وليد صبري
«الفرقة 59» تجمع أسطولاً يضم أكثر من 100 سفينة
القوة البحرية الملكية البحرينية شاركت في مناورة بالخليج أكتوبر الماضي
إيران توسع نطاق تدميرها ونشاطها المزعزع للاستقرار
إيران العنصر الأساسي لزعزعة الاستقرار في المنطقة
أكد قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا في رد على سؤال لـ«الوطن» حول التعاون القائم بين قوة دفاع البحرين، والقوات الأمريكية، أن العلاقة العسكرية الأمريكية مع قوة دفاع البحرين تعود إلى 55 عاماً، أي أكثر من عقد قبل تشكيل القيادة المركزية، وهذه العلاقة أقوى الآن من أي وقت مضى.
وأضاف الجنرال الأمريكي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع الصحف المحلية عبر البريد الإلكتروني «الإيميل» أنه في أكتوبر الماضي فقط، شاركت القوة البحرية الملكية البحرينية في مناورة بحرية في الخليج حيث تعاونت سبع سفن مأهولة من المملكة العربية السعودية والبحرين والمملكة المتحدة والولايات المتحدة مع أنظمة غير مأهولة، وهذا واحد من العديد من الأمثلة التي تؤكد أن قواتنا تدرك قيمة الشراكات والابتكار في الوقت الحالي.
وقال في رده على أسئلة الصحفيين: «أمضيتُ حتى الآن 10 أشهر في منصبي كقائد للقيادة المركزية الأمريكية وهذهِ هي رحلتي الثالثة عشر إلى المنطقة خلال تلك الفترة. لذا فأنا ملتزم بالشراكات وزيارة شركائنا وجهًا لوجه. حيث تساعد رحلاتي التي أقوم بها في المنطقة في تشكيل نهجي الاستراتيجي للقيادة المركزية والذي يمكن تلخيصه بشكل أفضل في ثلاث كلمات: الشعوب والشركاء والابتكار».
وتابع أن «الشعوب هي أعظم ثروة لدينا وأهم مواردنا، جميع الحلول للمشاكل المزعجة في المنطقة تبدأ وتنتهي بالناس الذين يعملون على حل هذهِ المشاكل. حيثُ إن شركاءنا هم الكسب الكبير لأمتنا في مواجهة المنافسين مثل الصين وروسيا. وعبر القيادة المركزية الأمريكية نحن نصقل ونقوي ونعتمد على تلك الشراكات. نحن نركز على تطوير شراكات عميقة ودائمة من شأنها أن تسمح لنا بمعالجة مجموعة من التهديدات في المنطقة معًا بما في ذلك تلك التي تمثلها إيران. كما أن شراكاتنا قائمة على علاقات شاملة وقيم ما يجعلنا الشريك المفضل في المنطقة».
وأوضح قائد القيادة المركزية الأمريكية أن «العنصر حاسم في شراكاتنا هو الابتكار. حيثُ يُعد ابتكار الفكر والأساليب والمفاهيم وابتكار التكنولوجيا بمثابة النسيج الذي يضم شركاءنا. فالابتكار سيؤدي إلى توسيع قيمة شراكتنا، وسيسمح لنا بالتحرك بشكل أسرع والعمل بشكل أكثر كفاءة، ويساعدنا على زيادة التقدم في جميع الجهود التشغيلية. فهذا يُمثل فرصة نمو حقيقية للشراكات العسكرية في المنطقة ووسيلة لتعزيز هذهِ الشراكات بشكل أكبر. إننا نبني ثقافة الابتكار في القيادة المركزية، وشركاؤنا يقفون معنا في هذهِ الرحلة».
وذكر أنه «في الوقت الحالي، هناك حاجة ملحة للابتكار بسرعة لصالح الأمن الإقليمي. في الواقع، تركز فرقة العمل 59 وهي فرقة عمل الابتكار البحرية الخاصة بنا ومقرها هنا في البحرين والذي يعد برنامج الابتكار الرائد لدينا في جميع أنحاء المنطقة. وأنا أقوم بزيارة فرقة العمل 59 في كل مرة أعبر فيها البحرين. لقد قضيتُ مع فرقة العمل 59 عدة ساعات في آخر زيارة لي يوم 9 فبراير. ومن خلال فريق العمل هذا الذي أنشأناه في نوفمبر 2021، لدينا القدرة التكنولوجية في الوقت الحالي لتحسين الوعي بالمجال البحري بشكل سريع وبناء شبكة ذكاء اصطناعي وغير مأهولة ومتكاملة لتكون لدينا بحار أكثر أمنًا وحماية أقوى للتجارة العالمية».
وأشار إلى أنه «في البحر، نبني على الأصول التي لدينا بالفعل وننشئ شبكة متداخلة من أجهزة الاستشعار التي تنقل البيانات في الوقت الفعلي، ستساعد كل هذه البيانات، التي يتم دفعها من خلال تكامل البيانات ومنصات الذكاء الاصطناعي، في بناء صورة أوضح لبيئة التشغيل».
وأوضح أن «الأهم من ذلك، أن شركاءنا الدوليين والإقليميين في هذه الرحلة معنا - وخاصة البحرين، تعاونت فرقة العمل 59 مع البحرين العام الماضي، وقد أنشأنا مركزاً هنا جنباً إلى جنب مع مركز آخر في العقبة، الأردن».
ولفت الجنرال الأمريكي إلى أنه «في أكتوبر الماضي فقط، شاركت القوة البحرية الملكية البحرينية في مناورة بحرية في الخليج حيث تعاونت سبع سفن مأهولة من المملكة العربية السعودية والبحرين والمملكة المتحدة والولايات المتحدة مع أنظمة غير مأهولة. هذا واحد من العديد من الأمثلة التي تؤكد أن قواتنا تدرك قيمة الشراكات والابتكار في الوقت الحالي».
وأوضح أنه «بحلول نهاية هذا العام، ستجمع فرقة العمل 59 أسطولاً يضم أكثر من 100 سفينة سطحية وتحت سطحية غير مأهولة تعمل معاً وتتواصل معًا وتوفر الوعي بالمجال البحري لجميع الجيوش المشاركة، ما لا يقل عن 80 في المائة من هذه السفن غير المأهولة ستأتي من القوات الشريكة لنا، ويستمر عدد البلدان الشريكة في النمو، وهي جزء من قوة فرقة العمل 59 التشغيلية وجزء من موظفي فريق العمل 59».
وفي رد على سؤال لـ«الوطن»، حول الشراكة الاستراتيجية بين القوات المسلحة الأمريكية وقوة دفاع البحرين في حفظ الأمن وتأمين سفن الملاحة وإمدادات الطاقة بالإضافة إلى تطور قوة دفاع البحرين في التسليح والجاهزية القتالية وامتلاكها لأحدث الأسلحة العالمية، أفاد الجنرال الأمريكي بأن العلاقة العسكرية الأمريكية مع قوة دفاع البحرين تعود إلى 55 عاماً، أي أكثر من عقد قبل تشكيل القيادة المركزية، وإن هذه العلاقة أقوى الآن من أي وقت مضى.
وحول الشراكات الجديدة في المنطقة، ذكر أن إسرائيل هي أحدث شريك لنا في القيادة المركزية الأمريكية، معتبراً أن انضمام إسرائيل إلى القيادة المركزية الأمريكية قبل أقل من 18 شهراً يقدم فرصاً هائلة للمنطقة، وترى إسرائيل وشركاؤها الآخرون في المنطقة تهديدات مشتركة ولديهم سبب مشترك، وبسرعة كبيرة، تتشكل شراكات جديدة في المنطقة، وهذا سيفيد الأمن والاستقرار الإقليميين».
ونوه إلى أن «تركيزنا على الأشخاص والشراكات والابتكار سيجعلنا في أفضل وضع للمستقبل، والقيادة المركزية مستعدة لذلك المستقبل، نحن في وضع جيد لدعم المنطقة اليوم وفي الأشهر والسنوات المقبلة».
وفيما يتعلق بتوسع الحشود البحرية الإيرانية في الخليج، واستخدام الطائرات بدون طيار وتوريد الأسلحة في الخليج العربي، وإذا ما كان هناك مخاوف أمريكية تتطلب تدخلات وتأكيدات حادة، نوه الجنرال الأمريكي إلى أن «إيران هي العنصر الأساسي لزعزعة الاستقرار في المنطقة، ولطالما شددت باستمرار على هذه النقطة».
وقال إنه «في الواقع، يصادف هذا العام الذكرى الأربعين لتشكيل القيادة المركزية الأمريكية ونحن نتأمل ونفتخر بتاريخ القيادة المركزية، وكانت إيران الشغل الشاغل للقيادة المركزية الأمريكية عند تشكيلها في عام 1983، ولايزال هذا هو الحال اليوم. ومع ذلك، فقد طورت إيران بشكل كبير قدرتها العسكرية بمرور الوقت، وإيران اليوم أكثر قدرة وتقدماً من الناحية التكنولوجية وأكثر قوة عسكريا مما كانت عليه قبل خمس سنوات فقط. ولمكافحة هذا، فإننا نعزز شراكاتنا في المنطقة».
وتجدر الإشارة إلى أن إيران وسعت نطاق تدميرها ونشاطها المزعزع للاستقرار خارج المنطقة، وتشحن طهران الآن طائرات بدون طيار مميتة وأسلحة متطورة إلى روسيا، وتزود روسيا وتدعم حربها غير الشرعية في أوكرانيا.
وتابع: «نحن نستخدم مناهج مبتكرة للتهديد الذي تشكله إيران، ستسمح لنا التقنيات والعمليات والمفاهيم المبتكرة وتنفيذ تكنولوجيا جديدة مثل الأنظمة غير المأهولة والذكاء الاصطناعي ومنصات الاتصالات بزيادة فعالية مكافحة الطائرات بدون طيار والأنظمة المأهولة الموجودة في المنطقة الآن».
وقال: «لقد أشرت بالفعل إلى فرقة العمل 59، حسناً، منذ ثلاثة أشهر فقط، اختتمت فرقة العمل 59 برنامج Digital Horizon، وهو عرض توضيحي واسع النطاق لتحديد أفضل الحلول بدون طيار والذكاء الاصطناعي للانتشار البحري، في هذا التمرين، جربت فرقة العمل 59 في الخليج العربي سفن ناشئة غير مأهولة مرتبطة بمنصات الذكاء الاصطناعي، قام قادة فرق العمل بتقييم مجموعة المنصات التي توفر أكبر قدر من الوعي بالمجال البحري، والتي هي جاهزة لتطبيق تشغيلها الآن».
وفيما يتعلق بالإجراءات الأمنية الجديدة التي تم تنفيذها في عام 2023 لحماية دول مجلس التعاون الخليجي من التهديدات الروسية في المستقبل، وكيف يمكن للجيش الأمريكي أن يدعم البحرين في مثل هذهِ الحالة، أفاد الجنرال الأمريكي بأن روسيا لا تشكل تهديداً عسكرياً على دول مجلس التعاون الخليجي.