وليد صبري




* تعاون بين "المؤسسة الملكية" و"الإحسان الخيرية" بشكل مؤسسي قريباً

* 8 آلاف أُسرة من جنسيات مختلفة تستفيد من خدمات "الإحسان الخيرية" بالإمارات

* 212 جنسية تعيش في الإمارات في ظل التسامح الديني والتعايش السلمي

* لقب "الشيخ الأخضر" رسالة من إنسان ينتمي لأُسرة حاكمة وليس للشهرة والتميّز

* قضية البيئة تشهد تطوراً كبيراً على مستوى الحكومات والاستراتيجيات

* القيادة تبدأ من الصغر وصناعة القادة من خلال المنزل والأُسرة

* غرس شعور المسؤولية لدى الطفل من عمر 4 سنوات

* اكتمال إعداد القائد قبل بلوغه سن الـ18 عاماً

* المسؤولية المجتمعية تسهم بـ70% في إعداد القادة

* التفوق الدراسي لا يلعب دوراً رئيسياً في مسألة إعداد القادة

* القياديون ليسوا بالضرورة متميزين في دراساتهم

* تأخر الزواج أبرز التحديات أمام الشباب مع الانشغال بأمور الحياة


أكد المستشار البيئي لحكومة إمارة عجمان، والرئيس التنفيذي لجمعية الإحسان الخيرية، الدكتور الشيخ عبدالعزيز بن علي بن راشد النعيمي، أن البحرين تنعم بالتسامح الديني والتعايش السلمي خاصة مع الانسجام القائم بين جميع الطوائف والأديان في المملكة، موضحاً أنه من المرتقب أن يكون هناك تعاون قائم بين جمعية الإحسان الخيرية والمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية بشكل مؤسسي قريباً.

وأضاف الشيخ النعيمي في حوار خصّ به "الوطن" خلال زيارته الأخيرة للبحرين أن "لقب الشيخ الأخضر الذي أُطلق عليه لا يعتبره تميّزاً وليس للشهرة ولكنه في الحقيقة، هي رسالة أن هذا الإنسان وهو من أُسرة حاكمة، كيف أن لديه رسالة يريد أن يوصلها للعالم، للصغير والكبير، وهي أن هذه الأرض هي أمانة، كيف نحافظ عليها ونبنيها ونعمرها ونكون فعلاً خلفاء على هذه الأرض". وذكر أن "هناك نحو 8 آلاف أسرة من جنسيات مختلفة تستفيد من خدمات "الإحسان الخيرية" بالإمارات، بنسبة 30% من الإماراتيين، و70% من الجنسيات الأخرى المقيمة بالدولة"، منوهاً إلى أن "الإمارات تتمتع بالتعايش السلمي والتسامح الديني حيث تعيش نحو 212 جنسية في الدولة في ظل تلك الأجواء التي تشهد الأُلفة والأمن والأمان والسلام".

وفيما يتعلّق بمسألة القيادة وإعداد القادة، أوضح الشيخ النعيمي أن "القيادة تبدأ من الصغر وصناعة القادة من خلال المنزل والأُسرة"، مشيراً إلى "ضرورة غرس شعور المسؤولية لدى الطفل من عمر 4 سنوات"، كاشفاً عن أن اكتمال إعداد القائد قبل بلوغه سن الـ18 عاماً.

وقال إن "المسؤولية المجتمعية تسهم بـ70% في إعداد القادة، لاسيما وأن التفوق الدراسي لا يلعب دوراً رئيسياً في مسألة إعداد القادة، وبالتالي القياديون ليسوا بالضرورة متميزين في دراساتهم".

وتطرق الشيخ النعيمي إلى مسألة الاهتمام بالبيئة لافتاً إلى أن "الاهتمام بشؤون البيئة الآن أكثر بكثير من ذي قبل، والأفكار تغيّرت، وقضية البيئة شهدت تطوراً كبيراً على مستوى الحكومات والاستراتيجيات وأيضاً في المدارس". وإلى نص الحوار:

ماذا عن زيارتكم إلى البحرين؟

- أنا أعشق مملكة البحرين، وهي بلدنا، وفيها أهلنا، والزيارة الغرض منها تجديد العلاقات، وأيضاً عقد لقاءات وأمسيات ومحاضرات، وتبادل خبرات مختلفة، وهذا سبب رئيسي لوجودي في البحرين.

كيف ترون التسامح الديني والتعايش السلمي في البحرين؟

- هذا شيء رائع تتميّز به البحرين، خاصة ما يتعلّق بالانسجام بين جميع الطوائف والأديان في مملكة البحرين.

ما أبرز المجالات التي تلقى اهتماماتكم؟

- هناك مجالات متعددة أهتم بها، لعل أبرزها، مجالات الشباب، والبيئة، والعمل الإنساني، والمسؤولية المجتمعية، وصناعة القادة.

في رأيكم.. كيف يمكن إعداد القادة؟

- هناك أكثر من طريقة لإعداد القادة، هناك طرق تقليدية من خلال الدورات والمحاضرات والتدريب، وهناك طرق أخرى بين التدريب التقليدي والتدريب العملي، وهناك تدريب آخر استثنائي نعمل عليه، أنا من خلال تجربتي سوف أتكلم عن برنامج القدوة والقيادة، أن تصنع قادة، وأن يكون لديك مجموعة من الناس يتعلمون منك السلوك والأفعال والأقوال بالإضافة إلى الاحتكاك، بأن يجربوا مهارات وقدرات في مواقع معيّنة وفي أسلوب معيّن لاتخاذ القرار لكي لا يترددوا ويعرفوا كيف فريق العمل يُبنى؟ فبرنامج الاحتكاك الذي أستخدمه هو المعايشة، وهو التعايش، إذا كنت تريد أن تتعرّف على صفات شخص معيّن، عليك أن تتعايش معه، تعامل معه، اذهب معه في رحلة، أو مارس معه برنامجاً معيناً، في الصفوف والقاعات، ضع التعليمات والشروط والبرامج والمعلومات، لكن التطبيق العملي مهم جداً، كيف يطبّق المعلومات مع فريق عمله؟ وكيف يمكن له أن يقرر؟ وكيف له ألا يتردد؟ لأنه يجب أن يطبّق ما يعرفه مع فريق عمله؟ كيف يقرّر؟ كيف لا يتردد؟ كيف يصنع لحظة؟ كيف يكون أسلوب الإقناع عنده؟ كيف يقف ويتكلم عن تجربته؟ وطريقة الكلام وطريقة المعلومات وتصميمها، في أكثر من اتجاه.

ما هو الوقت المناسب لإعداد القادة؟

- لا يمكن تحديد وقت معيّن لإعداد القادة، إعداد القادة لا يستغرق وقتاً معيّناً، لأنه تعلُّم ودراية، وتتلمُذ، فهناك شخص عنده تلك الموهبة، وتلك الملكة، وهذه الصفة، هو تعلُّم وتدريب، هناك شخص سريع التعلم والتدريب، وهنا لا أتحدث عن برامج التدريب التقليدية، وبالتالي المعايشة لا تغيّر حياة الفرد بل تغيّر طريقة تفكيره للحياة.

من أي عمر نبدأ في إعداد القادة؟

- صناعة القادة تبدأ من البيت، والمنزل، والأسرة، والقيادة تبدأ من الصغر، ويجب أن نغرس داخل الطفل الشعور والإحساس بالمسؤولية، ربما من سن 4 سنوات، حيث يبدأ بتفهّم الأمور والانجذاب نحو الإحساس والشعور بالمسؤولية، فمثلاً تربية حيوان أليف مثل تربية قط، أو زراعة نبتة يكون مسؤولاً عنها، ومتى يرويها بالماء، ومتى يضع السماد، بالتوجيه مع أبيه أو أمه أو معلمه، ثم المصاحبة للطفل في رحلة أو جلسة أو في حفلة أو برنامج تطوعي، وبالتالي يبدأ بالتفتح، وبالتالي بداية صناعة القائد من البيت.

ما هي السن المناسبة التي نصنّف فيها أن إعداد القائد قد اكتمل؟

- من أفضل الطرق، إذا كان أقل من عمر الـ18 سنة في المدرسة وقبل التحاقه بالجامعة، في المدرسة نرى سلوكياته، وهل هو مؤثر في من حوله وهل له أتباع أم لا؟ وماذا عن أدبياته؟ وما هو رأي أصدقائه ومعلميه في طريقة تفكيره وإدارته؟ وبالتالي نستكشف حالة القيادة من البيئة التي تحيط بالابن وهنا ندرك إذا كان قيادياً أم لا.

هل التفوق الدراسي يلعب دوراً في مسألة إعداد القادة؟

- نعم، ولا، كثير من الأشخاص المتفوقين دراسياً يركزون في الدراسة والمذاكرة ويتركون الجانب الاجتماعي ويكون منفصلاً عن الناس، بين المنزل والمدرسة، ويكون دائماً محصوراً في حياته بين الكتب، وذلك في رأيي، القياديون ليسوا بالضرورة متميزين في دراساتهم، ويحصلون على امتياز، معظمهم يحصلون على تقدير جيد، أو جيد جداً، وقليلٌ منهم من يحصل على تقدير ممتاز، لذلك فإن القائد لديه اهتمامات أخرى بجانب الدراسة، وهي المسؤولية المجتمعية، فهو على تواصل مستمر مع الآخرين، ومع الأطفال والمراهقين، ويقوم بتحفيزهم، ويشاركهم آراءهم. وبالتالي من الشائع أن القائد ربما يحصل على تقدير جيد أو جيد جداً، وقليل منهم من يحصل على تقدير ممتاز، لأن القائد كما ذكرت لديه اهتمامات أُخرى غير الدراسة.

كم تبلغ نسبة مساهمة المسؤولية المجتمعية في إعداد القادة؟

- المسؤولية المجتمعية تسهم بنسبة 60% إلى 70% في إعداد القادة، وتعريف القيادة هي كيف أنك تخدم البشر.

ماذا عن مسألة البيئة والاهتمام بها؟

- بدأ اهتمامي بالعمل البيئي وأنا في الصف الثاني الثانوي، عام 1982، حيث كنت أهوى دراسة العلوم العلمية خاصة العلوم الطبيعية، مثل الرياضيات، والفيزياء، والكيمياء، والأحياء، ولا أميل إلى دراسة العلوم الإنسانية كثيراً، فتشكلت عندي رؤية في دراسة وتخصص البيئة والعلوم البيئية، وبعدما انتهيت من الدراسة الثانوية، والتحقت بالجامعة، وفوجئت بأن تخصص الهندسة البيئية غير موجود، وليس متوفراً، ولم يكن هناك سوى هندسة البترول، والهندسة الكيميائية، وكان هذا هو الخيار القريب من البيئة، والتحقت بهذا التخصص والبرنامج لأنه قريب من البيئة وقد كان مختلفاً قليلاً، وفي بعض المواد التي يمكن أن تعطي مفهوماً للبيئة لكن بشكل غير واضح، فدخلت ودرست وتعلمت واستفدت، لكن في آخر عامين، وتحديداً في عام 1988، سافرت إلى عمان في الأردن براً مروراً بالبحرين، كي أدرس خلال فترة الصيف المواد الإضافية المتعلقة بالبيئة.

هل تشعر أن هناك اهتماماً بالبيئة عن ذي قبل؟

- نعم، الاهتمام بشؤون البيئة الآن أكثر بكثير من ذي قبل، والأفكار تغيّرت، وقضية البيئة شهدت تطوراً كبيراً على مستوى الحكومات والاستراتيجيات وأيضاً في المدارس، لقد تغيّرت الأفكار، وأتذكر أنه في بداية التسعينات أسسنا جمعية أصدقاء البيئة، وتحديداً بين عامي 1990 و1991، ثم أصبحت رئيساً لمجلس الإدارة في عام 1996، وكان العمل التطوعي في المجال البيئي محدوداً جداً، ثم بدأ يزيد الوعي من خلال وسائل الإعلام المختلفة خاصة البرامج الإعلامية في التلفزيون وعن طريق الصحف الورقية، حيث صارت أنشطة كثيرة، لاسيما في المدارس والجامعات وفي المجتمع ككل.

* تأخر الزواج أبرز التحديات أمام الشباب مع الانشغال بأمور الحياة

- أنا اسمي عبدالعزيز، ولكن أنا استطعت أن أصنع اسماً لنفسي وهو "الشيخ الأخضر"، وهذا الاسم ليس للشهرة، وليس للتميّز، ولكن هي رسالة، كيف أن هذا الإنسان وهو من أسرة حاكمة، ولديه رسالة يريد أن يوصلها العالم، للصغير والكبير، وهي أن هذه الأرض هي أمانة، كيف نحافظ عليها ونبنيها ونعمرها ونكون فعلاً خلفاء على هذه الأرض. وفيما يتعلق باللقب، فقد أُطلق عليّ في بداية التسعينات مع اهتمامي بالبيئة، وحروف اللقب، نفسّرها على النحو التالي، الشين، هي من الشهامة، والياء من الأمر بالإحسان، والخاء، خدمة وطنه وأمته، والألف، أخلاق وقيم، لأن البيئة تركز على القيم والأخلاق، حيث الأخلاق الفردية، والأسرية، والمجتمعية، والوطنية، والدينية، والضاد، ضمير حي وواعٍ، يهتم بهذه القضايا والمسائل والموارد لأنها أمانة، ثم الراء، وهي تعني ريادة إنسانية وريادة بيئية، في أن نكون قدوة للمجتمع وخاصة الشباب، حتى يسلكوا مسارات ويسيروا على نفس نهجنا أو أفضل وأحسن منا.

ماذا عن جمعية الإحسان الخيرية؟

- جمعية الإحسان الخيرية تأسست في بداية التسعينات، وتحديداً في عام 1990، وكان الهدف من تأسيس الجمعية دعم وكفالة الأرامل، وبطبيعة الحال، الأرامل لديهن أبناء وبنات أيتام، وكانت الجمعية تضم عدداً محدوداً من الأرامل والأيتام، ومن ثم تحولت إلى مركز الإحسان الخيري، وصار تأسيسه بقرار من إمارة عجمان وأصبح مركز الإحسان الخيري ثم مع السنوات تطور العمل في المركز، وأصبح ليس على مستوى الأرامل والأيتام فقط، ولكن أصبح يقدم خدمات متنوعة للأسر الفقيرة والمحتاجة والمتعففة، بالإضافة إلى الأيتام وتطويرهم وتمكينهم والاهتمام بشؤونهم المختلفة والتحاقهم بالمدارس، والتعليم غير الصفي، وتنمية أنشطتهم ومهاراتهم المختلفة، كما ركزت الجمعية على الجانب الطبي والصحي، وتوفير الخدمات الطبية والصحية لمن لا يمتلكون تأميناً صحياً، وكذلك للفئات التي ليس لديها المال الكافي للحصول على العلاج، وكذلك للفئات التي ليس لديها مبالغ لتأمين مصاريف العلاج.

كم عدد المستفيدين من خدمات الجمعية؟

- عدد المستفيدين من خدمات الجمعية نحو 8 آلاف أسرة من جميع الجنسيات حول العالم، حيث تبلغ النسبة تقريباً 30% من المواطنين الإماراتيين، و70% من الجنسيات الأخرى المقيمة بشكل رسمي في دولة الإمارات العربية المتحدة.

ماذا عن التعاون القائم بين جمعية الإحسان الخيرية والجمعيات الخيرية خارج الإمارات وعلى سبيل المثال المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية في البحرين؟

- هناك تعاون بين جمعية الإحسان الخيرية والمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية بشكل فردي، وإن شاء الله سوف يكون هناك تعاون بشكل مؤسسي قريباً، كانت هناك زيارات متبادلة، والآن نحن لدينا تصريح داخل دولة الإمارات، وليس لدينا مشاريع خارج البلاد إلا من خلال جمعيات أخرى، وسوف يكون هناك تعاون بيننا وبين المؤسسة الملكية سواء في مشروعات داخل أو خارج البحرين، وبالتالي نستطيع أن نقول إن هناك تعاوناً مرتقباً بين جمعية الإحسان الخيرية والمؤسسة الملكية للأعمال الخيرية بشكل مؤسسي قريباً، سواء كان هناك مشروع معيّن داخل البحرين، أو خارجها، عن طريق الشراكة، ودراسة القدرات والخبرات المختلفة من أجل تبادلها والاستفادة منها في أعمال الخير.

هل لنا أن نتطرّق إلى الشباب وقضاياهم المختلفة؟

- الشباب الآن لديهم تكنولوجيا سريعة، ومتاح لهم كل شيء، بطريقة سريعة وجاهزة، سواء الغذاء أو التعليم والإنترنت وغيرها، لكن هم في الوقت ذاته، يحتاجون إلى طريقة الحوار والتواصل وكيفية أن يوصل الشباب رسالتهم، وكيفية المواجهة والتعامل، وهذا لدينا، وما تعلمنا ونشأنا عليه، ونحاول أن نغرسه في الشباب، حتى يصبحوا قدوة لغيرهم ويكونوا نماذج يحتذى بها، خاصة عندما يجلس الشاب أمام الجمهور وهو يتحدث إلى الآخرين، ويشارك قصته ويشارك في مشروع معيّن بطريقة ممتعة، ويكون قادراً على أن يكون صانعاً لريادة الأعمال، ولذلك نحن ننصح بالتركيز على جانب المهارات والتي فيها تعاون وتواصل مع الآخرين بطرق مختلفة خاصة عن طريق الكتابة أو من خلال الكمبيوتر، وكيف يمكنه أن يتواصل ويعبّر عن ذاته وكيف يمكنه الاستماع إلى الآخرين، لأن التواصل مع الآخرين لا يكفي أن يكون عبر التواصل التكنولوجي، بل أن يكون تواصلاً فعلياً، روحاً إلى روح، ونفساً إلى نفس.

هل لنا أن نتطرق إلى التجربة الإماراتية الملهمة في النهضة والتطور وتسخير كافة الإمكانيات من أجل المواطن الإماراتي؟

- الإمارات بفضل الله ثم بفضل قادتها وحكامها اهتمت بأن الإنسان هو الأول سواء كان إماراتياً أو عربياً أو أياً كانت جنسيته، سواء كان عاملاً أو موظفاً أو مقيماً أو زائراً له مكانته وخصوصيته وحمايته، هذا في المقام الأول، ثم الأمر الثاني، وهو الاهتمام بتوسعة البنية التحتية في الإمارات، حيث استطاعت دولتنا أن تسبق الكثير من الدول التي لديها الإمكانيات والموارد، وهذا هو الفارق بين الإمارات وغيرها من الدول، التي ارتكبت أخطاء فيما يتعلق بالبيروقراطية، وهو ما تفوقت به الإمارات عن غيرها من الدول، حيث القرارات في الإمارات تتخذ بطريقة سليمة وسريعة وفي نفس الوقت تصنع المستقبل، وبالتالي كان التركيز على التعليم وبناء الإنسان، واستطاعت أن تؤهل الشباب الذين سوف يكونون هم قادة المستقبل، حيث يشاركون في القرار وفي صناعة المستقبل، وبالتالي القيادة دائماً واعية ومتقنة ولديها تنبؤ خاصة ما يتعلق بمسألة التغيير، وهذا فيه بعد نظر في الإمارات، وبالتالي نحن نلمس هذا بفضل الله تعالى، حالة الوئام الموجودة بين الجنسيات في دولة الإمارات، حيث لدينا في الإمارات أكثر من 212 جنسية وهناك تناغم واحترام ووئام بين الجميع، والكل يعيش فيها باحترامه وقدراته ووظيفته ومكانته، وهذا ما يعزز الشعور بالانتماء والولاء لدى كل من يعيش على أرض الإمارات حيث يشعر وكأنها بلده، وهذه هي القيمة التي تتعلق بكل من يزور أو يعيش في الإمارات وهو شعور وكأنه في بلده. وبالتالي نستطيع أن نذكر ونؤكد أن هناك نحو 212 جنسية تعيش في دولة الإمارات في إطار من التعايش السلمي والتسامح الديني والوئام من خلال احترام الديانات والثقافات المختلفة وكل شخص يحصل على حقه كاملاً في احترام ثقافته وديانته وفق القانون، وبالتالي لا يشعر الشخص أنه غريب بل هو يساهم في نهضة وتنمية وخدمة الإمارات، كل على حسب مهنته وقدرته يساهم في تنمية دولة الإمارات، وهذا الشعور الذي يصل إلى جميع من يعيش في الإمارات يرسخ مسألة الولاء والانتماء لهذه الأرض، وعلى سبيل المثال، في "إكسبو دبي 2020" استضفت الكثير من رؤساء الأجنحة من الدول الغربية والأجنبية وحضروا دعوة على العشاء وسألتهم عن ماذا يميز "إكسبو دبي 2020"، فأجابوا بأن الإمارات تتميز بمجموعة من الأمور المتميزة، وأبرزها أن الدولة تنعم بالأمن والأمان والسلام، وقد حصلوا على الترحيب والحفاوة من جميع الجهات خاصة مسألة تقبّل الجميع والاحترام المتبادل بين جميع الجنسيات وصار هناك تعارف بين جميع الشعوب المختلفة الموجودة على أرض الإمارات.

ما أبرز التحديات التي تواجه الشباب من وجهة نظركم في هذه الأيام؟

- أعتقد أن مسألة تأخر الزواج أبرز التحديات التي تواجه الشباب في هذه الأيام، خاصة مع انشغال الشباب والفتيات على حد سواء بضرورة الانتهاء من العملية التعليمية خاصة الجامعية، ثم بعد ذلك الانشغال بتكوين القدرات المالية وتبنّي أفكار ومشروعات اقتصادية وغيرها، ولذلك لابد من الاهتمام بهذا الأمر خاصة ما يتعلق بتكوين الأسر والمجتمعات، وهنا نحن نتحدث عن المستوى الخليجي والعربي، خاصة وأن البعض يعتبر الالتزامات المادية عائقاً أمام إتمام الزواج لكنه ليس في الحقيقة عائقاً جوهرياً، لكن أحياناً يتعلّق الأمر بالجانب النفسي، فعلى سبيل المثال، ليس بالضرورة ربط إتمام الزواج ببناء بيت أو منزل، لأن الأمر يتعلق بتأسيس أُسرة، وتكوين ذرية، ومن يُكمل المسيرة في الحياة، وبالتالي الزواج يجنبك مشاكل كثيرة في الحياة خاصة ما يتعلق بالغزو الفكري، لأنه من خلال الزواج يُشبع الشاب رغبته وحاجته الفسيولوجية والنفسية والجنسية والمجتمعية والدينية، وهي أهم شيء.