البحرين بهدف تطوير التصنيع الحربي وتنظيم النشاطات الخاصة بالتصنيع الحربي في القوة بما يشمل القيام بتصميم وتطوير وتعديل الأنظمة الدفاعية والأمنية باستخدام التكنولوجيا الحديثة، بالإضافة إلى إنشاء المصانع الخاصة بالأسلحة والذخائر والعتاد الحربي وتصنيع التقنيات الحديثة.
ثالثًا: الاهتمام بالبنية التحتية العسكرية في مختلف المنشآت العسكرية بهدف تعزيز جاهزيتها وكفاءاتها، والعمل على تزويدها بأحدث الأنظمة المقاتلة والأسلحة والمعدات، مما جعلها تحقق نموًا في مختلف وحداتها وأسلحتها وتكون على أهبة الاستعداد للحفاظ على أمن الوطن وسلامته.
رابعا: لم يقتصر دور قوة دفاع البحرين على صون أمن واستقرار الوطن، بل إنها تقوم بدور نبيل على المستويين الإقليمي والدولي، وتنفذ هذا الدور على الوجه الأكمل وبأعلى مستويات من الحرفية والكفاءة، والجميع يشهد لها بعطاءاتها من أجل المحافظة على السلام والأمن والأمان في المنطقة، وتأمين استمرار تدفق النفط للعالم، والمساهمة في محاربة الإرهاب والقرصنة ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، فضلا عن المشاركة في عمليات الإغاثة الإنسانية الدولية.
وتساهم قوة دفاع البحرين بدور كبير مع القوات المسلحة لدول مجلس التعاون الخليجي في الدفاع عن دول المجلس وتنفيذ الالتزامات الواردة في اتفاقية الدفاع المشترك، وكذلك مع القوات المسلحة العربية في إطار اتفاقية الدفاع العربي المشترك لجامعة الدول العربية، لتقدم رسالة سلام تعكس الوجه الحضاري لمملكة البحرين وشعبها.
وعلى سبيل المثال شاركت قوة دفاع البحرين ممثلة في سلاح البحرية الملكي البحريني ضمن "القوات البحرية المختلطة"، وهو تحالف بحري متعدد الجنسيات، يهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المياه الدولية للشرق الأوسط. وتسعى هذه القوة إلى مكافحة الإرهاب وعمليات القرصنة والحد من الأنشطة غير القانونية، وتوفير بيئة بحرية آمنة، كما تسلم سلاح البحرية الملكي البحريني قيادة قوة الواجب المختلطة(CTF152) والخاصة بحفظ الأمن البحري في الخليج العربي لثلاث مرات.
خامسا: تقوم قوة دفاع البحرين بدور حيوي في دعم المسيرة التنموية والحضارية الشاملة في مملكة البحرين من خلال تقديم الخدمات الصحية رفيعة المستوى من خلال المستشفى العسكري، ومستشفى الملك حمد الجامعي، ومركز محمد بن خليفة بن سلمان آل خليفة التخصصي للقلب، ومركز البحرين للأورام، والكتيبة الطبية الميدانية، والتي تدار بطواقم وكوادر طبية مدربة طبيًا وفق أعلى المستويات لتقديم الرعاية الصحية اللازمة وتوفير الخدمات العلاجية المطلوبة، إلى جانب إسهامات قوة دفاع البحرين الكبيرة في مجال الإسكان، كما قامت بالعديد من الجهود في مواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19)، والتصدي لتداعياته، وأنشأت قوة دفاع البحرين بالخدمات الطبية الملكية أحد أكبر مراكز العناية الفائقة في المملكة.
إن قوة دفاع البحرين خلال هذه العقود استطاعت الوفاء بالتزاماتها وواجبها المقدس في حماية الوطن وأمنه والدفاع عن استقلاله وسيادته وسلامة أراضيه، فهي بحق "مصنع الرجال"، والحصن الأمين والصخرة التي تتكسر عليها كل أطماع الحاقدين والأعداء، وستظل شامخة وقوية في ظل التوجيهات السديدة لجلالة الملك المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه، وبتضحيات وعطاءات أبنائها البواسل.
{{ article.visit_count }}
وتعود فكرة إنشاء قوة دفاع البحرين إلى رؤية حكيمة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة[BJ2] حفظه الله ورعاه في العام 1968، حينما كان جلالته وليًا للعهد، حيث رسم جلالته لها هيكلها ومسارها، وأشرف على تأسيسها، وتابع مراحل تطورها عسكريًا وتسليحيًا وبشريًا بداية من تشكيل القوات البرية، فالقوات الجوية والبحرية، ثم تأسيس الأسلحة الرئيسية، وحرص جلالته على رفدها بالأسلحة الحديثة والمتطورة، لتتواصل بعد ذلك مسيرتها الوطنية، ولتكون صرحًا شامخًا يحمي الوطن والمواطنين.
وخلال ما يربو على نصف قرن من الزمان، سطرت قوة دفاع البحرين حروفًا مضيئة ومشرقة في سجل العمل الوطني، وكان ولا يزال لها دورها الهام والمؤثر في حفظ مقومات السيادة الوطنية والوقوف حائط صد قوي ومنيع في مواجهة كل من تسول له نفسه المساس بأمن البحرين وسيادتها واستقرارها، وقدمت نماذج فخر من أبنائها شهداء الواجب، والذين بذلوا أرواحهم النفيسة حتى يبقى الوطن عزيزًا وكريمًا، ويرتقي إلى أعلى مراتب الإنجاز والرفعة والنماء.
وفي ظل الدعم والمساندة والتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه، واهتمام ورعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، وبمساندة صاحب المعالي المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين، استطاعت قوة دفاع البحرين على مدى السنوات أن تصل إلى أعلى درجات الكفاءة والجاهزية بشريًا وتسليحيًا وخططيًا، لتحقق منجزات عسكرية تضاهي في تطورها ما تمتلكه جيوش كبريات الدول ذات التاريخ العسكري العريق.
ولعل أبلغ تأكيد على ذلك هو ما عبر عنه جلالة الملك المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه في إحدى زياراته لقوة دفاع البحرين، حين قال:( نعرب عن تقديرنا واعتزازنا بقوة دفاع البحرين ورجالها البواسل المخلصين الذين هم بعون الله الحصن المنيع لحماية وطننا العزيز ومنجزاته ومسيرته الحضارية ووحدته الوطنية كما نقدر ما تقومون به من واجبات بكل شجاعة وعزيمة وانضباط، وما وصلوا إليه من مستوى احترافي في مختلف أسلحة قوة الدفاع وأثبتوا ذلك في العديد من المهام التي أوكلت لهم).
وكذلك تأكيد صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء حفظه الله خلال إحدى زيارات سموه للقيادة العامة لقوة دفاع البحرين، بأن: "قوة دفاع البحرين هي الحصن الحصين لمقدرات ومنجزات الوطن ومصدر عز وفخر لكافة أبناء البحرين نظير ما يقدمه منتسبوها من تضحيات وعطاء"، وإشادة سموه بالمستويات المتقدمة من الجاهزية القتالية والإدارية لقوة دفاع البحرين بفضل ما تحظى به من رعاية واهتمام من صاحب الجلالة الملك المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه.
وعلى مدى 55 عامًا شهدت قوة دفاع البحرين تطورًا شاملاً ومتكاملاً كان له الأثر البالغ في ترسيخ مكانتها وموقعها، وأهّلها للقيام بواجبها المقدس في حماية الوطن ومكتسباته وسلامة حدوده ودرء الأخطار التي تحيط به، وهو ما يمكن رصده في العديد من النقاط، ومنها:
أولاً: الحرص المستمر على الارتقاء بمستويات منتسبي وأفراد قوة دفاع البحرين من ضباط وضباط صف وأفراد، عبر منظومة كاملة من التطوير لآليات وبرامج التدريب لرفع جاهزيتهم وصقل قدراتهم وفق أحدث النظم العسكرية ، حيث تم التوسع في برامج التدريب والتمارين المشتركة مع الدول الشقيقة والصديقة في القطاعات البرية والجوية والبحرية، والتي تهدف إلى اختبار مدى ما وصل إليه رجال قوة دفاع البحرين من جاهزية تامة واقتدار في تنفيذ المهام الموكلة إليهم وتأكيدًا لإتقان فنون ومهارات العمليات العسكرية الميدانية، ومواكبة لكل المستجدات في مجال التقنيات والمنظومات القتالية الحديثة والمتطورة من خلال الدورات المتخصصة.
وكان من أبرز التمرينات في العام 2022، "التمرين البحريني الإماراتي المشترك لمكافحة الإرهاب (جلمود3)"، والذي شاركت فيه قوات من الحرس الملكي وعدد من أسلحة ووحدات قوة دفاع البحرين ووزارة الداخلية وجهاز المخابرات الوطني، وكذلك التمرين المشترك "الدفاع المتوهج " 22 (Neon Defender، والذي نفذته عدد من أسلحة ووحدات قوة دفاع البحرين ووزارة الداخلية متمثلة بخفر السواحل والقيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية (NAVCENT) ، وأيضا التمرين المشترك (الدرع الواقي/ 11)، وشاركت قوة دفاع البحرين ممثلة بالقوة الخاصة الملكية بمشاركة مجموعة من قوات السلطان الخاصة التابعة لقوات السلطان المسلحة بسلطنة عمان الشقيقة.
كما تقوم الكلية الملكية للقيادة والأركان والدفاع الوطني بدور هام في تأهيل وإعداد الضباط للعمل في مختلف وظائفهم القيادية ومجالاتهم العسكرية مما سيساهم في رفع جاهزيتهم وقدراتهم القتالية، وتهيئة المعاهد والمدارس العسكرية القائمة وتوفير المناهج والمتطلبات التدريبية المرتكزة على أحدث الأسس والأساليب والعلوم العسكرية الحديثة.
ثانيًا: التطوير والتحديث المتواصل للمنظومة التسليحية ورفد قوة دفاع البحرين بأحدث المعدات والأسلحة العسكرية والتجهيزات الإدارية، كما جرى الاهتمام بوضع أسس لصناعات عسكرية وطنية من خلال الأمر الملكي السامي رقم (23) لسنة 2022، بإنشاء "المؤسسة العسكرية لتطوير التصنيع الحربي" في قوة دفاع البحرين بهدف تطوير التصنيع الحربي وتنظيم النشاطات الخاصة بالتصنيع الحربي في القوة بما يشمل القيام بتصميم وتطوير وتعديل الأنظمة الدفاعية والأمنية باستخدام التكنولوجيا الحديثة، بالإضافة إلى إنشاء المصانع الخاصة بالأسلحة والذخائر والعتاد الحربي وتصنيع التقنيات الحديثة.
ثالثًا: الاهتمام بالبنية التحتية العسكرية في مختلف المنشآت العسكرية بهدف تعزيز جاهزيتها وكفاءاتها، والعمل على تزويدها بأحدث الأنظمة المقاتلة والأسلحة والمعدات، مما جعلها تحقق نموًا في مختلف وحداتها وأسلحتها وتكون على أهبة الاستعداد للحفاظ على أمن الوطن وسلامته.
رابعا: لم يقتصر دور قوة دفاع البحرين على صون أمن واستقرار الوطن، بل إنها تقوم بدور نبيل على المستويين الإقليمي والدولي، وتنفذ هذا الدور على الوجه الأكمل وبأعلى مستويات من الحرفية والكفاءة، والجميع يشهد لها بعطاءاتها من أجل المحافظة على السلام والأمن والأمان في المنطقة، وتأمين استمرار تدفق النفط للعالم، والمساهمة في محاربة الإرهاب والقرصنة ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، فضلا عن المشاركة في عمليات الإغاثة الإنسانية الدولية.
وتساهم قوة دفاع البحرين بدور كبير مع القوات المسلحة لدول مجلس التعاون الخليجي في الدفاع عن دول المجلس وتنفيذ الالتزامات الواردة في اتفاقية الدفاع المشترك، وكذلك مع القوات المسلحة العربية في إطار اتفاقية الدفاع العربي المشترك لجامعة الدول العربية، لتقدم رسالة سلام تعكس الوجه الحضاري لمملكة البحرين وشعبها.
وعلى سبيل المثال شاركت قوة دفاع البحرين ممثلة في سلاح البحرية الملكي البحريني ضمن "القوات البحرية المختلطة"، وهو تحالف بحري متعدد الجنسيات، يهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المياه الدولية للشرق الأوسط. وتسعى هذه القوة إلى مكافحة الإرهاب وعمليات القرصنة والحد من الأنشطة غير القانونية، وتوفير بيئة بحرية آمنة، كما تسلم سلاح البحرية الملكي البحريني قيادة قوة الواجب المختلطة(CTF152) والخاصة بحفظ الأمن البحري في الخليج العربي لثلاث مرات.
خامسا: تقوم قوة دفاع البحرين بدور حيوي في دعم المسيرة التنموية والحضارية الشاملة في مملكة البحرين من خلال تقديم الخدمات الصحية رفيعة المستوى من خلال المستشفى العسكري، ومستشفى الملك حمد الجامعي، ومركز محمد بن خليفة بن سلمان آل خليفة التخصصي للقلب، ومركز البحرين للأورام، والكتيبة الطبية الميدانية، والتي تدار بطواقم وكوادر طبية مدربة طبيًا وفق أعلى المستويات لتقديم الرعاية الصحية اللازمة وتوفير الخدمات العلاجية المطلوبة، إلى جانب إسهامات قوة دفاع البحرين الكبيرة في مجال الإسكان، كما قامت بالعديد من الجهود في مواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19)، والتصدي لتداعياته، وأنشأت قوة دفاع البحرين بالخدمات الطبية الملكية أحد أكبر مراكز العناية الفائقة في المملكة.
إن قوة دفاع البحرين خلال هذه العقود استطاعت الوفاء بالتزاماتها وواجبها المقدس في حماية الوطن وأمنه والدفاع عن استقلاله وسيادته وسلامة أراضيه، فهي بحق "مصنع الرجال"، والحصن الأمين والصخرة التي تتكسر عليها كل أطماع الحاقدين والأعداء، وستظل شامخة وقوية في ظل التوجيهات السديدة لجلالة الملك المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه، وبتضحيات وعطاءات أبنائها البواسل.