بروكسل - ثامر طيفور


قسطنطينيوس ألكساندريس: الاستقطاب بيئة خصبة لعدم اليقين والتشكيك

دييجو كارديناس: خطاب الكراهية منظم وهناك من يقف وراءه

سفير البحرين في بلجيكا: علينا تقوية الأمن السيبراني الجماعي في دولنا


استعرض مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، خلال جلسة حوارية في العاصمة البلجيكية بروكسل، بالشراكة مع المفوضية الأوروبية، حول كيفية جعل الفضاء الإلكتروني مكاناً حاسماً لتعزيز السلام ومنع الكراهية ذات الدوافع الدينية، وتعزيز الثقافة الإعلامية والتفكير النقدي ودور القادة وصانعي السياسات، تجربة مملكة البحرين في تعزيز السلام ومكافحة الكراهية.

وشارك في الجلسة عدد من الطلاب البحرينيين، بالإضافة إلى طلاب من مختلف دول الاتحاد الأوروبي، والتي تحدث خلالها مستشار الدين والدبلوماسية في المفوضية الأوروبية قسطنطينيوس ألكساندريس، وقائد فرقة العمل الجنوبية بالمفوضية الأوروبية الدكتور دييجو كارديناس فوروزانفار، وسفير مملكة البحرين لدى الاتحاد الأوروبي الدكتور عبد الله الدوسري.

وقال سفير مملكة البحرين لدى الاتحاد الأوروبي: «علينا اليوم العمل على وضع سياسات واستراتيجيات تجعلنا نقوي من الأمن السيبراني الجماعي في دولنا، وعلينا أن نفعل ذلك معاً لمحاربة خطاب الكراهية والتمييز، ومواجهة الهجمات السيبرانية، ومكافحة التمييز». وأضاف قائلاً: «إن الجميع في البحرين متماثلون أمام القانون، أي لا يمكن لأحد أن يعلق أو يؤثر أو يهاجم أو يتحدث عن الآخرين سلبياً بسبب لونه أو دينه ومعتقداته، وخلفيته وحضارته وما إلى ذلك، لذا فالجميع متشابهون وبالتالي عند استخدام الفضاء الإلكتروني والتحدث عن الآخرين سلبياً، يتدخل القانون». وأوضح، أن وزارة العمل في البحرين تعتبر من الأمثلة على مكافحة التمييز، حيث لا فرق في العمل بين ذكر وأنثى، سواء في مكان العمل أو البيئة أو أي فعل ينطوي على التمييز وكراهية الآخر، مع احترام التنوع العرقي والخلفيات الثقافية المختلفة، مبيناً أن مكافحة البحرين لجائحة كورونا مثالاً آخر حيث لم يكن هناك أي تمييز بين بحريني ومقيم في تلقي الرعاية الصحية. وأضاف، أن البحرين لا تفرق بين أي شخص وآخر، حيث واجهنا الوباء الذي هاجم الجميع وأظهرنا التضامن والاحترام للجميع، ورأينا كيف وقف المجتمع البحريني صف واحد.

وأوضح، أن حضر صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم، شدد على ضرورة العمل معًا لمحاربة الكراهية والتمييز وجميع أشكال التمييز في جميع أنحاء العالم، فذلك سبيل تحقيق السلام والاستقرار والأمن.

من جانبه، قال الدكتور دييجو كارديناس فوروزانفار: «إن خطاب الكراهية بطريقة ما هو غريب على الجنس البشري، ولكنه منتشر في المجتمعات المحلية، التي يسهل فيها التلاعب بالجمهور لأهداف سياسية في الكثير من الحالات، وتجارية في حالات أخرى، وغالباً ما يكون منظم وهناك من يقف وراءه».

وأضاف: «على الشباب والمجتمع المدني اليوم، دور كبير ومسؤولية في معالجة هذه الظاهرة، حيث يغير عالم ما بعد الحداثة نتائج الانتخابات على سبيل المثال ويؤثر عليها، وأي حملة شعبوية تؤثر، لنا مثال بحملة التشكيك بالتطعيمات، كانت قضية حادة ومثيرة للجدل». ولفت إلى أن هناك تزييفاً يتم عبر الإنترنت، وهي صناعة رائجة ومتنامية، تقدم على سبيل المثال، مراجعات زائفة للمنتجات، أو مراجعات مزيفة، أو آراء مزيفة في الصحف، تروج لعلامات التصنيف في أشياء معينة تهدف إلى تلويث الأفكار عبر المعلومات لتحقيق أهداف معينة، وخطاب الكراهية أحد تلك المنتجات الزائفة.

بدوره، قال، مستشار الدين والدبلوماسية في المفوضية الأوروبية: «لسوء الحظ، نحن اليوم في عالم يزداد استقطاباً، وهذه بيئة خصبة ينتشر بها عدم اليقين، والتشكيك أصبح هو القاعدة الجديدة، موضحاً أن هذا النوع من الأجواء لا نجد فيه توازناتنا، ما يصعب من مهمتنا في محاربة التطرف والكراهية، ويحد من جهود تعزيز حرية الدين أو المعتقد، وحقوق الإنسان الأساسية الأخرى». وأكد أن الفضاء السيبراني والتقنيات الجديدة هي أداة يمكن استخدامها لغرض جيد ولغرض سيئ في نفس الوقت، حيث يمنحنا بالتأكيد وصولًا واسعًا إلى المعرفة إلى المعلومات ومثل كل الحريات الأخرى، لافتاً إلى أن هذه الحرية تأتي معها مسؤوليات كبيرة.

وأضاف، أنه يجب تعزيز الرقابة على المحتوى السيبراني، ومحو الأمية الإعلامية، وتشجيع التفكير النقدي ومساعدة مواطنينا على فهم أي مصدر موثوق للمعلومات وأي مصدر غير موثوق، وتعزيز دور القادة السياسيين والدينيين والمدنيين والمؤثرين على أحداث فرق وتبني نهج غير استقطابي، يدعوا إلى محاربة الكراهية، والتعايش السلمي.