الكل يعمل في هذه الحياة، وليس بمقدور أحد الاستغناء عن العمل أو الانشغال بشيء يفيده في حياته، لكن الدوافع وراء عمل الإنسان تختلف من فرد إلى فرد، فهي دوافع تتسم بالذاتية إن صح التعبير، فنحن نعمل لكي نحصل على شي نريده من هذا العمل، للحصول على شيء يحافظ على جودة حياتنا وعلى بقائنا في محيط آمن في هذا العالم الذي نحيا به.
ولا شك بأن العمل يحفظ كرامة وعزة الإنسان ويقيّه من السؤال والمهانة في طلب تأمين مأكله ومشربه، فقد جاءت الآية الكريمة بقوله تعالى: (وَقُلِ إعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) صدق الله العظيم، التي أكدت دور وأهمية العمل في حياة الإنسان، كما بينّت عدة أحاديث نبوية بأن على الإنسان الجدّ والتعب والعمل بأمانة ليبارك الله تعالى له في رزقه وماله، ومثال على ذلك الحديث النبوي الشريف: "ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده"، ولكن السؤال هنا ما الذي يدفعنا إلى الإنجاز وتحقيق الأفضل؟
قبل الإجابة على ذلك .. استذكرت سؤالاً آخر، طرحته يوماً على والدي رحمه الله، حين رأيته منهكاً وغارقاً في عمله والسؤال كان: لماذا لا توزِع الحكومة على كل فرد ما يكفي من النقود ليشتري بها ما يود شراءه من دون عمل وتعب؟
فقال لي: لأن نقود الحكومة محدودة. فقلت له وكيف تكون محدودة والحكومة هي التي تصدرها أو حرفياً تطبعها؟
فلم يجبني حتى مات! وحين كبرت عرفت الإجابة!
منذ أن بدأت العمل في سن مبكرة تعلمت أن الشغف هو حجر الأساس في الإنجاز، وأن الموهبة هي سر الإبداع، فلا يمكن لنا أن نمارس عملاً نحبه إلا ونحن غارقين في النشوة أثناء أداءه، تلك النشوة التي تلهينا عن كل شيء في الخارج، أليس كذلك؟ هل جربت هذا الشعور العظيم يوماً ما؟!
نحن نعمل لأن الأشياء التي نريد حيازتها تحتاج إلى عمل لإنتاجها أو لتحويلها بوسيلة من الوسائل إلى سلعة أو خدمة يرغب الناس في الحصول عليها، وهذا لا يأتي بسهولة ويسر، فكما قال المتنبي:
لولا المشقةُ سادَ الناسُ كلهمُ ... الجودُ يفقرُ والإقدامُ قَتَّالُ.
ومعنى ما تقدم أنه لا بد من جهد أو مشقة، أي عمل. ولا بد من العمل للحصول على وسائل المعيشة.
وهكذا نجد أن العمل شريان الحياة المتجددة ونبع التقدم والصلاح الفردي والجماعي، ولقد شجع الإسلام على العمل وحثّ على أن يعمل الإنسان بأي نوع وأي شكل من الأعمال، بشرط أن يكون هذا العمل حلالاً وبعيداً عن الحرام، فلا عيب ولا حرج على الإنسان المسلم بالعمل للحصول على المال، الذي يؤمن له مطالبه اليومية.
إذن فكلنا نعمل ولكن بعضنا فقط من يتقن عمله ويحقق إنجاز! وهؤلاء هم فقط الذين قرروا أن يكونوا شيئاً غير عادياً في الحياة، وهنا استذكرت عبارة قالتها والدتي يوماً مفادها " لا تقف الحياة عند إنجاز أحد، عليكِ أن لا تتوقفي عن تحقيق الإنجاز لأن هناك من سيسبقك بإنجازٍ أكبر، فهذه هي الحياة".
خولة الهاجري
Inst : khawlahalhajri_@
ولا شك بأن العمل يحفظ كرامة وعزة الإنسان ويقيّه من السؤال والمهانة في طلب تأمين مأكله ومشربه، فقد جاءت الآية الكريمة بقوله تعالى: (وَقُلِ إعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) صدق الله العظيم، التي أكدت دور وأهمية العمل في حياة الإنسان، كما بينّت عدة أحاديث نبوية بأن على الإنسان الجدّ والتعب والعمل بأمانة ليبارك الله تعالى له في رزقه وماله، ومثال على ذلك الحديث النبوي الشريف: "ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده"، ولكن السؤال هنا ما الذي يدفعنا إلى الإنجاز وتحقيق الأفضل؟
قبل الإجابة على ذلك .. استذكرت سؤالاً آخر، طرحته يوماً على والدي رحمه الله، حين رأيته منهكاً وغارقاً في عمله والسؤال كان: لماذا لا توزِع الحكومة على كل فرد ما يكفي من النقود ليشتري بها ما يود شراءه من دون عمل وتعب؟
فقال لي: لأن نقود الحكومة محدودة. فقلت له وكيف تكون محدودة والحكومة هي التي تصدرها أو حرفياً تطبعها؟
فلم يجبني حتى مات! وحين كبرت عرفت الإجابة!
منذ أن بدأت العمل في سن مبكرة تعلمت أن الشغف هو حجر الأساس في الإنجاز، وأن الموهبة هي سر الإبداع، فلا يمكن لنا أن نمارس عملاً نحبه إلا ونحن غارقين في النشوة أثناء أداءه، تلك النشوة التي تلهينا عن كل شيء في الخارج، أليس كذلك؟ هل جربت هذا الشعور العظيم يوماً ما؟!
نحن نعمل لأن الأشياء التي نريد حيازتها تحتاج إلى عمل لإنتاجها أو لتحويلها بوسيلة من الوسائل إلى سلعة أو خدمة يرغب الناس في الحصول عليها، وهذا لا يأتي بسهولة ويسر، فكما قال المتنبي:
لولا المشقةُ سادَ الناسُ كلهمُ ... الجودُ يفقرُ والإقدامُ قَتَّالُ.
ومعنى ما تقدم أنه لا بد من جهد أو مشقة، أي عمل. ولا بد من العمل للحصول على وسائل المعيشة.
وهكذا نجد أن العمل شريان الحياة المتجددة ونبع التقدم والصلاح الفردي والجماعي، ولقد شجع الإسلام على العمل وحثّ على أن يعمل الإنسان بأي نوع وأي شكل من الأعمال، بشرط أن يكون هذا العمل حلالاً وبعيداً عن الحرام، فلا عيب ولا حرج على الإنسان المسلم بالعمل للحصول على المال، الذي يؤمن له مطالبه اليومية.
إذن فكلنا نعمل ولكن بعضنا فقط من يتقن عمله ويحقق إنجاز! وهؤلاء هم فقط الذين قرروا أن يكونوا شيئاً غير عادياً في الحياة، وهنا استذكرت عبارة قالتها والدتي يوماً مفادها " لا تقف الحياة عند إنجاز أحد، عليكِ أن لا تتوقفي عن تحقيق الإنجاز لأن هناك من سيسبقك بإنجازٍ أكبر، فهذه هي الحياة".
خولة الهاجري
Inst : khawlahalhajri_@