شارك السيد محمد علي القائد الرئيس التنفيذي لهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية، في فعاليات القمة العالمية للحكومات 2023 التي تنظمها حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة من 13-15 فبراير الجاري في مدينة دبي والتي تحظى بمشاركة نخبة من قادة الحكومات والوزراء وكبار المسؤولين وصنّاع القرار ورواد الأفكار والمختصين في الشؤون المالية والاقتصادية والاجتماعية ورؤساء منظمات دولية ورؤساء شركات عالمية من 150 دولة حول العالم.وبهذه المناسبة أشاد السيد محمد علي القائد الرئيس التنفيذي للهيئة باستضافة دولة الإمارات العربية المتحدة، وبالجهود الكبيرة التي قدمتها خلال التجهيز والإعداد لانعقاد هذه القمة العالمية عالية المستوى، والتي انطلقت تحت شعار "استشراف حكومات المستقبل" والهادفة لتبادل الخبرات والمعارف والأفكار التي تسهم في تعزيز التنمية والازدهار عبر استشراف مستقبل الحكومات حول العالم، منوهاً بأهميتها في الوقوف على أبرز التحديات العالمية الحالية والمستقبلية، وسبل الارتقاء بالأداء الحكومي ومواكبة التغيرات العالمية المتسارعة من خلال تطويع التقنيات الحديثة واستخدام التكنولوجيا والابتكار لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية وصولاً لتحقيق جودة الحياة.وقد شارك السيد محمد القائد الرئيس التنفيذي في اليوم الثاني من أعمال القمة في منتدى " مستقبل العمل" والذي يأتي ضمن محور "التعليم والوظائف كأولويات الحكومة "، والتي ضمت معالي كرستي كالجوليد الرئيس الخامس لحكومة جمهورية إستونيا، و السيد كوه جين رئيس المجلس لحكومة المنصة الرقمية بكوريا الجنوبية ، و السيد دورون أفني، نائب الرئيس للشؤون الحكومية والسياسة العامة للأسواق الناشئة بشركة Google ، و أدارتها السيدة أمانديب بانغو صحفي البي بي سي.وخلال كلمته أكد السيد محمد القائد أن المشاركة في هذا الحدث العالمي الهام يمثل فرصة لاستعراض تجارب مملكة البحرين و مبادراتها في مجال تعزيز سير العمل الحكومي و تهيئته بالمقومات الداعمة لمواكبة التحديات، وذلك من الاسترشاد بالرؤية الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه وتوجيهات الحكومة الموقرة برئاسة صاحب الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله في توظيف التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في شتى المجالات ولاسيما في العمل الحكومي، مشيراً إلى جملة من المبادرات التي أطلقتها الحكومة والمتسقة مع رؤيتها الاقتصادية 2030 ومبادئها الثلاث الاستدامة والتنافسية والعدالة، من تهيئة للبنية التحتية التقنية، متكيفة والمتطلبات المستقبلية وقادرة على مواكبة التحديات، مؤكداً أثر المتابعة الحثيثة من قبل معالي وزير الداخلية الفريق أول ركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، رئيس اللجنة الوزارية لتقنية المعلومات والاتصالات، للعملية التطويرية للخدمات الحكومية في مجال تقنية المعلومات و توظيف التقنية والتحول الرقمي وأهمية الاستثمار في هذا المجال، وهو ما انعكس من خلال توفير جملة من المقومات والتشريعات والسياسات الداعمة لتوفير بيئة خصبة وجاذبة لاستقطاب الشركات العالمية العاملة في هذا المجال وتشجيع التقنيات الناشئة كالسحابة الوطنية، الذكاء الاصطناعي، سلاسل الكتل، إنترنت الأشياء وتحليل البيانات الضخمة.وفي هذا الصدد أوضح السيد محمد القائد أن التوجه نحو توظيف التقنيات الحديثة واستخدام الذكاء الاصطناعي باتت من المتطلبات الضرورية جدا والداعمة لبناء اقتصاد قوي، ذلك في ظل ما توفره من امكانيات عدة من تسهيلها للإجراءات واعادة هندستها و في استقطاب رؤوس الأموال، مؤكداً أنه بوجود الاقتصاد قوي ستخلق فرص عمل جديدة في القطاع العام والخاص تفوق الوظائف التي تم الاستغناء عنها نتيجة الاتمتة، الأمر الذي من شأنه أن يسهم في إعادة توجيه تلك الوظائف الى وظائف ذات أجور اعلى، وهو التوجه الذي تعمل عليه حكومة مملكة البحرين برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس الوزراء حفظه الله، وهذا ما يدفعنا في القطاع الحكومي للعمل لتحقيق الطموح العالي وتنفيذ اضعاف المبادرات الممكن تنفيذها في ظل الاستعانة بالتقنية والادوات الحديثة.وأكد القائد أن حكومة مملكة البحرين عملت على توفير المقومات الداعمة والمعززة لمهارات ومواهب تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لكوادرها الوطنية وتهيئتها لمواكبة التحولات في بيئة العمل في القطاع الحكومي والخاص عبر تنفيذها عدد من المبادرات الوطنية لتسريع الابتكار في البحرين، فإطلاقها لسياستها الوطنية "السحابة أولا" في عام 2017" وتدريب هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية بالتعاون مع صندوق العمل "تمكين" لـ أكثر من 900 بحريني من العاملين في مجال تقنية المعلومات على مهارات الحوسبة السحابية في AWS ومايكروسوفت مكنهم وبعد تأهيل قدراتهم وتزويدهم بمهارات جديدة عبر دورات تدريبية مكثفة من التعامل مع التقنية الحديثة وممارسة مهامهم نحو الارتقاء بكفاءة الخدمات المقدمة وتحسينها وتطوير جودة حياة المجتمع.كما استعرض السيد محمد القائد، مبادرة " تطبيق مجتمع واعي" والذي أطلقته هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية خلال جائحة كورونا كوفيد-19، مشيراً إلى أن التطبيق مثل أنموذجاً فريد من حيث فكرته وتنفيذه و إطلاقه خلال أسبوعين فقط من خلال الاستعانة بمميزات الحوسبة السحابية ، موضحاً بأنه تطلب ربطه بمجموعة متعددة من الأنظمة الحكومية المعنية بمكافحة الجائحة عبر توظيف الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى مميزاته العديدة ومنها قدرته على تحليل البيانات الضخمة لرصد المخالطين بنسبة فاعلية ودقة وصلت إلى 30% إلى جانب مساهمة التطبيق في تقليل تكلفة الفحص العشوائي، مؤكداً فاعلية التطبيق في استمرار العمل و التخفيف من تداعيات الجائحة والاستجابة لها والتعافي منها فضلا عن المحافظة على النمو الاقتصادي.وخلال حديثه أكد القائد بأن حكومة مملكة البحرين تمكنت وكأول قطاع عام في الشرق الأوسط وأفريقيا في استكمال عملية الانتقال الكلي للمؤسسات الحكومية (70 جهة ومؤسسة) للعمل ضمن بيئة الحوسبة السحابية ، و تمكين أكثر من 25 ألف موظف حكومي للعمل ضمن بيئة الحوسبة السحابية التابعة لشركة مايكروسوفت ، في ظل ما توفره من الحلول والميزات التقنية واتاحة العمل ضمن بيئة موثقة وآمنة ومكنهم من العمل عن بُعد ما أسهم في استمرارية تقديم الخدمات للمواطنين والمقيمين بالمملكة وديمومتها في مختلف الظروف ولاسيما خلال جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، فضلاً عن أثر توظيف هذه التوجه في رفع إنتاجية الموظفين من خلال توفير أكثر من 100,000 ساعة عمل أسبوعياً إضافية كانت تقضى في تنقل الموظفين إلى مواقع الاجتماعات.وفي مجال الاستثمار في الكوادر الوطنية وتأهيلها وإعدادها للوظائف السحابية القادمة و وظائف القرن الحادي والعشرين وتمكينهم من التنافس في سوق العمل، أكد الرئيس التنفيذي للهيئة بأن جامعة البحرين عملت على استحداث شهادة احترافية في الحوسبة السحابية لمدة عام واحد، فضلاً عن إطلاق درجة البكالوريوس الكاملة في الحوسبة السحابية، وهي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، بالتعاون مع " AWS Educate Cloud Degree " والتي دمجت بين الخبرة العملية و النظرية فضلاً عن إسهام البرنامج في تحقيق الممارسة المهنية والابتكار في علوم الكمبيوتر والحوسبة السحابية.وبشأن أبرز الفرص والتحديات في مجال التحول الرقمي أكد السيد محمد القائد أن جمع البيانات الضخمة وتحليلها وتسهيل الوصول إليها يعد ابرزها، مشيراً إلى أن توظيف مميزات وخصائص التقنية لسحابة الوطنية أسهمت في تسهيل ذلك و أحدثت ثورة في قدرات التخزين ومشاركة الملفات والوصول من خلال العمل عليها ضمن منصة السحابة، مشيراً إلى أن مملكة البحرين استثمرت هذه الميزة من خلال إطلاقها للمشروع الوطني لبنك المعلومات العقارية وهو ما سيسهم بتوفير قاعدة بيانات عقارية ذكية وشاملة في المملكة، مشيراً إلى أنه تم تطوير نظام قاعدة البيانات و الواجهة الخلفية للنظام باستخدام بحيرة البيانات الوطنية عبر خدمات الحوسبة السحابية AWS.كما وتطرق الرئيس التنفيذي لجملة من المبادرات والمشاريع التي الجاري العمل عليها والتي ترتكز على توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي وأنظمة ومميزات الحوسبة السحابية ومنها، إطلاق منصة البيانات المفتوحة على السحابة لتمكين الأفراد والشركات من الاستفادة من البيانات الحكومية لتسريع الابتكار، مركز الجينوم والذي يتيح البيانات المتعلقة بالجينوم لدعم الممارسين الصحيين في البحرين لتقديم أفضل الخدمات الصحية، بجانب إنشاء كيانات حكومية جديدة مثل الجهاز الوطني للإيرادات وهيئة التخطيط والتطوير العمراني والتي تم إنشائها عبر السحابة الوطنية.جدير ذكره أن القمة العالمية للحكومات 2023 جمعت على منصتها 20 رئيس دولة ورئيس حكومة إضافة إلى أكثر من 250 وزيراً بالإضافة إلى 10 آلاف من رجال الأعمال والمسؤولين الحكوميين وقادة الفكر والخبراء العالميين الأبرز في العالم.