بروكسل - ثامر طيفور
فنسنت ديبين: ما هو محظور بالواقع يجب حظره عبر الإنترنت
مسؤول بالمفوضية الأوروبية: الفضاء الرقمي عزز الحريات
محمد علي: الخطأ من سلوك المستخدم لا من الأداة الرقمية
«الملك حمد للتعايش السلمي» يناقش مكافحة الكراهية في الفضاء السيبراني
أقام مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي جلسة حوارية في العاصمة البلجيكية بروكسل، بالشراكة مع المفوضية الأوروبية، حول جعل الفضاء السيبراني مكانا حاسما لتعزيز السلام ومنع الكراهية ذات الدوافع الدينية.
وشارك في الجلسة الحوارية عدد من الطلاب البحرينيين، بالإضافة إلى طلاب من مختلف دول الاتحاد الأوروبي، والتي تحدث خلالها رافائيل وارولين، مسؤول السياسات في المفوضية الأوروبية، الدكتور فنسنت ديبين، منسق الحوار مع الكنائس والأديان والمنظمات الفلسفية وغير الدينية، المفوضية الأوروبية، الدكتور محمد علي حسن علي عضو مجلس الشورى، والسيدة بيتسي ماثيسون، النائب الأول لرئيس مركز الملك حمد للتعايش السلمي.
وقال رافائيل وارولين، مسؤول السياسات في المفوضية الأوروبية:» أعتقد أن الفضاء الرقمي عزز الحريات، الناس بإمكانهم إظهار دينهم أو معتقدهم وهم يتجمعون تقريبا لإقامة الاحتفالات ومناقشة الدين على الإنترنت، وهذا أمر شرعي، حتى في حالات الطوارئ الوطنية».
وأضاف رافائيل وارولين: «هناك الكثير من الأشياء التي يمكننا العودة إليها كمرجعية عند الحديث عن حقوق الإنسان في جميع البلدان، نحن ندافع بشكل أساسي عما ورد في ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، لا ندافع عن قيم الاتحاد الأوروبي ولكننا ندافع عن تشريعات القانون الدولي لحقوق الإنسان سواء كان في الواقع أو الفضاء الإلكتروني».
وتابع رافائيل وارولين: «من حق الناس في الإنترنت ألا يضطروا إلى إخفاء هوياتهم أو دينهم أو أن يضطروا لتغيير ديانتهم أو معتقدهم، ولدينا في الواقع سياسات واضحة جدًا توضح إرشادات ذلك حول حرية المعتقد، وحرية التعبير، نقوم بالتواصل مع المجتمع المدني والجهات الفاعلة التي تدافع عن حقوق الإنسان».
من جانبه، قال الدكتور فنسنت ديبين، منسق الحوار مع الكنائس والأديان والمنظمات الفلسفية وغير الدينية، المفوضية الأوروبية: «هناك قاعدة رئيسية يمكننا تطبيقها على الفضاء الإلكتروني والواقع معاً، ما هو محظور في الواقع يجب حظره عبر الإنترنت، وكمستخدم يجب ألا تفعل شيئاً عبر الإنترنت لن تفعله في الحياة الواقعية».
وأضاف الدكتور فنسنت ديبين: «عند الحديث عن دور القادة الدينيين والجماعات العلمانية، نركز على دعم القضايا الأساسية، والحقوق الأساسية، التي يتوجب توفيرها في القوانين والأنظمة».
وتابع الدكتور فنسنت ديبين: «وضعنا ميثاقاً حول المعايير الأساسية للحقوق الإنسانية، نتحدث عن حرية الدين، وحرية التعبير، والحقوق الأساسية المعترف بها من جميع مواطني الاتحاد الأوروبي، ولا يمكن تقييدها لأسباب تتعلق بالنظام العام، عندما يتعلق الأمر بخطاب الكراهية، فإن هذا أحد التحديات التي يمكننا أن تأتي مع الحريات من قبل من لم يفهمها بشكل صحيح، الحرية لا تمتد لتشمل خطاب الكراهية أو الأفعال العنصرية، وبالتالي هذا هو الحد ولوائح الاتحاد الأوروبي بشأن ذلك واضحة».
بدوره، قال الدكتور محمد علي حسن علي عضو مجلس الشورى: «الإنترنت أصبح جزءًا لا يتجزأ من مجتمعنا، وأحدث ثورة في كيفية قيامنا بأعمالنا وكيفية التواصل وكيفية التعبير عن أفكارنا وما نحب ونكره، وسائل التواصل الاجتماعي هو تطور تكنولوجي يظهر الفروق بين الثقافات وبين المجتمعات، أما التنوع فهو متجذر في حياتنا منذ قرون».
وأضاف محمد علي: «الفضاء السيبراني أو استخدام التكنولوجيا المتقدمة قد قلل من الاختلافات بين المجتمعات والثقافات وساعد على تقبل الآخر، ما هو الخطأ وما هو الصواب موضوع آخر يتعلق بالمستخدم وكيفية تعبيره عن مشاعره وآرائه، هناك خطاب حرية وخطاب كراهية، الخطأ يأتي من السلوك وليس من الأداة».
من جانبها، قالت بيتسي ماثيسون، النائب الأول لرئيس مركز الملك حمد التعايش السلمي: «ما نريده هو ابتعاد وسائل التواصل الاجتماعي عن الحروب الفكرية المتطرفة، واللجوء إلى الهدوء والمحبة والاحترام، ونبذ الكراهية والتنمر والسب والتحريض على العنف، والسعي إلى السلام والتعايش السلمي، وأنا أراهن على أن هذه تجارة رابحة أكثر من تجارة الكراهية».
وأضافت: «جرائم الكراهية والتنمر موجودة منذ زمن، لكنها تضخمت وأصبحت ظاهرة عالمية الآن، بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، تاريخياً قدمت البحرين ملاذاً للمضطهدين، وعلى سبيل المثال بعض مسيحيي الشرق كانوا يفرون من الاضطهاد الدياني البيزنطي ويأتون إلى البحرين، بنوا كنائس ودور عبادة، وكان لديهم بيوت تأويهم، وإلى الآن بعض المناطق تحمل هذا الإرث».
وتابعت: «الكلام الذي يحض على الكراهية عبر الإنترنت، أعتقد أنه أمر فظيع أن تكون منصات التواصل الاجتماعي عبارة عن عمل ربحي، يهدف إلى جذب الانتباه والكسب، إنهم يضرون السلامة العقلية لشبابنا في جميع أنحاء العالم لكسب المال، ولا يتورعون عن استخدام الأساليب الملتوية».