إن ما حققه مشروع ميثاق العمل الوطني على مدار 22 عاماً، من إنجازات تاريخية في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة السياسية والتشريعية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها في مملكة البحرين، يجسد لنا معاني الفخر والاعتزاز بالمبادرة الكريمة لجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، بفضل رؤيته الثاقبة في طرح هذا المشروع المبتكر والذي يعد وثيقة متكاملة، وبلورة لمجموعة من الأسس والقواعد، واستطاعت من خلاله البحرين أن تقدم نموذجاً رائداً في التطور الديمقراطي.
واليوم نقف بكل فخرٍ واعتزاز محتفلين بهذه الذكرى العزيزة على قلوبنا، الذكرى الثانية والعشرون لميثاق العمل الوطني، لنشهد على ما سطره التاريخ من إنجازات كبيرة حققتها كافة سلطات ومؤسسات الدولة العاملة ضمن أسس "قواعد دولة القانون والمؤسسات في إطار الملكية الدستورية"، من خلال قيام كل سلطة ومؤسسة بدورها وممارسة صلاحياتها باستقلالية وفاعلية كبيرة ضمن الأطر الدستورية المحددة التي أرست الديمقراطية، وهذا أكبر دليل على ما تحقق في المملكة من تطور ديمقراطي، كما أن هذه المناسبة تشكل وقفة لتقييم ما تم تنفيذه ومضاعفة الجهود لتحقيق المزيد من التقدم والرقي والازدهار لهذا البلد المعطاء.
فقد حظي هذا الميثاق بإجماع شعبي كبير، حيث كان التأييد الواسع لإصداره لحظة تاريخية فارقة ومتوهجة في مسيرة مملكة البحرين الوطنية، ونتاج إيمان وطني، لتلبية نداء الوطن في سبيل تطوير النظام السياسي، وقد انتقل بالبلاد إلى مرحلة تاريخية مشرقة من النماء والتطوير في شتى المجالات، في ظل الرؤية الوطنية لمستقبل البحرين والمشروع الإصلاحي لجلالة الملك المعظم الذي خلق مرحلة مهمة لتعزيز مكانة وريادة المملكة بين مختلف دول العالم على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.
وهذه النقلة النوعية التي شهدتها البنية التحتية في المملكة جاءت بدعم كامل من القيادة الرشيدة التي حملت على عاتقها مسيرة نهضة هذا الوطن نحو تحقيق النماء والازدهار الذي يستند إلى تنمية مستدامة شاملة بمشاركة الجميع لينعموا بثمار العمل الوطني المشترك.
وتتواصل عجلة البناء عبر العديد من المشروعات التنموية والتي تسهم في تعزيز وتنشيط القطاعات الاقتصادية والصناعية وجذب الاستثمارات الأجنبية تنفيذاً للتوجيهات السامية من جلالته وترجمتها على أرض الواقع من خلال إقامة مشروعات نوعية متميزة في قطاع البنية التحتية.
إننا نفخر بانتمائنا لهذا الوطن المبارك، ولهذا العهد الزاخر بالإنجازات الحضارية والسياسية، ونفخر شعباً ومواطنين بهذه الريادة على المستوى العربي والعالمي، ونشعر بأن هذا الامتياز القيادي يُحمّل الشعب مسؤولية مواكبة هذه النقلة والنهوض بهذا الكيان نحو الكمال، وهذا ليس بمستغرب على شعب يستظل براية التوحيد التي هي شعار الوطن وقيادته الرشيدة.
ونجدد التزامنا بكل ولاء وانتماء بمواصلة مسيرة المشاركة في بناء الوطن الغالي، ونعاهد الله وقيادتنا الرشيدة بالعمل بإخلاص من أجل هوية الوطن الحضارية، التاريخية، العربية، والإسلامية بعيداً عن أي شعارات خارجة عن الإجماع الوطني، متطلعين إلى أن تعود هذه المناسبة على مملكتنا الغالية وحكومتها الرشيدة وشعبها الكريم بالخير واليُمن والبركات.
خولة الهاجري - Inst : khawlahalhajri_@